الإرشاد على الطريقة القبطية
Displaying all 6 posts.
Coptic Youth 4 Holy Book الإرشاد على الطريقة القبطية
about 2 weeks ago · Delete Post
خدمة من لا فهم للخدمة له
تقديم
حجج فاشلة
ملخص عيوبCoptic Youth 4 Holy Book
about 2 weeks ago · Delete Post
من "الإرشاد" لـ"المشورة" يا كنيسة فوقي واعقلي
الإرشاد على الطريقة القبطية
بدأ العنوان في ذهني هكذا: (من "الإرشاد" "للمشورة".... يا منبر توه ..وتوّه)، ولكن انتهيت للتحوّل لأسلوب النصح بدلاً من الهزء مع كون كلي الأسلوبين طيب وكون كليهما بغير جدوى كأي أسلوب آخر فالحال تجاوز تأثبير الأسلوب والمحتوى وكل شئ إلا عمل الرب المباشر فيه، وإنما حوّلت العنوان لعلة فنية بسيطة أنه يأتي أكثر تلائماً مع موسيقى الأسلوب الّي أخذه المتن
درافت عاجل للتبرؤ من الصمت أمام مهزلة يلزم الانتباه لها ونفضها ختى تقضها
طفح في العقود الأخيرة في كنيستنا لقب خدميّ هو لقب "المرشد".. وتطوّر تطوّره الطبيعيّ إلى "مشير"..
القصة انحصرت بين مقولتين سمجتين: بدأت بتلك القائلة: "اب الاعتراف شئ والمرشد شئ أب الاعتراف يقرا الحل لكن الإرشاد لازم يكون المرشد"
وانتهت بمقولة أسمج: "المشورة علم ومهنة والمشورة المسيحية تتميز عن المشورة العامة إنها بتعترف بقوة ربنا في عمل الشفاء"..
لم تسر أمورهم في تطور سلس هكذا.. وإنما خاضت حرباص لم تدم طويلاً بين "المرشدين القدامى" والمشيرين الجدد"..
ولا عجب أن المتمحكين في لقب "المرشد" حاربوا بدعة "المشورة" في نموذج "جدليّة" كنسيّة حيث يتضارب الأصل مع ثماره حتى تتغلب الثمار ويرضخ الأصل ويتمحك بدوره فيها..
وهكذا يستميت "المرشدون" لكي يُقبَلون في المظال المشوريّة تحت إشراف "المشيرين" الذين كانوا أبناءهم في "الإرشاد".. وهكذا حال الدنيا مع دناوة المطامع النفسية في الأزمنة البليدة..
لقد سبق لشخصي المتواضع وهو معلوم أنني حاربت بدعة "الإرشاد" وتوقعت أنهم سيحاربون هجمة "المشيرين، وقد كان، وأنهم سيرضخون ويتمحكون فيها حتى يحتفظوا بما يحسبونه أماكن كرامة لأنفسهم، وقد كان..
وهنا أنقل الجهد المسموع لسطور مقروؤة وأسجِّل بعض النوتات عن تلك المهزلة الكبرى، المضحكة من وجه والمتلفة من وجوه،
وأعد القارئ بنكات لطيفة إن كان ممن يستثقلون التنظير، وبأفكار قاطعة لذوي الشف بالتحليل والفهم لخطوط عمل تيارات الفشل الكنسيّ جمهوراً قبل الإكليروس..
فهرس المقال بسيط:ه
& المرحلة الأولى: "الإرشاد الفاقد للرُشد"
&1- بداية القصة بمرحلة ظهور "المرشد"،
&2- الداعي لظهور تلك السماجة،
&3- مهازل حجج بدعة "الإرشاد" الببغائيّة التلقين والفائقة الانفضاح..
&& المرحلة الثانية: "مشورة الربح الرخيص"
&&1- ظهور "علم النفس" وتطوره إلى "المشورة" وتطور الاخيرة إلى "مشورة مسيحية"،
&&2- الداعي غير الطيب والداعم غير الأمين لدخول تلك النصباية في كنائسنا،
&&3- نماذج مخزية لإنتاج "المشيرين"،
&&& مشكلة ومتالف كل ذلك على سلامة التعليم المسيحيّ والمنبر الكنسيّ!!
في كل ركن في حوش كنيسة كان يندر في مطلع الثمانينيّات انعدام رؤية "مرشد" ينسلخ عمره من الشباب للكهولة (الكهل هو الرجل في عمر الثلاثين وبعدها حتى الأربعين أو الخمسين"،
وهو "يرشد" شاباً او اثنين أو ثلاثة معاً..
"المرشد" هو الرجل الحكيم المحبوب محط إحاطة وتهافت الشباب والفتيات.. وهو صاحب القرار الأول والأخير وإن طال فالأوحد في شئون حياة الشباب المرتشدين به..
عندما يدخلون الكليات فإنه يأتي تالياً أولاً في قرار الاختيار، لا يحد سلطته إلا درجة المدرسة الثانوية (المجموع) أو قدرة الشباب المالية ومدى إتاحية اللون (السلفة).. عندما يتزوجون ينتقي لهم او على الأقل يعتمد انتقاءهم لكي يجوز.. عندما يتضايقون يتصلون به.. عندما يكتئبون يطلبون العلاج عنده.. عندما يفتخرون في تجمعاتهم يقول الواحد أنا مرشدي فلان وتقول الواحدة ما اعملش حاجة غير لما اسأل علان..
"المرشد" قبل ذلك هو مفسر للكتاب.. يخبط التفسير الذي لا يقتنع أو لا ينبغي أن يقتنع أو لا يسمح بان يقتنع الواحد بغيره..
"المرشد" خصم ومنافس للكهنة ولو صار كاهناً.. وخصم للاعتراف ما لم يصر كاهناً فيستولي على جلسة الاعتراف ويصادرها لحساب عمله الإرشاديّ، ولا جديد فهو منذ البدء يستبيح لنفسه أخذ الاعترافات تحت مسمى الإرشاد..
"المرشد" القبطيّ هو طبعة فريدة لما يسمونه "منتر" في الثقافة الامريكية.. طبعة غنية ومزيدة بعصارة مخدرة وأحياناً سامة تعمل عملها تماماً في البنية الشبابية القبطية ضعيفة المناعة لأسباب آت شرحها..
ظهرت بدعة "المرشد" تلك في ظروف توسع الانتماء الكنسيّ وكثرة تردد الشباب على الكنائس لظروف اجتماعية مفهومة، وفي زمن كان الإكليروس مختلطاً اكثره من الجيل القديم الوقور وغير المطلع على اكثر من كتب المحفوظات القديمة، وبعضه من الشباب الجامعيّ المحيط بلغة العصر، وكان اولئك بداهةً من أصدقاء من يحترفون فكرة الخدمة فكانت هكذا صداقة وزمالة بين "خدام" وبين غكليروس بالرداء الكهنوتيّ دافعاً لطمع الخدام العلمانيين لطلب نصيباً من كعكة "التعليم"، ومن ثم ظهرت وتغوّلت على النفوس الناقصة بدعة "الإرشاد"..
البضاعة متوفرة بكثرة (الشباب المتردد على الكنيسة)،
والدافع النفسيّ ملح بدوره (شعور الخدام متوسطي العمر بتكافؤهم مع جيل الإكليروس الحديث)..
قد يقول البعض إن هذا انعكاس لطمعهم في سيامة كهنوتيّة فاتتهم ورداء غكليروسيّ لم يحظوا به، ولكن لعلهم لا يطلبونه أصلاً بل وحتى يطلبون التهرّب منه، فلِمَ يتثقّلون به وفي إمكانهم الاحتفاظ بحرية الرداء العلمانيّ ومزايا التعليم والإرشاد..
