الشيخ سمعان البار
وخرافة الغلمان والأشرار
خبر سارّ: الكنيسة القبطيّة بريئة من اختراع خرافة هذا المقال..
وخبر ضارّ: رغم أصولها البيزنطيّة فإن أبناء الكنيسة القبطيّة أكثر احتضاناً وحميميّة وحماية لهذه الخرافة البغيضة..
الخُرافة معروفة.. وتلخيصاً لمن لا يعرفها، فهي تدّعي أن الشيخ سمعان البار المذكور في إنجيل لوقا من الذين اشتركوا في العمل في الترجمة السبعينيّة، وحين وصل لترجمة قول النبيّ إشعياء "هوذا العذراء تحبل وتلد" تعجَّب وخاف ان يقوم بالترجمة الأمينة حتى لا يجلب الهزء على كتب اليهود ففكَّر في ترجمتها بتصرّف فتصر "هوذا الفتاة"، ولكن ملاك الرب ظهر له وأمره أن يترجم ما يقرأ، ووعده بأنه لن يموت قبل أن يُعاين المسيح المولود من عذراء كما تقول النبوّة التي فكّرد من جانب أصدقاء الخُرافة يكشف الحال المستوجب الغضب والشفقة في آن الذي تردّى إليه أولئك، وأفسد غير قليل من جمال الكنيسة
وباختصار لطرد هذه الخُرافة التي لصقت بسخافة باسم الشيخ البار حامل الرب سمعان
خرافةٌ قام على تلفيقها أشرار ليستفيدوا بخبث محتواها، ويقوم على حمايتها غلمان من ذوي الغيرة بغير معرفة ولا ضمير،
باختصار لطردها أكتفي بطرح أربعة أسئلة، لازمة الإجابة لمن يصرّ على شراء هذه الخُرافة:
1
الحوار في تاريخ التفسير حول "إش7: 14" كان عارماً
بدءً من أوريجين وحتى الآن مروراً حتى بمراهنة مارتن لوثر لليهود
وكل من دخلوا الحوار العظيم لم يذكروها مما يفيد قطعا أن أحداً من هؤلاء المطّلعين لم يعرفها
فما هو سبب جهلهم بها؟ ما هو السبب إن لم تكن غير موجودة أصلاً في الوقت الباكر ولم تكن ذات احترام في الوقت المتأخِّر؟
(واضح أن سبب ظهور الخرافة أصلاً هو مساندة متأخِّرة، ساذجة من وجه وشريرة من وجه آخر، للجانب المسيحيّ في هذا الجدل الممتد، مع عدم حاجة الإيمان المسيحيّ لهكذا خرافات حتى يفوز)
2
كيف يخلو التاريخ بكل إشاراته من ذكر حياة استثنائية امتدت فوق عُمر الإنسان الطبيعيّ؟
(وبمناسبة التاريخ، فلو كان للخرافات أن تُؤخَذ كأدلّة تاريخيّة لكَفَت خرافة أُخرى متعلقة بالسبعينيّة شر هذه الخرافة،إذ يُقال على مقهى التخاريف إنّ شيوخ الترجمة قام كل منهم بترجمة بمعزل عن الآخرين ليخرجوا فيجدوا كل الترجمات متطابقة..
بينما هو واضح من قصّة خرافة محاولة سمعان لتغيير الترجمة أنه كان منفرداً مطمئناً أن ما سيقوم به سينجح في إخفاء المعنى الذي لم يقتنع به
فكيف فكَّر سمعان أن يغير الترجمة بمفرده دون أن يتفق مع بقية الشيوخ حتى لا تفتضح محاولته؟
ولكن أعودُ لسياقة المُلاحَظَة الدائمة بشأن الإيمان بالخرافات كيف أنه يمسخ الأذهان لتقبل النقائض
وبالمرّة للتسلية يمكن ان أنفع أصحاب الخرافة بإعادة صياغتها ببعض الإحكام فيجعلون سمعان قد فكَّر في نفسه في تغيير الترجمة وعاد فقال: سأضع خطّاً تحتها لأنبه بقية الزملاء المترجمين الشيوخ حتى لا "تتبعزق الحكاية"
وللشغوفين بالمزيد عن قصّة السبعينيّة، فهذا رابط لموضوع يضبط سيرة الترجمة السبعينيّة بين والخُرافة)
3
كيف يخلو الإنجيل من هكذا قصة؟
لم أبدأ بسؤال الإنجيل لمدّ حبل الصبر مع افتراض أن الخرافة بها شئ من التاريخ، ولكن بعد ظهور خلوّ تاريخ الجدل وتاريخ البشر منها، حين لزم ظهورها، فأسأل السؤال المحرج والذي معه يلزم طاطئة رأس ناشري الخرافة في الكنائس، فهل من إجابة؟
يقولون ببغائيّة معتادة إن الإنجيل لم يذكر كل شئ.. وهل هكذا خرافة "شئ"؟ وهل اتصالها القويّ المزعوم زوراً بقصة وعد الوحي لسمعان برؤية الرب "شئ"؟ أم الإجابة أي كلام واي شئ؟
من يريد الدفاع عن الخُرافة فليوجاه احتمالات الإجابة المنطقيّة:
إما أن كاتب الإنجيل ركيك غير مُتَمَكِّن، حاشا، حتى يُغفِل قصة خطيرة الدلالة حال حدوثها، أو أنها غير موجودة.. ومع تذكّر أن الكاتب هو لوقا الذي كان مُتتبِّعاً بكل تدقيق للأحداث وتوثيقها، بما هو غنيّ عن البيان، فكيف يخلو إنجيله حين تعرّضه لشخص سمعان البار بقصّة خصيصة به وبذات الموقف الذي يعرضه الإنجيليّ؟
(ملاحظة: إن ربط النص الإنجيليّ بخرافة ينقضها ذات النصّ لخلّوه منها هذا الربط الببغائيّ بين ادعاء وبين دليل بطلانه مظهر بشع للمهانة التي يصنعها غسيل المخّ بماء الخرافة العفن)
4
أين لزوم هذه الخُرافة في المنطق؟
وفوق كون التهمة باطلة فهي غير ذات موضوع بالمنطق اللغويّ والتفسيريّ..
فلو جاز افتراض شبه المستحيل أن البار يزوّر بل وفي ترجمة النبوات، فإنه ما كان بحاجة أصلاً للتورط في هكذا قضية شنيعة، لا تفسيريّاً ولا لغويّاً.. فأما تفسيريّاً وقبل الدخول في قضيّة الترجمة أصلاً فلم يكن فيها ما يتعب ذهنه في التفسير، حتى مع افتراض عدم إيمانه بميلاد المسيح شخصيّاً من فتاة عذراء، ذلك لأن "العذراء ابنة صهيون" كتفسير جمعيّ يخص أمة اليهود يجعل الشاهد بلا إشكال أمام احد خبراء التفسير في مجمع اليهود،
والمجاز أمر احترفه مفسرو اليهود، وبالمناسبة فهذا في ذاته تفسير صحيح ولازم كوجه من اوجه عملة النبوات الإلهيّة بتحقيقها جمعاً في كل الشعب ومنفرداً في شخص
المسيح كجامع لكل مختاريه في شخصه، وما زاد في الإنجيل عن العهد القديم هو إضافة تحقيق النبوات في شخص المسيح دون نفي سابق تحقيقها رمزيّاً في عموم الشعب
والأمثلة تترى، وما كان على من يتشكك في النبوة إلا أن يكتفي بالتفسير الجمعيّ لها دون أن يورِّط نفسه في غش وتزوير.. فإن واجه سؤال أي "آية" تكون في هكذا تفسير فالإجابة بسيطة وحاضرة أن الآية هي في غلبة صهيون الضعيفة على الملكين المهددين لها.. فات النصّاب المجرم مزور الخرافة أو بالأحرى فات من ابتلعوها هذه النقطة، كما فاتهم النقطة والنقاط التالية:
فأمّا لغويّاً: فالكلمة اليونانيّة في السبعينيّة "بارثينوس" تحتمل من حيث المبدأ كل معاني الكلمة العبريّة "علما" إذ يصحّ معها في العموم كون المرأة فتاة من فتوّة الصبا أو عذراء لم يسبق لها الزواج..
