حوار
هادئ مع شاب ثائر
صـوت الـلـه!
GOD’S VOICE
نشرت أولاً في
"أغصان" عدد 10 نوفمبر وديسمبر 1999
+ أريد
أن أسمع صوت الله .. الجميع يتكلمون بالنيابة عنه..
و أنا أريد أن أسمعه هو نفسه يتكلم معي
مباشرة..
+++ الله
يكلمنا بأنواع و طرق كثيرة..
+ مثل؟
+++ مثل
الصلاة ..
+ لا
أفهم .. في الصلاة أنا الذي أتكلم و ليس الـله..
+++ و لهذا
لا تسمع صوته لأنك أنت وحدك تتكلم ..
تتلو
الصلوات المرتبة ثم تعرض قائمة بطلباتك و احتياجاتك..
و هذا رائع
و مطلوب .. و لكنه غير كاف لأنك تختم الصلاة
دون أن
تعطى فرصة لله ليتكلم..
فالصلاة
ليست مونولوج (حوار من طرف واحد)..
وإنما
ديالوج (حوار بين طرفين)..
+ تعنى
أننى إذا أعطيت فرصة لله فى صلاتي
سأسمع
صوته في أذني؟
+++ ستسمعه
في قلبك..
+ و هل
هناك طريقة أخرى أسمع بها صوت الـله؟
+++
بالتأكيد.. في الكتاب المقدس.. أم كيف تقرأ؟
إذا كانت
قراءتك بتأمل وبرجاء في الفهم
ستسمع صوت
الله ينير ذهنك ..
+ أعترف
أنك ملأتني شوقا لأسمع صوت الـله
بقلبي
في الصلاة وبذهني فى الكتاب المقدس..
ولكني
بصراحة لا أزال أشعر أنك تتهرب من السؤال..
فأنا
إنسان له حواس وأريد أن أسمع صوت الـله بأذني أيضاً..
وأضع
أمامك صموئيل النبي كمثال..
ألم
يسمع صوت الـله بأذنه و هو طفل صغير؟
+++
(بابتسامة صافية) لا يا حبيبي .. لا حاجة لى للهروب من السؤال..
ويمكنني أن
أجيبك بكل ثقة أنك تسمع حقا صوت الله بأذنك..
+
(بانبهار) أنا أسمع صوت الـله؟ أين؟ و متى؟
+++ في
جلسات الاعتراف والإرشاد الروحى أمام الأب الكاهن..
فما تسمعه
من فم الأب الكاهن هو صوت الله مسموعا في أذنك..
+
(بإصرار) و لكن صموئيل سمع صوت الله مباشرة
وليس من
فم عالي الكاهن..
+++
(ابتسامة صامتة)..
+ لماذا
تبتسم ؟
+++ لأن
الـله عندما كلم صموئيل فإنه استعار صوت عالي الكاهن ليتكلم به..
قل لي: ألم
يكن صموئيل يعرف صوت أبيه الروحي عالي الكاهن جيداً؟
+
بالتأكيد كان يعرفه.. فقد كان يخدم الـله أمامه لسنوات..
+++ فكيف
تظنه تصور ثلاث مرات أن الذي يناديه هو عالي الكاهن
رغم نفي
عالي الكاهن لذلك في كل مرَّة؟
ألا نفهم
من هذا أن الـله عندما كلم صموئيل
فإنه ناداه
بصوت أبيه الروحى المألوف لأذنه!…
وهل تظن أن
الـله كلم صموئيل بصوت الكاهن عبثاً؟
أم أن ما
كتب فقد كتب لتعليمنا؟
+ (صمت
و تأمل)..
+++ ها ..
فيم تفكر؟
+ أفكر أن الله لم يبخل علينا بصوته ..
و أننا نضيع الكثير من كلام الله لنا ..
و علينا أن نفتح آذاننا و أذهاننا و قلوبنا
لصوته المرشد الحنون الذى لا ينقطع …