3- يتم فيكم حكم تبرئة الناموس في رو8: 4" كما في منطق الناموس..
التفسير الآن بمنطقيّة معنى الناموس:
الناموس قانون يحكم بالدينونة او يحكم بالتبرئة..
يقفز مرة ثانية القلقين من المتلقنين غير الفاهمين لما تلقذنه وإن كان صحيحاً،
فكيف يكون الناموس مانحاً للتبرئة؟
مهلاً لمحبي الفَهَامة، وجهلاً للمتمسكين بكلمة على وزن الفَهامَة،
الناموس قانون يدين ويبرئ في حدود طائلته..
وكل اليهود قبل المسيح كانوا تحت طائلته،
وكل غير اليهود كانوا تحت طائلة الضمير وهو ناموس وقانون بدوره،
وطالما هو قانن فهو يبرئ ويدين.. يهلة..
وأما نوال بر المسيح الشامل بالضرورة تبرئة المسيح فيسمو فوق الناموس وإن كان بالضرورة يشمله..
من يبرّ~ئه المسيح يبرّ~ئه الناموس، ويبرّئه ضميره..
والعكس ليس صحيحاً بالضرورة.. حُلَّت؟ ولا أحلّ ولا أحلى..
والرسول هنا يتكلم بتفصل المعنى وهو متوقِّف في هذا الموضع عند فصل الناموس الذي بموجبه تم الحكم على الرب ظلماً من قِبَل مجمع اليهود،
وإذ هو في هذا الموضع من النظر في الشرح فهو يشرح كيف أن من هم في فداء صليب المسيح فقد اجتازوا حكم الناموس، لم يتوقف عند هذا ولا اكتفى به ولكنه هو "هنا" يتكلم في "هذا"..
.
والسؤال اللازم هنا هو:
كيف أن فداء المسيح يلزم الناموس بتبرئة من هم تحته؟
الإجابة في موصعين من سابق كلام الرسول:
.
3- 1- الأول ما سبق البدء به فيما سبق من براهين، الذي هو أن الخطية الشاكية للناموس على الخطاة قد أُدينت هي نفسها في عملها ضد الرب، فلم يعد لها أهليّة قانونيّة للاشتكاء على من هم في الرب..
واما كيف أُدينَت الخطيّة في جسد الرب فتفسيره بسيط:
إن الرب لم يتركب أيّة خطيّة،
ومع ذلك وخلافاً للناموس اشتكى عليه كهنة الناموس "حسداً".. وتحت كلمة حسداً كل الخطوط.. إنه نفس دافع عدو الخير الحية القديمة..
إن حجة الشيطان هي طاعة الخطاة له وابتلاعهم للخطايا منه، والحقيقة التي يحاول توريتها هي أنهم ما كانوا ليخضعوا له لولا أنه حاول اقتناصهم حسداً..
هو ليس خمصاً نزيهاً ذلك الشيطان ولا يطالب بأرواح تابعيه من حيث أنهم تابعين له، ولكنه إن تمكّن غعلى غير وجه حق باقتناص الجميع فلن يراجع النظر في وجاهة حجّته..
وهذا ما ظهر في صلبه للرب البار حسداً..
هو علم أنه بار من كل خطاياهن
وجنوده من كهنة الناموس الحسّاد يعلمون أنه بار إزاء الناموس،
مثلام بدوره بعملم بيلاطس أنه برئ إزاء قانون الرومان،
ومع ذلك صلبه لأن الحسد تملّك جنوده ومن أين أتاهم الحسد إلا من فعل إبليس ذاته؟
هنا انكشف..
هو لا يطالب بالسيادة الأبديّة على أرواح الخطاة معه في جهنمه فقط لأنهم اتبعوه، ولكن لأنه يريد السيادة عليهم حسداً،
حتى إن تبرّأوا من الخطيّة..
حجة الخطية الدائمة أن الخاطئ قد ارتكبها فينبغي له أن يُجازى بموته تحت وطأتها انتفت.. ان إبليس يتهم بذات الخطيّة من لم يرتكبها بل من يراها خاطئة جداً، بل من هو غير مُجرَّب بشرورها..
فإذا ما قامت الخطيّة بعد دينونتا وانفضاحها ذاك في صليب الرب، لتشتكي أو بالأحرى ليشتكي بموجبها الشيطان على أحد يكون الجواب العادل:
ألهذا تطلب روحه لأنه خاطئ؟ أم لأنك حاسد له؟
إن من صُلَب مرَّةً حسداً وهو برئ بار هو له عليك وليس لك أنت عليه،
ومما له هو عليك أنه يعطي فرصة للخاطئ ليتوب ويظهر إن كان محب للخطية أم مخدوع بها، فإن كان مخدوعاً وتاب فلا يبقى للخطيّة حجة ضده إلا حسد إبليس وهي ليست حجة عادلة.. وتسقط قضية إبليس وفعاليّة خطيته، ليتم المكتوب:
أين سشوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية..
.
بهذا يقف الناموس نفسه حاكماً بنفس منطقه وبموجب ذات كلماته..
يحكم بالدنونة على الخطية بعد صليب المسيح لمن هم في المسيح،
بعدما بقي طيلة زمانه يحكم بالدينونة على الخطاة!!!!
.
هذا تبيان أول لعلاقة صليب الرب بحكم الناموس في المفديين بالبراءة من شوكته،
والتبان الثاتي يلي، فإليه: