أخطاء شائعة عن المحبة
http://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=141246072591832&id=665162656¬if_t=like
29 minutes ago · Delete Post
مع الأسف المتكرر عن الأخطاء المطبعية إذ أتى الرد فورياً بمجرد القراءة.. ه
والآن مع تفصيل عاجل للموضوع الذي جدّ تداخله عن مراجعة فكرة خلاص الجميع
1-
اختطاف شاهدين بريئين
--------------------------
فكرة خلاص الجميع تحمل من النية الطيبة والمشاعر الرقيقة للإنسان بقدر ما تخفي ما تحمله من موت وكراهية للقداسة والعدل
يحتج واحد بقول بولس الرسول
في آدم يموت الجميع وفي المسيح سيحيا الجميع
ولا يكمل النص الذي يوضح أن هذا الجميع هو جميع الذين للمسيح لأن الرسول يقول بعدها المسيح باكورة ثم الذين للمسيح
وهي عبارة ملخصة لما فصّله الرسول في موضع آخر في رومية 5 التي جال فيها بولس يستكشف ويكشف المعنى من كل جوانبه
فتبعاً لبحث بولس الرسول
بخطية واحد مات الكثيرون وبنعمة الواحد يتبرر الكثيرون
بخطية واحد وقعت الدينونة على كثيرين وببر واحد يتبرر ويحيا الكثيرون
بمعصية الواحد صار الكثيرون خطاة وبغطاعة الواحد يصير الكثيرون أبراراً
والجميع في كل جملة من الجمل التي تكررت في الفصل يرد اسمهم بكلمة "الكثيرون" دون دليل ملزم على الجمع المطلق
والكثيرون الذين سينتفعون بخلاص المسيح هم دائماً المتبررون والذين قبلوا نعمته
ولا يشمل امر الخلاص بداهةً هنا الذين رفضوا البر واحتقروا النعمة
وفي موضع آخر أقوى للدلالة السطحية على خلاص "الجميع يقول الرسول عن المسيح إنه مخلص الجميع ولاسيما المؤمنين
ولكن كما يظهر من إيحاء سطحي قوي، لمن يريد ان يستوحيه، أن الخلاص سيشمل الجميع فإن المعنى في عمق الكلام يرد بأكثر قوة
فإنه يقول إن المسيح مخلص باكثر خصوصية للمؤمنين الذين يتمتعون بكلمة لاسيما فيما يخص تمتعهم بخلاص المسيح
وواضح أن أمر الخلاص من حيث هو خلاص لا نسبية فيه ولا مفاضلة
فإن كان هناك نجم يمتاز عن نجم في المجد ولكن الخلاص ليس أمر تدرجح فإما الواحد قد خلص أو قد هلك.. فما هو وجه التدرج والتفاضل الذي يسمح بدخول كلمة لاسيما ؟
ليس لنا في المعنى إلا وجه الاقتراب من الحصول على الخلاص وفتح أبواب النعمة الحافظة للإنسان في طريق الخلاص حتى تمامه
غير هذا فلا مفاضلة في الخلاص الذي متى تم صار المثخضلَّص مُخضلَّصاَ والهالك هالكاً، ويأتي بعد ذلك التدرج في النعيم أو العذاب وليس في الخلاص والهلاك
ومع هذين الشاهدين الأسيرين في زمننا الهيوماني التعس فإن الشواهد الشاهدة باختطافهما لا تُعَدّ، فالرب بكل دقة اللغة عندما يتكلم عن القيامة يحرص ألا يسمي قيامة الأشرار حياةُ فيسميها قيامة الدينونة واما الحياة فيختص بها الأبرار في قيامتهم
وفي عزائه لأخت لعازر يحرص أن يعزيها بالعزاء المنبني على إيمانها وإيمان أخيها فيقول إن من آمن به ولو مات فسيحيا، ذلك الحرص يرد متبايناً مع مقتضى الظاهر من حيث كثرة الحزانى واحتياج الجميع للعزاء وقيام الرب وقتها في مقام المجاملة والإفاضة فيها
ثم أن الرسول يتكلم عن خلاص المسيح فيحدد قاطعاً أنه صار للذين يطيعونه سبب خلاص أبديّ
والطاعة تشمل الإيمان به والحفظ لوصاياه ي الإيمان العامل والذي هو الشرط الإنجيليّ الطبيعيَ لتفعيل النعمة التي نحن بها مُخَلَّصون
والآن فإذاً فليس من عوز حاجة لدليل ولا من باب التمحك اللغويّ أننا نتقدم لفحص مغزى كلمة "لجميع"
فلماذا، ونحن الآن مطمئنون أن الإنجيل لا يعلم ولا حتى في هذين النصين بخلاص الجميع مطلقاً دون شرط، لماذا يقول الرسول إنه في المسيح سيحيا الجميع وإنه مخلص الجميع؟ لماذا "الجميع" إن لم يكن المقصود هو الجميع؟
هذا يتطلب بعض من منطق اللغة
2
بعض الجميع!