فيكون أن ترجمة سمعان الشيخ ليس بها ما يُتعِب ضميره أصلاً.. ولا الكلمة العبريّة تلزمه بشعوزر الحرج بمعجزة تفوق التصديق..
اللغة عبرياً ويونانيّاً تحتمل معنيين والتفسير به فسحة لتقديم المعنيين اللغويين بلا إعجاز أصلاً.. ما كان أغناه عن التزوير حاشاه أصلاً من هكذا ادعاءات سخيفة وسفيهة..وسفه
وأعود للتسلّي بابتسامة لطيفة فأنصح أهل تلك الخرافة بمزيد من إحكام خرافتهم! ماذا مثلاً عن تجريبهم إضافة تفكير سمعان بين نفسه قائلاً: "لأتحايل على النص فأجعل الكلمة ذات ترجمة تحتمل المعاني" فهكذا يكون سمعان أكثر اتساقاً مع واقع الحال اللغويّ للنصّ وترجمته جميعاً، فيتحاشون بذلك على نقطة من نقاط انفضاح الخرافة، وتكون شيلتهم هكذا أهون:)
فالآن بعدما تجاوزتُ مجافاة الخرافة للذوق الصحيح وتماشيتُ مع فحصها كواقعة ماديّة،
وثبت كتابيّاً وتاريخيّاً ومنطقيّاً وتفسيريّاً ولغويّاً أنها لا محل لها من الوجود أصلاً، أتى دور مفاجأة السذج من انصارها بما يرتكبون في حق كرامة أنفسهم وإيمانهم لعلّهم يخجلون ويستفيقون.. إنهم ينسبون الغشّ في أقدس المقدسات
لأبرّ شيوخ المجمع (بحسب اعتبارهم أن سمعان كان وقتها شيخاً في المجمع) وليس فقط الغش، ولكن عدم تصديق أن النبوّات حقيقيّة كما هي مكتوبة.. إنها تهمة لضمير وإيمان الرجل من حيث المبدأ وليست خطيئة ضعف أو خوف شخصيّ..
فألصقوا بسيرته المهانة الكاذبة من حيث توهموا تكريمهم له، وتبرّعوا بتهمة باطلة مجاناً لحساب أعداء الرب، فشيوخ المجمع هم السلطة العليا المشرفة على نساخة الكتب المقدسة ذاتها لا مجرد نسخها المترجمة..
ولا يبق لـ"اذكيائهم" إلا الاحتماء وراء "الملاك" الذي"ظهر" و"حفظ الترجمة ليقولوا أن "كذب" الشيخ البار لم يفسد مقادس كلمة الرب.. ولكن هنا نكتة نكات الموضوع النكد (اقصد موضوع الدفاع عن الخرافة الذي هو أتعس وأنكد من صٌلب الخرافة نفسها).. لقد فاتهم أن نصف الخرافة الاول يكذب نصفها الثاني ليكذب بعده أي محاولة للدفاع عنها.. لقد سبقت الخرافة فادّعت في رأس قصتها ما لم يعِه من يدافعون عنها أن أبرّ شيوخ المجمع لا مانع لدى ضميره في تزوير ترجمة المكتوب المقدس فماذا يكون حال غيره؟
ما الذي يجعل القصة السفيهة هذه غير مزورة من عمل شيخ آخر أراد الدفاع عن تزوير الترجمة؟ طالما جاز الغشّ على الأبرّ في الشيوخ بل والغش في صٌلب النبوة الإلهيّة ومحاولة نقض لمكتوب الذي لا يُنقَض.. إنهم يعودون ببلاهة لادعاء حصانة قصتهم إذ لم يفتها القول إن الرب تدخّل وضمن عدم تزوير ترجمة المكتوب، وهي القصة التي فتحت بابهم لقبول الغش والكذب ورفعته على أعلى عموديه: أبر الرجال يكذب، وفي أقدس المواضيع!! "فاتتهم دي" :( ليت الرب يعف عن كنيسته من غيرة الدببة..
