+

دم المسيح ليس كفّارة عن الخطيّة!

 




فهرس:
تمهيد
ماذا فعل المسيح في الخطيّة؟
مثال للفرق بين "التطهير" و"التكفير" أو بين "الطهارة" والكفّارة
أربع مرّات تَرِد كلمة "كفّارة" ومُشتَّقات منها، كترجمة خاطئة!
كيف وردت الكلمة محلّ النظر في بقيّة الترجمات؟
مدخل الخطأ في الترجمات العربيّة
أما بقيت كفّارة في عمل المسيح؟
الخطأ الشائع هنا ليس أفضل من الصواب المجهول







  تمهيد لازم قبل القراءة


  يلزم أخذ وضع الاستعداد لمفاجأة، وتجهيز النفس للتعامل مع صدمة!
  الكلمة محلّ المُراجَعَة هذه المرّة أخذت شهرة وعمّت استعمال كل الطوائف والمفسرين والواعظين، وهي ذاتها من الكلمات الأكثر بروزاً في حصّالة المفردات الثيولوجيّة، وتُبنى عليها النظريّات وحُرِم الكثيرون على شرحها المُخالِف لشرحها الرسميّ، وفي كل ذلك لم يتوقَّف واحد عند الكلمة في الترجمة العربيّة على خطئها الظاهر الذي تسبق تخطئته أي خلاف، وسيُقرّ به كل الفُرقاء حتماً متى وُوجهوا به

   إنها كلمة "كفّارة"!!!

  - هي صدمة قويّة: نعم،
  - ولكثيرين: "نعمين"،
  + ولكنّها مؤقّتة: قصيرة الأثر الصادم،
  + ونتيجتها الطيبة دائمة: هي للخير وللفهم ولتنقية الذهن من كلمة تشوِّش المعنى العالي والغالي لفداء المسيح، وعلاجه الإلهيّ الشافي من الخطيّة،،،






  ماذا فعل المسيح في الخطيّة؟


   + رفعها:
   هوذا حمل الـله الذي يرفع خطيّة العالم

  ++ أبطل حكمها:
  محا الصك الذي كان علينا الذي كان ضدّاً لنا في الفرائض،

   +++ طهّر منها:
  دم ابنه يسوع المسيح يطهّرنا من كل إثم،

   ++++ غسّل عنها:
  الذي أحبّنا وقد غسّلنا من خطايانا،

  +++++ دانها:
  دان الخطيّة في الجسد،

  ++++++ يزيلها من الوجود حين يغفرها:
  خطاياكم لا أعود أذكرها!!!
  (ما يغيب عن "تذكّر الرب" يغيب عن الوجود لولا يعود شيئاً، لأن الرب ضابط الكلّ ويعلم كل شئ)

  +++++++ وبالجملة يخلق إنساناً جديداً:

  ماذا تقول هذه الشواهد الكتابية؟
  تقول إن تعامل المسيح بمغفرته ضد الخطية كاسح ماسح مدمر لها من كل وجوهها،
  يدينها فتصير مدينة لا تدين هي
  يرفعها فيزيل وطاة ألمها بإزالتها ومحوها هي ذاتها،
  يطّهر منها فيزيل أدرانها وآثار عدواها وسابق وجودها ذاته،
  ينساها فتصر كأنها والعدم سواء،
  نسيان الرب لشئ هو حكم بالإعدام لا بالنفي لا على وجوده فحسب بل على مجرد ذِكره،
  مغفرة المسيح للخاطئ ليست كالمٌسكِّن للمريض الذي بالكاد يُغيِّب عنه الألم،
  وليست كالعفو عن المجرم الذي تبقى جريمته وتزول عقوبته فقط بل يبرِّئ منها تبرئة ويبرِّر بعدها تبريراً!!!
  هي دينونة للخطيّة وليس مجرد كسر لشوكة دينونتها هي للخاطئ،
  نسيان لها فتصير عدماً لا نفياً،
  تبرئة منها لا مجرد عفو،
  شفاء منها وليست تسكيناً،
  إزالة لا إحالة،
  محو لا تخبئة،
  وخلاصة القصد:
  !!!تطهير لا ... تكفير
  هذا ما تعمله مغفرة المسيح في الخطيّة..


  إن كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة..
  الرب رفع وأبطل وطهّر وغسّل ودان وأزال الخطيّة، وجدَّد خليقة الإنسان التائب..وبعد ذلك كلّه يُقال أنه كفَّر؟
  وأما "الكفّارة" فهي لغةً = التغطية! ومن يغطِّي الشئ يحفظه وإن أخفاه.. والآن فإن ما فعله الرب في الخطيّة بالمنطق الثيولوجيّ، وبشواهد الكتاب الصريحة لا يبقى هنالك، بعد عمل المغفرة الإلهيّة، أدنى حفظ لأي أثر للخطيّة قطّ..

  وأقل من ذلك لا يقبل الرب بل ولا يقبل الإنسان الذي واجه بشاعة الخطية وتسللها لدواخله، من هنا بالمناسبة كانت المعموديات من حيث مبدئها حين أدرك طالبو التطهير أن الناموس "يكفّر" خارجيّاً بالكاد ولا يتعامل مع الفساد الشامل للإنسان فكان التغطيس في مياه المعموديّات معادلاً رمزيّاً لوعيهم بشمول الخطية للإنسان، على أنه ولا بهذه كان التطهير لأن المياه إن طهرت الجسد خارجياً فإنها لا تدخل للنفس حيث تتسلل عفونة الخطيّة، ولا عزاء لمباحثة تلاميذ يوحنا والفريسيين من جهة التطهير إذ لا عزاء وتطهير إلا في معمودية المسيح بالروح المعمودية التي تجدد وتطهر وتغسل بفعل دم المسيح، فهل بعد كل هذا يعودون "للتكفير"!؟






  مثال للفرق بين "التطهير" و"التكفير" أوبين "الطهارة" و"الكفّارة"


  - إذا تشوّه سطح منضدة، ولم تتوفَّر إمكانية تجديدها، يتم تغطيتها،فلا يظهر قبحها، ولكنه لم يُزَل..
  - إذا لم يتوفَّر الوقت لتنظيف الأرض يستسهل البعض مواراة التراب تحت السجادة ،ولكن الكنس لم يكتمل بعد..

  ما سبق هو مجرَّد عمل "تكفير" أي تغظية.. ولكن:

  + متى توفّرت الكفاءة والإمكانيّات يتم إعادة تجديد المنضدة التالفة، وإزالة تشوّهاتها،
  + ويكتمل عمل جمع التراب وإلقائه خارجاً بين النفايات فلا يعود في أرض الحجرة،فأي الوجهين في المثل يُمَثِّل عمل المسيح مع الخطيّة؟هل يخبئها ويتعامى عنها؟ حاشا.. هل يتركها ترعى في نفس الذين يخلّصهم للأبد؟ وحاشا، بل إنساننا الداخل يفنى، إنساننا العتيق قد صُلِب، فتُصلَب الخطيّة وتفنى معه..





  أربع مرّات تَرِد كلمة "كفّارة" ومُشتَّقات منها، كترجمة خاطئة!


  إن كان ذلك كذلك فهل يناقض الكتاب تعليم نفسه؟
  لأنه يقول أربع مرّات إن دم المسيح "يكفِّر" وإن المسيح "كفّارة":

  "يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللـهِ"  
  (رو3: 24-25)

  "فَمِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ"  
  (عب2: 17)


  "وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً"  
  (1يو2: 2)


  "فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا"  
  (1يو4: 10)



  قبل توفُّر الاطّلاع على الأصل والترجمات، وفي بكوز الزمن حين كان توقّع الخطأ في الترجمة خارج طائلة التقدير، كان هذا اللغز محيّراً، فهل هناك مجازاً في الاستعمال؟ ولا حتى بهذا التقدير استراحت الحاسّة اللغويّة لديّ، ولا الكتابيّة بالأولى..

  وبقي لغزاً مقلقاً!





   على الأصل دوَّر


   ورد أصل ما تُرجِم بـ"كفّارة" و"يُكفِّر" بثلاثة أشكال في اليونانيّة:
   ἱλαστήριον (كرسي طلب الرحمة والمُصالَحَة)
   ιλασκεσθαι (يُصالِح أو يسترحم من أجل مُذنِب)
    ἱλασμός (هديّة المُصالَحَة أو فعل الرحمة بالعفو عن الذنب)

  وليس دائماً كانت ترجمة هذا الجذر كفّارة، ففي شاهد شهير جاءت الترجمة صحيحة:
  " وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ"عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ" (لو18: 13)..
  هنا وردت كلمة "رحمة" في الترجمة مقابِل الفعل ιλασκεσθαι

  فإذاً الأصول اليونانيّة المتُرجَمَة في العهد الجديد بكلمة كفّارة ومُشتَقَّات منها، هي في حقيقتها اللغويّة، وتوظيفها الكتابيّ السليم، تُعني مُصالَحَة أو ترضية أو رحمة..
  وهذا الشرح إلى الآن هو من حيث المعنى خالصاً، وبغير تداخل مع أي ترجمة، وأقترح استعمال كلمة "ترضية" حيث أن كلمة "مُصالَحَة" استُعمِلَت فعلاً وبشكل صحيح في ترجمة كلمة قريبة وهي καταλλαγή (رو5: 11، 11 : 15؛ 2كو5: 18، 19)..
  وعلى كل حال، فلستُ مسئولاً عن مشروع ترجمة حتى أقوم بتقرير الكلمات وإرساء المُصطلَحات، ولكنِّي أشرح المعنى وفيما سبق ما يكفي لإيصال المعنى لطالب معرفة قصد الإنجيل..

