The site & all contents within are founded, authored and programmed

by Deacon P. Engineer Basil Lamie, a.k.a. Christopher Mark!

 

جيستبوك   ردود على الملحدين     تصحيحات أخطاء ترجمة    بوابة الموقع الرئيسة   

 

 

الطوفان

 بين

تفسير صحيح مريح وتفسير "غارق" في البلاهة

 

 

ورقة عاجلة على قدر الموضوع الذي لا حاجة له بأكثر منها

 

 

 

فهرس Index

فهم "غارق" في البلاهة

التفسير الصحيح

هؤلاء ساهموا في ترسيخ التفسير المضحك

A dialog within a church meeting interlude

 

 

بداية هذه الورقة كانت مع الحوار المكتوب في الفصل الأخير، على اني عدت لتثريتها بما جدّ في عجالة

لعدم تقديري لاستحقاق الموضوع لما به من بداهة:

 

 

 

فهم "غارق" في البلاهة

 

إن تصوّر أن الطوفان أغرق كل الكرة الأرضيّة، وبالتالي فإن نوح أخذ معه كل الأنواع على الإطلاق في

الفلك، هي فكرة متناهية السذاجة، أتكلَّم كتابيّاً قبل أي مقاربة أخرى، ونقيّاً بلا أقلّ مسحة دفاعيّة..

والبراهين تترى مع الأسف لاحتياج الواحد للدفع ببراهين وهي كلمة كبيرة لإثبات أن الساذج ساذجاً،

ولكن ما الحيلة والحالة الذهنية متدهورة، فلا ضير من كم فقرة وجيزة على قدر المطلوب:

 

0 قصد الطوفان واضح وهو إهلاك البشريّة التي رعى الشرّ فيها خلا أهل الفلك، وكان البشر مجتمعين

في بقعة ضيقة نسبياً ولم ينتشروا في الأرض بعدُ، وعلى ذلك فإن طوفاناً يشمل هذه البقعة والبقاع

القريبة منها التي سيحاول الناس الفرار إليها هكذا طوفان هو كاقفٍ وزيادة للقصد، فما جدوى أن

يشمل الطوفان كوكب الارض كلّه؟

 

إذاً الكلام كتابيّ رأساً وليس لمصالحة أحد ولا المساومة مع أي حقيقة علميّة واقعة.. بمعنى أنه أنه لو

اقتصرت المناقشة على الكتاب المقدس فقط فالتفسير الصحيح المعروض هنا لا يقبل حتى أن يكون

تفسيراً احتماليّاً بين تفسيرات أخرى محتملة معه، بل هو التفسير الوحيد القاطع للمعنى ويصوِّر ما حدث

بيقين الإيمان بالكتاب المقدس كما هو.. ومع ما يُفهَم هكذا من رواية الكتاب فإن سذاجة التفسير

الخاطئ مهدومة بداهةً على غير وجه:

 

0 هناك أنواع لم تعش قطّ في منطقة تجمّع البشر وقتها، أيّاً كانت، فليس ثمة منطقة واحدة تجمع كل

الأنواع، فمن أين أتى بها نوح ليدخلها للفلك؟

 

0حجم الفلك محدود وعدد الأنواع الحيوانيّة كبير ومن الاستحالة أن يكفي الفلك لكل الأنواع، وافتراض

أن هذه كانت معجزة هو مجرد فرض سمج يتضمّن أن معجزة تفوق معجزة الخمس الخبزات في

طبيعتها أهمل الكتاب اختصاصها بالإشارة الواجبة لو كانت قد حصلت..

 

0 لو كان الطوفان قد أغرق كل الكوكب الأرضيّ وأهلك كل الحيوانات عليه، فكيف عادت الوحوش

للظهور في قارات بعيدة مفصولة تماماً _كأستراليا) أو عبر مساحة جليديّة قارصة (كالأميركتين

المنفصلتين عن آسيا بقطاع جليديّ من القطب الشماليّ)؟ هل سبحت الوحوش الضارية عبر

المحيطات؟ أم أخذتها قبائل مهاجرة معها؟

                   

0 وبحسب أقل التفاسير المتحايلة تدبّراً فإن نوحاً اخذ نحو ألفي نوع معه لا كل الانواع المتوفرة الآن،

