+

الـمَعِيّة[i] الثالوثيّة

فى الأعمال الإلهيّة

 

 

Still Draft Pending Retouch & Translation

مسودة تجميع للشواهد والأفكار في انتظار الصياغة والترجمة

تم جمع الكافي من الشواهد المعنيّة،

وإضافة روابط لاحقة من بوستات فيسبوك،

وتبقى فصول الشرح تنتظر إعادة الاختصار والإحكام والتبسيط،

 وتصميم شكل الورقة لا يزال أوليّاً

 

 

 

 

فهرس:

 

 

 

            (الإنسان في معيّة أعمال الثالوث)!!!

 

 

 

 

 

 

فـقـرات تـقـديـم أسـاسـيّـة

 

 

     بين يديك أقدس وأعجب جولة يمكن لقارئ الكتاب أن يجُولها فى ربوعه.

 

     يرسم لنا الروح القدس خطا عجيبا مبهرا عن التعليم عن طبيعة الرب الإله وكيفية تنفيذ لأعماله إذ يعطى شهادات متعددة للاهوت كل أقنوم من أقانيم [ii] الرب الإله حيث ينسب كل عمل الهى الى كل أقنوم على حدة.

و فى هذه الجولة سنتتبع هذا الخط ونرتب أهم أعمال الـله للإنسان فى جدول ونضع أمام كل عمل شهادة الوحي  لقيامة كل أقنوم بنفس العمل الواحد المنسوب للرب الإله..

 

     و هذه الشهادات موزعة على الكتاب المقدس بأكمله توزيعا عجيبا ينفى كل احتمال للاتفاق أو التلفيق حيث نجد الشهادات موزعة بكيفية عجيبة فى كتابات الأنبياء والرسل والتلاميذ الذين عاشوا وكتبوا بين موسى النبيّ ويوحنا الإنجيليّ على مدى أكثر من 1500 سنة في ظروف مختلفة وبلغات مختلفة، ما يمتنع معه القصد في رسم هذه اللوحة عبر نقاط دقيقة موزَّعة بين سطور كتاباتهم..

 

     فما لم يكن التوافق قائم على حقّ كان واضحاً لجميعهم، كشمس تشرق للجميع أينما كانوا، وبتدبير يد عليا تسوقهم جميعاً، لامتنع إتمام هذه اللوحة الثالوثيّة المذهلة!!!

 

 

     قبل بداية الجولة والاستماع للسيمفونية التي يعزفها كُتّاب الكتب المقدس، بعصا المايسترو في يد الروح القدس، معطياً شهادة عن طبيعة الـله وكيفية عمل أقانيمه فى توافق عجيب ومعيّة دائمة، قبل البدء مع الشواهد يليق ترتيب الذهن بقراءة فقرات هذه المقدمة بعناية:

 

+++

 

 

أعمال الرب الإله

 

 

 

الأعمال التي هي طبيعة دائمة لا أعمال قصيرة

(أو ما تُسمَّى لدى البعض: أعمال داخلية)

 

     وهم أولاً: عملان يحدثان إلهيّاً بلا انقطاع منذ الأزل وإلى الآبد وكُنه هذين العملين يصف طبيعة الـله من حيث وحدانيته و تثليث أقانيمه ومساواة الأقانيم وعلاقتهم معا.. 

وهذان العملان هما ميلاد الابن من الآب وانبثاق الروح القدس من الآب..

وأحسب في نفس التصنيف معهما فعل الوجود الذي يمكن تسميته "وجوب الوجود"..

وبه تكتمل ثلاثة أعمال وجوبيّة طبيعيّة في اللاهوت..

فمع هذا الإله الواجب الدائم الوجود الواحد مع ابنه المولود منه قبل كل الدهور ومع روحه القدوس الذي ينبثق منه دائماً أبداً سيمضي حديث هذه الجولة عبر أعماله من أجل الإنسان، والتي يمكن بدورها أن تُصنَّف لصنفين:

 

+++

 

 

الأعمال الأقنومية الإرساليّة التي حدثت في الزمان

 

     وهى لها بداية في الزمان وإن لم يكن لها نهاية ودائمة إلى الآبد..

  • فهي في الزمان لأنها أعمال عملها الـله مع الإنسان وفي تاريخه البشريّ فلزمها لحظة بداية معروفة ومعيّنة في التاريخ..
  • وهي أبديّة لأنها فعل مفعوله هو الخليقة الجديدة مختارة الرب الباقية معه للأبد..
  • وهي"أقنوميّة إرساليّة" لأن القابل للفعل والمُرسَل هو أقنوم واحد مع كون الثالوث جميعاً قد أرسلَه !!!

 

     وهذه الأعمال الإرساليّة الفائقة عملان بعينهما، حدثا فى ملء زمانيهما، أي فى وقت مُعيَّن حسب خطة الرب الإله لخلاص البشرية، وهما إرسالية (تجسد) الابن، وإرسال الروح القدس للحلول على البشرية..

 

     وبهذه السمات تتميّز عن الأعمال الطبيعيّة الأزليّة،

     فالابن مُرسلاً مولوداً من العذراء في ملء الزمان هو أمر، وهو غير ميلاده الأزليّ الثابت من الآب فوق الزمان وبحسب الطبيعة الإلهيّة،

   والروح القدس انبثق من الآب وحلّ على الكنيسة في يوم الخمسين، على أنه أزليّ الانبثاق منه بحكم طبيعة الآب والروح نفسيهما..

 

 

     ومع هاتين الإرساليتين الإلهيتين، وبعد التمييز بينهما في ملء الزمان وبين حدوثهما الأزليّ بحسب الطبيعة الإلهيّة، يلزم الآن فهم الفارق بين:

     قيام الثالوث جميعاً بتنفيذ العمل

     وبين:

     اختصاص أقنوم واحد بـمفعوليّة العمل (أي كونهفي محلّ المفعول للفعل)..

فالعمل يكون تدبيره وتنفيذه للثالوث، ولكن "وقوعه" يكون على أقنوم واحد..

 

     فلا يصح أن يُقال إن الثالوث قد تجسّد بل أقنوم الابن وحده هو المتجسد، ولكن الفاعل في عمل التجسد هو الثالوث كما سنرى.. كذلك فى حلول الروح القدس يوم الخمسين فإن الذي حلّ هو الروح القدس وليس الآب ولا الابن، ولكن إرسال الروح هو فعل الثالوث القدوس كما سنرى أيضاً من الشواهد الكتابية..

 

     اتتا هنا شاهد ذراعا الرب واتصاله بالبشر الكلام مش نظري لكن عن اله متصل ثلاثة دوائر ارسالية طبيعة الهية وارسال للبشر وارسال البشر

 

+++

 

الأعمال مع الخليقة (من أجل الإنسان)

 

وهى أعمال الرب الإله عامّةً تجاه الخليقة ولاسيما الإنسان.. وهي كلها أعمال من أجل محبة الرب الإله للإنسان، وفدائه، بدءً من خلق الإنسان على صورته مروراً بتعليمه وقيادته وتعزيته وإعطائه السلام والعشرة الروحية معه انتهاءً بمعيّته في أبديّته السعيدة..

وهى كلها أعمال يكون الفاعل فيها هو الثالوث على كيفيات متمايزة..

 

  

 

 

 

ثـمـار الـجـولـة الـثـمـيـنـة

 

 

     أخيرا ستكون من ثمار الحولة استنتاجات خطيرة يجمُل عرضها الآن، والوعي المُسبَق بالمعالم هو خير مرشِد في الجولة السياحيّة:

 

 

 

 

المصدر الكتابيّ للتعليم

 

     الثمرة المبدئيّة للبحث،والتي هي بمثابة بذرته أصلاً، هي حقيقة أن الأساس للتعليم هو المكتوب الذي لا يمكن أن يُنقَض!!!

     التعليم عن الثالوث القدوس المتساوي والواحد معاً هو تعليم كتابيّ أصيل وليس نظرية فلسفية مبتدعة.. وما جولتنا هذه إلا واحد من أدلة عديدة عن كتابية هذا التعليم..

     ويؤكد أصالة هذا التعليم ورسوخه فى الكتاب توزيع الشواهد على مواضع متعددة تم كتابتها فى ظروف وسياقات متباينة وحصلتها معا هى نسبة العمل الواحد لكل أقنوم على حدة.. فهل يمكن أن تكون هذه صدفة؟؟؟ مُحال!!!

     وإن لم تكن صدفة فهل يمكن أن تكون بتدبير فكر إنسانيّ؟؟؟

محال أيضا بالنظر لتنوع ظروف الكتابة والغرض المباشر منها وتباعد الزمان والمكان بين كثير منها، وعدم اطلاع بعض الكتاب على إنتاج البعض الآخر..

     ويبقى أن وراء هذا التعليم مدبر واحد وعقل واحد وروح واحد كان يسوق كُتَّاب الوحي المقدس لوضع شهاداتهم عن وجود الثلاثة الأقانيم فى كل أعمال الـله شهادة على وحدانيتهم ومساواتهم..

 

 

 

الثلاث الحيثيّات المبدئيّة للثالوث القدوس!!!

 

     أستحسنُ، فوق كل مُقاربة في الشرح، تقديم التعليم المسيحيّ عن طبيعة الرب الإله الثالوثيّة مُبلورَةً في عرض الحيثيّات الثلاث الواصفة له كرأس للشرح، وهي أن الرب الإله:

1)      ثالوث!،

2)      في واحد!!،

3)      مساواةٍ الأقنوم للآخرَين في الطبيعة والكرامة والأزليّة، لا يسبق أحدها الآخر زمنيّاً ولا أدبيّاً ولا جوهريّاً!!!..

 

     إنها حيثيّات ثلاثة شاملة وكاملة وجامعة ومانعة على قدر بساطتها في العرض:

     ^ فمن حيث عدد الصفات الكيانيّة، فالرب الإله "ثالوث"،

     ^^ ومن حيث طبيعة علاقة أقانيمه معاُ فهو "واحد"،

     ^^^ ومن حيث ترتيبها فهم"متساوون" في الطبيعة والكرامة والأزليّة)..

 

     وهذه التعيينات لطبيعة الرب الثالوثيّة هي الثابتة من استقراء كل الشواهد الكتابيّة المعنيّة، والتي تظهر أيضاً عبر استقراء تاريخ مقاومة شتَّى البِدَع!!!

     ومن يثيره بعض القلق أمام مفردات هذا الشرح كونه لم يمرّ على مسامعه قبلاً، فلا عليه إلا القيام بالاستقراء والمراجعة بنفسه، وحينها ستستريح نفسه حتماً لكفاءة الشرح، ويترتّب ذهنه مع رؤوس الوصف الثلاثة هذه..

     والجولة التالية بعد هذا التقديم ستحمل هذا المعنى وتعرضه من فقرة لفقرة ومن عمل إلهيّ لآخر بلا انقطاع..

    

 

 

"دوائر الإرساليّة": الكنز المدفون في قلب البحث!؟!

 

     لا يفوتنّ القارئ المُتابِع أن يبحث عن هذا الكنز عبر فقرات الورقة البسيطة هذه!!!

     الكنز المخبوء المًمتَدّ تحت أساس كل الشواهد الكتابيّة المعروضة هو هذا:

     إنه لوحة "دوائر الإرساليّات" [iii] المرسومة ببساطة وإتقان في قلب زخم الأعمال الإلهيّة العالية..

     ما هي تلك اللوحة وماذا تقول؟ إنها تقول إن هناك دوائر متصلة تنقل القيمة:

     ^ الآب يُولَد منه ابنه وكلمته، وينبثق منه روحه القدوس

     (هذه هي الإرساليّة الأولى في الدائرة الإلهيّة الفائقة المعرفة)

     ^^ الابن يُرسَل في ملء الزمان من الآب، ومن ثَمَّ يُرسل مع أبيه روحهما القدوس للإنسان

     (وهذه إرسالية دائرة اتصال الآب بالإنسان)

     ^^^ الرب في الجسد يرسل تلاميذه إرساليّة قائمة على إرسال الآب له بقوله: "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا"، وقائمة على تعضيد الروح لهم في الكرازة بحسب قول الرب لهم: "ذاك يشهد لي وتشهدون أنتم أيضاً"، وشواهد متعدِّدَة تفوق المجال

     (وهذا دور الدائرة الكنسيّة الرسوليّة)

     & وأخيراً فمن تصله الإرساليّة الرسوليّة هذه ويؤمن ويعتمد يقبل المسيح في نفسه فيتصوَّر فيه ويصير بدوره دائرة إشعاع للكرازة بالمسيح من حيث هو متصوِّراً فيه ومن حيث قد صار نوراً للعالم كما الرب هو كذلك

     (وهذه الدائرة الرابعة والأخيرة نابعة من تتابع الدوائر الثلاث الأولى وعائدة بمن تصله الرسالة ويقبلها إلى منبع الدوائر لها إلى الآب حيث يصير المؤمن ابناً له بتبنِّ نعمة الآب له)

 

     هذه دوائر مقاصد كل الأعمال الإلهيّة، وبغيرها تصير كل المباحث مجرد تنظير فارغ من القيمة، وألفاظ شروح محرومة من الرصيد، وأفكار فقيرة من دسم المعاني، وليس لها داعٍ من جهة إشباع البشريّة..

     وأما باستيعاب خط تدفّق داوئر الإرساليّة الإلهيّة، روحيّاً قبل ذهنيّاً، فإن الفاهم يمتلئ شبعاً من غذاء كل الأعمال الإلهيّة، وتنتعش نفسه وروحه وذهنه جميعاً، ويصير بدوره عاملاً فيها وحلقة في نقلها لغيره أيضاً..