وملاحظة مؤسفة بشان ترجمة الملك جيمس، فهي في موضع (رو5: 11) وبخلاف ترجمة نفس الكلمة καταλλαγή فإنها تغيّر الكلمة من Reconciliation إلى Atoement وهذا موضوع مرتبط، وإن كان ليس الخطأ به بذات درجة ولا نوع خطأ استعمال كلمة كفّارة في الترجمة البيروتيّة

  وليس الخطأ غريباً عن ذات المواضع في البيروتيّة، فهذا فهناك خطأ فنيّ ملحوظ:
  فإن كلمتين متميزّتين في الأصل تُرجمتا كليهما بكلمة واحدة..
  فكلمة ἱλαστήριον (رو3: 25)
  وكلمة ἱλασμός في (1يو2: 2، 4: 10)
  تُرجمتا بكلمة واحدة "كفّارة"، وبديهيّ أن اختلاف الكلمات الرئيسة في الأصل يستلزم الترجمة بكلمات متمايزة بالمقابِل، تسيران مع الأصل بالتزام في كل الترجمة، بقوّة اصطلاح بين المُترجِم والقارئ، يجمع مع المعنى الدقيق إعلام القارئ بوحدة أو بتميز الأصل..

  نعم:
  الترجمة خاطئة
  .وبيني وبينها بِمَن يدافع عنها جميعاً المعنى والقاموس والترجمات للغات الأُخر، والكتاب المقدس كلّه..





  كيف وردت الكلمة محلّ النظر في بقيّة الترجمات؟


  سأسير مع ثلاث ترجمات إنجليزيّة من مدارس متنوّعة بالتتابع بهذا الترتيب:
  التقليديّة KJV
  الحرفيّة YLT
  الحديثة NIV

  رو3: 25
   propitiation
   mercy seat
   sacrifice of atonement

  عب2 :17

   make reconciliation
   make propitiation
   atonement

  1يو2: 2 ومثلها 1يو4: 10

   propitiation
   propitiation
   atoning sacrifice

   مع مُلاحظة هامش متكرِّر في NIV
   (Fn: the One who would turn aside His wrath)

  إذاً تدور الترجمات في:
  مُصالَحة، كرسيّ رحمة، استعطاف (استرضاء)، إزاحة غضب!
   ليس في أي من هذه الكلمات معنى التغطية أو المواراة، كما هو حال كلمة "كفّارة"، باستثناء كلمة atonement التي استعملتها ترجمة NIV (وهي الكلمة الأشهر في الترجمات الإنجليزيّة في العموم لكلمة "كفّارة" في العهد القديم) ولكن هناك ثلاث مُلاحظات تقطع أنه ولا حتى هذه تدلّ على "الكفّارة":
  * نفس الترجمة (NIV) تورد في الأربع المرّات هامشاً يفيد حرفيّاً بمعنى الاسترضاء، والمثير هو طول الهامش ما يدلّ على عدم ارتياح المترجم:
  (Fn: the One who would turn aside His wrath)
  ** الكلمة الإنجليزيّة Atonement، التي تُترجِم كلمة "كفّارة" في العهد القديم، واسعة الدلالة: وهي حرفيّاً A Tone Ment، ومعناها بغير شكل.. وانعدام الشكل قد يكون بسبب "التغطية" أو بسبب الإزالة تماماً.. فحرفيّة الكلمة في الإنجليزيّة لا تُقطِع بمعنى "كفّارة"، كما أن حرص المترجم على الإيضاح الطويل في الهامش يشي بقلقه من عموميّة الكلمة التي أثبتها في المتن وانحيازه للالتزام بتفصيل معناها (وهو كما أثبتَه: إزاحة الغضب-- أي الاسترضاء)..
  *** في ترجمة الملك جيمس يُترجِم في (رو5: 11) كلمة أُخرى καταλλαγή معناها مُصالَحَة بذات كلمة atonement، بينما الأصل اليونانيّ καταλλαγή لم يرِد بمعنى كفّارة في أي قاموس أو ترجمة للكتاب، لا يفيد كفّارة قطّ في أي ترجمة، بل حتّى ترِد الترجمة لهذه الكلمة دائماً في البيروتيّة بكلمة "مُصالحة"..

  ملاحظة بالمرّة على KJV:
  ترجمة الملك جيمس بها ذات الخطأ الفنيّ الشهير الذي وقعت فيه البيروتيّة، وهو تكرار كلمة واحدة لأصول متمايزة، ولكن موضوعنا الدقيق هو معنى الأصل وليس فنيّة الترجمات، وعلى كل حال فهناك مشاكل مرصودة في ترجمة الملك جيمس وليست فوق مستوى المُراجَعَة من الناحية الفنيّة، ورغم دقّة أصولها، ولكن هناك بعض المواضع القليلة التي تتدخّل فيها الترجمة التفسيريّة.. وأما في موضوع المقال فالخطأ يمسّ معنى كلمة رئيسة تختلط بمعنى كلمة أُخرى داهسة للعلاقة البينيّة الدقيقة بينهما والتي هي ذاتها العلاقة البينيّة بين "الكفارة" و"المصالحة" (القائمة على "الرحمة")، موضوع معنى ثيولوجيّ وتدبيريّ ولا أخطر!