وأن كثرة الانوع فيما بعد نتجت عن التهجين والتطور "الميكورسكوبي" (أي نشوء انوع هجينة في ازمنة

محدودة كمقابل للتطور "الماكروسكوبيّ" الدارونيّ العام)، ولكن حتى هذا الفرض غير ممكن التحقق

فالتهجين عمل يقوم به عادة الإنسان لأنواع يطلب تحسينها، ولكن الحيوانات متى تُركَت لغريزتها فإنها لا

تتهاجن، ولو جاز انها تهاجنت وتكاثرت أنواعها بهذه الزيادة الكبيرة في زمن وجيز فإن ذلك كان ليصير

ملحوظاً الآن في زمننا الحاضر..

 

0 وعامل الوقت لم يُرخّذ في الاعتبار من أي واحد فيما أرى، فإن الرب أمر نوحاً قبل الطوفان باسبوع،

فهل يكفي أسبوع لتفنيط والتأكد من أن كل نوع مأخوذ منه زوج واحد (خلا البهائم الظاهرة والطيور

التي يُؤخَذ منها سبعة أزواج)؟ إن العدد كبير على الوقت المتاح.. ولو افترض واحد أن نوحاص سبق

مع الأمر الاأل وجمع ورتّب المطلوب ولم يكن عليه بعد الأمر الاخير إلا إخراج الحيوانات الزائدة فإن

هذا لا يعيد التصور لحد المعقول لأنه لا يزال يتطلّب عشرة ساعات عمل متواصلة يومياً بمعدّل دقيقتين

فقط لإخراج كل الأعداد الزائدة من كل نوع مع عدم تأثير تزاحم آلاف الحيوانات اامتجمعة خارج الفلك

بعد إخراجها..

 

0 الحيوانات التي أخذها نوح هي البهائم والطيور والدبابات ومعها "الحيوانات" (المُترجَمَة "وحوشاً":

"تك7 :4، 8: 2").. وذلك مفهوم: فالطيور لازمة لدورة الحياة الزراعيّة، والدبابات مثل الطيور، والبهائم

منها ما يٌقدَّم ذبائح ومنها ما سيُؤكّل لحمه لاحقاً، وأما غير الطاهرة فلحفظ توازن الحياة، وبقية

"الحيوانات" (المُترجَمَة "وحوشاً" في "تك8: 2" و"كل حيّ" في "تك6: 19") منها ما يلزم للركوب ومنها ما

يحفظ دورة الحياة أيضاًو لعل منها ما كان أليفاً وموضع تسلية للأطفال، وهي فكرة معقولة جداً فوق

كونها لا تخلو من إشارة كتابيّة (أي41: 5)..

أخذ نوح إذاً معه في الفلك كل الحيوانات المحيطة به والتي كانت موضع استعمال الناس، وفقط..

ولكن بأي داعٍ ومن أين يأخذ نوح معه مثلاً  دينوصورات وأسوداً ونموراً ومشتقاتها وهي أنواع ليس

فقط لا استعمال لها ولكنها وحوش مفترسة لا تحيا بجوار الناس.. فوق أن وصفها الكتابيّ أنها

"حيوانات شريرة" (تك37: 33) ولو كانت مشمولة في تعليمات الرب لنوح لكان الأدعى أن تُذكَر

بالتخصيص من بعض الأنواع الأخرى التي تم تعيينها خصيصاً..  

 

0 والعقل زينة ويشرّف إيمان صاحبه لا يتضارب معه وكفى.

 

 

 

التفسير الصحيح المريح

 

مثل بسيط يقوم بالقصة كلها:

"يا فلان الدنيا هتخرب لمّ كل الحاجة وعزّل"..

فيفهم فلان أن كل الحاجة هي كل ما يقع تحت يده من حاجياته التي يحتاجها، ويفهم أن خراب الدنيا

معناه أن كارثة ستحدث في المنطقة التي يعيش فيها..