 

 

 

ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد

 

      الثابت فوق كل شئ من البحث في الكتاب، كما يظهر في كل فقرات هذه الورقة البسيطة، أن الآب وابنه وروحه القدوس في وحدانية عجيبة إذ أنهم موافقون في العمل الواحد بشكل دائم فلم يوجد أحدهم يعمل بمعزل عن الآخرين أو أن عملاً ما قد عُمِلَ دون حضور أيّهم فاعلاً فيه.. إن وحدة العمل الدائمة هذه الخيط الجامع لكل أعمال الرب الإله، وهو ما أُفرِدَت هذه الورقة أصلاً لتقصّيه وجمع شواهده.. وهذا المعنى من الوحدة في العمل هي الوجه الظاهر المباشِر في اتصال الإنسان بخالقه..

      فإذ علمنا أن هذا هو الرب الإله، وهذه هي طبيعته، وهذه هى كيفية إتمامه لأعماله، فينبغى أن يكون لنا نحن أيضا الفكر الثالوثيّ فى الخدمة والعمل الكنسيّ.. فإن كل هذه الشواهد لن تنفعنا شيئا ما لم نتحقق من أن وحدانية الكنيسة مُرتبة أساسا فى غرض الرب الإله، لتكون على صورة ومثال وحدانيته هو آباً وابناً وروحاً قدوساً،

مصداقاً لقول الرب: "ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد" (يوحنا17: 22)..

     إن التعليم عن الثالوث القدوس هو قدس أقداس الأمانة المسيحيّة.. ومن ثَمَّ يكون السلوك فى الخدمة الكنسيّة بالذات الواحدة والاتفاق فى العمل هو بدوره قدس أقداس سلوكنا الكنسىّ..

إن فكر الكبرياء والأفضلية والعمل المنفرد والخادم الأوحد هو ببساطة فكر غير مسيحيّ لأنه ليس على مثال الأصل أي غريب عنه الذي هو فكر الثالوث القدوس فى العمل.. وهو ليس فكره لأنه بأكثر بساطة ليس هو طبيعته..

 

 

 

 

 

الـمعيّة الثالوثيّة للأعمال الإلهيّة!!!

جدول شواهد كتابيّة، مع تفسير حين اللزوم

 

 

 

 

الثالوث وإرساليّة الابن

الآب

الابن

الروح القدس

 

لا أحد يقدر أن يأتى الىَّ إن لم يجتذبه الآب الذى أرسلنى

(يوحنا 6 : 44)

 

الذى قدسه الآب وأرسله

(يوحنا 10 : 36)

 

كما أرسلنى الآب أرسلك أنا

(يوحنا 20 : 21)

 

 

ليكن فيكم هذا الفكر الذى في المسيح يسوع أيضا الذى إذ كان في صورة الـله لم يحسب نفسه خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد.

(فيلبى 2:5 : 7)

 

تَقَدَّمُوا إِلَيَّ.  سْمَعُوا هَذَا. لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ  لْبَدْءِ فِي  لْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ والآنَ  السَّيِّدُ  الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ

(إشعياء 48 : 16)

 

 

شرح كلمات شاهد فيلبِّي

كلمة "صورة" هنا فى أصلها اليونانى (مورفي) تعنى الاشتراك في نفس الطبيعة وذلك بخلاف كلمة "صورة" الواردة فى رومية 1 (آيكون) وتعنى التشابه الظاهر للآخرين، لاسميا بيد صانع أو رسام.. وبالمناسبة فالمسيح هو المورفى والأيكون معا.. لأنه في طبيعة الآب وله رسم جوهره بميلاده منه..

وفى تجسده أظهر المورفى والأيكون المولودين من الآب والمحتجبين منذ الأزل بالأيكون الظاهر لصورة (مورفي) ناسوته.. ولذلك فكلمة أيكون وإن كانت تتميز لكنها لا تنفصل عن معنى كلمة مورفى.. لأن بالأيكون تظهر المورفى، قبل التجسّد وبعده جميعاً..

وللأسف فات الترجمة البيروتية أن تميز بين الكلمتين في الترجمة، فظهرتا في الترجمة متماثلتين لفظيّاً تحت كلمة "صورة"، فانطمس الفارق الدقيق بينهما، وجاز الخلط على قارئ الترجمة المحروم من الاطّلاع على الأصل،

والذي لم يبق له لتمييز المعاني إلا إجهاد نفسه في السياق، وما اصعب هذه المهمة عند تشابه الألفاظ بغير وجه دِقّة L

 

شرح كلمات شاهد إشعياء

يتكلم النبى هنا بلسان المسيح  بروح النبوة،

فيقولإن السيد الرب (الآب) وروحثه، أرسلاني..

الروح هنا فاعل مع الآب، كل الترجمات تعتمد هذا المعنى،

وبكلمات أُخرى، يمكن ترتيب الجملة هكذا:

ألان السيد الرب وروحه أرسلاني..

 

 

الثالوث وتجسّد الابن

الآب

الابن

الروح القدس

 

فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ  الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ  الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً  لْقُدُّوسُ  الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى  ابْنَ  الـله

(لوفا1: 35) 

 

فأجَابَ الْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ  الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ  لْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً  لْقُدُّوسُ  الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى  ابْنَ  الـله

(لوفا1: 35)

 

فَأَجَابَ الْمَلاَكُ  اَلرُّوحُ  الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ  لْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً  لْقُدُّوسُ  الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى  ابْنَ  الـله (لوفا1: 35)

 

شرح لإزالة أخطاء شائعة

 

@ "العلىّ" هنا هو إشارة تخصّ الآب يقيناً، وليس مع من يجادلون في ذلك حقّ، وهذا ظاهر فى عدد 32 قبل الشاهد بثلاثة سطور، إذ دُعِيَ يسوع "ابن العليّ"..

 

@@ ليس المسيح هو "ابن الـله" لأنه مولود من عذراء بغير أبٍ بشريّ، بل العكس هو الصحيح:فإنه وُلِدَ بغير أبِ بشريّ لأنه ابن الـله أصلاً وقبلاً..

صفة المسيح كـ"ابن الـله" هي علّة ميلاده العذراويّ وليس نتيجة له..

البعض يجعل العلّة نتيجة والنتيجة علّة أصليّة، وتتوه منهم خط سير المعنى!

وقول الملاك "لذلك ..." هو استدلال بالنتيجة على العلّة، وليس العكس، وهذا مألوف وله أمثلة كثيرة في عموم استعمال اللغة..

 

@@@ كما أن معنى عمل الروح القدس في معمل الاتحاد "أي أحشاء العذراء" يضيع من إدراك كثيرين وسط تيه الشروح الفاسدة، ويتداخل مع أفكار مرتبكة متضاربة  L

التفسير الصحيح والإجابة البسيطة المباشرة من فم الملاك المبشِّر نفسه دون حاجة للتيه وسط الشروح غير الموفقة، فالروح القدس حلّ على العذراء لكي يتمِّم معجزة معجزات التاريخ البشريّ أن يهيِّئ منها جسداً لمولود بغير زرع رجل.. وهذه هي فحوى الحوار الوجيز المنجز بين العذراء والملاك إذ سألته: "كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟"، فأجابها إجابة مُباشرة أقنعتها: "الروح القدس يحلّ عليكِ"..

ولكن مع ذلك تدخل بعض الشروح فتزيد بغير وجه عناية فوق هذا المعنى البسيط العميق الكافي والشافي، فتظهر في الساحة "اختراعات" عن "ميراث الخطيّة"، وبعضهم يزيد فيتكلّم عن ارتباطه باتصال الوليد بأحشاء المرأة لا زرع الرجل، وهو استنتاج ولا أهزَل لاسيما حين يكون تفسيراً لميلاد الرب من أحشاء امرأة وبغير بغير زرع رجل!!

(تفنيد هذه "الشروح" لا أيسر منه خلا أنه يـُجافي نَسَق الورقة، وسيكون له موضعه ووقته بإذن ربنا)

 

 

 

 

 الثالوث وإرساليّة الروح القدس

الآب

الابن

الروح القدس

 

أسكب روحى على كل بشر

(يوئيل 2 : 28)

 

هَذَا مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ  النَّبِيِّ. يَقُولُ اللـهُ: وَيَكُونُ فِي  الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ

(أعمال2: 14)

 

ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ  الـلهُ رُوحَ  أبنه إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أبا الآب»

(غلاطية4 : 6)

 

وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الذي سيرسله الآب بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.

(يوحنا14: 26)

 

 

وَمَتَى جَاءَ  لْمُعَزِّي  الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ  لآبِ رُوحُ  الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآب يَنْبَثِقُ

(يوحنا15: 26)

 

إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ  لْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ

(يوحنا16: 17)

 

وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ  الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ  الْحَقِّ.

(يوحنا16: 13)

 

وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ  لْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 

(يوحنا16: 18)

  

الثالوث والشهادة للابن

الآب

الابن

الروح القدس

 

والآب نَفْسُهُ  لَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي.

(يوحنا 5 : 37)

 

أَنَا هُوَ  لشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآب الَّذِي أَرْسَلَنِي.  (يوحنا 8 : 18)

 

أَنَا هُوَ  لشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآب  لَّذِي أَرْسَلَنِي. 

(يوحنا 8 : 18)

 

أَجَابَ يَسُوعُ: «وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ

( يوحنا 8 : 14)

 

 

وَمَتَى جَاءَ  لْمُعَزِّي  لَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ  لآبِ رُوحُ الْحَقِّ  لَّذِي مِنْ عِنْدِ  لآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي (يوحنا 15 : 26)

 

والروح هو الذى يشهد

(1 يوحنا 5 : 6)

 

الثالوث وأعمال الرب يسوع على الأرض

الآب

الابن

الروح القدس

 

فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَل

(يوحنا5: 17)

 

فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى  الآنَ وَأَنَا أَعْمَل

(يوحنا5: 17)

 

رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ  لْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ  لْمُنْكَسِرِي  لْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ  الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ 19وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّب المقبولةِ

(لوقا4: 18)

 

رُوحُ  السَّيِّدِ  الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ  الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَق.

(إشعياء61: 1)

 

ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيس.َ

(متى4: 1)

 

وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى  الْبَرِّيَّةِ

(مرقس1: 12)

 

وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ 

(لوقا4: 14)

 

أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ  لأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ  لْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي  الْبَرِّيَّةِ

( لوقا4: 1)

 

 

الثالوث وتقديس المسيح

الآب

الابن

الروح القدس

 

منذ الأزل مسحتُ منذ البدء منذ أوائل الأرض

(أمثال 8 : 23)

 

أما أنا فقد مسحت ملكى على صهيون.

(مزمور 2 : 6)

 

فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم...

(يوحنا 10 : 36)

 

 

ولأجلهم أقدس أنا ذاتيى

(يوحنا17: 19)

 

رُوحُ  السَّيِّدِ  الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ  الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.

(إشعياء61: 1)

 

 

 

شرح عن معنى المسحة وفيمَ أن الربّ مسيحاً:

 

* ما هي المسحة؟

+ المسحة هي علامة التقديس (أي التكريس)،

للتعيين لوظيفة إلهيّة يختار لها الرب الإله ويدعمها..

ذلك باستقراء بسيط لشواهد الكتابيّة، إذ يظهر أن الملوك كانوا يُمسَحون بدهنة الزيت كإعلان اختيار الرب الإله لهم وعلامة ماديّة ظاهرة للمسحة بالروح القدس، وكذلك تظهر الكلمة بالمعنى (ولم أقل بالمجاز) لا بالمادة في الإشارة لاختيار الرب مسحائه لوظائفه الرئيسة..

 

++ والمسحة تكون بالروح القدس أي بالاتصال بالآب وكلمته روحيّاً حيث لا يمكن لمخلوق إعاقة خط الاتّصال ولا تكون هناك حاجة لمعونة من مخلوق في إتمام هذا الاتصال!!!

 

وبهذا المعنى، فالابن لم يُمسح أي ليُقَدَّس إنسانياً فقط.. بل هو مسيح بلاهوته منذ الأزل.. بمعنى أنه اختير وقُدِّس للتجسد والفداء بروح أزلي قبل كل الدهور.. وفي تجسده مُسِح ظاهراً (في معمودية يوحنا بحلول الروح القدس) لإظهار المسحة الأزلية زمنيا وإنسانيا، ولتكون مسحته مسحة ظاهرة مشهوداً لها من الناس فتكون بذلك مُعتَمدة من الناموس باعتباره ولد تحت الناموس كإنسان..

 

* كيف يظهر الثالوث جميعاً في عمل المسحة؟

+ الابن قبلها وقام بالوظيفة التي مُسِح لأجلها، منذ كان قوة الآب وحكمته وكلمته (قبل كل الدهور)، وحين ظهر في الهية كإنسان ليُظهِر كل هذا في ناسوته بين البشر..

++ الآب مسحه إلهيّاً من حيث هو ابنه بالطبيعة وحكمته وقوته وكلمته بحكم الطبيعة الإلهيّة، فتحتّم أن يكون هو الممسوح من الآب في إرساليّته في ملء الزمان..

+++ الروح القدس هو الحالّ على الممسوح، فماذا حين يكون الممسوح هو الابن الكلمة الأزليّ؟

إن الأبيفانيا الفريدة لم تكن هي بداية مسح الابن بالروح القدس، فهو مسيحاً قبل كل الدهور مختاراً لعمل كل مسرّة الآب وعلى رأسها فداء الإنسان..

كانت مسحة الابن منذ الأزل في لاهوته بطريقة تفوق الجميع إذ كانت مسحته بروح هو روحه الواحد معه الذي هو الروح القدس، فتلك هي ألصق مسحة ممكنة وأعجبها على الإطلاق.. فكان حين تجسّده ومعموديّته من يوحنا، حين حل عليه الروح، فإنما كان يُظهِر ما هو له منذ الأزل منعكساً على بشريّته التي كانت واسطة اتّصاله بالبشر اتصاله الفدائي الحميم [iv]..

 

* والسؤال الذي يمكن إضافته هنا (لتكون إجابته فرصة لتفنيد خطأ شائع منذ جدليّة أفسس الأول وما قبله) هو:

هل يكون لقب المسيح لقب إنساني أم إلهي؟!

+ الجواب كتابيّاً:

الرب كان مسيحاً منذ الأزل وبمعنى إلهي محض (أم8: 23)، وهو، بداهةً بلا حاجة لشواهد، لقبه في تجسده..

+ والجواب بتفصيل النظر:

ميزان دقة استعمال الكلمة ومقياس حدوده، هو معناها!

والمعنى في كلمة "المسيح" بسيط (بقدر ما هو خطير) كما سبق تقديمه: المسيح هو الشخص المُعيَّن باختيار إلهيّ لوظيفة كبرى في مقاصد الرب.. فعلى هذا المعنى، هل

هو لقب للابن في لاهوته وناسوته جميعاً وبكل الحيثيّات:

فمن حيث طريقة قبول المسحة، فقد قبلها بصفتيه الإلهية والإنسانية.. مرة قبل الدهور قبلها بالمعنى من غير مادة كالزيت او ظهور حيث لم يكن هناك آخرون ليرَوا ظهوراً.. وأما في ملء الزمان في الجسد، ففوق قبول المسحة من حيث معناها،  فقد أُعلِنَت مسحته أيضاً ظاهرةَ في رؤيا رآها يوحنا المعمدان على الأقل (وربما آخرون معه)، حين انشقت السموات وحل الروح في هيئة حمامة..

ومن حيث غرض مسحه، فهو غرض واحد ومعنى واحد متّصل من أزليّة لاهوت الرب حتى تعهّده في ناسوته إلى الأبد..
فهو في أزليّة لاهوته كان مختاراً لإعلان فكر الآب من حيث هو كلمته، ولتصميم أعماله من حيث هو حكمته، ولإنفاذ مقاصده من حيث هو قوته، كل هذا منذ الأزل حتى إذا ظهر في ملء الزمن إنسانيّاً أعلن هذا حتى إنفاذ السر المكتوم منذ الدهور أي الصليب الفادي..

 

 

 

 

                                                               الثالوث والصليب

الآب

الابن

الروح القدس

بديهيّ

بديهيّ

بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرٍّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ - لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ
 (1كو2: 7-10)

 

عمل الثالوث في الصليب

 

دور الآب = مشيئته ومسرته ان يتم الفداء للإنسان، وان يتم بابنه الوحيد ليعلن محبته للبشر بقدر بذله لابنه،

ويعلن أيضاً محبة ابنه للبشر التي هي واحد مع محبته هو وفلا لاعجب أنها بقدر بذل الابن ذاته لأجلهم!!

 

دور الابن = بديهيّ، فهو المصلوب وبإرادته..

 

دور الروح القدس = هذا هو الجديد في الانتباه، والرسول بولس يفيد بهذا الذي لا يعتني الشرح به بما ينبغي، فيعلمنا الرسول أن الروح يفحص أعماق الـله، فيعلم أن الصليب هو قصد مقاصد الرب، وأن قصد الرب ليس الصليب منفرداً بل الصليب معلناً لنا وحاملاً لنا في شركة ابنه.. ولذلك فالروح يعلن لنا ما هو الصليب عند الآب وما هو موضعنا عليه في فكر الآب [v]..

 

ملاحظة خطيرة [vi]

الآب والابن يريدان الصليب!

الآب والابن يستثقلان الصليب!!

يشيع التصوّر الخاطئ أن الآب سُرّ بصليب الابن بينما الابن استثققل الصليب على نفسه ولكن قبل به فقط لإرضاء الآب—

والصحيح هو:

الآب سُرّ أن يسحق الابن بالحزن لفداء البشريّة وإظهار محبته ومحبة ابنه جميعاً،

والابن سُرّ بأن يحقق مشيئة الآب ومن أجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب،

وإذ قام بالعمل من أجل السرور فيكون السرور عائد له وليس للآب فقط؛

وبالمقابل، فإن الصليب كان حزناً على نفسه لا يجعله يرضى به إلا أن السرور الموضوع أعظم ليس لأن ثقل الصليب خفيف- حاشا-

بل لأن السرور أبديّ والحزن وقتيّ وكلاهما لا نهائيّ العظمة،

ومثلما هو كذلك ثقيلاً على الابن فقد كان كذلك على الآب، ليس كما يتصوّر الكثيرون خطئاً بحسب فساد بعض الشروح أن الآب كان يصب غضبه على الابن- حاشا،

لأنه أي ابن ويكون بريئاً ويحتمل عقاب الأثمة بل ولأجلهم ولا يكون هذا ثقيلاً على قلب أبيه؟

وظهر ثقل الصليب على قلب الآب في غير شاهد أعجبهم هو حين تشفّع الابن عن صالبيه حاجباً غضب الآب عنهم بقوله:

"اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"..

إضافة لاحقة: هذه النوتا الرب كله لنا دسمة جداً بنعمة ربنا وتشرح، كما لم يسبق، عمل الآب والابن جميعاً بدقة وبضبط وتصحيح لفهم الشواهد..

 

 

 

الثالوث وإقامة الرب يسوع من بين الأموات

الآب

الابن

الروح القدس

 

فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ الْـلَهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ  بطرس

(أعمال 2 : 32)

 

لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ  لْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ  الأَمْوَات.

(أعمال 17 : 31)

 

بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآب الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ

(غل1: 1)

 

وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ  السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ  الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ  الْغَضَبِ الآتِي.

(تسالونكى 1 : 10)

 

 أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِالـله الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ  لأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي  الـلهِ.

(بطرس الأولى 1 : 21)

 

أَجَابَ يَسُوعُ: انْقُضُوا (أي بالصليب) هَذَا  الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ (يوحنا 2 : 19)

أما هو فكان يقول عن هيكل جسده

(يوحنا 2 : 21)

 

 

لأنى أضع نَفْسِي لِآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي.

(يوحنا 10 : 15)

 (يضع نفسه بالصليب ويأخذها بالقيامة) 

 

 

 

وتعين ابن الـله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا

(رومية1: 4)

 

وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ  الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ  الْمَسِيحَ مِنَ  لأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ  لْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ  السَّاكِنِ فِيكُمْ.

(روميه 8 : 11)

 

شرح:

 

ينحاز الناس تلقاءً لنسبة إقامة الابن لنفسه، ويساورهم القلق حين يسمعون عن نسبتها للآب، حتى أن بعضهم يصمم أن يسمع أن "الـله"أقام المسيح أن كلمة "الـله" هنا تشير للاهوت الابن! ويجادلون أن الكتاب لم يقل "الآب" بل قال "الـله"!!

وسبب القلق أن القلقين تنتابهم مظنَّة أن إقامة الآب لابن تجعله على نفس مستوى بقية البشر بلا تمييز من حيث مساواته للآب في الجوهر.. ولقد ترسّخ الخطأ القلق هذا حتى لدى بعض الكهنة في أديرة وخارجها، بل حتى ممن يدرِّسون في إكليريكيّات!!

وما يلي من شرح هو خلاصة ما قمته لبعضهم في مناقشات وذات مرّة في مُحاضَرَة:

 

فأما وجود نص صريح فهذا وارد في (غل1: 1)، وأما أن "الـله" تُعني لاهوت الابن تعييناً فهذا مخالف لكل سياق واصطلاح في العهد الجديد الذي يشير للآب كمبتدأ باسم "تو ثيوس" المُترجَمَة الـله، مقابل إشارته للابن بكلمة كيريوس المُترجَمَة الرب.. وهذا في حد ذاته لا يقلل الابن عن الآب فالألوهيّة معناها لغةً القوة الفائقة والربوبيّة معناها السيادة.. ولكن خطأ فهم اللغة مع خطأ فهم الإيمان مع الغربة عن المكتوب هي ما يثير القلق..

 

وأما سر تكرار كُتّاب العهد الجديد وكارزيه لنسبة إقامة الآب للابن فشرحه لازم الفهم:

 

الحل مباشرة لإزالة القلق:

--------------

الآب فاعل في القيامة كإاله فوق الكل،

والابن قابل لفعل الآب كنائب عن البشر..

وهذا لا يُعني أنه غريب عن عمل القيامة كفاعل من حيث هو نفسه قوة الآب (1كو1: )، وذراعه (إش ) التي يعمل بها قواته..

ويتوفَّر شاهدان صريحان يتكلّم فيهما الرب بنفسه أنه هو المُقيم لذاته (يو2: 19-21؛ يو10: 15)..

انتهى القلق ويبقى السؤال المستفهِم لا القلِق: "ما حكمة انحياز العهد الجديد بالأكثر لنسبة عمل القيامة للآب؟"

 

الحكمة الكرازيّة

----------

ليتذكَّر القارئ للإنجيل أن الشواهد المعنيّة (التي تنسب إقامة الابن للآب أو لـله) هي شواهد قيلت في سياق الكرازة للبشر، وليتذكَّر رأس الشرح وملخّصه في الفقرة الأولى من هذا الفصل، التي توضِّح كيف أن نسبة إقامة الابن للآب تبر~ز كون الابن يقوم بعمله كنائب عن البشر مقابل الآب الذي هو إله الكلّ..

فإذاً كلمة "الـله" حين نسبة إقامة المسيح لعمل الآب تبرِز حقيقة أن لآب هو الفاعل والابن هو القابل..

أما نسبة العمل للابن فهي تظهره كفاعل وقابل معاً..

وهنا تتجلّى حكمة الكرازة:

فلو بدأ الكارز بالكلام عن إقامة المسيح لنفسه فقد تتجه أنظار المتلقين لكون المسيح هو الفاعل، ولما كان هو نفسه القابل فلقد يتحوَّل ذهن السامع أن القيامة عمل عمله المسيح لمنفعة نفسه هو إذ بعدما صُلِب للفداء لزمه أن يقوم لأجل نفسه حتى لا يبقى في الموت، فتنحصر فكرة القيامة في عمل يخصّ الرب وحده كمن أتم عملاً من أجل آخرين وعاد من حيث أتى لحال سبيله.. فيصير السامع شاعراً بالغربة عن قيامة المسيح وناظراً لمنفعة حاله هو في عمل الصليب فقط وهذا خلل في الفهم إذ لا فداء إلا بميّة الرب على الصليب والقيامة معه جميعاً..

ولكن باعتبار أن المسيح هو باكورة الراقدين، وأن قيامته هي رأس إيمان الكنيسة في قيامة جميع أعضائها معه، إذ لو لم يكن قد قام فباطلة هي كرزاة الرسل وباطل هو إيماننا، إذاً فباعتبار أن إقامة المسيح كانت لتأسيس وافتتاح طريق القيامة للبشرية المؤمنة به من بعده،  وأن الكرازة بالمسيح هي في غرضها كرازة بقيامة من يؤمن به، فإن لغة الكرازة كانت تميل طبيعياً لاختصاص الآب بكونه الفاعل في إقامة الابن، لكي تُبرز بالمقابِل وتخص الابن بكونه الباكورة الذي نال القيامة ليتصوَّر أمام الناس كمثال وباكورة لأنفسهم..وبالتالي يكون هذا مدخلاً للكارز ليشرح منه للمتلقين من موتى البشرية نصيب البشرية من موت وقيامة المسيح.. 

لهذا تُنسَب إقامة المسيح لله الآب عموما بحيث يكون التركيز على أن الابن هنا يقوم مقام البشرية كلها..

ومصداقاً لذلك فإن مراجعة الشواهد المعنيّة تُظهِر أنها أتت في صدد وسياق كرازي واضح..

على أن الإشارة لكون الابن قادر بقوة لاهوته على القيامة من الموت هي بدورها إشارة متممة للمعنى، لأنه لو لم يكن قادراً على هذا، حاشا،  ما كان كفئاً ومؤهلاً من الأصل لإتمام الفداء، وما كان هو الابن الواحد مع أبيه وما كان هو قوته وكلمته وحكمته

 

خط السير الصحيح للوصول للمعنى الصحيح:

--------------------------

إذاً كلمة "الـله" لاتُعني الأقانيم جمعاً في العموم، ولا يحتال الواحد على النصّ، ولكنّها لا تحرم القارئ من الاطمئنان والتأكّد أن القوة التى أقامت المسيح هى قوة الثالوث دون تمييز إذ أن قوة الآب هى ذاتها قوة الابن هى ذاتها قوة الروح القدس وأن الابن له سلطان وقوة إقامة نفسه بلاهوته الذي لا ينفصل في العمل أصلاً عن لاهوت الآب إذ هما مع الروح القدس لاهوت واحد قوته هي شخص الابن نسه..

و هكذا لا تكون أقامة المسيح استثناء من كل أعمال الرب الإله التى تمت بقوة وتدبير الثالوث معا رغم نسبتها على كيفيات متمايزة وبمعان مفصلة لكل أقنوم على حدة..

 

  

الثالوث والتبني للآب

الآب

الابن

الروح القدس

 

إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ  لْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ

( أفسس 1 : 5)

 

إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِه 

(أفسس 1 : 5)

 

و أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يبصيروا أولاد الـله أى المؤمنون باسمه

(يوحنا 1 : 12)

 

 

 

لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ الـله فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ  الـله (رومية 8 : 14)

 

إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ  لْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي  لَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا  لآبُ!».  (رومية 8 : 15)

 

ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ  للهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا  لآبُ». 7إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ  بْناً، وَإِنْ كُنْتَ  بْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ

(غلا طيه 4 : 6)

 

 

تعليق تأمليّ في الشواهد البولسية لعمل الروح في التبني:

 

(روميه 18 : 14)

يعلمنا كيف  نسلك كأبناء لـله

(روميه18 : 15)

يشجعنا أن نخاطب الـله بدله البنين  ونجعله أبا لنا

(غلا طيه 4 : 6)

يحفظنا في حاله البنوة  بمخاطبته الآب أبا نيابة عنا إذا فشلنا نحن فى هذا..

 

يعلِّم، ويشِّع على العمل بما علّمه، ويحفظ حين الفشل في العمل!!!

نفس عمل الروح ليس في الصلاة المعتادة فقط بل في كل ما يلزم للنفوس أن تصرخ به نحو الرب وقد تخوِّر أو تتوه..

 والفصل التالي سيعرض أمراً لطيفاً مماثلاً ولكن فيه يصرخ الروح مع الكنيسة للابن:

 فالروح مثلما يصرخ باسم المؤمنين للآب فإنه يفعل المثل هاتفاً للابن!!!

ألا يقول: "تعالَ" متعجّلاً مجيئه مع العروس؟ J

 

 

 

الثالوث والمجيء الثاني  للابن

الآب

الابن

الروح القدس

 

وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ  السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ (متى24: 36)

 

وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ

(مر13: 32)

 

 

نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعاً

(رؤيا22: 2)

 

وَالرُّوحُ والْعَرُوسُ يَقُولاَنِ تَعَالَ وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ تَعَالَ

(رؤيا22: 17)

 

 

في مجئ الرب، فالثالوث يعمل مع الكنيسة في شوقها لعودة الرب:

 

+ فالروح المتكلِّم فيها والمعلِّم لها أن تنادي الآب "آبا" ويتكلم فيها بما لا تقدر أن تنطق به، نفس الروح يعود ليقوم بنفس العمل ولكن في مخاطبة الابن هذه المرّة، حين يقول له مع الكنيسة: "تعال"، معبراً عن أشواقها ومتاعبها..

فغن تكاسل البعض في التشوّق لمجئ الابن تكلّم الروح على مسامعهم الروحيّة، وإن صرخ البعض وقال: "تعال" وشعر أن صوته يخور ولا يقدر أن يرفعه فإن له في هتاف الروح ما يطمئنه.. ولا شك أن روح الآب يُحسِن كيف يُسمِع الابن مطلب كنيسته..

ما أعجب وما أدلّ شواهد الكتاب حين تزيد الصورة تفصيلاً بمقابلات بديعة لمن ينظر لما في العمق:

فالروح يصرخ فينا للآب لترسيخ تبنّينا فيه،

ويصرخ فينا للابن لتعجِّل مجيئه الذي هو ذاته إتمام التبنّي.. ألا يقول الرسول عن مجئ الرب ثانيةً إننا سننال التنّي فداء أجسادنا؟!!!

أي عجب!!! أن قلب الإنسان المؤمن صار محطّة مخاطبات للثالوث القدوس من أجله ونيابة عنه..

++ والابن نفسه هو الآتي والذي وعد أنه يأتي سريعاً.. هو متشوِّق دون طلبة..

 

+++ فإذاً الابن يَعِد أن يأتي سريعاً، والروح يتعجّله، فهل للآب نصيب من الشواهد يفيد نفس المعنى؟

معنا لهذا شاهد ل ينتبه الكثيرون لدلالة معناه من حيث عناية الآب بمجئ الابن وحرصه عليه، ذلك لتيه المعنى خلف مظنة تفسير خاطئ يقلق الكثيرين ويدفعهم تجاه محاولة الرد عليه فائتين لكنز الدلالة المحبيّة في الشاهد.. وهذا الشاهد هو قول الرب إن الآب وحده هو من يعلم اليوم والساعة حاجزاً العلم بهما حتى عن الملائكة، فماذا يفيد ذلك في ذاته، مؤجِّلين مجاوبة قلاقل مظنّة عدم معرفة الابن باليوم والساعة؟!

^ إن حجز الآب للعلم باليوم والساعة عن الجميع يُعني أنه يقول إن أمر هذا اليوم هو لي وحدي..

^^ ماذا يفيد هذا إن لم يُفِد فائق عنايته بيوم مجئ الابن ثانيةً فوق كل أمر؟1

^^^وإذ أفاد بعنايته الفائقة، أفلا يفيد بالضرورة بتعهّده لوقت إنفاذه دون تهاون أو نسيان؟

^^^^ ألا نفهم من كل ذلك أن وعد الابن بسرعة مجيئه وتشوّق الروح مع العروس له، إنما للابن والروح لأنهما ابن وروح الآب الذي هو مصدر هذا الشوق وهذه العناية؟ وكيف لا وهو الآب أي الأصل للابن والروح نفسيهما والواحد معهما ولهم نفس المقاصد ونفس المحبة تجاه الكنيسة؟!

 

 

* وأما عدم علم أحد إلا الآب بوقت مجئ الابن، وما يقلق البعض من ذلك لما يوهِم بمظنّة جهل الابن والروح باليوم والساعة، فلهذا الإشكال الداعي للظنّ الخاطئ بعض الشرح الواجب هنا:

العبد لايعلم كل ما يصنع سيده (بمقتضى هيبة السيد)،

والابن لا يعلم ما يضره العلم به (بمقتضر محبة الأب له)

إن علمتم هذا فهو يكفي من يريد مفاد المعاني، وأما لمن يشغف بالتفصيل فله بعض هذا في حدود ضيق المجال:

الرب يقول إن الآب وحده يعلم اليوم والساعة دون الملائكة، ودون الابن!!

ولكن لم يقل "ولا الروح القدس".. وهذا مفتاح فهم القول كلّه:

إن عدم شمول "الروح القدس" بالنفي عن معرفة اليوم والساعة، بمقتضى الفهم الحرفيّ الضيِّق للشاهد، يترك الاحتمال بين اثنين:

-        إما أن الروح لا يعلم اليوم والساعة فيكون التشبّث بالفهم الحرفيّ القاصر غير صحيح إذ لم يشمل النص نفياً مانعاُ فإذاً يحتاج الفهم للنص بعض الاعتبار لسياقه الضمنيّ،

-        - أو يكون الروح عالماً باليوم والساعة، لاسيما باعتبار قول الرسول ان الروح يفحص كل شئ حتى أعمق الـله، وهذا يعود لنفس النتيجة أن النص حرفيّاً ناقص غذ هو ليس جامعاً على مستوى الألفاظ الظاهرة..

فالنتيجة واحدة وبحكم لحرف ذاته الذي يتمحك بهم سيئو التفسير: إما أن النص ليس جامعاً أو ليس مانعاً وإذاً فهو هكذا أو بذاك ليس كفياً حرفيّاً للإحاطة بالمعنى، ويلزم من فهم سياقه الضمنيّ قبل الخروج بنتيجة المعنى شاملاً جامعاً مانعاً..

فما هو سياق الكلام؟

نعود للسؤال الضمنيّ الذي كان كلام الرب في موضع الإجابة عليه:

بداهةً  فإن فضول البشر يتجه إلى موعد اليوم وليس إلى من يعلم به ومن لا يعلم، فإذاً تكون إجابة الرب منصرفة إلى نفي "إمكانيّة إعلان العلم بموعد اليوم" وليس إلى نفي "العلم به في حد ذاته"..

ويوافق ذلك نفي الرب للمعرفة عن الملائكة، وذلك لأن الملائكة هم وسيط إعلان إخباريّات الرب للبشر، وإذ أن إعلان موعد اليوم محجوباً عن البشر فإن إمكانية إعلانه معرفته منعدم عن الملائكة وليس موضوعنا هنا عن كانوا يعلمون ب هام لا يعلمون.. المفيد ان البشر ليس لهم أن يعلموا به وطرق علمهم إذاً مغلقة بدءً من الملائكة وحتى الابن نفسه..

ولماذا الابن وكيف؟! وهو الواحد مع الآب وحكمته وعلمه؟ مرة جدية السياق يفيد بحدود القصد: فإن الابن حال كونه متجسداً ووسيطاً بين الآب والبشر فإنه لا يعلم بموجب حدود إرساليته،وليس أنه لا يعلم في حدود طبيعته ككلمة الآب وابن محبته، إنه لا يعلم من حيث أنه ليس في حدود عمل هكذا إرساليّة ووساطة إعلام البشر بموعد اليوم، ودليل مزيد فوق ما سبق أنه في طبيعة إرساليته بالتجسد قد أخذ "صورة عبد"، والعبد لا يعلم ماذا يصنع سيده، ولما كان التجسد حقيقيّاً وأخذ الابن لصورة عبد هو أمر حقيقيّ، فإذاً من نتائج هذه المقدمة الخطيرة أنه لا يعلم كل ما يصنع الآب..

 

فماذا عن أنه أعادنا لصورة البنين الذين يعلمون ما يصنع أبيهم؟ بل ولا يعود يدعوناً عبيداً؟ لماذا رغم كل ذلك تخفى علينا، بل بالحريّ تخفى عن الابن الكلمة الوحيد معرفة اليوم؟ ثم على الأقلّ  ألا يجعل غياب العلم باليوم الأخير ألا يجعل الابن الوحيد في مرتبتنا البشريّة نحن إذ لا يعلم مثلما لا نعلم مع كونه ابناً بالطبيعة كوننا أبناء بالتبنّي؟؟!!

+ إن البنوّة لا تنفي العبوديّة بموجب الطبيعة المخلوقة، وإنما تضيف فوقها امتيازات مزايا وتقلل منها نقائص،

++ والرب حين تكلّم عن ترقيتنا فيه لدى الآب قال: "لا أعود أسميكم عبيداً"، ولم يقل لم تعودوا عبيداً" [vii].. فهو هنا مثل من اتحذ م نعبده ابناً بالتبنِّس فصار أخاً بالتبني لابن السيد الكبير، وصارت دعوته ابناً وأخاً وعدم دعوته عبداً بعدُ هي تكريماً أدبيّاً ومحبيّاً، ولكنها لا تلغي حقيقة أنه كان أصلاً عبد..

هذا في خالتنا نحن، أما في حالة الرب فهي تصل لنفس النتيجة بالعكس: فهو وإن كان أصلاً وأزلاً ابناً وحيداً واحداً مع أبيه فإنه "صار عبداً" من حيث تجسّده..

 

+++ فالخلاصة  أن الرب هو الابن الأزليّ حكمة وعلم الآب منذ الأزل، ولكنفي تجسّده صار عبداً فلا يعلم بهذه الحيثيّة إلا ما يخص إرساليّته والتي ليس فيها إبلاغ البشر بما لا ينبغي لهم معرفته.. وأما في حالتنا نحن فإننا وإن صرناً أبنءً بالنعمة نعلم ما لا يعلمه العبيد فإنه بمقتضى كوننا عبيداً بالطبيعة يحارب العتيق فينا فإنه لا ينبغي أن نعلم ما لا يحق للعبيد علمه ولا ينفع الأبناء علمه..

 

وبالمرّة، لاستكمال إثبات عناصر الإجابة فنيّاً، فلقد سبق شرح ما يصطلح لغويّو العربيّة على تسميته "القصر الإضافي

كفصل في مقال "فنيّ" أشمل عن أنواع "بنية الإضافة"، وهذا رابط لدرافت بالعربيّة له"  [viii]

 

 

 

 الثالوث خالق الإنسان

الآب

الابن

الروح القدس

 

لِكَيْ يَطْلُبُوا الـله لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيداً لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ

(أعمال17: 28)

 

 

كل شئ به كان

(يوحنا 1 : 3)

 

فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ  الْكُلُّ: مَا فِي  السَّمَاوَاتِ وَمَاعَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاًأمْ سِيَادَاتٍ أمْ رِيَاسَاتٍ أم سَلاَطِينَ.  الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ

(كولوسى1: 16)

 

 

تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ وَتُجَدِّدُ وَجْهَ  لأَرْضِ. 31يَكُونُ مَجْدُ  الرَّبِّ إِلَى  الدَّهْرِ. يَفْرَحُ  لرَّبُّ بِأَعْمَالِهِ(مزمور 14 : 3)

 

رُوحُ  الـلهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي

(ايوب33: 4)

 

 

يمكن أن نسمع صوت الثالوث متكلما معا وهو يقرر خلقة الإنسان على صورته فى (تكوين1: 26): وقال الـله لنصنع الإنسان على صورتنا . ينبغى هنا أن نلاحظ صيغة الجمع فى ضمير الفاعل للفعل "نصنع" وفى ضمير الإضافة لكلمتي "الصورة" و"الشبه"..والثابت أن صيغة الجمع في الضمائر لم تكن تستخدم للتعظيم على الإطلاق فى عصر كتابة التوراة والعصور السابقة واللاحقة عليه..

 

ولكن الدلالة لضمير الجمع لا ينبغي أن تشمل كلمة "إلوهيم" التي أتت أيضاً بصيغة الجمع،  ذلك لأن جمع الأسماء كان يستخدم بالفعل للحديث عن الضخامة والعظمة وكامثلة على ذلك دعوة البعل بالبعليم وتسمية أحد البهائم الضخمة "بهيموث" وإحدى الإلهات "عشتاروت".. فالتمييز بين صيغة الجمع للضمائر وصيغة الجمع للأسماء واجبة لتجنب الوقوع في التشبث بادلة خاطئة، ولتجنب فقدان أدلة صحيحة بلا جدال في المقابل.

 

 

 الثالوث يعيد خلقة الإنسان (المعمودية = الخليقةالجديدة)

الآب

الابن

الروح القدس

 

فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ  الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ

الآب وَالابن وَالرُّوح الْقُدسُ 

(متى28: 19)

 

 

فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ  الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ

الآب وَالابن وَالرُّوح الْقُدسُ 

(متى28: 19)

 

فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ  الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ

الآب وَالابن وَالرُّوح الْقُدسُ 

(متى28: 19)

 

 

 الثالوث مُحِّرر الإنسان

الآب

الابن

الروح القدس

 

لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ  لْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ الـله  

(روميه8: 21)

 

وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يحَرِّرُكُمْ

(يوحنا8: 32)

قابل مع (يوحنا14: 6)

 

فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابن فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً

(يوحنا 8 : 36)

 

فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَاالْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ.

(غلا طيه5: 1)

 

 

وَأَمَّا  لرَّبُّ فَهُوَ  لرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ

(2 كورنثوس3: 17)

 

 

السُكنى داخل الإنسان

الآب

الابن

الروح القدس

 

أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كلاَمِي وَيُحِبُّهُ أَبِي وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً

(بوحنا14: 23)

 

أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كلاَمِي وَيُحِبُّهُ أَبِي وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً

(بوحنا14: 23)

 

وَعَرَّفْتُهُمُ  سْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ  لْحُبُّ  لَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ

(يوحنا17: 26)

 

هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى  لْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ  لْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي

(رؤيا 3 : 20)

 

 

أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ للهِ وَرُوحُ الـله يَسْكُنُ فِيكُمْ؟

(1كرونثوس3: 16)

 

أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ  لَّذِي فِيكُمُ  لَّذِي لَكُمْ مِنَ  للهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ 

(1 كرونثوس6: 11)

 

الثالوث مُعلِّم الإنسان ومانح الحكمة له

الآب

الابن

الروح القدس

 

وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ الـله الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ فَسَيُعْطَى لَهُ

(يعقوب1: 5)

 

لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا

(لوقا21: 15)

 

لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ  لْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ  لَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.

(متى10: 20)

 

وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ  لْحِكْمَةِ  لإِنْسَانِيَّةِ  الْمُقْنِعِ بَلْ بِبُرْهَانِ القوة والروح

(1 كرونثوس2: 4)

 

لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ  الرُّوحُ لْقُدُسُ

(1كورنثوس2: 13)

 

وَأَمَّاالْمُعَزِّي الرُّوحُ  لْقُدُسُ  الَّذِي سَيُرْسِله الآب بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ

(يوحنا14: 26)

 

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ  الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ

(1يوحنا2: 20)

 

 

الثالوث القائد والمثال

الآب

الابن

الروح القدس

 

كونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل

(متى5: 48)

 

إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي

(يوحنا12: 26)

 

لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً

(يوحنا13: 1)

 

 

لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ الـله الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ

(2بطرس1: 21)

 

 

الثالوث المُعزِّى

الآب

الابن

الروح القدس

 

الخروف الَّذِي فِي وَسَطِ  لْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ وَيَمْسَحُ الـله كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم

(رؤيا7: 1)

 

 

لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضاً

(2كورنثوس1: 5)

 

 

وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآب  فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى  الآبدِ 

(يوحنا14: 16)

 

الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآب بِاسْمِي

(يوحنا14: 26)

 

وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي  لَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآب رُوحُ الْحَقِّ  الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآب يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي

(يوحنا15: 26)

 

لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ

(يوحنا16: 7)

 

 

الثالوث مانح السلام

الآب

الابن

الروح القدس

 

سلام الـله الذى يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم فى المسيح يسوع

(فيلبى4: 7)

 

و يدعى إسمه… رئيس لسلام

(إشعياء 9 : 6)

 

تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ

(إشعياء53: 5)

 

سلاما أترك لكم سلامى أعطيكم

(يوحنا14: 27)

 

 

و اماثمر الروح فهو

محبة فرح سلام

(غلاطية5: 22)

 

سحق الشيطان

الآب

الابن

الروح القدس

 

إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعا

(رومية16: 20)

 

 

لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ الـله لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ

(1يوحنا3: 8)

 

إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ والسَّلاَطِينَ  أشْهَرَهُمْ جِهَاراً ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ

(كولوسى2: 15)

 

 

وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ الـله أُخْرِجُ  لشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ  اللَّهِ

(متى12: 28)

 

 

الشفاعة

الآب

الابن

الروح القدس

 

وَطَلَبْـتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَارًا وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا، فَلَمْ أَجِدْ

(حزقيال22: 30)

 

وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآب مِنْ أَجْلِكُمْ لأن الآب نفسه يحبكم

(يوحنا16: 26)

 

وَلكِنَّ اللـهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا (روميه5: 8)

 

وَلَكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ الـله يَشْفَعُ فِي  الْقِدِّيسِينَ

(روميه8: 27)

 

اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِـهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ

(روميه8: 32)

 

ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ الـلهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً يَا أَبَا الآب 

(غلاطية4: 6)

 

 

وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ (باراكليت) عِنْدَ  الآب يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ

(1يوحنا2: 1)

 

لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الـله والناس الإنسان يسوع المسيح

(1 تيموثاوس 2 : 5)

 

فأجاب وقال له يا سيد اتركها هذه السنة أيضا

(لوقا13: 8)

 

 

وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بأَنَّّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلَكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ الـله يَشْفَعُ فِي  الْقِدِّيسِينَ

(روميه8: 26-27)

 

ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ  الـلهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً يَا أَبَا الآب 

(غلاطيه4: 6)

 

 

 

في هذا الفصل من الشرح:

+ معنى شفاعة الآب  [ix] وشفاعة الروح القدس مع شفاعة الابن!!!

++ مع تفسير الشفاعة البشريّة، وتفنيد أخطاء التفاسير الرائجة عنها...

+++ وفقرة عن تفسير شاهد (1يوحنا 1: 2) عن تسمية المسيح "باراكليت"...

(الفقرات في هذا الفصل متكررة لجمعها من وريقات سابقة، وتنتظر التلخيص)

 

أعلم بدايةً أن مشكلة فهم شفاعة الثالوث جميعاً وغربة معانيها لدى البعض هي انحصارهم في اختصاص الابن بالشفاعة..

ولكن لعلّ سبق الشرح بمثل لطيف يكون مدخلاً سلساً للمبنى المُنيف الشاهق هذا فيألف القارئ معنى شفاعة الروح القدس، وشفاعة الآب!!!

 

مثل يجمع شفاعة الثالوث

 

* فأبدأ إذاً بمثل واقعيّ بسيط ومألوف:

تصوروا إنساناً غضب على أبناء له كما غضب من أجلهم إذ لم يسمعوا له وذهبوا خلف إنسان عدوّ، فعاد كل ذلك على الأب بالحزن على أبنائه ومنهم، فوق شماتة عدوّه فيه بخطف ابنه منه..

فإذ هزم العدو وعزله، بقي له كيف يصالح أبنائه.. فهم خائفون وخجلون من ناحيتهم، وهو غاضب منهم بحق وحزين بنفس القدر على ما لحقهم من ابتعادهم عنه ومن جراء استعباد العدو..

كيف يُجري البشر شفاعتهم هنا؟

الشفاعة تجري على ثلاثة أوجه:

 & فريق يذهب للأبناء ويعيد لهم ثقتهم في محبة أبيهم،

ويزيد فيزينهم ويضعهم في الصورة التي يريدها الأب لهم ولا يقل لهم دونها..

فيصرفوا بذلك عن عيون الأب صورة إتلاف العدو لهم التي تغضبه في ذاتها وتغضبه من أبنائه لعصيانهم تحذيره لهم،

ويزيلون من الأبناء دواعي قلقهم من أبيهم..

& وفريق يُحاصر الأب بكلمات الحكمة، فيكرر أمامه تكلفة إنقاذ الأبناء، وكيف انهم كانوا فصاروا ليس من الحكمة إهدار كل ذلك، كم أنه ليس من الحكمة أن يشمت العدو بعد هزيمته ببقائهم بعيداً عن حضن أبيهم..

& وفريق يشحذ محبة الأب نفسه لأبنائه..

% سأصوّرها بكلمات دارجة:

"البس حلو يا حبيبي القميص اللي بابا جابهولك وشوف نفسك كدة في المراية.. ياااه دا انت حلو قوي وهتجعب بابا وهينسى اللي عملته.. دا هو فرحان جداً إنك رجعت بالسلامة.. لما هو أصلاً اللي بعت اللي خيلصوك ودفع تمن غالي قوي"/

"يعني معقول يا كبير تتعب التعب دا كله ولما تخلصهم ترميهم؟ يهون عليك تعبك وتعب اللي حواليك في استرجاعهم؟ طب دا حتى العدوين لو ماشتموش في خطفهم يشتمتوا في رميهم.. يبقى ولا كأنك عملت حاجة كدة"،

"لا يا جماعة دا الريّس مايهونش عليه.. هو بيحبهم ومش مستنيكم تشفعوا لهم دول ولاده برضه ماتنسوش"..

كل ما سبق عرضه في هذا المثل المألوف جمعه عمل الشفاعة من الثالوث بسمته الثالوثيّ:

ماذا فعل الثالوث؟

الآب طلب أصلاً أن يُشفَع لديه عن مختاريه الذين عصوا وبقف أمامه في الثغر،

+فأرسل حكمته لفدائهم فصار بفدائه شفييعاً يُعزِّي الآب ويملؤه فرحا بفدائه لأبنائه عوض خزنه على فقدانهم سابقاً وشماتة العدو فيهم..

++ وأرسل روحه لتزيينهم وتشجيعهم وتكملة هيئتهم صورة وصوتاً بحسب مسرّته..

+++ وليس كل ذلك لأنه ينتظر من يطلب ويشفع عنهم فيقبل ويرضى إكراماً للطالب الشافع ، فحسَب، ولكن لأنه قبل تقديم الشفاعة فإن "الآب نفسه يحبنا".. وإلا فكيف به أنه لم يشفق على ابن محبته حتى أرسله فادياً بدم نفسه ليعود له شفيعاً عنا لديه، فيرسل بالتالي روحه شفيعاً عنا فينا، لم كان هذا إلا لأنه يريد خلاصنا كأنه يشفع من ذاته لذاته فينا؟!

 

وبعدُ، كان هذا مثلاً شارحاً، يُظهر كيف جمع الثالوث كل عمل الشفاعة بعمله الثالوثيّ كحال كل أعماله!!!

وهكذا أحاطتنا شفاعة الثالوث كاملةً متكاملةً،،،

 

وإذ كانت البداية جامعة هكذا للمعنى كله، وبمثل بسيط، يمكن الآن الدخول في التفاصيل دون تعثّر:

 

+ شفاعة الابن أسسها بصليبه، وهي رأس الشفاعات البشريّة! تُقيمها إذاً ولا تنقضها [x]..

^ قصدها الغفران (شفاعة غفرانيّة من حيث قصدها)؛

^^ ووسيلة تقديمه لها أنه قدَّم الصليب وسبقه بدموع وطلبات على رصيد الدم النازف والصليب المحمول والمرفوع عليه أخيراً..

ولذلك صار الابن معزياً ("باراكليت") ناجح التزعية لدى الآب، ومن ثمَّ شفيعاً لنا صارفاً لحزن الآب من أجلنا وغضبه علينا..

هذا لا يُعني أن الآب سادياً، حاشا، بل يُعني تمام العكس: أنه قدوس غاضب من الخطيّة ومن الخطاة إ ل خطيّة بغير خطاة، ومُحب مشفق علينا من فعلها فينا.. وليفهم المعاندون أو المتبعون لشروح فاشلة..

 

+ وشفاعة الروح القدس يصحّ تسميتها "شفاعة تعضيدية" لمواصلة طريقهم نحو التمتع بالغفران، أى أن الروح  يكمل نقائص من يشفع فيهم من مختاري الآب المفديّين بدم صليب الابن، ويسعى لإقالة العاثرين فيهم من عثراتهم، ويعضِّد جهادهم، ويُجمِِّل قبائحهم بزينته ويتكلم بما لا يستطيعون النطق به أمام الآب مما يلزم قوله في الصلاة، فيرى الآب "اهتمام" روجه القدوس في مختاريه، ويسمع أنّاته فيهم، فيقبل اهتمام تعضيده (أي شفاعته)..

وجذر كلمتي "الشفاعة" الواردتين في رومية 8 (عددي 26 و27) هي كلمة "تنخاي" أي منفعة..

فالروح بمقتضى الكلمة الأولى يسعى بطاقة فائقة "هايبر" لكي يقيل الفاشل الفاقد لمنفعته،

وفي الثانية يعلم الآب "اهتمام" (الأصح في الترجمة هو "سعي") روحه القدوس والذي هو (أي سعْي الروح) بحسب ذات مشيئة الآب..

^ فغرض شفاعة الروح هى "التبنِّي للآب"، الوجه اللصيق بـ"غفران الخطايا"، فإذاّ شفاعة الروح هو ذا غرض شفاعة الابن وإن نُظَرَ إليها من وجهين..

^^ ووسلة شفاعة الروح هو:

= "الصراخ" معنا لترتفع صلواتنا للآب بدرجة الصوت ونبرته الكافية الجديرة بمسامع الآب،

= والنطق بأنّات لا نعرف نحن أن ننطق بها لتكتمل صلواتنا في أذن الآب كما يحب سماعها، وكما ينبغي أن تكون، أي بدالّة البنين الحميمة، فيضيف الروح ما لا نجسر نحن أن نقوله أو لا نعرفه بعدُ،

!!! إذاً الروح يقول مع ما نقول، ويقول فوق ما نقول حين لا نعرف كيف وماذا نقول،

فإذاً بعدما يصيّرنا أبناء يشفع في ضعف أصواتنا برفعها، ويحفظنا في حال خطاب البنوّة حين لا نعرف ما نخاطب الآب به كأبناء فيتكلّم روح الآب بدلاً عنّا، وهل أكمل من هذه شافعة؟

 

+ نأتي للعجيب الذي هو جُدُداً من عتقاء.. جُدُد الاكتشافات والتعابير من عُتقاء الشواهد الكتابيّة..

شفاعة الآب التي هي مصدر كل شفاعة، وإن كان الكلام عنها مقلقاً، ذلك  لأن أحداً لم يعتد على سماع الكلام عنها..

وشفاعة الآب ثابتة على كل وجه ومن كل مُقارَبَة:

^ شفاعة الآب هي مصدر الشفاعات:

فهي الأصل (المصدر الأعلى ) في شفاعة الابن والروح القدس ذاتيهما،

ولا عجب فـالآب هو الأصل الذي يصدر عنه ابنه كلمته، وروح قدسه، فكل ما لهما فهو من الآب بمُقتَضَى الطبيعة الإلهيّة..

فشفاعة الآب ليست فقط هي شفاعة بل "مصدر الشفاعة"

^^ شفاعة الآب هي قمّة الشفاعات:

وماذا يكون من أرسل الشفيعين الأعظم: "الابن والروح القس"، إلا أن يكون هو نفسه شفيعاً لمن يطلب أن يقبل شفاعة عنهم من نفسه، حتى انه يرسل من لا يمكن رفضه لشفاعتهما!!! أليست هذه قمّة الشفاعة؟

الآب أرسل ابنه الوحيد الذي هو واحد معه وابن محبته، ليشفع له عن مختاريه، وأرسل الروح ليعزيهم ويشفع فيهم بتكميله لضعفاتهم، فواحد يشفع بإزحة غضب الآب وصرف حزنه، والآخر يشفع بتجميل المشفوع عنهم، والآب أرسل من لا يمكن رفض شفاعتهما لديه بمقتضى الطبيعةالإلهيّة، ليس إلا أنه يطلب قبول الشفاعة قبل إرسالها، وهذه شفاعة ذاتيّة عجيبة:

^^^ شفاعة الآب شفاعة ذاتيّة: شفاعة حب:

في إعلان الابن نفسه عن مشيئة الآب ومحبته كل الإيضاح الرهيب:

حين أعلن الابن رضا الآب بتعبير لا يجسر احد على قوله لوا ان الابن ذاته قد أعلنه، حين قال إنه لا يطلب من "أجل تلاميذه" لأن الآب نفسه يحبهم!!!

هل يُعني هذا أن شفاعة الابن لم يعد لها حاجة؟ أو أن الابن لن يعود للشفاعة من أجلنا؟

حاشا وكلا، ولكن المعنى الذي ينفيه الرب هو أن الآب ليس أنه يقبل ويستجيب من حيث أنه يتغاضى عن غضبه فقط كرامة لشفاعة الابن، بل أنه وإذ يشفع الابن فينا، فالآب بدوره راضٍ مُحِبّ يقبل الشفاعة من موضع السرور بها وبمن يشفع فيهم الابن..

ينفي الابن أن الآب يقبل الطلبات ويجيب الأسئلة لمجرد شفاعة الابن كأنما هو بغير شفاعة من ذاته لاجلنا، ينفي الرب هذا الفهم الخاطئ ليثبت بدلاً منه المعنى الخطير الذي هو أن "الآب نفسه يحبكم"..

المعنى الكامل لقول الرب إذاً أن الابن يشفع والآب يحب للابن أن يشفع لأنه يحب من يشفع فيهم الابن: "الآب نفسه يحبكم"!!!

ويتبع قولَ الرب التصويرُ البولسيّ البديع لذات معنى وجود كل مشاعر الشفاعة رأساً لدى الآب، فهو يصوِّر الآب مرسلاً روحه لكي يشفع في مختاريه:

" ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ الـلهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً يَا أَبَا الآب  ... و ... الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ الـله يَشْفَعُ فِي  الْقِدِّيسِينَ" (غلاطية4: 6؛ رو8: 26)

وذات الحب الشافع الطالب للشفاعة من تلقاء نفسه يظهر في الصوت النبويّ في العهد القديم بقلم حزقيال النبيّ على لسان الرب القائل:

"وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَارًا وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا، فَلَمْ أَجِدْ" (حزقيال22: 30)

 

@@ والآن مع تخليص جامع للشفاعةالإلهيّة الثالوثيّة عن البشر:

 الآب مصدر شفاعته لدى ذاته، ولا عجب إذ هكذا حال الحب، والآب محبة!

وللتواصل الأكمل مع من شفعت لهم محبته لديه، فإن الآب قد شفع في البشر بإرسال شفيعين هم كلمته وروحه ولا أشفع منهما ولا أحبّ من هذا العمل،

فبحقّ ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يشفع بنفسه ويرسل الشفعاء المقبولي الشفاعة عنده؛

وعمل الابن والروح في ناحيتي المشكلة، فالابن يشفع بعمل التزعية لدى الآب: "لنا باراكليت عند الآب"،

وأما الروح فهو يشفع من حيث استقرّ بالحلول على البشر ليكمل نقصهم لدى الآب فيرفع صوت صلواتهم ويثيرها بأنّات لا يقدرون على النطق بها إذ لا يعملون ما يصلّون لأجله.. فالابن يفرِّح الآب بفدائه للمختارين، والروح يزيّنهم..

@@@ بعبارة مُلخَّصَة:

الآب يطلب شفاعة لنفسه حتى يقبل وإذ لا يُوجَد شفعاء فإنه يرسل ابن محبته وروحه القدوس ليشفعا له..

الابن يشفع بتقديم ثمن الفداء الغالي، ولا أغلى، على قلب الآب..

الروح يشفع بتزيين المشفوع عنهم وتكميل طلبتهم وإزالة الصورة المسببة لغضب الآب وحزنه..

 

 

 

مُلحَق، "بالمرّة"، لشرح شفاعة الأبرار:

المسيحيّ شفيعاً !

 

بعد شرح كيف أن المسيح شفيعاً، يكمل الشرح بالنظر في كيف أن المسيحيّ شفيعاً..

 

وشرحه قريب وبسيط ويلزم تخلية الذهن من سابق الشروح والجدليات الفاشلة:

اسمعوا وعوا، أنتم تهتمون وتضطربون بشروح كثيرة، والحاجة إلى سطر واحد:-

ألا يحيا المسيح فينا؟ ألا يتصوَّر في مُختاريه؟ أليس هو شفيعاً؟ إذاً فبالضرورة يُلهِب قلوبهم بغيرة الشفاعة من أجل الساقطين والضعفاء!!!!

 

سطر واحد كفى وشفى ووفَّى..

وبعدُ فقد كان هذا هو المدخل النافذ لقلب كل عناصر الإيمان المسيحيّ (أنّ المسيح يحيا فينا)، والذي هو رأس الإنجيل كله،

-        هذا ما يتوه عنه رافضو الشفاعة فينكرون دون دراية رأس الإنجيل كله L..

-        وهو عينه ما يتوه عنه "المدافعون" عن الشفاعة فيفصلون بين شفاعة المسيح وشفاعة الأبرار بينما في تواصلها العلّة الوحيدة والإثبات الرئيس لها، فوق ما بالشروح الرائجة من مشاكل مثل القول، الشائع كثيراً والخاطئ ليس بقليل، إن شفاعة المسيح "كفاريّة" وصحة قصدهم: "غفرانيّة"، مع إنكارهم دون انتباه لحقيقة تانّس المسيح حين يثبتون تقسيمهم بين شفاعة المسيح وشفاعة الأبرار بإنكار "التوسّل" عن شفاعة المسيح..

-        وأمّا تطوّر "العراك" إلى شفاعة المنتقلين، فأظن شفاعتهم، لاسيّما بعد هذه المُقارَبَة، لم تعد ذات موضع جدل، فالجميع عنده أحياء، وإذ أن الرب كان أصل عمل الشفاعة في الإنسان الحيّ في الجسد فبالأولى هو كذلك والجميع عنده أحياء وروحه القدوس، روح الشفاعة والمعونة، مسوع لديهم مُلهباً قلوبهم تجاه إخوتهم على الأرض..

 

سطر واحد حين تاهوا عنه تاه منهم رأس الإنجيل فيهم، وكفى طالبي الفهم،

ومازاد على ذلك فهو من تسلية الشغوفين بالمنطقة والفذلكة، ونفعذلك لقليل ولا ضير منه، وها بعضاً منه:

 

 

مبدأ المعنى في الشفاعة [xi]

 

فالآن بعد  تفصيل عمل الأقانيم في الشفاعة، وإثبات دور الإنسان المؤمن فيها من حيث عمل المسيح فيه،  يلذّ التسلِّي بتبسيط شرح رأس معناها..

فبكل بساطة المنطق اللغويّ يتفصَّل معنى الشفاعة من حيث المبدأ لحيثيّتين تُوجَدان معاً بالضرورة في أي عمل واحد للشفاعة:

الشفاعة، أي شفاعة وكل شفاعة، لها غرض (1)، ولها طريقة (2)..

فإن نظر الواحد في شرح الشفاعة فلا عليه إلا أن يبدأ بالإجابة على السؤالين: ما غرض الشفاعة المعنيّة في شرحه،

وكيف قُدِّمَت؟

 

 

التطبيق المسيحيّ للشفاعة

 

إذاً يسهل الآن الاستزادة في تفصيل شرح عمل الشفاعة في الإيمان المسيحيّ، بمقياس المنطق البسيط السابق عرضه:

 

 المسيح أولاً رأساً ومؤسٍّساً

 

+ وفي الإيمان المسيحيّ فللشفاعة قصد أعظم واحد هو الخلاص الأبديّ لمن يشفع الواحد له، وبالضرورة اللازمة في حال سكان العالم فالقصد يعبر بطلبة غفران الخطيّة التي بدونها لا خلاص للخظاة)

++ ولها طريقة واحدة وهي التوسل للآب تأسيساً على صليب ابنه وعلى رفع الصلاة عبر الروح القدس..

والتطبيق يبتدئ بالرب نفسه في أيام جسده إذ قدَّم بدموع وصراخ طلبات للقادر أن يخلِّصه.. هنا كان الابن الوحيد يقدم نموذج الشفاعة الأمثل، النموذج الرأس، ومراجعته على كل نقاط الشرح حتى الآن تظهر شموله لها تمام الشمول..

 فها الابن يبدأ بالتشفّع بغرض الخلاص مقدماً عن نفسه أولاً، كرأس لإيماننا ومنفذ للجسد كله من جحيم العالم ورئيس العالم، مقدماً عن نفسه من ثَمَّ طلبة الخلاص من الصليب، ليس بمعنى تحاشيه بل بمعنى الخلاص من نتائج الموت التي تردَّى لها البشر سابقاً، حتى إذا نزل إلى اجليم من قِبَل الصليب وقهره وقام منتصراً ناصراً أتباعه، فيكون ذلك قد تأسَّس عبر الطريق الجديد الحيّ الذي شرعه لكل المختارين أن يخلصوا به إذ لا خلاص بغير، وهذا يبتدئ بطلبة رضا الآب ومعونته..

 

تقسيم الشفاعة تقسيم بين المسيح وبين المؤمنين به!!

 

إذاً فلا تقسيم في الشفاعة بناء على حيثيتيها من حيث طريقتها ومن حيث غرضها؛ فالشفاعة الواحدة تجمع كل حيثيّاتها في آن: هي توسليّة وهي ذاتها غفرانيّة، إن كانت شفاعة المسيح رأس الشفاعة أَم كانت شفاعة المؤمنين بعضهم تجاه بعض بفعل عمل المسيح الشفيع فيهم؛ وأما التمييز الصحيح بين شقاعة وشفاعة فهو تمييز ليس في خامة الشفاعة ذاتها بل في دور الشفيع ودرجته: المسيح أولاً صاحب رصيد تفعيل الشفاعة ومقبوليّتها لدى الآب من حيث المبدأ، وبعده المؤمنين بقدر ما يتصوّر الرب فيهم وتعمل قوة محبته..

 

التوسّل هو وسيلة الشفاعة الجادة وليس نوعها، والغفران هو غرض الشفاعة المسيحيّة الأعلى  وليس نوعاً خصوصيّاً فيها دون غيره.. والرب تتمثلهذه المعاني كلها في شفاعته: ألم يقدم شفاعته للآب بقصد الغفران؟ وإذ قدّمها ، في أيام جسده، ألم يقدمها بتضرعات وطلبات ودموع كأعلى درجات التوسّل؟؟!!

عين هذه الشفاعة يلهب قلوب المؤمنين المتصوِّر المسي فيهم، فإذ هو شفيع فماذا يُطّن أنه يعمل في قلوب المؤمنين به؟ هل يعمل مسيحاً شفيعاً خاجرهم ويغيِّر عمله في قلوبهم؟ حشا..

 

الرب هو الرأس وهو دافع الرصيد وان المؤمنين به يأخذون منه بضمانه ويعكسون صورته ولهم الفكر الذي له بحلوله بالإيمان في قلوبهم فكما هو شفيع ساكن في قلوبهم فهم لهم قلوب الشُفعاء، وإلا كان سكنى الرب في مختاريه باطلاً بلا ثمر ولا ظهور لصورته فيهم، حاشا!!

وهكذا فلا "أرثوذكسيّ" يقلق ولا "بروتستانتيّ" يحتد ولا مسيحيّ أياً كان تصنيفه يعاند..

 

 

الساديّة لا مكان لها في الشفاعة المسيحيّة

 

وخطأ جانبيّ يظهر من بعض الاتجاهات الجديدة التي تروج لدى ضعاف العقول وقلقي النفوس..

إذ يفهم البعض خطئاً أن تقديم الابن الشفاعة للآب تُعني أن الآب، حاشا ثم حاشا، له مشاعر ساديّة لا ترضى إلا بالدم والذبائح وتكرار التوسّل، ولكن الصحيح أن الشفاعة هي عمل يعمل فيه الثالوث جميعاً، ليس أن الآب يحنق دون ترضية لنفسه، بل أن سقوط الإنسان يحزن قلبه الآبويّ فيعمل الابن والروح القدس بمشيئة الآب لاسترداد الإنسان وصرف أسباب غضب الآب التي هي ذات أسباب غضبيهما، أليس الغضب إلا وجهاً من أوجه المحبة ومن ذا الذي لا يغضب حين يسقط محبوبوه ويبتلعهم عدو فبفقد معيّتهم ويفقد لذّاته معهم بسقوطهم؟!

 

كان هذا  رأس الشرخ الكفيل بترتيب الأفكار والتعابير المتداخلة لاسيما من الشروح الدفاعية المتهورة من بعض الفُرقاء.. وإذ

ترتّبت رؤوس المعنى يسهل النظر لعمل الأقانيم في الشفاعة، ويمكن من هنا العودة للقراءة الثانية للشرح المختصر وإن طال قليلاً!

 

وبإذن ربنا يتم تجهيز مواضيع صوتيّة ومكتوبة تناقش بالتفصيل هذا الموضوع، الذي بكتسب شغفاً كبيراً من كثيرين..

 

 

 

نظرة في شاهد رسالة يوحنا: "لنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار": [xii]

 

الكلمة المُترجَمَة "شفيع" أصلها "باراكليت، ومعناها المباشر هو (المُعزِّي)،

وهي أصل كل الكلمات التي ظهرت ترجماتها بكلمة عزاء" في فصل "الثالوث المُعزِّي" في هذه الورقة..

ولاستعمال هذه الكلمة الأثيرة بحسب ما وظّفها يوحنا، تفسير تأمليّ ّجديد هنا..

باراكليت مترجمة بدقة "معزِّي"، والمُعزِّي هو من يقوم بتطييب الخاطر للمحزون أو الغاضب!

هنا تقوم علاقة تقابليّة بين عمل الشفاعة وعمل العزاء.. المعزِّي يهدِّئ من حزن الحزين او غضب الغاضب، بينما الشفيع يحامي لدى صاحب الحقّ عمّن أحزنه أو أغضبه..

والمسيح مدعو "باراكليت" (المُترجَمَة "شفيع") في رسالة يوحنا الأولى..

فكيف يكون المُعزي شفيعاً؟

ببساطة: حين يكون الوسيط بين صاحب الحق وبين المدين محباً لكليهما عاملاً على مصالحتهما فإن تعزيته لصاحب الحق هي شفاعة ضمنيّة نيابةً عن المدين..

ولأن الابن كان "باراكليت" له كل الكفاءة لدى لآب فقد صار عنا شفيعاً حتى أرسل الآب روحه لتعزيتنا نحنُ وتلك هي الثمرة العُظمى لتعزية الابن للآب أن الآب والابن جميعاً أرسلا روحهما ليعزينا!!!

 

-        ويبقى أن المترجم البيروتي تحاشى الترجمة الدقيقة المباشرة، ربما لقلقه من تسمية المسيح معزياً كمعنى غير مألوف في حدود المحفوظات، فنحا نحو ترجمة تفسيريّة غير ذا تفسير مباشر حتى، فأضاع خط سير المعنى الإلهيّ الخطير كله..

-        وإن لم يكن قد أورد كلاماً خاطئاً في ذاته فإنما لم يتبرأ من خطأ جديد في الترجمة..

 

 

الثالوث موضوع رجاء المؤمنين

الآب

الابن

الروح القدس

 

أَنْتُمُ الَّذِينَ تُؤْمِنُونَ بِالـله الَذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَافِي الـله

(1 بطرس 1 : 21)

 

وَأَيْضاً يَقُولُ إِشَعْيَاءُ سَيَكُونُ أَصْلُ يَسَّى وَالْقَائِمُ لِيَسُودَ عَلَى  لأُمَمِ عَلَيْهِ سَيَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ (روميه 15 : 12)

 

 

وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ  للهِ قَدِ  نْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا (روميه 15 : 5)

 

وَلْيَمْلأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي  لرَّجَاءِ بِقُوَّةِ  الرُّوحِ الْقُدُسِ

(روميه 15 : 13)

 

 

الثالوث وقيامة البشر

الآب

الابن

الروح القدس

 

الآب يقيم الأموات

(يوحنا 5 : 21)

 

الذى أقام المسيح من الأموات سيحيى اجسادكم المائتة

(رومية8: 11)

 

كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء

(يوحنا 5 : 21)

 

أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا

(يوحنا11: 25)

 

تأتى ساعة وهى الآن حين يسمع الذين فى القبور صوت ابن الـله والسامعون يحيون

(يوحنا5: 25)

 

 

الذى أقام المسيح من الأموات سيحيى اجسادكم المائتة بروحه الساكن فيكم

(رومية 8 : 11)

 

معيّة[xiii] الثالوث

الآب

الابن

الروح القدس

 

وأما شركتنا نحن فهى مع الآب

(1يوحنا1: 3)

 

 

ومع ابنه يسوع المسيح

(1يوحنا1: 3)

 

شركة الروح القدس مع جميعكم

(2 كورنثوس 13 : 14)

 

 

الثالوث وتعيين الخُدام  ودعوتهم

الآب

الابن

الروح القدس

 

بولس رسولاً لا من الناس ولا بإنسان بل بيسوع المسيح والـله الآب

(غلاطية 1 : 1)

 

سر الـله الذى أفرزنى من بطن أمى ودعانى بنعمته أن يعلن إبنه فى

(غلاطية1: 15 - 16)

 

 

ليس أنتم إخترتمونى بل أنا إخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر

(يوحنا 15 : 16)

 

أيها الرب العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الإثنين أيا اخترته

(أعمال1: 24)

 

 

قال الروح القدس أفرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه

(أعمال13: 2)

 

احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة

(أعمال20: 28)

 

 الثالوث قائم في وسط الكنيسة ومعها

الآب

الابن

الروح القدس

 

إن كان الـله معنا فمن علينا

(رومية8:  31)

 

 

يدعون اسمه عمانوئيل أى الـله معنا

(متى1: 23) و(إشعياء7: 14)

 

ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر

(متى28: 20)

 

روحى قائم فى وسطكم

(حجى2: 5)

 

عشرة المؤمنين مع الثالوث فى الآبدية السعيدة

الآب

الابن

الروح القدس

 

يمسح الـله كل دمعة من عيونهم

(رؤيا7: 17)

 

الرب الإله القادر على كل شئ هو هيكلها

(رؤيا21: 22)

 

مجد الـله قد انارها

(رؤيا21: 23)

 

 

هكذا نكون كل حين مع الرب

(1 تسالونيكى4: 7)

 

الخروف الذى فى وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية

(رؤيا7: 17)

 

وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا يمكث معكم إلى الآبد

(يوحنا14: 16)

 

الثالوث مُخلِّص لإنسان

الآب

الابن

الروح القدس

 

ولكن جين ظهر لطف مخلصنا الـله وإحسانه لا بأعمالٍ في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذى سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا

(تيطس3: 4-6)

 

 

 

ولكن جين ظهر لطف مخلصنا الـله وإحسانه لا بأعمالٍ في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذى سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا

(تيطس3: 4-6)

 

 

ولكن جين ظهر لطف مخلصنا الـله وإحسانه لا بأعمالٍ في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذى سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا

(تيطس3: 4-6)

 

 

هذا الشاهد الواحد يجمع نسبة الخلاص للأقانيم الثلاثة مفصَلاً!!!

كلمة "الـله" تشير كعادة الاصطلاح للآب..

والآب خلَّصنا بالابن (مثلما خلقنا بالابن)..

والابن فعَّل خلاصه فينا بتأهيلنا لفدائه بسكب الروح القدس..

 

ويلذّ هنا للمفسِّر أن ينظر لـ"بنية الإضافة" Genitive في المكتوب: "تجديد الروح القدس"،

فهي تحمل قابلة للإفادة بكل "أوجه الإضافة":

أن الروح هو الفاعل في التجديد، أو أنه واسطة التجديد بعلالآب او بفعل الابن المرتبطين صريحاً في الشاهد بـ"تجديد الروح القدس"..

ولا أروع!!!

 

وقد جاء "الخلاص" في ختام ترتيب الأعمال الإلهيّة المرصودة شواهدها في هذه الورقة لأن كلمة الخلاص هي الكلمة الشاملة التي تندرج فيها كل أعمال الرب الإله من أجل الإنسان: فالخلق الجديد هو خلاص من الخليقة العتيقة والقيامة هي خلاص من الموت والفداء خلاص من الأسر والتبرير خلاص من الدينونة والكفارة خلاص من قبح الخطية وفضيحتها (يكفر = يغطي أي يستر) وهكذا بنفس القياس تُفهَم كل مصطلحات الكتاب اللاهوتية.. بل حتى الخليقة الأولى بفهم فلسفي تندرج في مضمار كلمة الخلاص باعتبار عمل الخلق الأول هو خلاص للإنسان من العدم وخلاص لماتدة خلقته الجسدية أي التراب من الفساد (الفساد = الانحلال والبطل وفقدان الصلاحية).. إذن فبالجملة فإن الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس هو مخلصنا بجملة عمل الخلاص من كل أوجهه..

 

 

 

 

 

 

العامود الرابع !!!

 

     وبعدُ، فهذا كلّه معدود من عديد! كان بقدر الإمكان، في ضغط العجالة، تجميعاً لأبرز أوجه ما في الكثير من معية بحسب ما جاء في الكتاب المقدس..

     لقد جاز البحث واجتاز وحصد عشرات الأعمال الإلهيّة، ولم يحصِّل الكمال ولا تمام الرصدُ ولا اقترب منه بعدُ، وبقدر ما يقرأ المتابع للفكرة قراءة الباحث فهو حقيق بأن يحصد المزيد من الشواهد للأعمال السالفة، بل ويحصد أعمالاً أكثر يزيد بها الجدول شواهد وصفوفاً.. ويزيده عاموداً أيضًاً !!!!!

 

     نعم! تزيد الأعمدة عاموداً J فإن من يطمح في زيادة عدد الأعمدة له ذلك على كل حال!!!

أي عامود هذا بجوار الثالوث؟ هناك عامود رابع، يخص الإنسان!!

يقول واحد: وهل صار المؤمنون من البشر مهما بلغوا من برّ أبناءً مماثلين للابن الوحيد ومُساوين له هكذا؟ فما الفرق؟!

& والإجابة:

نعم مماثلين، ولا غير مُساوين وضمانات دقة المعنى بين اليمين والشمال مجموعة في كلمة النعمة.. فبثقة ضمان المكتوب الذي لا يمكن أن يُنقَض يمكن إضافة العامود الرابع  ولكن بشروط:

 

+ أولاً، لا يمكن إضافة العامود الرابع إلا بعد تغيير عنوان المقال إلى "مرافقة الإنسان بالنعمة للثالوث".. وتحت هذا العنوان فقط، وبضمان "النعمة" التي تُظهر من ناحية غنى ما أخذه الإنسان، ومن ناحية مقابلة وملازمة الفروق بين الإنسان وبين الابن الوحيد.. فقط بضمان النعمة يمكن بل ينبغي إضافة العامود الرابع..

 

++ وثانياً يلزم فهم مرامي دلالات كلمة النعمة هنا، والتي تُعني ضمناً ثلاثة فروق بين الإنسان وبين خالقه:

1)     أن الإنسان مدين والرب دائن الإنسان آخذ والرب مُعطي، ولا يمن للآخذ أن يتساوى مع المانح له النعمة..

2)     أن الإنسان لا يضمن للرب شيئاً ولا يضمن حتى لنفسه، والرب هو الضامن لديمومة بقاء النعمة مع من أخذها من الرب..

3)     أن الإنسان يأخذ بقدر طاقته والرب هو الملء والمالئ جميعاً ولا ينفد مَعينه..

وبالمقابِل تفيد النعمة أيضاً:

·         أن الإنسان يأخذ من الـله ليس شيئاً منفصلاً عن ذاته بل يأخذ من ذات محبته ومن ذات قداسته إذ افتداه بنفسه وغذّاه بجسده ورواه بدمه وملأه بروحه..

 

+++ وثالثاً يجدر التوقّف مع هذين المثالين:

المثال الشارح الأول هنا هو مثال فقير نزل الغنيّ له ليعيش فقيراً مثله ويتودد له ويكتسب ثقته وارتياحه، حتى إذا أتم ذلك أخذه معه لقصره المُنيف وأعطاه أن ياكل من أكله ويلبس من ملابسه وينفق من ثروته فصار له ذات ما للغنيّ خلا أنه مدين له وأنه لا ضمن لنفسه شيئاً بل ضامنه هو الغنيّ، وإذا امتلأ لتمامه فما للغنيّ لا ينفد بعدُ.. هذا أقرب مثال يجمع الفروق والتماثل بين مختاري الـله وبين الابن الوحيد..