وبالمناسبة لقد قام اليهود بترجمتين فعلاً غير السبعينيّة ولم يظهر ملاك ليحفظ الترجمة، وعلى الماشي: ففإن من عناصر الخرافة المُركَّبَة هذه ان كل الشيوخ كانوا يترجمون منفردين ليلاً ليتفاجئوا نهاراً بتوافق حرفيّ مذهل في ترجماتهم، ويبدو أن سمعان الشيخ في الخرافة لم يدر بأن هناك من يترجم معه، وإلا كان حقيقاً به أن يتفق معهم بدلاً من أن يأخذ راحته في غشّ الترجمة..
حاشا له ولكن فحش الخرافة يلزم الواحد بمجاراتها..
هكذا إذاً "أكرموا" النبوات و"أكرموا" سمعان الشيخ بخرافة أعمت عيونهم وضلّوا عن كرامة إيمانهم ونفوسهم إذ لم يعرفوا الكتب ولا كلام الـله..
كل شئ مع أهل هذه الخرافة يسير بالعكس!!!
وبعد التسلية، وللجادين، فهذا:
مقال دقيق لعلّ به مزيداً من الأدلّة غير المسبوقة وتفنيداً أو تصحيحاً للأدلّة غير الدقيقة، في تاريخ هذا الجدل..
ومزيد
وبعد كل ذلك ورغم كل ذلك فإن المتمسكين بأي شئ ينسبونه للتقليد الصحيح دون وجه حق، أحياناً كثيرة بغير وجه معرفة، وأحياناً قليلة بغير ضمير، وأحياناً بغير كليهما، فإن اولئك لا يعدمون محاولات توافق حالهم، ولقد عَرَضَ لي غير مرّة محاولة مضحكة لـ"توثيق" هذه الخُرافة!
فكيف حاولوا "تحقيق" الخرافة بشكل العلم والبحث؟
الخِفاف فيهم "يخبطون" إحالة القصة إلى "تقليد اليهود" مراهنين على تصديق السامعين لا اكثر.. هكذا تنجح الأمور في المجتمعات الفاقدة للوعي وللرغبة في الوعي.. من الطريف أن اليهود الذين قاوموا ترجمة "علما" بكلمة "بارثينوس" لشمولها من بين ما تشمل من معاني معنى العذراء، وأصرّوا على ترجمتها بكلمة "فتاة" فإنهم يملكون في تقليدهم ما يفيد أن الملاك أوصى بكونها "بارثينوس".. "فاتتهم دي" أعني فاتت أنصار الخرافة لا اليهود :) :)
وأما متوسطو الوزن نسبياً، بين جوقة مناصري الخرافة، فقد أتى بعضهم بادعاء يزينون به الخرافة بما ينقضها بالمزيد كالعادة، حين طرحوا إشارة افتراضيّة واردة في بعض المصادر تفيد بأن سمعان الشيخ هو ابن هليل المعلم التلموديّ الكبير.. هكذا ظنّوا أنهم أثبتوا شيئاً أو حقّقوا عنصراً للخرافة، ولا أفهم أي عنصر للخرافة ظنّوا انهم ساندوه بها الافتراض، ولكن ما فاتهم النظر إليه هو أن هليل مولود نحو 110 قبل المسيح، وهذا يغلق الطريق على سمعان ليلحق بالترجمة السبعينيّة التي توقَّفَت نحو منتصف المئة الثانية قبل المسيح، ما لم يكن أكبر من والده ببعض عشرات من السنين..