  مدخل الخطأ في الترجمات العربيّة

  [ليست الترجمة البيروتيّة منفردة في قفص الاتهام.. فالترجمة العربيّة للكاتاميروس (القطمارس) القبطيّ، المنقولة عن القبطيّة، المنقولة بدورها عن الأصل اليونانيّ تستعمل أيضاً كلمة "كفّارة" في هذه المواضع.. بل لا يتفاجأ من يتابع إن فتح قاموس إنجليزيّ/عربيّ فظهرت له كلمة "كفّارة" بجوار كلمات مثل "استعطاف" و"استرضاء" كترجمة لكلمة Propitiatio.. فالقواميس الحديثة ترضي الأخطاء الشائعة، والعودة للأصول تحسم المعاني.. فلماذا الترجمات العربيّة؟ الإجابة في هذا الفصل الدقيق]

  والآن:
  فما هو مدخل هذا الخطأ أصلاً؟
  ولماذا الترجمات العربيّة دون غيرها؟


1)

  ينبغي أن تكون البداية من المعاني في ذاتها، بكلمات شارحة للمعنى، قبل الانحباس في أي مفردات بعينها تُعبِّر عنها..
  الإنسان منفصل بخطاياه عن الرب، يبعده عنه خجله ووخز ضميره له، بينما ينزع بطبيعته واحتياجه للتقرب منه.. هذه المفارقة أوجدت مفهوم "القربان"..
  القربان = الاقتراب..
  ولما كان الاقتراب ممتنعاً بسسب ذنب الإنسان فبحث عن تقديم ما "يحمِّي" وجهه، ويمدّه بـ"دالّة" لدى الرب، فكان يقدم الذبائح، التي هي بديهيّة ضميريّة داخل الإنسان، للتعويض عما اقترفه..
  والآن: لما كانت الذبيحة غرضها هو التقرّب، فقد تسمَّت في لغة البشر بقوة سببها (مجاز مُرسَل علاقته السببيّة) فصارت الذبيحة نفسها تُسمَّى قرباناً..


  2)

  ماذا يفعل القربان؟ هل هو يعوِّض فعلاً عن الخطأ؟
  هل هو كفيل باستحقاق "المغفرة" كأن الخطأ لم يكن؟
  لا..
  ضمير الإنسان يعرف ذلك في قرارة نفسه..
  والكتاب يصرِّح بذلك في عهده القديم قبل الجديد!
  استحالة كفاية الكفّارة اكتشفها داود باستنارة روحيّة حين قال: "لو آثرت الذبيحة لكنتُ الآن أُعطي"، وهذه أعلنها ساطعة قاطعة كاتب رسالة العبرانيّين: "دم تيوس وعجول لا يرفع خطيّة"..
  فالذبيحة التي تقرب الإنسان وتُسمَّى قرباناً لا تقدم أكثر من تغطية خزي الإنسان..
  لا تمحوه ولا تعالجه لكن تُخَبِّئُه..
  تخبئه في الحقيقة عن نظر الإنسان بلفت نظره نحو الرجاء في رحمة الرب، وتخبّئه رمزيّاً عن عين الرب بوضع مثال المُصالَحَة الحق المُعدّ:
  دم الابن الوحيد الثمين المعروف قبل تأسيس العالم..
  لذلك هي "كفّارة"!!!!
  هذا "تمام" العهد القديم أنه يكفِّر، حتى يحفظ الإنسان في حال البقاء على قيد الرجاء ولا تدفعه قباحة خطاياه ليأس قايين.. وحتّى يؤجِّل غضب الآب معطياً فرصة للإنسان ليبلغ ملء الزمان وينتفع بالفداء وتمام المغفرة (ماقلتش كفّارة قلت مغفرة)


  3)

  إذاً لدى العهد القديم "ذبيحة" غايتها "قربان" وعملها "كفارة"..
  وتتداخل هذه الثلاث الكلمات بحكم ارتباط معانيها، وقد تُسمَّى واحدة باسم الأخرى بحكم هذا الترابط..
  وفي كل ذلك، فالاقتراب لا يتحقق بتمامه، لأن وسيلته (الذبيحة البهيميّة) عاجزة، و"كبيرها" ان تُخبّئ وتستر عن ضمير الإنسان خزي عوراته قليلاً..

  وهنا جاء دور الترجمة السبعينيّة لدفع القضية للأمام:
  كان القصد من "الذبيحة" التي تُقدَّم بغرض "القربان" عن طريق عملها كـ"كفّارة" هو ترضية الرب والتصالح معه، وكل هذا لم يكن متحقِّقاً فعلاً في حدود العهد القديم، ولكنذه كان شهوة الأجيال وغاية الناموس، ومن هنا أقام المترجم السبعينيّ ترجمته، فأوسع النظر واستشرف بتعبيره ما هو أبعد، وأرسل "المجاز" للأقصى الغاية، فصار مجازاً مُرسلاً لبعيد، مُرسلاً حتى غاية النبّوة، فكانت الكلمة التي أكثر المترجمون السبعينيونّ استخدامها هي:
  ιλασμος (إيلازموس)
  ومعناها مُصالحة أو ترضية، وتفيد أيضاً هدية المُصالحة ذاتها وليس هيئة أو المفهوم المُجرَّد للعمل..
  وترجمَوا بها الثلاث الكلمات:
  * إيلازموس = "كيبور" (كفّارة)
  ** إيلازموس= "خطات" (خطيّة أي ذبيحة خطيّة)
  *** إيلازموس = "سليخاه" (مغفرة أي ومنها سلخ الشئ أي نزعه فالمغفرة الحقيقيّة هي نزع للخطيّة ولعقوبتها جميعاً)

  وهذه شواهد بذلك:

  * (لا25: 9) كفّارة:
  ثُمَّ تُعَبِّرُ بُوقَ الْهُتَافِ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ. فِي يَوْمِ الْكَفَّارَةِ تُعَبِّرُونَ الْبُوقَ فِي جَمِيعِ ارْضِكُمْ.
  והעברת שׁופר תרועה בחדשׁ השׁבעי בעשׂור לחדשׁ ביום הכפרים תעבירו שׁופר בכל־ארצכם
  και διαγγελειτε σαλπιγγος φωνη εν παση τη γη υμων τω μηνι τω εβδομω τη δεκατη του μηνος τη ημερα του ιλασμου διαγγελειτε σαλπιγγι εν παση τη γη υμων

  ** (حز44: 27) ذبيحة خطيّة:
  وَفِي يَوْمِ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ لِيَخْدِمَ فِي الْقُدْسِ يُقَرِّبُ ذَبِيحَتَهُ عَنِ الْخَطِيَّةِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
  וביום באו אל־הקדשׁ אל־החצר הפנימית לשׁרת בקדשׁ יקריב חטאתו נאם אדני יהוה׃
  και η αν ημερα εισπορευωνται εις την αυλην την εσωτεραν του λειτουργειν εν τω αγιω προσοισουσιν ιλασμον λεγει κυριος ο θεος

  *** (مز130: 4) مغفرة:
  لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ.
  כי־עמך הסליחה למען תורא
  οτι παρα σοι ο ιλασμος εστιν

  وعلى نحو مشابه، ترجم السبعينيّون "غطاء التابوت" المُسمَّى بالعبريّة "كبورِت" ἱλαστήριον (إيلاستيريون)، وهي من مشتقات "إيلازموس" وتقوم كمصطلح قانونيّ يُعني كرسيّاً يجلس عليه المذنب ليطلب الرحمة أو موضع يقف فيه المحامي ليطلب للمذنب العفو..
  ومع مُلاحظة أن هذه المرّة جاءت التسمية العبريّة حرفيّة مباشرة بغير مجاز، لأن غطاء التابوت يُغطِّي فعلاً، فيلزم مُلاحظة النظرة التفسيريّة البديعة للمترجم السبعينيّ، فالتابوت يُنضَح عليه دم يوم الكفّارة، وينحني أمامه الكاروبان، فبما أن غطاء التابوت قد ارتبط بالكفّارة الضميريّة الناموسيّة عن الخطيّة، ثم كان هو نفسه كفّارة ماديّة مُباشرة، وكانت الترجمة السبعينيّة قد ترجمت "كفّارة" الذبائح بحكم غايتها أي المُصالحة مع الرب، فإن غطاء التابوت أفضل ما يناسبه من ترجمة من كل الوجوه هو كرسيّ المصالحة المتفق في المعنى واللفظ جميعاً!

وفي كل ذلك فإن العهد الجديد عرف أن الكفارة ليست مغفرة.. هكذا تكلم كاتب رسالة العبرانيين بجلاء عن الذبائح (عب9: 12، 13، 19؛ 10: 4) التي فيهما هي كفارة بحكم صريح النصوص الناموسية والنبوية، فإنها لا تكفي للمغفرة.. فأذاً عرف العهد الجديد أن الكفارة ليست مغفرة وبالتالي لا تكون هي عمل المسيح الغافر والمصالِح والمخلِّص بالجملة..

وفي محور هذا الخط التصاعديّ يأتي شاهد رسالة العبرانيين "عب2: 17" مستعملاً كلمة وردت في الترجمة السبعينيّة وتصلح لغوياً لوصف المعنى اللاهوتيّ للعهد الجديد.. كان هذا الموضع للاستشهاد هو الأقرب لاستعمال كلمة تفيد معنى التغطية ومع ذلكلم يفعل،بل حتى لو فعل لكان حقيقاً بالمفسر أن يفسرها ككناية استشهاديّة عن المصالحة، وحقيقاً بالمترجم أن يترجمها تفسيريّاً بكلمة "يصالح أويسترحم للمصالحة"، ولكن كاتب الرسالة لم يعُوِز مفسراً أو مترجماً لمزيد الجهد فأورد مباشرةً الكلمة التي استعملها مترجمو العهد القديم في استشرافهم لقصد معنى "الكفارة" أنها شفاعة المصالحة "إيلاستيريون"، أورها كاتب رسالة العبرانيّين بهذا الاشتقاق (للملائمة النحويّة) هكذا: ιλασκεσθαι "هيلاسكيستاي" (يسترحم للصلح) من نفس اشتقاقات "ايلازسموس"، فيعود المترجم البيروتيّ بعد كل ذلك فيترجم "هيلاسكيستاي" بكلمة "يكقِّر"!!!!

  4)

  الموقف للآن عبر بثلاث مراحل:
  من حال البشر الضميريّ،
  إلى لغة الناموس،
  إلى ترجمته،
  وفي كل مرّة يتقدَّم الإنسان نحو غاية رجائه بتعبيرات أقوى ولكن كلّها ليست متحقِّقة، فيسمِّي الحقيقة الفقيرة باسم غايتها،
  ومن هنا كان استعمال المجاز الجائز، وهو في الدائرة النبويّة جائز ليس فقط بقوّة اللغة بل بقوة الإيمان بالتحقيق..
  وأتى العهد الجديد:
  عهد التحقيق ومُبارَكَة الحقائق القديمة المتواضعة بإعلان بلوغ الحقّ الإلهيّ..
  اكتملت المصالحة بحقّ لا بمجاز..
  فماذا فعلت الترجمة محلّ المؤاخذة؟
  لقد سارت على خط الترجمة السبعينيّة ولكن بالاتجاه العكسيّ..
  فكحتت بذلك الفارق البينيّ الخطير بين مرحلة العهد القديم (كفّارة) و غاية الرب التي ظهرت في العهد الجديد (إتمام حقيقيّ للمُصالَحَة ليس بتجاهل الخطيّة بل بمحوها والتطهير منها)

  لقد نظر المترجم في الكلمة في العهد الجديد
  عاد لاستعمالها في الترجمة السبعينيّة للعهد القديم
  عاد للأصل العبريّ للترجمة السبعينيّة
  أعاد ترجمته حرفيّاً! :(((
  أو بكلمات أُخرى:
  بينما في العهد القديم استشرف المترجم السبعينيّ، بإيمان، غاية القصد،
  فانطلق من لا القديم للجديد،
  عاد المترجمون للنسخ العربيّة على نفس خط السير فأخذوا من العهد الجديد وحشروا الكلمة في لباس العهد القديم!!!
  لماذا كانت المشكلة ظاهرة في الترجمات العربيّة؟
  إن مدخل الخطأ المشروح يمكن أن يسير فيه أي مترجم، فالسبعينيّة معروفة للكلّ،
  السبب بسيط، فبحانب عدم التزام المترجم البيروتيّ بدقّة الترجمة كلمة رئيسة مقابل كلمة رئيسة لا تتغيّر، فإنه لم يكن يجد في كلمة "كفّارة" في العُرف الشائع ما يخالف المعنى..
  أظن معروف رسوخ كلمة كفّارة بمعاني غير معناها الأصليّ:
  - الكافر هو من ينكر الإيمان (وفي الأصل هو من يصدّقه ولكن يخفيه.. بالمناسبة الفلاح كان يُسمَّى في ذات المصادر كافراً لأنه يطمر البذار في الأرض :))
  - الكفارة هي تعويض تام عن الخطأ مثل السجن الذي يسمّونه كفّارة عن ذنوب المسجون (بينما "الكفّارة" في الأصل ستر مؤقت عن الخطأ)

  إن الانسياق وراء ثقافة شعبيّة غيّرت معاني الكلمات، مع عدم الالتزام بقواعد تؤمِّن دقة الترجمة للمستوى الجدير بالكتاب المقدس ودقّته أنتجا مشكلة ترجمة المصالحة والترضية التي قدمها المسيح إلى مستوى "كفّارة"..






  أما بقيت كفّارة في عمل المسيح؟

  بقيت!
  ولكن أي كفّارة؟
  ليست إطلاقاً بمعنى المُصالحة والترضية وعلاج الإنسان من الخطيّة (كما ورد في الترجمة الخاطئة التي غرست مصطلحاً يلزم الاختصام عليه وضحده)، بحسب المواضع في العهد الجديد التي تُرجِمَت فيها هكذا، ولا حتى ككفّارة العهد القديم حيث كان التائب يقدِّم ذبيحة عن خطيّة يعترف بها!
  إنها كفّارة الستر الذي يستره الرب للخطاة حتى يمد فُرَص توبتهم..
  وهذا شاهد للمعنى:
  "اتركها هذه السنة أيضاً" (لو13: 8)..
  وشاهد متّصِل أيضاً:
  "غِنَى لطف الـله وإمهاله وطُول أناته" (رو2: 4)..
  وبعض من قصد صلاة الشكر:
  "لأنك سترتنا وأعنتنا"
  هذه الشواهد تعمل حين يستر الرب ويطيل أناته ويستر الخاطئ عن غضبه بلطفه، فواضح أن هكذا كفّارة ليست كفّارة "عن" الخطيّة، بل كفّارة لها تخبِّئها مؤقّتاً عن غضب الرب وكفّارة للخاطئ حتى يبقى مستوراً من المجازاة العاجلة..
  وهي بعد كل ذلك لم تُتَرجَم بكلمة كفّارة، بل بمُباشِر معناها: صبر الرب وطول أناته، ومن وجه ما شفاعته: "اتركها هذه السنة أيضاً"..