 

هكذا الأمر كان مع نوح، بكل اتفاق مع كل لفط،  بل غير هكذا فهم لا يتفق:

 

0 حال الساحة وقت مخاطبة الرب الأولى لنوح (تك6: 13-22):

البشر متجمعون في بقعة واحدة ولم يتنشروا في الأرض، وزاد شرّهم ما استوجب إفناءهم وتجديد

البشريّة، فكان أن الرب دبّر إرسال الطوفان، وأخبر نوحاً بالامر وطلب منه أن يبني الفلك ويأخذ زوج

واحد من كلٍّ من:"الحيوانات" חי  و"البهائم" בּהמה و"الطيور" עוף و"الزواحف" (المُتَرجَمَة "دبابات")  רמשׂ 

"لاستبقائها معه" اللازمة لاستعادة الحياة بعد زوال الطوفان (وكل ذلك بداهةً مما هو حواله وليس أنه

يطوف الأرض لتجميع كل أنواع الحيوانات)، وأن يجهِّز الطعام الكافي لهم بالمرّة و"يجمعه عنده"،

ففعل نوح (تك6: 13-22)..

كان ذلك قبل الطوفان بوقت ليس بقليل نسبيّاً، بقدر ما يلزم تجميع زوجاً من كل أنواع الحيوانات

المحيطة، وسبظهر مفاد هذه الملاحظة ودليلها مع المخاطبة الثانية..

 

0 المخاطبة الثانية مع ملاحظة دقيقة تبكم غير المؤمنين (تك7: 1-5):

قبل الطوفان بأسبوع عاد الرب لمخاطبة نوح وزاد على ما سبق تخصيص عدد سبعة أزواج من البهائم

الطاهرة والطيور!!

الأمر الأول كان بشان الجمع والتحفّظ على الحيوانات فيكفي زوج واحد سيتناسل من نفسه فترة

حفظه..

الأمر الثاني بعد التكاثر البديهيّ للحيوانات التي جمعها نوح أنه يحفط منها أعداداً بعينها بحسب أنواعها

في الفلك..

بغير حاجة للتشبث بألفاظ بعينها لغثبات ذلك فإن حكمة الترتيب لكل ذي نباهة ظاهرة..

على أن بعض محاولي التهجّم على الكتاب المقدس، من الملحدين ومعهم غير المؤمنين عموماً،

يكررون مقابلة عدد السبعة الأزواج بالزوج الواحد السابق توصية الرب لنوح بجمعه.. ولا مانع من إضافة

بعض اللفظيّات التي تزيد الأمر إيضاحاً لضعفاء الذهن بإيضاح الحقيقتين البديهيّتين السالف عرضهما

مشهوداً لهما بألفاظ بعينها فاتت المعاندين مثلما فاتتهم أن الخطة بديهية جداً دون شرح لفظيّ:

أولاً  فإن الرب وضّح حدود التعامل مع الزوج الأول في المرة الأولى بقوله: "لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ"

(تك6: 19) فحسب.. لم يرسل الطوفان بعد ولا حدد عدد من ببقون في الفلك حال إغلاقه..

ثانياً فإن تجميع عدد من كل الحيوانات المحيطة ليس أمراً سهلاً ويلزمه وقت طويل نسبيّاً، ولما كانت

المخاطبة الثانية قبل الطوفان بأسبوع واحد (تك7: 4) فإن المخاطبة الاولى تكون قبل ذلك بوقتٍ

معقول..

والمحصِّلة: إن بقاء بقاء زوج من كل جنس في حيازة نوح لفترة ليست بصيرة ينتج عنها تناسل وزيادة

عدد الحيوانات المجموعة..

والقصد: حتى متى اقترب الطوفان جمع نوح من المتوفر  لديه العدد الذي سيأمر به الرب.. ولا أبسط

ولا أحكم ولا أسهل للفهم لولا غرض الغرض..

خطة بسيطة ومتقنة من الرب الي لم تكلف نوحاً تعباً بغير جدوى.. في المرة الأولى أوصاه بجمع زوج

واحد من كل نوع، وفي المرة الثانية حدّد له عدد من يأخذهم معه في الفلك قبل إعلاقه..

 

0 نظرة في عدد الحيوانات ونوعها وكيفيّة تجميعها (تك6: 19، 20؛ 7: 2، 3)

في (تك6: 19، 20) كان أمر الرب عاماً وشاملاً: "من كل حيّ من كل ذي جسد... من الطيور... من

البهائم... من كل دبابات الأرض"..

وفي (تك7: 2، 3) كان الأمر  بالتأكيد على نوعين بعينيهما مع تفصيل أعدادهم: "من جميع البهائم

الطاهرة... سبعة سبعة... من البهائم التي ليست بطاهرة اثنين... ومن طيور السماء أيضاً سبعة سبعة"

فما دلالة ذلك لغويّاً في السرد؟

إن الأمر العام مفهوم، والعودة للتأكيد على جزئيّة بعينها منه بزيادتها تفصيلاً يفيد أن هذه الجزئيّة موضع

التفصيل هي القصد من عموم الأمر..

وهكذا فإن تأكيد الرب بالتفصيل على زيادة عدد البهائم الطاهرة إلى سبعة ومثلها الطيور يفيد أن

عموم الأمر بحفظ الحيوانات هو لكفاية استعمال الإنسان.. ولا يفوت واحد أن البهائم الطاهرة هي

لتقديم الذبائح، وفيما بعد لدعم تفضيلها في الطعام على غيرها حين يسمح الرب للإنسان بأكل أي

حيوان (تك9: 3)، والطيور في عمومها لها فوائد في تلقيح النبات، وفي صنع الوسائد من الريش، ثم

لعل البيض كان يُؤكَل قبل أمر الـله لنوح بأكل لحم البهائم، مع ملاحظة أن أعمال الطيور قصيرة فكان

زيادة عددها لتوسعة حفظها..

ومن هذا يُفهَم أن بقية الحيوانات التي لم تُفصَّل أنواعها تخضع لنفس القاعدة بداهةً..

 

وأما كيف جمع نوح هكذا عدداً كبيراً (قلت "كبير" ولم أقل "خيالي" أو "مهول") من الحيوانات؟ يُعطينا

تمايز الأعداد بين الأمرين الاول والثاني لمحة لطيفة عن خطة الـله البسيطة:

ما على نوح اولاً إلا جمع زوج واحد وتركه لديه، سواء في هيكل الفلك وقت بنائه أو بجواره..

حتى حين يأتيه التعليمات الأخيرة بالعدد املطلوب الاحتفاظ به يكون لديه مزيد فيزيح الزيادة ويجمع

المطلوب داخل الفلك.. على بساطة هذه الخطة فإنها الأكثر معقوليّة وجدوى لإتمام العمل الكبير

بجمع مئات الحيوانات (قلت مئات وليس آلاف)..

 

0 الهبوط على قمة جبل أراراط (تك8: 4)

أيّاً كان أين هذا الجبل فالإشارة في القصة تفيدأن الطوفان فاق قمم الجبال المتوفرة حول

الناس بما يفيد أن بعض من فكّروا في الاحتماء من الطوان بتسلق الجبال لم ينجو..

الإشارة هنا أن كل البشر خارج الفلك على الإطلاق قد هلطكوا في الطوفان.. ههنا تفيد كلمة "كل"

الكل بلا استثناء لأن منطق الرواية يفيد بذلك صريحاً وضيحاً مريحاً فصيحاً..

 

0 من الفلك لبابل لبقية الأرض (تك8: 1-11: 9)

بعد توقف الطوفان وتراجع المياه خرج نوح وأطلق سراح الحيوانات وعادت الأمور في الأرض التي فيها

نوح ونسله كما كانت حتى عاد البشر ليرتحلوا شرقاً (تك11: 2) وتحلقوا حول الموضع الذي تسمّى

بعدها "بابل" حيث بلبل الـله ألسنتهم ومن هنا بدئوا في التشتت عبر أرجاء الأراضي البعيدة التي لم

يكن عليها طوفان وكانت حيواناتهما ووحوسها آكلة العشب والمفترسة جميعاً كما كانت بحالها لم يتغيّر

عليهم إلا زحف البشر الذين هم أشرّ من أشرّهم (تك9: 6)!!

 

 

 

لماذا ترسّخ الخطأ وكيف جاز أصلاً؟

 رغم بداهة السذاجة البادية فيه!

 

0 الفهم الخاطئ لكلمة "كل" وراء التفسير الخاطئ

 

لقد راج في زمن غربة الفهم عن اللغة ولاسيما لغة الأسفار المقدسة، أن كلما تشدد الواحد

في تصديق المعنى المطلق للكلمة يكون أكثر إيماناً، بينما يكون في الواقع أقل فهماً..  فمع

تكرار كلمة "كل" بهذه الكثافة في القصة فلا عجب من استسلام الأذهان الكسولة للتصوّر

الساذج أن الطوفان أغرق كل كوكب الأرض وأن نوح أخذ كل أنواع الحيوانات معه بلا

استثناء, وهذه شواهد ورود كلمة "كل" في قصة الطوفان:

"وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ ايْضا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرا وَانْثَى. لِاسْتِبْقَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الارْضِ. لانِّي

بَعْدَ سَبْعَةِ ايَّامٍ ايْضا امْطِرُ عَلَى الارْضِ ارْبَعِينَ يَوْما وَارْبَعِينَ لَيْلَةً. وَامْحُو عَنْ وَجْهِ الارْضِ كُلَّ

قَائِمٍ عَمِلْتُهُ .. فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الارْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ وَكُلُّ

الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الارْضِ وَجَمِيعُ النَّاسِ. كُلُّ مَا فِي انْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ

مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ. فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الارْضِ: النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ وَالدَّبَّابَاتَ وَطُيُورَ

السَّمَاءِ فَانْمَحَتْ مِنَ الارْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ" (تك7: 3، 4، 21، 22، 23).

ولكن:

 كلمة "كل" وما يوافقها، بالإجمال وفي أيّ موضعٍ كانت، لها حدود في سياق ورودها..

الأمثلة كثيرة ووفيرة وخطيرة.. أخطرها وعد الرب بحلول الروح القدس على كل بشر:

"يَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ" (أع2:17، يؤ2: 28)..

ومزيد من شرح هذه النقطة مع أمثلة كافية في درافت ورقة (الكل حول كلمة "الكل")..

على أنه لا حاجة حتى للذهاب بعيداً فكلمة "كل" وردت في رأس هذه الشواهد عينها بما لا

يمكن فهمه على أنه معنى مطلق يشمل الكل بلا حدود.. وهذا هو:

"... لِاسْتِبْقَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الارْضِ " (تك7: 3).. فهلحتى إلى الآن هناك نسل على وجه

كل الأرض بشمول كل الأرض دون استثناء لأي بقعة؟ هذا ظاهر البطلان..

 

وإنما المعنى الصحيح لفهم كلمة كل هو تحديدها في دائرة القصد..

لقد أباد الرب كل حياة على كل الأرض التي تنحصر في الدائرة التي عاش فيها البشر أو كان

يمكنهم بلوغها فراراً من الطوفان، وبهذا يكتمل عمل الطوفان.. هذا ما يفهمه السامع أي

سامع عاقل لكلمات الرب في هذه الظروف وبهذا الغرض المعلن للطوفان..

 

لماذا تشمل إشارة الكلام مناطق لن يصلها نوح ولو سافر طيلة عمره؟ لا معنى لذلك..

وبالمثل: لماذا يجمع نوح حيوانات ليست حوله؟ لا معنى أيضاً..

والكلام لا يمكن أن يفيد ما لا معنى له لدى السامع طللما كان المتكلم واعياً ومتوسط الكفاءة

اللغوية حتى..

 

فيكون المعنى للكلام أن الرب أفاد نوحاً أن الأرض التي تحت طائلة البشر في سكناهم

وحال طلبهم الفرار من الطوفان كلها ستغرق.. وطلب منه أن يجمع الحيوانات كلها التي حوله

وفي متناوله..

 

وختاماً ينبغي ملاحظة أن فهم كلمة "كل" بمعناها المطلق ليس كما يدعوه البعض

"تفسير حرفيّ" (كأنما التفسير الصحيح "مجازيّ") وإنما التفسير الصحيح هو الحرفيّ للكلمة

بحسب سياقها بينما التفسير الخاطئ لا هو حرفيّ ولا أي شئ خلا كونه خاطئاً..

 

0 الترجمة البيروتية ساهمت بخطأ الترجمة  في ترسيخ خطأ الفهم

 

تأرجحت الترجمة البيروتيّة منذ البداية في إيراد كلمة "خَيْ" חַיָּ  و"خَياه"  חַיָּ֥ה بكلمة "وَحْش"

("تك1: 24") أو "حيّ"  ("تك1: 21").. وواضحمن البدايةأن املترجم البيروتيّ ينوّع البترجمة

بحسب تصوره التفسيريّ ويتدخلللتمييز بين معاني نفس الكلمة بحسب تصوّره هو فيما هو

واضح أيضاً أنه لم يكن بالكفاءة الكافية للتفسير وبالتالي الترجمة!!

والدقيق لفظيّاً وحرفيّاً وتفسيريّاً هو ترجمتها بكلمة "حيّ" أو "حيوان" (بحسب

ظهورها كـ"صفة" أوكـ"اسم جنس") .. ويجوز ترجمتها تفسيريّاً بكلمة "وَحش" حين تأتي

مرتبطة بكلمة تخصيصيّة مثل חַיָּ֥ה  רָעָ֖ה  (تك37: 33) فيصير التعبير كله قابلاً للترجمة بكلمة

"وَحش ردئ"، أو حرفيّاً يكون "حيوان شرير"، ولكن مجرد كلمة חַיָּ֥ה لا يوافقها الترجمة بكلمة

"وَحْش" فليس كل حيوان وحش ردئ ولا حتى وحش في العموم لأن حيوانات كثيرة أليفة

وتعيش وسط الناس..

 

المثير  للاستيقاف، لاسيما في موضوع المقال، أن الترجمة البيروتيّة في قلب قصة

الطوفان تأرجحت في ترجمة نفس الكلمة التيتشير لنفس القصد، إذ تكررت بكلمة "حيّ" في

"تك6: 19"، ولكنها عادت في "تك7: 14"  و"تك8: 1" لتُترجِم الكلمة على أنها "وحوش" مسببة

ارتباكاً للقارئ غير المطلع على الأصل وغير ذي الدُربة في استنتاج الأصل من سياق النصّ..

 

والصحيح بتفصيل الشرح أن أن كل الوحوش حيوانات ولكن ليس كل الحيوانات وحوش، وأن

تصنيف الحيوانات في التكوين إلى "حيوانات وبهائم ودبابات "تك1: 24" وقبلهم طيور وأسماك

"تك1: 21") لا يعني مغايرة الحيوان في جذر الكلمة ولكنه اصطلاح مألوف أن من له تخصيص

من حيث شكله أو وظيفته يُسمَّى بنوعه الخصوصيّ ويترك الكلمة العمومية لما لا اختصاص له،

فتصير الحيوانات التي هي بهائم تتسمّى بهائم والحيوانات التي هي طيور تتسمّى طيور وهكذا

فتترك أصل الكلمة العامة "حيوان" لبقية الأنواع وحوشاً مفترسة كانت أم غير وحوش

مفترسة..

وهذه عادة لغويّة معروفة فمثلاً يتسمّى سلاح الطيران بخصوصية توصيفه تاركاً كلمة "جيش"

لبقية الأسلحة مع ونه من منظومة الجيش، أو يتسمّى حارس المرمى في الفرق الرياضيّة

بخصوصية وظيفته تاركاً كلمة "لاعب" لبقية الفريق رغم كونه لاعباً، ثم قبل الذهاب بعيداً فإن

الإنسان نفسه يجوز تسميته حيوانا ولكنه لخصوصيته البديهيّة يتسمّى الحيوان "حيوان" عادةً

كمقابِل للإنسان وليس كشامل له..

فإذاً كلمة "حيوان" חַיָּ  في سِفر التكوين تختص بقية الحيوانات التي ليست هي طيوراً ولا

أسماكاً ولا بهائم، وتسير هكذا اصطلاحاً مفهوماً بلا إشكال بحسب اصطلاحات البشر اللغويّة،

ولا أبسط..