إن المحددة الجمعيّة
universal quantifier
إذا وقع محل المضاف إليه فإنها تنحصر في سياق مضيفها وشروطه
وبالمثل إذا وقعت محل المنادى فإنها تنحصر في سياق قصد المنادِي
وننساها فقط عندما تدخل العين المغرضة الباحثة عن معنى في النص
هذه بديهية لغوية نستعملها بكل بساطة وارتياح
فإذا نادى المضيف إن البوفيه مفتوح للجميع فهذا لا يعطي الحق لواحد من الضيوف أن يخرج ليدعو أقاربه للدخول محتجاً بان المضيف قال إنه مفتوح للجميع
وفي المنطق اللغوي ما يدل على تعارف الناس على ان كلمة الجميع ليست مطلقة
وإلا فما معنى تأكيدهم بالألفاظ المزادة على كلمة الكل إذا أرادوا توسيع نطاقها؟ وما معنى تشديدهم اللفظي في النطق بها إذا كانت لا تحمل تضييقاً قد يظنه السامع؟ ما معنى ذلك إلا إذا كان المعنى أصلاً يتسع ويضيق ولا يحمل الإشارة إلى الإجمال الأعمى بالضرورة؟
وفي الكتاب المقدس مثال مثير على ذلك
فالرسول يقول إنه وُضِع للناس أن يموتوا مرةً ثم بعد ذلك الدينونة، ولكن يعود في موضع آخر (وبالمناسبة فهو قريب من النص الثاني محل المناقشة) فيقول إنه ليس كلنا نرقد..
وفي ذات نصينا الكتابيين محل المناقشة فإن هذه البديهية مفهومة ومقبولة حتى في ذات النصين محل النقاش وحتى من ذات أولئك الذين يحاولون اختطاف النص والتعمية عن المعنى المستقيم المستفاد منهما
وهذا دليل أن الجميع يفهمون أن لكلمة الجميع حدود
صحيح قال الرسول إن المسيح مخلص الجميع وإن فيه سيحيا الجميع مثلما إنه في آدم قد مات الجميع، ولكن هل فكر واحد إنه في
آدم مات الشيطان؟
بل بالحريّ إن الشيطان قد أمات آدم لا أنه هو مات فيه
وهل فكر واحد أنه في آدم مات المسيح؟ حاشا - بل بالحريّ أنه هو مات من اجله لا مات فيه، وأحياه معه وفيه لا مات هو فيه
إذاً يثبت أن الجميع على اختلافهم في التفسير يحسنون فهم مبدا أن كلمة "جميع" يحددها سياق القصد
فما هو القصد؟
2-1-
شمول المعنى وقصره - علاقة مثيرة
---------------------------------------
أول استخدام مثير لكلمة الجميع إذا وقعت على المضاف إليه أنها ربما تنعكس على المضاف بالقصر وليس على المضاف إليه بالحصر
إن ارتباط الشمول بالتحديد أمر مثير فالمعنيان يتداعيان للذهن بسلاسة
فإذا قام تاجر باحتكار بضاعة فالفكرة تقود انه هو وحد (حصر) يقدم البضاعة للجميع (شمول) ه
والحصر بطبيعته لا يقبل مزيداً من التحديد لأنه هو نفسه محدد
ولكن الشمول، على العكس، يحتمل التباينات الفردية وتفريق الشروط الطبيعية بين أنصبة الافراد
فالتاجر الذي يحتكر البضاعة هو وحده يتاجر بها، بينما ليس الجميع قد يشترون منه
ومع ذلك يصح القول أنه يورد للجميع باعتبار أن واحداً غيره لا يقوم بالعمل
هذا استخدام مألوف في اللغة ويستعمله الجميع ويتداعى في أذهانهم ويفهمونه بحسب سياق الكلام دون عناء
فكم بالأولى المسيح المخلص وحده التاجر الذي بضاعته هي النعمة واصنافها هي نعمة الخلاص ونعمة الحياة، وزبائنه هم المؤمنون به، إذا قيل إنه هو "مخلص الجميع" و"محيي الجميع" ألا يتداعى لذهن المؤمن قصد الكاتاب البسيط أن واحداً غيره لا يخلص مع فهمه أن الخلاص متاح للجميع؟
يفهم هذه ولا يهمل فهم تلك
صحيح إن شمول أو تعميم المضاف إليه لا يعني دائماً ولزوماً انعكاس المعنى بالقصر على المضاف
ولكن احتمال وقوف ذلك القصد في خلفية النص يلزم الفاحص له بعدم إهمال هذا الاحتمال
وهو في نصينا الكتابيين وارد وبقوة
فقول الرسول إن المسيح مخلص الجميع يعني من بين ما يعني أن بدون المسيح لا خلاص
وقوله إن في المسيح سيحيا الجميع يعني أن بغيره لا حياة
2-2-
الشمول العام للتأكيد الخاص
====================
وهذا استخدام بسيط ومألوف جداً
فالمريض مثلاً الذي يتردد للذهاب لطبيب بعينه يقول له المشير به إنه شفى الجميع فلماذا يفشل معك أنت؟
وقصده من الجميع هم جميع من ذهبوا للعلاج عنده
وغرضه من الكلام أن يؤكد للمريض أن شفاءة مضمون
الشمول هنا تحديده الطبيعيّ هو دائرة كل من اختبروا الأمر، وليس الكل على إطلاق كوني بلا معنى..
وغرض هذا المعنى يكون عادةً تأكيد النتيجة المرجوة للسامع ومده بالأمل
إذاً فالرسول يكرز للسامعين بأن المسيح خلص كل من طلب خلاصه واحيا كل من آمن بانه يحي وخضع لوصاياه المحيية
وفي هذا تاكيد للسامع بأنه لن يكون استثناءً
هذا الاستخدام للشمول يتفق بقوة مع سياق النص من حيث أنه نص إنجيليّ كارز كاتبه رسول
2-3
السياق الأقرب
-----------------
وتحديد نطاق شمول كلمة "كل"، سواء وردت صريحة أو ضمنا، قد يرٍدْ ببساطة ودون حاجة لتقصي سياق واسع المحيط، قد يرد في ذات العبارة القصيرة
مثلاً يقول الكتاب: لا تجاوب الجاهل حسب حماقته فلا تعدله أنت
الجاهل هنا يحمل معنى الشمول لأنه لم يحدد جاهلاً بعينه
ولكن الوصية لا تشمل جميع الجهلاء بالضرورة لأنها مشروطة بشرط غرضها الذي هو الحرص من الظهور مع الجاهل بمظهر المعادلة
فإن أمٍن السامع من هذا الشر فلا مانع من مجاوبة الجاهل ولا مخالفة للوصية في ذلك
والدليل أنه قبلها مباشرة يقول جاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يظن نفسه حكيماً في عيني نفسه
وهذه بالمثل مشروطة بشرط غرضها الذي هو منع الجاهل من مظنة الحكمة في نفسه
هاهنا يظهر سطحياً تناقض، ولكن وبكل يقين بلاغة اللغة وأدبها فإن الحكيم يورد التناقض الظاهري وهو في حقيقته تباين لا تناقض ليوضح المعنى ويلفت النظر لتباين الغرضو ولزوم الفحص في كل حالة بظروفها، إذ يمتنع أن يناقض الحكيم البليغ نفسه في سطرين متتابعين
هكذا تعمل اللغة وهكذا يثبت أن الكلمة العامة تقيدها ذات عبارتها لتحديد القصد منها والغرض التي تهدف له
فالآن عودة للنصين محل المناقشة
هل في ذات العبارة ما يعيننا على تقصي الشرط المحدد؟
3-4
كاف للجميع وحاصل للجميع
--------------------------------
نعود لمثل التاجر
يعلن التاجر الأمين أنه يبيع للكل
فهل الكل يشترون؟
إن كلمة جميع قد ترد في سياق يحددها كما حاولت المناقشة للىن.. ولكن حتى في المرة التي يتسع فيها التقييد فإنه يبقى.. ولهذا يلزم الحرص
وهذه النقطة هي اهم وأدق نقطة لفحص النصين الكتابيين محل المناقشة
لدينا مضاف هو المسيح المخلص ومضاف إليه وهم الجميع
المضاف يفيد بأنه مخلص للجميع
فما هو وجه الإضافة؟
دائماً ومهما اتسع التقييد في تحديد المعنى فإنه يبقى في وجه الإضافة أي السبب الذي دعا الكاتب لربط المضاف بالمضاف إليه
وكمثال لمعنى وجه الغضاتفة وكيفية استبيانه
احمل في يدي إنجيلاً اشتريته فاضعه على المنضدة وأقول
هذا إنجيل مرقس
فإذا فتحه واحد ليقرأ وجد في بدايته إنه إنجيل يسوع (المسيح ابن الـله)
فإذا ما انتهت الجلسة اخذته معي لأنه إنجيلي
فهل هو إنجيل كرستوفر؟
أم إنجيل مرقس؟
أم إنجيل يسوع؟
هو إنجيلي من وجه امتلاكي للنسخة
وإنجيل مرقس من وجه كتابته للمحتوى
وغنجيل يسوع من وجه كرازة الإنجيل بيسوع
والآن فمن أي وجه يكون المسيح مخلصاً للجميع؟
من وجه أنه قدّم فرصة الخلاص للجميع؟
أم من وجه أنه حقق الخلاص للجميع عنوةً؟
ما وجه إضافة المسيح بوصفه مخلصاً إلى الجميع؟
يقيناً لم يتحقق الخلاص للجميع
فلا يبقى إلا أن المخلص فتح ذراعيه وقدمه للجميع
فهو بحق مخلص الجميع
ولكن ليس الجميع يخلصون
فالمخترون وحدهم هم من يتمتعون بالمسيح مخلصاً من الوجهين
وجه أنه قدم خلاصاً لهم
ووجه انهم تمتعوا بحق بهذا الخلاص
فصار مخلصهم إلى التمام
3- تجميع لجميع ما تجمع لنا من كلمة جميع
----------------------------------
إلى هنا ولم ألجأ قط لحجة "استحالة تناقض الكتاب" وإلزام نص فيه بمعنى مستفاد من نص آخر لمنع التناقض المظنون
ولو فعلتُ لأتيت بمئات النصو القاطعة بعدم شمول الخلاص لجميع البشر
ولكنني حكمت بان هذا من باب إيضاح الواضح أولاً والتزمت بالفحص المتأني للكلمة في موضعها ولن أعود الآن لما تركته أولاً
يحق لي القول الآن إنه بالإجماع يتحصّل لنا من النصين الكتابيين الكارزين بالمسيح محيياً للجميع ومخلصاً للجميع هذه الحصيلة المحكمة:
1
إن المسيح وحده هو المخلص
2
وإنه يقيناً يخلص من يقبلون إليه
3
وعلى ذلك فجميع من تقدموا إليه استناروا وخلصوا
4
وإن الباب مفتوح للجميع - من يقبَل ويقبِل ومن يرفض وينكص
ومع اجتماع هذه المعاني في النص ببداهة اللغة، ومع وجود النص الكتابي محفوظاً في سياق كتابي عام سواء في الدائرة النصية القريبة او الأوسع أو في كل نطاق الكتاب من التكوين للرؤيا، مع كل هذه الحماية لا يتسرب شك للرسول بإساءة فهم الكلمات، ولا حتى هي مما يقع في الأشياء العسرة الفهم التي يحرفها غير العلماء
ولكن ماذا؟ فإن البعض يزايد على الرب في محبته، فبينما هو يريد أن الجميع يخلصون، فإن ذلك البعض يجد ذلك قليلاً فيتكرَم بمعونة الرب ويحقق له إرادته في خلاص الجميع عنوة وافتراضاً، بينما هو نفسه لم يحققها بهذه الطريقة.. والآن فخلصنا يا رب لأن العاقل قد فنى وقلت المعرفة من بني البشر