ويكفي
لا آخذ في الاعتبار ما يأخذه البعض من رفض الخُرافة استناداً إلى تحديد عمر الإنسان بـ 120 سنة في (تك6: 3)، فهذا لا يقوم من حيث المبدأ مقابل افتراض المعجزة الخصوصيّة، فضلاً عن أن التفسير الرائج ذاته لا يوافق الصواب،
وأما التفسير الصحيح عندي لتحديد أيّام الإنسان بـ 120 سنة فهو هذا التفسير غير المسبوق الذي وضعتُه أولاً بالإنجليزيّة لبعض المنتديات المُختَصَّة:
النسخة الإنجليزيّة الأصليّة
النسخة العربيّة
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
ونرجع مرجوعنا، وليس المنتهى بعدُ.. صحيح ما سبق كفى للإثبات، ولا حاجة من ثَمَّ لمزيد، فالثابت لا يُثبَت، ولكن المزيد التالي هو لفضح خرافة لاحقة غير الولى، وهي الخرافة التي تقوم كحارس على كل الخرافات
وتؤمن لهنذ الإقامة المستريحة في الضمائر والأذهان دون قلق.. أعني خرافة أن الكبار يقولون ولو كانت تلك خرافات لنبهنا الكبار لها.. والآن توفرت لي مادة فقرة مزيدة أكرمني الرب بوصولها إليّ من واقع مقال لأسقف معروف جداً:ه
قلتً:ه
أين الخُرافة في الإنجيل؟
أين هي في كل الكتابات الهائلة التي درست موضوع النبوّة؟
أين هي في التاريخ؟
أين هي في المنطق؟
وأضيف هذه المرّة:ه
بل أين هي في قناعة كبار المسئولين؟؟؟!!!
نفتح فقرة جديدة لهذا السؤال الذي يزيل بالمرّة الخرافة الحارسة!:
خرافة مزيدة: الخرافة الحامية للخرافات الجاثمة
هذا مقال ،كتبه الأنبا رافائيل في مجلة الكرازة، الجمعة 6 أغسطس 2004، العددان 25-26، السنة الثانية والثلاثون، صفحة 12..
وكأنه كان يتبرّأ من الخُرافة دون تصريح،
فسمعان لديه تلقّى وعد رؤية الرب قبل انطلاقه من الجسد "إذ هو رجل الـله المشغول بمجئ المخلًص لذلك لذلك لذلك أُوحيَ إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب"!!! لـ"ذلك" وليس لمحاولته تزوير الترجمة..
سمعان لدى الأسقف البارز في مقاله المنشور في المجلّو الرسميّة لرئاسة الكنيسة هو رجل الـله المشغول بتعزية إسرائيل، وليس المترجم المشغول !بتغيير الترجمة
الأنبا رافائيل ليس فقط لا يقبل الخرافة، ولكنه يتبرّأ منها ضمنيّاً، بنوع من الصمت، يتبرّأ ليس فقط بتحاشي ذكرها حين وجب ولكن بوضع بديل تفسيريّ طيب لها..
وهي براءة ناقصة.. تقدير عذرها لدى الرب ولكنّها كـ"براءة" تبقى ناقصة أيّاً كان عذرها..