ومن هنا بدأت تلك العادة السفيهة تمتد وتهبط للأعمار الأقلّ والناشئون يطمعون بطبعهم للارتقاء في عين الزبائن إلى اعتبار "المرشديّة" بدورهم..
بدعة الإرشاد والمرشد ظهرت لتملأ فراغاً في المجتمع الكنسيّ.. المجتمع الكنسي السليم يحتاج لآباء ويحتاج لانبياء (وعاظ) ويحتاج لمعلمين، ويحتاج لخدام (شمامسة) يتعنون بالمحتاجين، ويحتاج لجمهور من المؤمنين (إخوة وأخوات) يكونو بحق إخوة وأخوات، ولكنه لا يحتاج ولا مكان فيه لربوات من المرشدين.. ولكن حدث أن عمل التعليم فسد، وعمل الوعظ تفرّغ من معناه وتزود في مظهره فصار طعماً بلا غذاء ولوناً براقاً بلا ثبات، وشكلاً بلا مضمون، والحياة الاخوية الكنسية تلاشت أو كادت.. وعندما ضعفت المقومات الكنسية (كنسية = جماعية = رابطة عضوية لجيد واحد)، عندما ضعفت الابعاد الكنسية في حياة الفرد لم يبق منه تقريباً إلا انه فرد، فشعر بالاحتياج لفرد آخر فأتى هذا المدعو مرشداً ليسدد الاحتياج الحق ببضاعة غاشة تخلو من المنطق وتزيد حال السوق الروحيّ الكنسي فساداً وغياً..
وهكذا فقد تفشى نموذج عجيب "للإرشاد" في كنائسنا، أسميه الإرشاد الفرديّ الجماعيّ، أي أن يتسلط واحد على جماعة بأحكامه في أمور حياتهم، عن طريق التعامل معهم فردياً واحداً فواحد.. فهو تسلط فردي لأن لكل فرد حديثه الشخصي الدائم مع "المرشد"، وهو جماعيّ لأن المرشد يبحث ويسعى دوماً، أو يفتح بابه ويرحب إن هو لم يبحث، عن زيادة اعداد الأفراد الذين يتمتعون بخبرة "إرشاده".. وفي النهاية يتألف من جموعة الافراد جماعة قاسمهم وقاسم وسط عقولهم المشترك هو "المرشد" الواحد.. وما كان لهذا التسلط المرضيّ ليقوم إلا لحاجة الإنسان الطبيعية لمن يربت عليه ويؤنسه، واضمحلال هذا الحس الخويّ الطبيعيّ بشكله السويّ من الكنيسة لفقدان روح الاخوة المسيحية..
تلك كانت عادة الإرشاد المضحكة وظروف نشأتها وتكريسها كعُرف في الساحات الامامية والخلفية لاجتماعات الشباب..
وإلى هنا فالحال محتمل، لا تزيد عن أزمة نقص في مجتمع متحوّل والكنيسة ملجا لنفوس كثيرين وتعمل كمستشفى لمرضى يعوزها الأطباء فلما كان مرض زبائنها هو إحساس النقص أصلاً فإن نقص الاطباء مع طبيعة المرض أنتج قفز المرضى على مقاعد الأطباء.. إلى هنا حالة غير لطيفة لكنها محتملة، ولكن ككل ادعاء فإن أصحابه يلزمهم ترويج حجج لدعم صحته في معتقد الزبائن وحتى أمام ضمائر أنفسهم.. وهنا تحوّلت العادة والعُرف إلى بدعة وشبه قانون تجمع بين نكات هزل الحجج وخطورة إتلاف التعليم أكثر مما أصابه عبر 2000 سنة من دخاءل وسخائف..
معكم في البوست التالي عيّنات من تلك الحجج المضحكة المقلقة:ه
Coptic Youth 4 Holy Book
about 2 weeks ago · Delete Post
يحتمي "المرشدون" ويحمون "صنعتهم" المريضة خلف مأساة وملهاة:
المأساة هي حال الاحتياج الناشئ عن الحالة الكنسية العامة.. وطالما بقي الاحتياج للغذاء، وطالما بقي الغذاء السليم والغنيّ غائباً، فيصعب مطاردة الباعة الجائلين أو البقالين الغشاشين..
هذا الأمر ليس من صنع "المرشدين" ولكنه من مواضع استغلالهم فهو يحفظهم وهم يحفظونه ليواصل حفظهم..
ثم ثانياً فالعُرف الذي لا يحميه القانون يؤول لزوال، فلحماية العُرف وترقيته لقانون أو شبه قانون فإنهم يتعاطون عقاقير يوفوريا ملهاة "الإرشاد" بخطف أيجملة كتابية أو يظنونها هكذا ترد فيها كلمة مرشد في غفلة من معناها وموضعها، ولم يكلفون أنفسهم عناء التوقف عليها وهي بضاعة يتعاطاها لاهون عن أي شئ إلا الإحساس بالنقص، فهكذا يبدئون الملهاة بتكرار ببغائيّ لمجموعة "حجج" تمتلئ بكل خديعة الجهل في الغاشمين..
ولي مع كثير من الشباب الطيب في كل ربوع انتشار أبناء الكرازة المرقسية من الشعب القبطي مناقشات سريعة حول هذا الموضوع.. وأسوق هنا خلاصة تلك المناقشات:ه
- أول كل الحجج التي حفظها جميع "المرتشدين" حفظ الببغاوات، وكأنما قد اتفقوا على ذلك هي: "الذين بلا مرشد يسقطون كأوراق الشجر.".. وأكثرهم، لا أهزل ولا أبالغ، يقولونها باعتبارها شاهداً كتابيّاً..
وتوقثيفاً لتلك المهزلة قلتُ وأكتب الآن ما طالما قلته:ه
-^ لو كان "مرشدوكم" لا يعلمون أنكم تظنون هذه العبارة نصاً كتابياً، فهم غير مؤهلين لعملهم كمرشدين لكم لجهلهم بكم ولجهلهوم بالحجة التي إليها تستندون في استرشادكم بهم!ه
-^^ ولو كان "مرشدوكم" يعلمون أنكم تحفظونها على أنها نص كتابيّ، ويصمتون على ذلك، فإن صمتهم تدليساً قبيحاً لا يؤهلم لعملهم كمرشدين ولا لإيمانهم كمسيحيين أصلاً!!ه
-^^^ وأما لو كانوا هم الذين لقنوكم إياها أصلاً كنص كتابيّ فهذا غش عمد مع سبق الإصرار يخرجهم من دائرة البشر المحترمين أصلاً!!!ه
-^^^^ فأمّا لو كانوا هم أنفسهم لا يعملمون أنها ليست في الكتاب المقدس فلا مؤاخذة لا تعليق!!!!ه
- - بعد ذهول كبير معتاد من اصطدام المساكين أن عبارتهم الأثيرة ليست من الكتاب، بدلاً من مراجعتهم لدلالات تلك النكتة الرزيلة في حقهم فإنهم يهرعون للاستجارة بالحجة الثانية:ه إذاً فهي من أقوال الآباء ولها حجيتها على كل حال..
--^ إذاً لنعلم من قالها ولمن قالها لنعلم من ثَمَّ مدى صلاحية عملها.. الذي قالها هو مار إسحق السرياني المتوحد في العراق في المئة السابعة للميلاد.. وعندما يعلّم المتوحد فإن تعليمه ينصرف اولاً لمتوحدين مثله.. وظاهر جداً في هذه العبارة تحديداً لزومها للمتوحدين، لأن المتوحد ينقطع عن الجميع، فالخطر عليه أول الخطر –حال جديته وأمانته في طريق توحده- أنه يتطرف فيه ويستغني عن الجميع.. ولذلك يضع الأب المتوحد المختبر حاجزاً لهذا التطرف فيقول: الذين بلا مرشد يسقطون كأوراق الشجر، أي من يقطعون أنفسهم عن كل مصادر الغذاء السليم تماماً يجفون كورقة شجر يبس طرف عودها فامتنعت عصارة النبات عنها.. --^^ فهذا حديث متوحدين لا ينتج عنه كثرة الزيارات والجلسات، بل بكثيره يذهب المتوحد للاسترشاد مرة كل عدة شهور، فكيف بذات هذه العبارة تُستَخدَم كسند لحالة الالتصاق وجلسات الرغي السائدة بين الشباب و"مرشديهم"؟
فلا هم متوحدون أصلاً، ولا هم منقطعون عن مصادر التعليم والعزاء المسيحي، ولا هم ينفذون العبارة بحسب اعتياد تنفيذها بزيارة كل عدة شهور أو أكثر..
الاستدلال بهذه العبارة فاسد كل الفساد وعيب عيب عيب ترك الشباب يفترضون فيها نصاً كتابياً فغن لم يكن فهو نص آبائي ملزم، والمهم تلتصقوا بالمرشد على أي حال..
--- صدمة فقدان حجة "كتابية" تستدعي بداهة النزوع لأردأ عادات التعامل مع الكتاب المقدس، إلا وهي القراءة بقصد الاختطاف.. وهنا يسعفهم مرشدوهم أو تسعفهم ماكينات البحث الإلكترونيّ بشاهد آخر:ه
ألم يقل الرسول: "لكم ربوات من المرشدين" !
---^ حسناً يورد "المرشدون" ومن يدافع عنهم هذا النص الكتابيّ فهو لا أنه ليس حجة لهم فحسب، بل حجة عليهم، ولا أنه لا يغطيهم فحسب، بل هو عينه يكشفهم.. السخرية واضحة في كلام الرسول من المتنطعين للعمل كمرشدين متجاوزين الأصول الكنسية الرسولية.. وهذه هي الفقرة كلها (ولو سمح المجال لصح إيراد كل الرسالة لأهل كورنثوس لأنها بكاملها تشهد ضد أولئك المرشدين):ه
"إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ نَجُوعُ وَنَعْطَشُ وَنَعْرَى وَنُلْكَمُ وَلَيْسَ لَنَا إِقَامَةٌ وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ. صِرْنَا كَأَقْذَارِ الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى الآنَ. لَيْسَ لِكَيْ أُخَجِّلَكُمْ أَكْتُبُ بِهَذَا بَلْ كَأَوْلاَدِي الأَحِبَّاءِ أُنْذِرُكُمْ. لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ لَكُمْ رَبَوَاتٌ مِنَ الْمُرْشِدِينَ فِي الْمَسِيحِ لَكِنْ لَيْسَ آبَاءٌ كَثِيرُونَ. لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ. فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي." (1كو4: 11-16(
---^^ ثم هو واضح أصلاً من ذات الكلمة وبغير تحرّي السياق أن الكلمة التي يختطفونها يفضح غفلتهم وغفلة\غش مرشديهم.. الرسول يهزأ بوضوح من تكاثر المرشدين بالمبالغة في عددهم، والمبالغة واضحة جداً فلا يمكن لكنيسة ناشئة أن يبلغ عدد مؤمنيها –لا مرشديها- الربوات! والمبالغة لا يمكن أن تفيد إلا بالسخرية، وإلا فماذا؟
+ ثم يزيد تأكيد الوضوح بتوسيع مدى النظر ليشمل الجملة كلها فيظهر أن الرسول يقابل مقابلة الملامة بين ربوات المرشدين وبين الآباء، منحازاً للآباء القليلين الذين تعبوا بحق فولدوا في المسيح يسوع بالإنجيل، وواضح أن هذا كان بتكليف من الرب كالرسول بولس نفسه، فيكون مشيراً بجلاء البلاغة بمفهوم المقابلة العكسية إلى سذاجة عمل المرشدين الذين يأخذون العمل السهل، الذي لم يكلفهم به أحد أصلاً، على عاتقهم..
لا داعي للتعليق على كامل الفقرة، بله الرسالة كلها وحال أهل كورنثوس الكنسي وقتها، لأنه من إيضاح الواضح الظاهر من أين يأتي وإلى أين يذهب.. والاجدى توفير الساحة لما سيلي من حجج،،،
على أني قبل الانتقال من هذا الشاهد عن ربوات المرشدين أسوق فقرة استطرادية قصيرة بملاحظة تأصيلة لمتابعة الجذور التاريخية للفكرة الدخيلة تلك، فلعل أزمة "الإرشاد" النفسية ظهرت مبكراً والعصر الرسوليّ في أوجه بعد، وإلى هذا أشار الرسول هنا هازئاً بوضوح وضيح، ولعله عاد ليشير لذات الآفة متبرأً بقوله "ليس أننا نسود على إيمانكم" (2كو1: 24)، ومن أراد استكمال حال هذه العادة التي تبدأ ظاهرة الطيبة حتى يغلب عليها عنصر القلق النفسي إن كان في بعضهم فله مراجعة قصة المجموعة اليهودية المتصوفة التي كانت بذرة كنيسة الإسكندرية قبل مار مرقس (أكرر قبل مار مرقس وعلى مسئولية تدقيقي التاريخيّ من حيث أن فيلو توقف عن الكتابة مبكراً، بل لعله مات حتى في أرجح التقديرات، قبل ظهور الكاروز مرقس في مصر) والتي أخطأ جيروم بغير تدقيق تاريخي في نقله للقصة من يوسابيوس الذي نقلها من فيلو، وعن جيروم نقل بعض المحدثين الخطأ ذاته، ثم ينظر الواحد في تفسير اللاويين المنسوب لادمنتوس أوريجن، وينتبه أخيراً لسيطرة الحال الرهبانيّ على جانب كبير من الوعي الكنسيّ ونقطة التحول الغير التامة الجودة من التوحد الأنطوني النقيّ الصرف إلى التوحد المتداخل فيه عنصر "طلب المرشدين خشية السقوط كأوراق الشجر" والتوحد المدرسي في براري متكاملة الاتصال ذات التنسيق المركزيّ.. تلك قصة طويلة ولكن أرصد خط سير الفكرة بمراحلها غير هامل للطيب فيها وغير غافل ولا مجامل لعنصر القلق النفسي الدخيل العويل الغريب عن بساطة الإيمان المسيحي..
- --- لا يكتفي "المرشدون" بخطف شاهد واحد ضد لهم، أنا معك، ولكن لتكن آلاف الشواهد الخطائة وهذا حال المرشدين المتنطعين كما تقول-- يقول لي واحد، ولكنه ليس حال الجميع، ولا يقوم ضد المبدأ ذاته، وهناك نصوص أُخرى عن مرشدين جياد، منه هذا القول في رسالة العرانيين أيضاً: أذكروا مرشديكم".. فهل يطلب الكاتب منا ذكر مرشدين لا لزوم لهم ولا لإرشادهم؟ وإن طلب ذكرهم فقد صارت وصية لازمة فلزم معها وجود المرشدين لكي نذكرهم.. أليس كذلك؟ بل أن الطبب بداهةً يخص المرشدين الجياد إذ يقول:
"اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ" (عب13: 7).. فلزم من ثم وكتابياً أن يكون لكل واحد مرشد بحكم هذه الشواهد.. أليس كذلك؟؟
* لا ليس كذلك!
فأولاً فلست أنا من يستشهد بالنص الأسبق عن ربوات المرشدين للدفاع عنهم.. ولكن أولئك المرشدون الذين يلقنوا أنفسهم وزبائنهم إيّاها..
وأما أن يعضكم يضطر للتخلي عن شاهده لتحسين موقفه فهذا لا يحدث إلا بصوت خفيض وفي أضيق نطاق يمكنكم، ولكن لم يتبرأ أحدكم وأحدهم علناً ويصحح هكذا استشهادات هزلية، وأما عن شاهدكم الجديد الأخير، المخطوف وبعمى، من كاتب رسالة العبرانيين فلكم فيه أيضاً مفاجأة:
----^ أولاً سأؤجل الثقيل من المفاجأة، مفاجأة الثقيلة وأتماشى مع الشاهد بحسب ما تقرئون ترجمته.. ولا حتى بهكذا ترجمة يوافقكم ولا حتى يعفيكم من تفنيد ذات ماتستشهدون به عليه..
فالظاهر من الشاهد أنه يقول بالجمع: "تمثلوا بإيمانهم" ولم يذكر شيئاً عن التعامل الفرديّ فرداً فرداً معهم بطريقة السؤال في الكبيرة والصغيرة في أمور الحياة..
----^^ وقبل ذلك يبدأ فيقول إن المرشدين كلموكم بكلمة الـله، وليس "أجابوا أسئلة تفاصيل حياتكم اليومية فرداً فرداً كل حسب مشكلته الشخصية في الزواج والتعليم وما إلى نهاية تلك السماجات"..
----^^^ ويتكلم عن مرشد هو شخص عاينا نهاية سيرته، وليس حدثاً أو حتى ليس شيخاً لا نعرف من سيرته إلا مهارته في الكلام والتعامل مع المشاعر.. كل ما سبق من حيث ظاهر الترجمة، وليس الأثقل في المفاجأة بعدُ!!!
----^^^^ والآن مع مفاجأة الشاهد الساحقة لقصد المستشهدين به ببغائيتهم الداعية للشفقة خلا أنهم هم لا يشفقون على أنفسهم.. وانبه أن الكلام سيطول لكثرة ودقة تفاصيله الفنية وإن كنت سأحاول اختصارها نقلاً عن مقال متخصص كتبتُه ضمن مجهود مراجعة أخطاء الترجمة البيروتيّة..
فإن الترجمة بكلمة "مُرشِديكم" خاطئة بالثلاثة في عب13—خطأ في "عب13: 7" و"عب13: 17" و"عب13: 24"، هي ترجمة خاطئة خطئاً ظاهراً للناظر في الأصل، وخطئاً ملموساً للناظر في السياق..
وبالمرّة فترجمة "عب13: 7" بجملتها بحاجة لإعادة نظر، ولتفسير، وهو موضوع لي فيه كلام فنيّ ليس بقليل، ولكن يلزم الاختصار هنا في حدود قصد اللوحة..
الترجمة حرفيّاً بكل دقة:ه
"اذكروا مُدبّريكم الذين كلموكم بكلمة الـله. انظروا نهاية الحوار (أو "الرد" أو "الموقف" أو "لسيرة"). تملثوا بالإيمان"
++ وتفسيريّاً:ه
"اذكروا كلام مشرفيكم الذين كلموكم بكلام الـله. اعتبروا خلاصة حوارهم وتمثّلوا بإيمانهم"ه
الأصل للكلمة هو: ηγουμενων
"هيغومينون"-- أي "هيغومينوس" في حالة المفعول..ه
ومعناها Leader, Commander
قائد أو "ريّس" وبحسب السياق الكنسيّ تصير "مُشرِف" أو "مدبِّر"..
ولمن لا يتوفّر له الأصل، أو لا يثق في قدرته على تحجرّي معنى كلمة في اليونانيذة القديمة، فالترجمات الكثيرة تُورِد المعنى بما يفيد القيادة والسلطة، فمثلاً:ه
ترجمة الملك جيمس: have the rule over you' : KJV'
وترجمة يونح الحرفيَة: those leading you' : YLT'
والترجمة الدوليّة الحديثة (الأقرب في هذا الموضع للبيروتيّة): your leaders' : NIV' .
ولعلّ البعض يتمسّك بكلمة "قائد" ويقول إن القائد مُرشِد للطريق او للعمل فلا فارق، ولكن الفارق كبير: ه
فكلمة مُرشِد لها دلالة النصح والتعليم بينما كلمة "قائد" تجمع في معناها دلالة "الأمر الموجِب والرئاسة والسيطرة"، ويزيد خطورة الفارق حين يكون ورود كلمة مُرشِد في موضع كتابيّ كنسيّ تعليميّ، فحالئذٍ ينصرف الذهن على خلاف قصد النص إلى "المعلم للتعليم الروحيّ..
ويتوفّر شاهد مثير على هذا المعنى إذ المعروف أن لقب "هيغومينوس (إيغومانوس) المنطوق تحريفاً "قُمُّص" هو رتبة كنسية كهنوتيّة يؤصِّل لها البعض كتابيّاً على أنها "الشيوخ المدبرون حسناً" (1ت5: 17)، رغم أن الأصل الكتابي ههنا لا يحمل كلمة "هيغومينوس" ولا اي اشتقاق منها..
(وبالمناسبة فأصحاب محاولة التأصيل الكتابيّ للقب "قمص" فيما هم يجهلون النص الأصليّ فإنهم يفوتون دليلاً صحيحاً ويختطفون دليلاًخاطئاً، ولو تعقّلوا وبحثوا بدقة لما تورطوا في هكذا مفارقة لأن كلمتهم المرغوبة توفرت ثلاث في ثلاثة شواهد متتالية في "عب13"؛ ولكنهم مع جهلهم هذا فإنهم، مصدقِّين للترجمة الحاضرة لديهم (البيروتيّة)، بحثوا عن معنى كلمتهم "هيغومينوس" فيها، فكان المثير أنهم التقطوا الترجمة الخاطئة بدلاً من الأصل الصحيح—ما علينا فالمجال لا يتسع لإطناب الهامش)..
----^^^^ ثم ما هي علاقة "المُرشِد" الروحيّ او المعلم العَقَديّ بما يسبق أي شاهمد أو يتلوه من فقرات؟
----^^^^^ وكيف تكون الوصيّة بالنظر في نهاية سيرة "المرشدين"؟ لماذا لا تكون بالنظر في سيرتهم عموماً إذ هي بارة، ووصية الرب تقول "يروا أعمالكم الصالحة"، والرسول بولس يقول: "تمثلوا بيس كما انا بالمسيح"، فطالما كانت السيرة حسنة وكان المقصود التعلّم الروحيّ من سيرة بارة عموماً فلماذا اختصاص الحديث بالنظر لنهاية السيرة؟! حتى لو كان المرشدون المعنيون قد ماتوا كما تقول بعض التفاسير الغربيّة فإذ كانت سيرتهم صالحة في مجملها بدليل صيرورتههم "مرشدين" فلماذا الاختصاص بنهاية السيرة؟ إما ان هناك موقف ينبغي تحرّيه أو هناك معنى آخر للكلمة خلاف المُفترَض في الشرح!ه
----^^^^^^ ثم ما هي إجابة السؤال الدقيق الذي فات الجميع عن اختتام رسالة ثيولوجيّة دسمة بحشر التوصية بإسراف عن "المرشدين الروحيّين" بينما هو يختم بتوصيات بشأن العطايا والطعام (الذي لا يمكن تصوّره في رسالة كنسيّة بعيداً عن قصد تنظيم وليمة الأغابي)؟!!!ه
+ إنما يوافق المعنى ويُجيب الأسئلة فقط الانتباه لمعنى الكلمة على وضوحها: أن ما تُرجشم "مرشد" هو مشرف ورئيس تنظيم كنسيّ لموائد الأغابي وتخزين العطايا الكنسيّة وتوزيعها..
وبهذا وحده تنتظم الفقرات كلّها..
ويكفي هنا رداً على هذه الحجة راجياً ألا يكون الاختصار قد طال على زبائن لوحات النقاش،
علماً بأن فقرات الرد في هذه المرة منقول من عمل كبير مفصَّل لتفسير رسالة العبرانيّين وتصحيح بعض أخطاء الترجمة..
----- لم تبق بعد كل ذلك إلا حجة واحدة هي حجة توسل الإنسان باحتياجه الطبيعيّ.. يقول المحتج منهم: ولكن وبعيداً عن الشواهد الكتابية والأقوال الآبائية، وبكل بساطة: ألا يحتاج الإنسان لمن يرشده في ما يجهل؟ ما الخطأ أن أسأل شخصاً اكبر مني وأعلم فيما أجهل وأجوز اختباره حديثاً؟ ثم ما الخطأ ان يكون هذا الذي أسأله شخصاً استريح له وأثق به؟ وما الخطأ أخيراً أن يُسمَّى مرشداً إذ يقوم بعمل إرشاد؟
-----^ ليس من خطأ إلا أن يكون شخصاً واحداً على غرار نموذج الإرشاد الفرديّ الجماعي المحترف ذاك! لأن العاقل يطلب الإرشاد من مختص في موضوع الاسترشاد.. قبل أن تختر دراستك تسأل من سبق له الدراسة والعمل في المجال.. قبل ان تختر زوجتك تسترشد بآراء ذوي الخبرة الاجتماعية والمعرفة بالناس والعائلات.. قبل أن تختر عملك تسأل من عمل في المهنة وله معرفة بالأماكن التي تنوي العمل بها.. قبل أن تسافر تسأل من سافر لذلك المكان.. بعد أن تقرأ الكتاب تسأل من له دراية بالإيمان وباللغة والتاريخ ليفسر لك.. بعد أن تتحير في أمرٍ روحيّ تسأل المختبر الروحيّ.. وفي كل ذلك فليس السؤال على سبيل الديمومة المتكررة، وإلا فما نفع الإجابة أصلاً؟ وهذا هو شاهد كتابيّ يرد فيه مثل هذا النموذج العاقل للإرشاد: ه
"فَبَادَرَ إِلَيْهِ فِيلُبُّسُ وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ فَسَأَلَهُ: أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟ فَأَجَابَ: كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟" (أع8: 30-31)ه
في هذا الموضع سأل الوزير شخصاً مرتشداً بالروح فاهماً في موضوع إرشاده، ولما اقتنع اعتمد ومضى في طريقه فرحاً منتفعاً بالإجابة مرةً وللأبد فلم يعاود سؤاله ولم يطارد فيلبس الذي أختطفه الروح بعيداً..
فمثل هذه الحجة البسيطة لزمها رد بسيط كان هو هذا الرد عاليه، وبالمقابل أسأل: ما الخطأ في ذلك؟
والآن فهل هذا النموذج الطبيعيّ البديهيّ هو نموذج "المرشد" القبطيّ الجاثم على عقول كثير من الشباب الأبله؟ كلا بل إن من ينصبون أنفسهم مرشدين وينصبهم شبابهم الأبله يقومون بعمل الغرشاد في كل شئ، ويقومون به مراراً وتكراراً لكل واحد على حدة، فهو على الوجهين لا يستند لبساطة الحجة التي نناقشها فلا يحق له الاحتجاج بها بل عليه الرد عليها لأنها ببساطة هي حجة عليه تفضح نموذجه..
& أحياناً يختتم البعض احتجاجهم بما يرونه حجة شخصية يخجلونني بها، وأراها أنا ظريفة لاسيما مع نظرات عيونهم الماكرة.. يقول الواحد منهم: ولكنك أنت نفسك تجيب وترشد وأعرف كثيرين يحبونك مرشداً لهم ويعتبرونك كذلك..
+ وتأتي إجابتي تلقاءً وفوراً: أنا أتكلم رجلاً لرجل.. أحرص على وضع ذهن السائل أمامي كل حين في المناقشة فإن غاب توقفت عن الكلام.. ودائماً، كما في هذا المقال أحيل كل شئ للموضوع والمنطق والدليل لا إلى حكمة شخصية ورأي اعتباري.. ثم إنني لا أتكلم إلا فيما أفهم لا في أمور شخصية، ولو استُدرِجت لحديث شخصي أقوم بدور الأخ -كأي أخ- في الكنيسة الذي شرحت أولاً في الحديث أن الوضع قد تردى من البدء بسبب غيابه.. ثم إنني أفضح نموذجاً كاملاً، وأعمل كلما وجدتُ فرصة على إفاقة الغافلين المغفلين منه، فلو كنت انتمي إليه بعد كل ذلك فإنني أفضح نفسي مع من أفضح.. ثم وثم وثم فهل يحق حساب رأيي وموقفي، هنا او في غير هنا، على نموذج الإرشاد الذي أقاومه؟
وبعدُ، فواضح أنه لا شاهد كتابياً مع تلك العادة السمجة ولا حجة منطقية ولا شئ إلا أمراض لدى من يتمحك لإرشاد السذج ومن يلقون بأنفسهم في مهزلة اتباع "مرشد" من هذا النوع الذي لا يعرف شواهد الكتاب من غيرها أو يعرف ويغشّ..
وتلك كانت مرحلة الإرشاد.. المرحلة الاولى مضت هوذا مرحلتان ثانيتان تأتيان سريعاً ه
Coptic Youth 4 Holy Book
about 2 weeks ago · Delete Post
والآن تظهر وتزداد وتتضخم وتتحول لأنظمة أخويّات ونظم علم كاذب (سودوساينس Pseudoscience" تلك المسماة "مشورة مسيحية"، وهي تشفط مصادر الارتزاق النفسيّ للمرشدين، لتمتعها بما في الإرشاد مع ما هو أكثر إيهاماً وإغراءً وملئاً لفجوات النفوس.. الشرح آتٍ ولكن ليس قبل عرض خطوط تطور القصة عالمياً، فما تلك وما قصتها؟
التحليل التالي يقوم مقام بحث دكتوراه من الدرجة الاولى وهو غير مسبوق، أسوقه هنا مجاناً للمتابعين ه
في عصر النهضة الصناعية حل الاكتئاب على أوروبا.. فالماكينات معناها عمل سريع وانتاج غامر، والإنتاج يعني أرباحاً، ومن هنا فإن كان الوقت مالاً فقد صار الوقت ثروات هائلة، وصار الإنسان عبد للوقت لا يكاد يلاحقه، فلم يعد هناك فرصة لواحد أن يجلس ليسامر أو يؤانس صاحبه، لأن هكذا جلسة يخسر فيها وقتاً محسوب بالمال.. لم تعد الحياة كما كانت حين كان العمل كله بشريّ بغير ماكينات، لأنه إذ ذاك كان معيار ساعات العمل مرتبط بالقوة الطبيعية للإنسان لا للماكينة، فكان الصباح وقت العمل والليل راحة لكل البشر وبينهما في العصر والمغرب فرصة للمؤانسة والتواصل الاجتماعيّ.. وأما مع حلول الماكينة فإن ساعات العمل فرضتها معايير قوة الماكينة، فزادت ولم تقلّ لأن الماكينة لا تتعب كالإنسان فصار على من يعمل عليها أن يتعب أكثر حتى لا يتركها خاملة لانه إن عمل ذلك فسيبحث صاحب الماكينة عن عامل غيره فيفقد عمله.. فما الأثر النفسيّ من ذلك؟ احتاج الواحد لمن يجلس معه ويسمعه، وطالما توفر احتياج فإنه يُترجَم إلى "طلب" باصطلاح السوق، وفي عصر "الوقت ثروة لا مجرد مال" فإن "الطلب" يستدعي توفير "العرض" وكله بثمنه..
وليست صدفة بالمناسبة أن في ذلك الزمن عينه ظهرت النظرية الشيوعية التي تناقش حال تغوّل رأس المال وتحلل الطبقات لطبقة عاملة وطبقة مالكي الماكينات (البرجوازية) وما إلى ذلك..