 

وعلى ذلك سار الكتاب المقدس بوضوح أنه طالما كانت الكلمة واردة قائمة بذاتها بغير إضافة

تخصيصيّة فإنها قامت مقام كل الحيوانات خلا بقية الأصناف الواردة في نفس الجملة، بينما

حين لا تقوم كاسم جنس أو اسم جامع لاجناس فإنها تاتي في بنية إضافة تفيد انها ترد

بمعناها كصفة عمومية لمضافها.. وهذا ما حاول املترجم البيروتيّ إيضاحه ولكن بطريقة فنيّة

خاطئة حين وضع كلمة مضللة هي "وحوش" بدلاً من "حيوانات".. ثم زاد على الخطأ خطئاً

حين ترجمها دون أي مبرر بكلمتين مختلفتين في نفس السياق!! وليس غريباً عليه هكذا جرائم

فنيّة.. 

 

والآن في قصة الطوفان لما ظهرت كلمة "وحوش" في ترجمة الكلمة التي دقيق ترجمتها هي

"حيوانات" ("تك7: 21، 8: 1")، فإن أذهان القارئين للترجمة البيروتيّة، بغير اطلاع على الأصل

ولا استيعاب لمنطق القصة، تذهب لكل أنواع الوحوش بما فيها المفترسة..

ولكن ليس في القصة مدعاة ولا لزوم لجلب نوح أسوداً ونموراً وفهوداً وذئاباً وضباعاً معه..

ويكفي لكلمة "حيوانات" أن تكون من حيوانات الركوب كالخيول والحمير والجِمال، ولا أستزيد

فأقول مثلاً  إنه اصطاد قروداً أو زرافات من مواضع لم يعش الإنسان فيها في ذلك الزمان، ما

لم تكن بعض هذه الانواع معروفة في زمان ومكان نوح وكان لها استعمال ما كالتسلية فلا

إشكال فيدخولها للفلك..

 

 

0 المجادلات الصبيانيّة

 

غير المؤمنين عموماً والملحدون خصوصاً يطلبون أن يصطادوا شيئاً ولا يراعون فهماً ولا ضميراً.. ومن هنا فإنهم يبادرون بالتفسير الخاطئ ليوجدوا ما يظنون أنهم يمسكوه على الكتاب المقدس، وتزداد طينتهم بللاً باتفاق الساذجين معهم في التفسير فيتكرّس التفسيير بين فريق يجده مطعناً على الكتاب المقدس وآخر يحاول إثبات المستحيل، بينما جميعهم خارج الميدان الصحيح لأن الكتاب لم يقل هكذا خرف..

 

 

0 "الحَرْفيّة" على الطريقة اللوثريّة والمجهود "الدفاعيّ" لأنصارها

 

سبق التنويه، عند فحص معنى كلمة "كل"، أن التفسير الخاطئ ليس حتى حرفيّاً وحسب وإنما هو "حرفيّ خاطئ" ومخالف للتفسير الحرفيّ الصحيح، على أن المنهج اللوثريّ يعتبر أخذ كل كلمة بمعناها القاموسيّ مزيداً عليه افتراض مطلقيّتها هو الفهم السلم للكتاب!! وعلى ذلك النهج الغير فاهم للغة ولا للكتاب فإن أتباع هكذا منهج من اللوثريين مذهباً، ومن غيرهم على كل حال، بذلوا مجهوداً "دفاعيّاً" في إثبات كل شاهد بحسب فهمهم، وهو مجهود ليس بقليل، فملئوا ساحات سوق "الدفاعيّات" بافتراضات مضحكة كافية لطمأنة من لم تقلق اذهانهم أصلاً، من ذلك افتراضهم أن الحيوانات انتقلت للمناطق البعيدة مثل استراليا على جذوع الأشجار الطافية، أو مع بعض المهاجرين، وقد يمكن لمهاجرين أن ينقلوا معهم"كنجارو" وليكن لأي علة أنها اختفت من بقية الأرض ونمت في أستراليا وحدها، ولكن كيف ينقلون أسوداً ونموراً وكيف تهاجر الوحوش الضارية عبر الأطلنطي أو الشمال القطبيّ من ذاتها وكيف تحيا طيلة المسافة؟ وكمثل هذه الافتراضات يلحون على قبول المعنى "حرفياً" ومطلقاً.. وللتغلب على التضارب بين طبيعة الحيوانات المفترسة وبين تجميعها كأنه أمر بديهيّ فإنهم ينحون لافتراض المعجزة ويقولون إن الحيوانات أتت من نفسها مستفردين بـ"تك7: 9" القائل: "دخل إثنان إلى نوح إلى الفلك" (ومثلها  "تك6: 20" على نحوٍ ما بحسب الترجمات الكبرى) ولكنهم هنا يخالفون حرفية منهجهم ويتغاضون عن سابق الشواهد المتكررة التي تُظهِر نوحاً أنه هو الفاعل بقول الرب له "تُدخِل" ("تك6: 19") و"تأخذ" ("تك7: 2") كما توافق كل الترجمات وكما هو صحيح بالفعل.. وتفسير ذلك في فصل "التفسير الصحيح" ولا داعٍ لتكرار التفصيل ولكن باختصار فقول الشاهد "تك7: 9" أن الحيوانات دخلت إلى نوح إلى الفلك يصّور الترتيب الدقيق أن نوحاً يقف على باب الفلك ليعد الحيوانات وهي تدخل بينما أي من أبنائه وزوجاتهم يقودونهم.. واما افتراض المعجزات المصموت كتابيّاً عنها فذات الشواهد في القصة تستبعدها لأن الرب استعمل جنود الطبيعة لإتمام عمله إذ "اجاز الـله ريحاً على الأرض فهدأت المياه" ("تك7: 1")، فالفقرات تعتني بأمرين هنا: بعمل الرب وبوسيلة عمله، فلو كانت الحيوانات تدخل بمعجزة إلهية لكان ذات النص قد أفاد بالتصريح بذلك كأن يقول: "وقاد الرب الحيوانات" دون إيكال الافتراض للدفاعيين، ولكن الحاصل ان الشواهد سبقت وكرّرت أن العامل هو نوح في أخذ وإدخال الحيوانات وتعدادها..

ولكن أصحاب الغيرة بغير معرفة أو الرغبة في الكسب السهل ينشرون هكذا كتب على كل حال!

 

 

0 تفاسير بعض الكبار تزيد الخطأ رسوخاً

 

أخيراً اندهشت بحق حين أُفِدتُ أن البابا شنودة كرّر تأملاً ينحاز ضمناً لنفس الخطأ في عظة عامة، فكان أن صنعت هذا المقطع في عجالة مع تنويه لتحميل هذه الصفحة، التي هي بدورها في عجالة،  في حينها..

ويجوزأن يفسرالواحد كلمات التأمّل البديع بعيداً عن قصد الخطأ بالضرورة، ولكن لو كان ذلك كذلك فإن سيافة الكلام هكذا في قصة يعلم البابا أن أكثر الناس تفهمها خطئاً سيزيد من ترسيح قناعتهم بالخطا، وما كان عليه إلا اتلنبيه في جملة اعتراضية حتى لأن التأمل لا يدعم الفكرة الخاطئة..

مقطع يتابع تأملاً قائم على التفسير الخاطئ قدمه للأسف البابا شنودة الثالث

http://www.mediafire.com/file/e4dekqfe7dtdfbc/noahsark.wmv/file

 

 

 

Early Dialog in a Church-Meeting Interlude

 

Dialog with Ravi

A church mate (a jealous well learned Hindu convert to the Coptic Church) approached me at the interlude of a church meeting that I missed attending. He said to me: Was the flood a global event? 

Do people still erroneously assume that the flood was global over the whole planet?

Or do they still hold the erroneous assumption that all species were gathered to every last one aboard the ark? I wondered!

I added, It was not only limited geographically but also biologically limited as well (because some think that geographical limitation may include all the living beings at the time). But it is absolutely comprehensive regarding human lives outside of the ark. That is the implication of having the ark resting on the HEADS of mountains of Ararat! I is to indicate that there was not an opportunity for anyone to survive by climbing a mountain

Ravi said to me this is what I said at the meeting, but the people were angry, and insisted on thinking it was a global flood that covered the whole planet and destroyed all kinds of lives.

That is nonsense brother. I started to number reasons as Ravi added more, and we kept interchanging reasons for how the idea of a global flood makes no sense biblically before being scientifically.

By that time I was deep in reading the very scripture without worrying about what people around were teaching or understanding. However, such discussions drew my attention to have a look. I came to know then that the topic is almost covered in English in tons of articles and tens of books. I then found it almost pointless to write the paper in English, but there is still a need to address Copts who read Arabic.