ولكن السؤال هذه المرّة هو: الذين يدافعون عن الخُرافة ويهاجمون من يطلب بوضوح نفضها خارجاً وتنظيف الساحة منها ومن أخواتها الخرافات، أولئك المساكين لديهم خرافة أُخرى تسند أيّة خُرافة يصدقونها
الخُرافة المزيدة هي تصوّرهم أن كل الصامتين يؤمنون معهم بما يؤمنون هم به، ولأسمِّها خُرافة آثمة تحمي خرافة جاثمة
فإذاً يفوت أولئك الصامتين الكبار أن الخرافة التي لا يصدقونها هم تحتمي بصمتهم، وهم يبقون عليها ويحصّنونها
ويفوت جمهورهم المُغفَّل مواجهة حقيقة أن خرافاتهم عريانة من الاحتماء بتصديق قادتهم لها
وآن لهم معرفة ذلك ومواجهته لعلّه ياعد في سرعة نفض كل هذا العَفَن من ضمير أبناء الكنيسة، أقول أبناء الكنيسة ولا يُعنيني المُتَنَطِّعين فيها..
أين الخُرافة في الإنجيل؟ أين كتابات ملأت التاريخ والجغرافيا ارتبطت بذات الموضوع؟ أين في التاريخ؟ أين في المنطق؟ بل أين هي في قناعة كبار الصامتين؟؟؟
هي فقط في أذهان مسكينة تتبّع غير ذوي الضمير الذين دسّوا هذه التُرَّهَة الدنيئة
التي لا أزالُ
أنادي بإعلان تنقية السنكسار القبطيّ منها بغير رجعة ولا فسحة ومن يخاف، لحكمة مُقَدَّرَة، من نتائج صدمة الجمهور، فليطمئن أن من تشبّع بالخُرافة تشبّع قبلاً بأن البابا أي بابا هو على حقّ ولن يصدمه أي إجراء يعتمده رئيسة الكهنة..
تسجيلات مُرتبطة
ومع ذلك سيكسر سمعان قلمه!!: حوار واقتناع وإصلاح سكتش لطيف
التقليد والكتاب المقدس في قول وجيز نجيز
خُلاصة تفنيد الخُرافة المتطاولة على الشيخ سمعان البار - مقطع من جولة ارتجاليّة على بالتوك
مُحاضَرَة ارتجاليّة على بالتوك: نماذج للخرافات، وميكانيزم تسلّلها، وبعض مَضارّها
كوكتيل أبوكريفا وخرافات في رحلة
مُناقَشَة مع أحد الكهنة في سيمينار من عِدّة سيمينارات لمجموعات متتالية من الكهنة حديثي الرسامة، كُلِّفت بها - المناقشة دالة على قدر تخريب الخرافة للعقول :( اسمعوا ولا تتعجبوا كيف أن الكاهن الشابّ يخلط بين .. الكاتب والناسخ والمترجم، ثم يعمد للبحث عن نصّ الخرافة في إنجيل لوقا، وينتهي لحالة صدمة.. مشاهد مماثلة تكرّرت مع المجموعات التالية من الكهنة حتى وقفت على الحجم المريع للمشكلة.. ربنا يرحم!