وأفضل من صوّر حال الاكتئاب في ذلك العصر هو تشارلز ديكنز في رواية "اوقات عصيبة" (هارد تايمز)..
في هكذا زمن وبموجب أحواله الخانقة صار مجرد استعماع واحد لآخر هو عمل يستغرق وقتاص ويستدعي دفع أجرة.. أي صار تطييب الخواطر مهنة، والمهنة تتطلّب رخصة حتى تميز بين أصيل ودخيل وجدير ودعيّ، والرخصة تتطلّب شهادة علميّة والشهادة العلمية تتطلّب علماً، ومن هنا ظهر "علم النفس"..
وليس أدل على أنه علم كاذب "سودوساينس" من إقرار إيريك برن أنه وإن كان علم النفس قبله كان بحثاً عن قطة سوداء في الظلام فإن "العلم" تقدم وعينوا موضع القطة وإن بقيت سوداء وبقي الظلام.. وحتى مع ذلك فإن لا إيريك برن ولا غيره قدموا أدلة على نظرية ما خلا ما بالكلام من بديهيات لا تحتاج لإقامة علم أصلاً..
ليس هذا كلام علم قطّ وإنما مجرد افتراضات بعضها بديهي وبعضها تخيلي..
وتزيد إقرارات أهل "علم النفس" بفشله كلم مع ظهور النظرية السلوكية على يد واطسون الذي دعا صريحاً للتتحول لرصد السلوك والمؤثرات عليه والتخلي عن المجهود التخيلي الافتراضي في الشعور والأحلام، لجعل طعلم النفس" متوافقاً مع المنهج العلميّ، ولكن حتى مع النظرية السلوكية الأكثر تماسكاً ملموساً والأقرب للمجهود العلميّ فإنها لا تخرج عن غطار بديهيات الحكماء في رصد السلوك البشريّ، ولكن وغن قبل الواحد النظرية السلوكية كعلم مستقل فإنه ولا حتى بهذا تتفق بدعة المشورة والإرشاد تلك حيث أنها بعيدة عن المفاهيم السلوكية الجامدة نوعاً..
ولكن حين يكون الكلام عن المبادئ النظرية العلمية والمبادئ الخلقيّة الأدبيّة وأي مبادئ فإن الكلام يقع بخسارة على من يلقنون السذج لأن مبدأهم مبدأ أسواق متحلِّقة حول مصدراً ما للربح تتكاثر، فمع سوق "فتح عيادات للطب النفسيّ" فهناك بالتالي وبالضرورة سوق "فتح مدرسة لتعليم "علم النفس"، ومع فتح المدرسة فهناك سوق فتح مكتبات لطباعة كتب هذا العلم"..
ولأن الامر صار سوقاً، فإن قانون السوق يستلزم التغيير وإلا كسدت البضاعة، لأن الكتاب يمكن إعادة طباعته مئات المرّات فيجور على تأليف غيره، ما لم يتم تطوير "العلم" نفسه، فلزم أن علم النفس" يصير "مشورة" ويتجادل المجتدلاون عن الفرق بينهما لا يهم، المهم أن يتم ظهور "علم" جديد بكتب جديدة، والجدل لا يضر بل يخدم كدعاية مجانية مشكورة..
وليس الربح عائد على تأليف كتب فقط وإلا كان جهد اعتماد "علم" جديد باسم جديد هو بغير جدوى، ولكن "العلم" الجديد سيفتح كراسي علمية جامعية جديدة ويستجلب مزيداً من الطلبة وهكذا..
قصة سوقية مركبة يتقنها أصحابها..
هنا "علم النفس" (وهو علم كاذب بكل مقايسس العلم الكاذب وباعتراف كثيرين من حملة الدكتوراه فيه أعرفهم ولعل شخصي المتواضع ساعد بعضهم في دراسته وحصوله على تلك الشهادة من جامعات عالمية) له جدوى وليس خدعة..
فهو يوفر للمريض من يسمعه وهذا عين ما يحتاجه، ويزيده إيهاماً بافتراض أن من يسمعه هو متخصص قادر على معونته، ومفهوم بداهةً (قلت بداهةً بلا حاجة لعلم ودراسة) أن الإيهام يسهم في تهدئة النفوس التي تقتنع به..
فإذاً "علم النفس" سد عوزاً في مجتمعه وزمنه.. زمن ومجتمع اكتئاب لا احد يجد وقتاً مجانياً لغيره..
والمدعو "مشورة" لم يخرج عن الخط خلا أنه أضاف لحال سوق الجامعات والمكتبات بضاعة مزيدة..
والاحتياج ازداد في العصور التالية التي ورثت اكتئاب عصر النهضة الصناعية وزادت عليه اكتئاب عصور اللهاث الاقتصاديّ..
وأما دخول "المشورة" في الحال الكنسيّ فكان في الخارج لسبب محزن، فالكانئس في اوروبا وبعدها أمريكا صارت منذ عصر النهضة هي موضع طلب الإنسان لإيجاد مجتمع محيط يسمع فيه ويتكلم، لتسديد عوز انسانيّ طبيعيّ، فبما أن علوم النفس والمشورة أصلاً كانا تسديداً لنفس العوز فإن منتوجاتهما من كتب وشعارات ونظريات وما إليه تمثل مادة سهلة للاستهلاك الكنسيّ، وبالمرة تمثل الكنائس لها منابر دعاية تسويقيّة مجانيّة..
سهل الكلام؟ ولا اسهل.. ولكن كل ذلك في مجتمعات الوقت فيها من المال والثروة والاكتئاب حادث وضارب بكل قوة، وهكذا يسسدون أعوازهم النفسية..
ولا أجد في هذا عذراً لرواج تلك العلوم الكاذبة ولكن أجد فيثه تفسيراً وجزءً من العذر لمن فاتهم غنى الإيمان بالمسيح وثراء عزاء الكتاب المقدس..
ولكن،،،،،ه ه ه
مشكلة مجتمعات اانهضة الصناعية وما تلاها من عصور هي عكس مشكلة المجتمعات الشرقية.. فالمشكلة النفسيّة في المجتمعات الشرقية هي مشكلة التهام الخصوصية وضياع الهدوء.. يقيناً لا يعجز الواحد في المجتمع المصريّ مثلاً عن إيجاد من يستمع له، او يفحص أموره الشخصية معه، فكيف نشأت أصلاً فكرة طلب اللجوء "لاطباء النفس"؟ وأصحاب لافتة "المشورة"؟ ليس السؤال هنا هو طلب من يملكون مشورة قائمة على العلم أفضل من طلبها من الهواة ومن لا يملكون أكثر من نية طيبة، فالسؤال هو: ما الذي أقنع أصلاً الناس باللجوء لأولئك المحترفين لـ"طب النفس"؟
فكيف وجدت تلك "العلوم" رواجاً وقناعة في المجتمع المصريّ مثلاً؟ ثم لماذا دخلت كنائسنا؟ وهو السؤال المقصد من كل ما سبقه من شرح وعرض!؟
أولاً فإن كل ما كان يأخذ اسم "علم" يغري هواة المتعبعين لـ"احدث ما وصلت إليه العلوم" بالتباهي بمعرفته، واتخاذه راية للتقدم على سواهم ممن جهلوه أو لم يسبقوا برفع رايته..
وأفكار "علم النفس" مسلية ومغرية كمادة إعلامية تملأ ساعات الهواء ومشاهد الأفلام الكوميدية والأفلام المثيرة أيضاً..
ولكن عندما يدخل الأمر لحال السوق ويطلب ان يصير مهنة مربحة، فهنا لم يظهر "طب النفس" إلا ممزوجاً بكلمة "نفسية وعصبية".. والامراض العصبية أمراض تحتاج بحق لطبيب دارس ويعرف الدواء ويعرف محاذيره ومقاديره..
واما ادلة ان كل ذلك علم كاذب صحيحه بديهيات لا تحتاج لجهد ورديئه سخافات لا تحتاج لنباهة، فهي سؤال بسيط جداً":ه
من يجد حقيقة واحدة تُقال في ذلك المدعو علماً تزيد عن كونها بديهية أو تغيب عن نباهة متوسطي الذكاء وأقل فليفِد بها.. إن مادتها ما هي أكثر من عادة "الإرشاد" مصاغة باصطلاحات مثيرة للإيهام والإبهام ينبهر بها غير ذوي الأفهام.. ولا حاجة لمزيد فوق هذا السؤال الفاضح..
ومعي تسجيلات ليست بقليلة لإقرار كثيرين من المنهمكين في تلك الموجة بصحة ذلك..
ولكن كيف دخلت للكنيسة؟ أي احتياج مثل ثغرة في الجدار تتسلل منها؟ اي مكسب ولمن تحققه؟
هذا ابسط سؤال في كل القصة لأنه هو ما بدأنا به في رصد مهزلة "الإرشاد"..ه
إن كل ما يسقي قراطاً من "الإرشاد" يزرع "فداناً" من المشورة..
راجعوا من البداية ثم عودوا لتستكملوا كيف أن بهذه الصنعة تتحقق المكاسب للجميع نفسياً ولعلها لا تخلو من مكاسب ماديّة بعد ذلك أو ربما قبله..
فالشباب المحبط يجد دراسة لا ترهقه ليس بها كيمياء ولا فيزياء ولا أي شئ مما قد يكون غير قادر على خوضه أو حتى قد خاضه وأرهقه ولم يحصل على تقدير ماديّ ونفسيّ جرّائه، وعلى كل حال وأياً كان حاله فالآن تتوفر له دراسة تافهة القدر يتحلّى بعدها بلقب "مشير" ويحصل على اعتبار ما بل وحيثية أن يحلل نفوس غيره ما يغرس فيه وفيهم مظنة الاستعلاء فوقهم..
والذين يحاضرون فلهم مكاسب أعظم: اولاً فنفسياً تمكنهم من اختراق المنابر الكنسية التي لم تكن لهم فرصة لذلك لفقر معرفتهم الكتابية، أو حتى كانت لهم بحسب ظنهم في انفسهم ولكن شبكة المصالح حالت بينهموبين اعتلاء المنابر، فالآن لهم فرصة اختراق وبالباراشوت.. إذ معهم مادة "المشورة" التي لا يقاومها إلا متخلف عن أحدث ما انتجه العلم او من يحب للكنيسة أن تكون كذلك، فمن يقبل على نفسه هكذا شهادة بغيضة؟ فإذاً تُفسَح لهم طرق المانبر فيعتلونها ويعوضون عجز سابق من اوسع أبوابه ويهرفون ويخرفون ويخبطون تفاسير مضحكة بنفس طريقة حجج آبائهم "المرشيدن" في دعم صناعتهم المريضة، فأي شاهد كتابيّ بترجمته البيروتية ترد به كلمة تشبه مصطلحاً محدثاً في تلك العلوم الكاذبة تصير لقمة لهم—مثلاً "مكتئبين في كل شئ ولكن لسنا متضايقين" فهوبا لالا ها هو ضيق وها هو اكتئاب فما الفرق وما البرق وما الحرق وأي كلام فارغ إلا من السفاهة وتغييب جمال معنى الشاهد، علما بأن الترجمة البيروتية كانت سابقة على كل تلك المصطلحات..
فإن لم يجدوا شاهداً لفكرة ما لديهم صحية كانت ام خاطئة فإنهم يفترضون ما لا يجدون، ومن ذلك سقطة مجدي إسحق حين تكلم عن أن محبة أمنون لثامار كانت "إيروس" بينما كلمة "إيروس" لم ترد قط بتاتاً البتة في الكتاب المقدس وبينما معناها الأصليّ أصلاً كلمة طيبة تصلح كمشبك يُرفَع منه نقص الفلسفة اليونانية بسمو الإيمان المسيحيّ.. وكان لي موضوع تذكرونه عن مهزلة "أغابي فيليا إيروس" سأنقل منه هنا بعض نتائج إتلاف تلك الغمامة الغبية من مشورة وإرشاد مما طال نفوس الجيل وزادهم فوق احتاجاتهم الطبيعية تشويهاً للنمو..
ولعل هناك مكاسب مادية التقطتها حين سمعت بعضهم في اميركا بعد محاضرة فادحة المصائب وهم يحرصون على تكرار أن "المشورة مهنة" فلا تلجأ لمشير إلا ولديه "رخصة".. إذاً فالكنيسة بالنسبة لبعضهم تعمل كمنابر دعاية مجانية بل ودعاية مضاعفة لما لها من أثر نفسيّ بالغ على أبنائها..
وفوق الكل وانتبهوا فإن رؤوس الغكليروس ليس فقط يسمحون للمدعوة "مشورة" تحاشياً لإطلاق الأسماء عليهم ووصفهم بتحجرهم وتخلفهم عن "العلم"، لا ولكن لهم مكسب إيجابيذ مباشر بسياسة "تحويل الموقف لمصلحتهم".. فلقد أتتهم فرق "المشورة" كهدية مجانية ليلفوا عليها تبعة أي مصيبة في الزواج والطلاق والإدمان وما إليه من مشاكل تدعي فرق "المشورة" أن علاجها هو تخصصها "العلمي".. فالآن فإنرؤوس الكنيسة عملوا ما عليهم وزيادة وأوصوا وصايا وفي طريقهم لتقنينها أيضاً بلزوم جلوس المقبلين على الزواج مع فرق "مشورة" وإحالة من يزحمون المجالس الملية بطلبات الطلاق لفرق "مشورةط وهكذا.. لقد واتتهم فرق "المشورة" كمماسح مجانية يمسحون بها وفيها تبعات مسئوليات حال المشاكل الكنسية التي كان حرياً بهم أن يصلحوا من فساد التعليم النظري وقصور الرعاية العملية بشأنها..
الكل هنا تلميذ ومعلم وحتى مسئول ورئيس يكسب، وكله مكسب يا خسارة..ه
فإن كانت هذه حصيلة المكاسب الرخيصة فإن الخسائر فادحة او تكاد وهي ختام المقال في البوست التالي لي إن عشت وتوفرت لي فسحة كتابته،،،ه
Coptic Youth 4 Holy Book
about a week ago · Delete Post
عادةً ما تتحلى كتب البابا بالشواهد ولكن هذا المقال في الرابط من الشواهد هذه المرة
وإن صحت نسبته للبابا فقد صُدَّت نفسي هكذا عن استكمال موضوع "ولكنها تدور" أو "تفسير نص لم يقره المفسر" لأن بهذا الرابط الأسيف ما يكفي ويزيد ويفيض
لكن أظن أن هناك خطأ في النقل ويلزم التحقق من الأصل
وحتى لو وُجِد في الأصل فلا يصح التسرع في الحكم ولعله في الأسفار القانونية الثالثة
أو لعل المقصود أن الكتاب يقول المعنى لا النص
انت عمرك ما تكون محضر خير ابداً يا مينا
على كل حال أعود للقصد وقد أتممت درافت قسمين ("الإرشاد"، و"المشورة") وأدخل للقسم الثالتث والأخير عن عرض جدول وجيز لمشاكل تلك المهزلة المتطورة من "إرشاد فاقد للرشد" إلى "مشورة فاقدة للضمير"..
فالنهاية أنه دائماً (وليس غالباً) ما تنتهي جولات رصّ الحجج السالف عرضها بإقرار المجادلين أن الموضوع لمة وتسالي وإيجاد شئ يعمله الواحد، وبعضهم يزيد على بقصص حدثت معه تدل على صحة ما وافقني عليه.. ويأسف لأنه رغم وضوح ما وافقني عليه فقد فاته الالتفات له بسبب حالة التعمية الشعورية والنفسية وثقافة القطيع الفظيع..
واما ما بعد النهاية فليكن ملحقاً وجيزاً بمتالف تلك النزعة الإرشادية المشورية التي حكمت المنابر على بداهة ما بها من حقائق وفداحة ما بها من سماجات: ه
اتلاف 1- السخف المنطقي المفسد لسلامة الذهن:ه
عندما تتحول البديهات لعلوم فإن الذوق الذهنيّ يفسد والقدرة على التفكير تضمر لان الذهن يتوقف عند البديهيات وهو يحسبها علوماً عليا.. هذا السخف يجلب ضمور الذهن!ه
اتلاف 2- الأزمات النفسية في الكنيسة:ه
فإذا احتاج الواحد كل واحد مرشداً لزم أن تنقسم الكنيسة إلى نصفين: نصف عادي ونصف مرشد.. أو إلى ثلاثة أثلاث: ثلث عادي وثلث يرشد الثالث العادي وثلث سوبر مرشد يرشد الثلث المرشد.. وكلما زاد مقام الكسور زادت دقة النموذج الإرشادي وزادت الكسور في الكنيسة وفي عقل ونفسية ابناء هكذا كنيسة!!ه
إتلاف 3- فتح باب النصب للمرضى النفسيين بالسادية للبحث عن وظيفة في الإرشاد، فهو عمل سهل لا يكلف صاحبه إلا استغفال شباب سابقي التغفيل أصلاً.. ولو أحكي عن قصص من ذلك تلك النزعة الإرشادية المشورية التي حكمت المنابر على بداهة ما بها من حقائق وفداحة ما بها من سماجات لضحك القارئ المتابع حتى بكى!!!ه
إتلاف 4- العيب المباشر والذي هو أن المُستأمَن على الحكم في قضايا وقرارت حياتية يتكلم فيما لا يعلم، وإلا فمن يعلم في كل شئ؟ والذي يحتاج لمشورة أمينة يوقٍع نفسه في يد من يرممون فخوات نفوسهم بتوجييه والإشارة عليه!!!!ه
إتلاف 5- وهو أُس المصائب: تسلل الأدعياء للمنابر وإتلاف التعليم بأكثر مما هو.. وسبق رصد كثير من هكذا مشاهد حين يختطفون شاهداً ويخترعون آخر وكل ذلك لكي يبرروا كتابياً ان لديهم دليلاً على لزوم "الإرشاد" بنكهتهم، او يخترعوا تأضيلاً كتابياً للمدعو "علم المشورة المسيحية"!!!!!ه
ختام لا يكاد يصدقه عقل سوي: مشاهد مضحكة خلا أنها وقعت فعلاً في كنائس:ه
سأبدأ بقصة حقيقية كنت شاهداً عليها وعلى فضحها.. كان رجل متوسط العمر يدعو نفسه "بابا عادل" يجول الكنائس في الاحياء الغنية ويقف خارج أبواب قاعات اجتماعات الشباب ليتداخل معهم بعد خروج الاجتماع، ويقدم نفسه أنه "مرشد" ومع الوقت يبدأ بوضع برامج روحية لهم وعدد سجدات وقراءات في الكتاب وصلوات بعينها وهكذا.. ومن ثم يتدخل في خصوصياتهم ويعرف عن أسرار بيوتهم..
الفكرة كانت رائجة في ذلك الوقت وقد انكشف واحد ولكن كم غيره لم ينكشف؟ والسؤال هنا: كيف يسقط شباب جامعيّ تحت براثن هذا المعتوه المريض المغرض؟
قصة ثانية: حدث نزاع بين "مرشدين" على بعض الشباب، ما جعل احدهم يفقد أعصابه (على أساس أنه كان يمتلك ضطبها أصلاً) ويصفع أحد الفتيان لأنه رآه يجلس في جلسة مرشد آخر ويستمع له..
وقصة من زمن حداثة طور "المشورة" في دخولها للكنائس:ه
حدث أن فريقاً تحمس لفكرة تكوين مجموعة مشورة لاسيما لحالات الإدمان.. ومع كون حالات الإدمان حالات مرضية تحتا لعناية طبية حقيقية فإن "المشيرين" وجدوا انها من نصيبهم، وإن كانوا استسهلوا التعامل مع الحالات المتماثلة للاستعفاء لأن من الاضمن لهم والاهون مسئولية أن يتعاملوا معهم بطريقة الإرشاد النفسي.. وبداهةً فغن هكذا حالات تحتاج فعلاً لدعم نفسيّ من ذوي الحس ولكن "المشرين" حولوا البديهيات لقواعد والقواعد لأطوار وهكذا، وإلى هنا لا خلاف من حيث المبدأ وإن كان الموضوع لا يحتاج لعلم وتخصص وإنما لحس وتمييز إنسانيّ، ولكن لدى المشيرين ما هو أكثر فإن نظرياتهم حين "تأخذهم الجلالة" بها فإنها تنبو عن مجرد البديهيات إلى افتراضات مصطنعة، ومن ذلك أنفي رحلة لتلك المجموعة مع احد أساتذة المشورة صاحبهم واحد ظهرت عليه أعراض المرض، وبدأ يثير الاضطراب فأفهم الرفاق معلم "المشورة" انه أحد حالات خدمتهم فرحب بذلك وبدأ يعلمهم ويراجع معهم ما سبق له من نظريات على تلك الحالة ويظهر لهم بارتياح كيف ان كل ما قاله يتحقق أمامهم.. حتى كانوا في العودة فاكتشف أن "المزموعم مرضه" شاب مرح أراد أن يلهو قليلاً.. وهنا انطلق معلم "المشورة" في الإشادة ببراعة الولد في اتقان الدور الذي لا شك أنه قد سبق له دراسة العلم "على ابوه" وإلا ما كان قد أتقن دوره هكذا!!! ه
القصص ليست بقليلة والدلالة ليست بخافية والصورة ليست بطيبة..
يحتج واحد فيقول إن رديئاً او اثنين لا يعيبان النظام نفسه، ولكن أي واحد واثنين وأي نظام؟ ان أولئك الواحد واثنين يجدان في النظام الممهد لهم في ضمائر حدثاء السن، ويوفر لهم النظام البيئة والحجة والزبائن، ثم يجعل منهم ثلاثة واربعة وخمسة وعدد غير محصور، فإن انكشاف اثنين في كنيستين بعينهما يدل على أن الفكرةلعلها مستشرية والىفة متوفرة.. ثم ما الفرق بين الجولة من اولئك وبين المحتلين لمواضعهم في الكانئس؟ إنها نفس اللغة والمنطق خلا أن بعضهم لم يجد سوقاً لمرضه فجال يسوّقه في مواضع أخرى!ه
مشاكل المهزلة في سطر واحد أن تلك الأعراف السمجة ستقود لحبس القطيع في ضمور الذهن والنفس في حالة اعتمادية مخيفة لا يكون ضحيتها الفرد المسكين وحده، بل يتسع الخطر ليضرب دائرة المجتمع الكنسيّ كله لو استمر الحال المؤسف.. بينما يسرح الادعياء لإفساد التعليم على المانبر ذهنياً وموضوعياً وعلمياً فوق ما هو أصلاً
أتوقف هنا مع الموضوع تاركاً إياه رؤوساً لأفكار جمعت تسجيلها قبل ان يفوت وقتها،
والذي لا حاجة لي بتأكيد انه درافت ثقيل الأسلوب بحكم التعجل وكثرة المشغوليات أظنه عذراً مقبولاً منكم، وسيحين وقت ترقيته لمقال كبير جدير بقيمة موضوعه وبدقة تحليله، بعون ربنا