  وكفّارة هذه الشواهد مؤقَّتة، للذي سيتوب حتى يعبر الغضب وينال خلاصاً، وللذي سيعاند حتى لا يكون له عذر، فإذاً ليست هي ما تُرجِم خطئاً كفّارة من صلح حقيقيّ أبديّ مع الـله..

  وإذاً هذا الستر وهذا الصبر وهذا الحفظ الإلهيّ لنفس الخاطئ الذين أسميهم متطوّعاً "كفّارة" (لترضية القارئ الذي أقدِّر أثر صدمته) ليسوا هم المُصالحة ولا هم كل عمل شفاعة المسيح التي هي شفاعة غفرانيّة وليست مجرد كفّاريّة مؤقتة..

  فمن له ولع بكلمة "كفّارة" فليُترجِم ستر الرب من الشرور والمخاطر ككفّارة، ولكن ليحترس من وضعها في غير موضعها، وإن وضعها مترجمون قبله، فلا يبخس الصلح والترضية والتجديد بين الناس والـله الذين في المسيح وسيط العهد الجديد حقّهم..






  الخطأ الشائع هنا ليس أفضل من الصواب المجهول

  أو بكلمات أخرى: لا يجوز "التكفير" عليه :)
  سيحاول المؤثرون الدفاع عن التلقينات المستقرة، حتى مع اقتناعهم بخطأ الترجمة، أن يختزلوا الإشكال في دقة لفظيّة اصطلاحية لا تزيد، بل وسيحاولون الانتصار لصحة الاصطلاح لغوياً ببعض الأمثلة غير المدروسة، ومع الأخطاء الفنية المردودة في هذا المقال لهكذا محاولات، فإن خطأ هذه الترجمة يتعدّى الإشكال اللفطيّ إلى دعم لشروح خاطئة قائمة على مفاهيم خاطئة تصل لدركة البِدَع، وأحياناً ما يكون ذلك الاصطلاح ليس مجرد داعم لهكذا بِدَع بل منشئاً لها في بعض الأذهان..
  سيحاولون بعد المناقشات الفنيّة الجادة أن يلجئوا لحصن "المجاز" فيقولون إن الترجمة جائزة لقوة استعمال الكلمة بمعنى "هدية المصالحة" من باب المجاز, وعلى هذا استقرت اللغة العربية وحتى لغات أخرى، سيحاولون قول ذلك..
ولكن هنا لا يجوز المجاز، لأسباب ظاهرة في المقال وأعيد في الختام تجميعها وإبرازها بترتيب خطورتها تصاعديّاً:

  1- المعنى اللفظي متباين بقوة مع المعنى المطلوب ترجمته لدرجة المخالفة الفجة فالمصالحة هي إزالة لجفوة لا إخفاءً لها..
  2- المجاز قائم أصلاً على سوء الفهم الذي لا ينبغي تكريسه في شرح ثبيولوجيّ وبالاولى كثيراً في ترجمة نصّ كتابيّ.. بل يلزم زحزحته عن الأذهان إن تسلل إليها..
  3- أصلاً، وهذه أخطر نقطة فنيّة وموضوعيّة، فإن ذات الكلمة "كفّارة" تقوم وحق لها ان تقوم كترجمة لكلمة "كيبور" التي تشير لدم الذبائح في العهد القديم، وهو موضوع متداخل مع مغفرة الرب من حيث أنه المرحلة التدبيريّة الترميزيّة له، وحين تتصل مراحل العمل يلزم تمييز مفرداتها بالمزيد، فهنا حين يحدث تماهي الاصطلاح بين التدبير والقصد وبين الناقص والكامل فإنه يطمس التباين الخطير بينهما والذي هو لب تفوق العهد الجديد على ما قبله..
لو كانت القضية معجمية بحتة لكانت تافهة غير ذي بال، ولا كنت أخذتُها بجدية، فمن ذلك مثلاً أنني لا أستريح لغويّاً لاستعمال كلمة "شركة" ولا مقابلتها الإنجليزيّة partnership وأقترح بدلاً منهما "رفقة" أو معيّة" مقابل fellowship.. ولكن لا أقلق مع هكذا خطأ معجميّ Lexical من استعمال الكلمة مكتفياً بالتنويه لتحفظي عليها، تاركاً الخطأ فيها معلقاً على رفّ الخطأ الشائع الأريح من الصواب المتروك..
ولكن خطأ "كفّارة" بدلاً من "مصالحة" فإنه من ناحية يُخفي معنىً رئيساً محفوظاً في الترجمة الصحيحة وحدها لا تحمله الكلمة الخاطئة تلك ولا حتى من باب "الخطأ الشائع"، ثم من ناحية ثانية يزيد الخلط سوءً بتداخل الكلمة الخاطئة "كفارة" مع كلمة رئيسة "مصالحة" (أو "ترضية" تزيل الخصومة وتجلب "الرحمة") وهكذا تداخل بين معنيين مختلفين مع اتصالهما في تطور مراحل عمل الرب فإنه يخلط كل أركان خريطة دقة عمل الرب مع الخطيّة.. فهنا ولهذين الاعتبارين الخطيرين لا يكون الخطأ الشائع خير من صواب متروك بل مخبئ للصواب ومزيف لمعناه وخالط بينه وبين معنى لا يجوز استدباله به..
  4- ويلي كل ذلك أن الخطأ لم يتوقف عند عدم توفيق اصطلاح بل تعدى لدعم أخطاء حقيقيّة من نوع "التبرير النَسَبيّ" و"التبرير الحسيانيّ" وما إلى ذلك من أفهام خاطئة..

  هذه ترجمة خاطئة ولا تصلح حتى كترجمة تفسيرية، واصطلاح لا ينبغي التصالح عليه، والاصطلاح الخاطئ يتغير ومن يتمسك به يكون موضع مخالفة مع التعليم الصحيح والشرح الوضيح ومثله يلزم مخالفته، والترجمة البيروتية لا تخلو من هكذا أخطاء نافذة وتشهد بهذا مهازل معركة لائحة الطلاق القائمة على تجمّع أخطاء أبرزها اتباع "المعلمين" ترجمة خاطئة في النسخة البيروتيّة.. فللعاقل من هكذا أمثلة فادحة وفاضحة جرس للانتباه وعدم المساومة مع أخطاء الترجمة والاصطلاح المودي لمصائب في الشرح والتعليم..

  خلاصة القول:
  كفارة في العهد القديم وفي أصل اللغة = تغطية
  مغفرة المسيح \= مغفرة
  إذاً:ه
  كفارة \= مغفرة..
  وخطأ استعمال الكلمة يتعدى حدود الاصطلاح اللفظيّ إلى دعم لبدع في الشرح أو حتى مصدراً لها
  فالواجب:ه
  إصلاح المصطلح الخاطئ لا الاصطلاح عليه
  والاختلاف مع المخالفين للصحيح أفضل من الاصطلاح على الخطأ
  وهذا ما فعلته بهذا المقال: أقول هذا خطأ وهذا برهان تخطئته، ولا أصطلح مع المُصطِلحين عليه


 والآن فعنوان هذا الفصل لا يحتاج بعدُ لمزيد من متون الإيضاح..
 ولا يجادل به إلا من به خوف غير مبرَّر على "بلبلة" الناس،
 أو رفض أن يواجه نفسه بحقيقة أنه ابتلع هذا الخطأ أو حتّى وعلَّم به..
 أما بالنسبة لشخصي المتواضع،
 هذه قضيّة لا يجوز "التكفير" عليها بمعنيي الكلمة بحسب استعمالها الدارج
 (يعني لا حد يكفّرني ولا انا اغطي عليها :)))






روابط متصلة في إضافات لاحقة

 بوست يعرض فنيّة عرض هكذا كلمة دقيقة على منبر عموميّ
   تقديم الكلمة على المنبر في ظروف معاكسة حادة


 
حوار مع متابع تغم عليه بعض القضايا الفنية وينتهي سريعاً بفهمه واقتناعه
  ريبلاي ودِّيّ يحكي بعض تحديّات تقديم الكلمة

 فهرس شامل عن المعمودية ومعنى التطهير فيها
 مباحثة من جهة التطهير بين الناموسيين وتلاميذ يوحنا وتلاميذ الرب
 بدعة البر الحسبانيّ
 حين يتطوّر خطأ اللفظ لخطأ المعنى
 ختام الرد على محاولة تسويغ الترجمة الخاطئة

بينما الكفارة لا تكفي حتّى للتكفير فدم الرب لا يرضى بأقلّ من المحو والتطهير
كفّارة العهد القديم كانت تكفيراً حقيقيّاً، وإنما كان وجه الترميز في عملها كونها ذبيحة بريئة
 سكرينشوت لرد وحيز تلقائي يلخّص الخطا ويقدم التصحيح

  مقال "لا كفارة" بإيجاز على فيسبوك مع تعليقات ومجاوبات

 الطلاق لعلة الزنا أم الزنا لعلة الطلاق!! نموذج لإشكال تمثل أخطاء الترجمة عموداً فيه

 فهرس محاضرات ومناقشات ومقالات تشرح الفداء بالجدد العتقاء
 فهرس لمقالات ومحاضرات عن مواضيع ثيولوجيّة
 فهرس انتقاءات من إنجازات المقالات الثيولوجيّة




Site Gate  Reopening Front Page  Main Table of Contents  Criticism  Exegetical Technicalities  Sign Guest Book


This site & all contents within are founded, authored and programmed
by Deacon P. Engineer Basil Lamie, aka Christopher Mark!