ريبلاي عاجل بدعوة به تلخيص لضبط الخرافة
جولة شاملة وحاسمة
نموذج مسموع حيّ لفداحة الحال
بدأت هكذا:
دخلتُ غرفة كنت أحد روّادها ومؤسِّسيها وصديق لمالكها، وسياسته إفساح المجال لطالبي الخدمة وفوق ذلك فطبعي عدم إخجال الطالبين طالما لن أقدر على مداومة خدمة الغرفة، ما أفسح المجال لغي الجديرين، وعلىكل حال دخلتُ مرّةً بعد طول تغّيب فوجدتُ بعض "تلاميذ قمص الدفاع" :)
يتكلمون ببّغائيّة مألوفة عن الخرافة المتطاولة على سيرة سمعان البار، فاستأت لتسّرب أولئك للغرفة في غيبتي، وقدَّمتُ تفنيداً لطيفاً لها
فاستسهل البعض التطاول على إيماني الغالي، تحت حماية أدمن تنقصها الكفاءة بوضوح، (ندموا جميعاً ماتخافوش :) كمّلوا متابعة جاي لكم)، وأغلقوا فرصة الرد بعد تكرار كلامهم، فاكتفيت من التسجيل بما يكفي لإظهار خيبة الحال، وخرجت:
الحلقة الأولى:
تفنيد لطيف مختصر مع رد أصحاب الخُرافة بما يفضح ما صنعت الخرافة في العقول والضمائر
بعدها تأسَّفت لي المالكة الشريكة للغرفة لسماحها بدخول أولئك لإدارة الغرفة، وعرضت عليّ الاجتماع في غرفة مغلقة يقدمون فيها اعتذاراً، مع الدخول جميعاً بعدها للغرفة للاستماع لمحاضرة عن الموضوع أقدِّمها لتصحيح هذا الخبل، فطلبت تاجيل ذلك يوماً آخر لضيق الوقت والمشغوليّات، ولكنِّي حرصت على الموافقة لكونها فرصة لتصحيح هذا الخبل في غرفة تحاربه دون أن يجرؤ أحد من أنصاره والمنتفعين به على الرد..
وفي الميعاد تغيبوا عن الحضور، مع معرفتي بإبلاغهم، فأعلنت توبيخي الواجب:
الحلقة الثانية:
توبيخ المتهرِّبين
بعد ساعة أتت الأدمن التي أساءة إدارة الحلقة الأولى، وقدمت شرحاً لموقفها وأسف عنه في غرفة مغلقة، وأفادت بأنها كانت توافقني، ولكنها لم تعلن ذلك!! وكشفت عمّا يفضح استعباط "قمص الدفاع" ذاك أكثر من مرّة..
بينما واصل آخر تهرّبه من الحضور، وآخران لم يكونا أدمنز ولم يُدعيا أصلاً..
الحلقة الثالثة:
أسف وإعلان خطأ، وتقدير لشخي المتواضع، وكشف لبعض مما وراء الكواليس - التسجيل مختصر بعد حذف آخره الذي تطرّق لمواضيع أُخرى
بعد يومين آخرين قدمتُ المحاضرة التي وعدتُ بها فدخل المتهجِّم الذي سبق تهرّبه سراً وظهر عندما طلب الرد أنه ادعى كذباً خروجه لانشغاله بينما بقي تحت اسم آخر
وقال رداً مستفيضاً يعبِّر خير تعبير عن رأيه وأدلّته، وكشف بداهةً كيف أنه كذب بشأن دعائه الخروج لعدم توفر الوقت والاهتمام لديه..
وأعلن أنه لن يدخل كأدمن مرة ثانية، والحقيقة أن القرار لم يكن قراره، ولكنه لم يكن بطلبي أيضاً..
لم يفتني شكره على تسجيله الذي أثرى بأدلّة حيّة مسموعة القيمة التوثيقيّة لهذه المجموعة من التسجيلات، ودلّ على أي حال تحدثه الخرافة في ضمير وعقل ضحاياها.. مع شكر زملائه بالمرّة على مداخلاتهم المتواصلة عبر التكست والتي تظهر ضمناً في الردود الصوتيّة..
(الجلسة طالت بعد ذلك في مواضيع أُخرى فتم الحذف للتخفيف - أكثر الجولة كان ضحايا الخُرافة لا يطلبون الكلام ويكتفون بالشتائم على التكست ويظهر ذلك في الرد الصوتيّ في التسجيل)
الحلقة الرابعة والأخيرة:
محاضرة ضد الخُرافات، مع رد من جانب أصدقاء الخُرافة يكشف الحال المستوجب الغضب والشفقة في آن الذي تردّى إليه أولئك، وأفسد غير قليل من جمال الكنيسة، وتعقيب من جانب شخصي المتواضع.
مجلَّد رفيع المستوى وغير مسبوق عن مقابلة السبعينيّة كترجمة بالمازوريّة كأصل