 

ومعه مثال تعلمه لنا الطبيعة عينها! مثال الشمس والقمر!؟؟!

النور الذي للقمر ليس نورها بل هو نور الشمس مشعّاً من الشمس عليها ومنعكساً منها للناس..

ومع كون النور ليس غير نور الشمس ولكنه ليس بقوة النور النابع من الشمسرأساً لأنه ينعكس من قمر بينه وبين الشمس ثلاثة فروق، هي عين الفروق المشروحة في حال مختاري الرب من البشر إزاءه: فالقمر آخذ والشمس مانحة، والقمر يعكس بقدر طاقته وجودة سطحه والشمس لا ينفد نورها (نسبيّاً في حدود التمثيل بالمثل)، ثم الفارق الثالث المثير: القمصر لا يضمن ديمومة إشعاع النور عليه لنفسه بل الضمان هو في مواجهته للشمس، حتى إذا غاب عن النظر للشمس ونظر للأرض أعتم، وما أبلغ ذلك بتمثيل حال الإنسان مع الرب..

 

يتوفّر إذاً مثالان يجمعان إثبات أن الإنسان لم ينل شيئاً أقل من ذات الرب، ولكن هذا لا يُعني أنه يساويه، حاشا.. فلا حاجة لإثبات الفارق بين الإنان وبين الرب الإله بالتحايل وتصنّع تقليل قيمة عطية الرب وتغريبها عن ذاته من ناحية، ولا مسوِّغ لنسيان الفروق بين الإنسان وبين الرب من حيث أنه أخذ نعمة من ذات الرب وليست عطايا غريبة عنه..

المعنى مجموع من طرفيه بدقّة بلا مبرِّر للمبالغة في الفهم يميناً أو قلق وتحايل عليه شمالاً..

 

فالآن والآن فقط يمكن بل ينبغي إضافة العمود الرابع حتى لا يكون كلامنا عن الثالوث في ذاته بطريقة "دع الـله في سمائه"، وإنما يُتَرجَم كل الكلام عن الثالوث إلى الغرض من إعلانه، وأي غرضٍ هو إلا إتمام مشيئة الرب الإله بالاتصال بالبشر وإعادتهم لتمتعهم بالتماثل بطبيعته (أي صفاته) وصورته.. وهذا موضوع مقال "معيّة الإنسان بالنعمة مع الثالوث"..

 

 

 

 

السؤال الصعب المتواري:

ما الفارق، وما دليله، بين المؤمنين وبين الرب الإله حين يشتركون في ذات العمل؟

 

شرح وجدته مكتوباً في ثنايا فقرات العمل متداخلاً مع نفس هذه الفقرة،

وإذ استحسنت بساطة لغته فأني استسمح في إثباته كما هو على ما به من بعض التكرار

 

إذا كانت معيّة الآب والابن والروح القدس في كل عمل تقوم كبرهان على وحدتهم ومساواتهم،

فبذات المنطق:

ألا يكون الإنسان العامل في ذات الأعمال مساوياً ومتحداً مع الآب والابن والروح القدس بذات طبيعة اتحادهم معاً؟!

وإذا كان نفس منطق هذه الحجة لا ينطبق على مساواة الإنسان مع أقانيم الرب الإله رغم مساهمته مع الثالوث في نفس الأعمال،

ألا يكون هذا برهاناً عكسيّاً على فشل نفس الحجّة في إثبات اتحاد ومساواة الأب والابن والروح القدس، حاشا؟1

 

السؤال خطير يدور في خلفيّة الشارحين على كل فرقائهم:

-          فأما التقليديّين فإنهم يقلقون ابتداءً من البحث في أيّة صلة "كيانيّة" بين الإنسان وبين الرب، بهواجس مسبقة أن هكذا صلة تُعيب الرب وتقلِّل ن كرامته، وعلى هذا السؤال لا يظهر لهم أساساً،ولكن على حساب من ينكرون كرم الرب بقصد إكرامه!!

-          وأما المفرطين في المستيكيّات فيحومون حول السؤال ولا يواجهونه صريحاً وأولئك يستسهلون احتقار المنطق والشرح النظريّ حين يُعييهم!!

-          وبقيّة الشارحون يخترعون أيّة شروح لا تنضبظ منطقيّاً يستر عليهم تيه المتابعين بين الأفكار!!

 

ويبقى السؤال عثرة نظريّة بلا مواجهة جديرة بخطورته..

ولعلّي بنعمة الرب أقدِّم الحل هنا صريحا،ً وضيحاً، أرجوه فصيحاً،

وقد سبق بالفعل مجاوبة بعض غير المؤمنين به على مسامع المؤمنين المتابعين،

فكانت نتيجته مريحة لكل الأُمَناء:

 

أ‌)         ليس لمجرد المعيّة في كل عمل إلهيّ كان الدليل الوحيد على وحدانية ومساواة الآب والابن والروح القدس، بل العكس هو الصحيح: فإذ كان ثابتاً قبلاً من كل طريق كتابيّ وحدانيّة مساواة الآب والابن والروح القدس كما يكون أمر الشخص مع كلمته وروحه، فمن ثَمَّ جاء فحص قارئ الكتاب لمعيّة الثالوث في كل الأعمال الإلهيّة هو من باب استقصاء النتائج الضروريّة ما قد تحقق قبلاً.. إثبات الأمر بتحقق نتائجه الضروريّة وليس من باب أن النتيجة تثبت السبب.. إن اشتراك الثالوث في كل عمل كان نتيجة ضروريّة للابتداء بحقيقة أنهم واحد ومتساوون في وحدانيّتهم معا!!!

 

ب‌)      على أن هذه "النتيجة" هنا لها خصوصيّة تجعلها دليلاً مزيداً لسببها!!! فليس لمجرد أن أعمال الرب الله تُنسَب للابن والروح مع الآب كـ"نتيجة" ضروريّة لوحدانيتهم ومساواتهم، ليس لمجرد "نسبة" الأعمال عيها للثالوث جميعاً قام البرهان الكافي على أن الابن والروح مساويان للآب وواحد معه، بل لأن هذه الأعمال الإلهيّة المنسوبة للثالوث جاءت نسبتها الخطيرة هذه حرّة من أي تنويه لازم يفيد بنقصان الواحد عن الآخر كما يكون المتوقَّع حين تُنسَب الأعمال لكبير وصغير معاً، فهكذا نُسبَت الأعمال الإلهيّة للثالوث جميعاً مُطلقةً وعلى مدار أسفار يستحيل التصادف فيها ففضلاً عن استحالة اتفاق كُتّابها على رسم هكذا لوحة مُنجَّمَة بكل هذه الدقة والشمول!!!

 

فإذ ثبتت مساواة ووحدة الآب والابن والروح القدس في الطبيعة والأعمال، فماذا عن المؤمنين حين يكون لهم دور في ذات الأعمال؟

انتبهوا:

 

حينما تُنسَب أعمال الرب الإله إلى الإنسان عموماً أو إنساناً بعينه خصوصاً، فهذا يأتي مع قرينة، أو في سياق، يفيد بأن الإنسان هنا:

 

1-         ليس فاعلاً أصيلاً بل هو وكيل،

2-         ولا هو ضامن لبقاء العطية معه، بل حتى بعد نوالها يظل الرب الإله هو الضامن لبقاء عطيته مع الإنسان،

3-         ولا هو مطلق ومساوٍ فيما أخذه لملء القدرة والكرامة عند الرب الإله، بل يأخذ نسبياً بحسب استعداده واحتياجه،

 

·         ومقابل كل ذلك فالمسيح يُدعَى كلمة الآب والروح القدس يُدعَى روحه وهو ما لا يُدعَى به أي إنسان قطّ!!!

·         ويزيد مع هذا أن الإنسان حين يتعامل مع الآب فغنه دائماً في حاجة لوسيط هو الابن بينما لا يتحاج الابن ولا الروح لوسيط مع الآب الواحد معهما..

 

فيثبت من مجموع هذا، ومن بعضه حتى، يثبت هذا الاستنتاج بالضرورة الظاهرة أن الإنسان حين يظهر كعامل مع الرب الإله في أعماله فهو ليس مالكاً لقدرة الفعل أو لكرامة اللقب، بل حائز عليه بنعمة المالك الأصلي والحق أي الرب الإله، في مقابل أن كلمة الآب وروحه هم في وحدانية ومساواة معه بدليل عمل الأعمال عينها دون حاجة لوسيط بينهم..

 

 

     # فخلاصة هذه النقطة أنه وإن نُسِبَت أعمال أو ألقاب الرب الإله لغيره فهي تأتي في سياق يدل على أن هذا الغير هو وكيل وأن وكالته محدودة بثلاثة حدود طبيعية:

أنها وكالة آخذ غير ضامن ونسبي، بينما أن الرب الإله هو الأصل المالك وفي مقابلته مع الإنسان يبقى هو المانح والضامن والمطلق التام غير المحدود من كل الآبعاد..

وحقاً إن الإنسان دُعِيّ بكرم الرب الإله لمعيّة (شركة) الطبيعة الإلهية، ولكن هذه المَعيّة (الشركة) تَسِمها وتحدّدها الشروط السالفة..

     ^ أما مع الثالوث، فإن الأقانيم الثلاثة ليسوا مدعوين لـ"معيّة الطبيعة" ("شركة الطبيعة" بحسب الترجمة الشائعة) بل هم أصحابها في وحدانية كيانيّة فائقة كما يليق بكيان الرب الإله الفائق بالضرورة..

 

إذاً تبقى معيّة الثالوث في الأعمال دليلاً على وحدانيّته ومساواته، ولا تبقى معيّة الإنسان في العمل مع الثالوث دليلاً، وفقط، على نعمة الرب الإله تجاه الإنسان موضوع لذّته!!!

وبوضوح الافكار وثبوت براهينها الكتابيّة فلا يقلق الواحد ولا حتى من التأمّل في تداخل الإنسان في أعمال الرب الإله حتى الخلق منها وإلا أفلا تعمل مشيئة الجسد ومشيئة الرجل في الإتيان بأبناء جدد قدَّر الرب ظهورهم كامتداد لعمل خلقه مرّة وإلى الأبد في سبعة أيام الخليقة؟!

نعم هذا نوع ولا شك من أنواع الـ"معيّة" في العمل أن يثنشئ الواحد أمراً ويريد آخر دونه أن يستمد من عمله المزيد من الثمار..

بقليل من الإمعان والتدبّر في المكتوب والمنطق يصير للحقيقة برهاناً حقيقيّاً يثبتها والذي من عند الـله يثبت!!!

 

 

 

+++

 

P. Eng. Basil Lamie,

Va, 2003

Deaocon Basil,

Alex, 2016

 

·         كُتِبَ أولاً للهواية في العجوزة، مصر، في  بكور  التسعينات..

·         وقُدِّم ككلمة بعض غرف البالتوك في ديسمبر 2002..

·         ثم أُعيدت كتابته وإخراجه بهذا الشكل،  في فيرجينيا في فبراير 2003 للمساهمة في الرد على أسئلة غير المؤمنين..

·         ولقد أعانتني  في تسجيل الشواهد وجدولتها أخت من الإسكندرية،

قبلَتْ مشكورة أن تسجل الشواهد كتابة من التسجيل الصوتي للكلمة،

ولولا محهودها  ما أقدمتُ على تحمل مشقّة إعادة تقديمه في نسخته الإلكترونية هذه..

·         حقّقت نجاحاً فوق المُعتاد حتى بإقرار الخصوم، والسطر مربوط بصورة من منتدى غير مسيحيّ،  به ما يشهد على بعض ذلك !!!!

·         أُعيدَت مراجعته وتحسين إخراجه في زمن التكريس كمادة لمحاضرات قُدِّمَت للكهنة الجُدُد بدءً من ربيع 2007..

·          وأضَفتُ الروابط والهوامش انتهازاً لأجازة في 2016 في المدينة العُظمى بأرض الوطن J..

·         وفي كل ذلك لازال المقال باقياً "درافت"، في انتظار التشطيب النهائيّ اللائق!

 



[i]  استعمل كلمة "معيّة" بدلاً من كلمة "شركة".. ليس هنك فرق في قصد المعنى ولكن الفرق هو في دقة الكلمة لغويّاً للتعبير عن المعنى المقصود..

فكلمة "شركة" في أصل جذرها تفيد التمزيق والتفرقة بين الأجزاء في الشئ الواحد،

وهو ما لا يناسب قطعاً شرح علاقة الآب والآبن والروحالقدس معاً، فليس إلا مختلّ هو من يقول إنهم يقسمون الطبيعة الإلهية لأجزاء بينهم..

وهناك مقابل لهذه اللقطَة اللغويّة في اللغة الإنجليزيّة في استعمال كلمة   partnership  بدلاً من fellowship

والأصل اليونانيّ للإنجيل المتُرجَم في النسخة البيروتيّة وغيرها من النُسَخ العربيّة  "شركة" هو

Κοινωνια

ولا تحمل هذه الكلمة المشكلة اللغويّة الظاهرة في كلمات مثل "شركة" أو partnership من حيث جذريهما اللغويّين..

فالكلمة اليونانيّة تفيد بشكل نقيّ بمعنى "الشيوع" لا التجزئة بالضرورة.. وقد لا يمكن دائماً إشاعة الشئ بدون تجزئته، ولن ليس هذا شرطاً للمعنى، وحين يكون المعنى لاهوتيّ فحتماً لا يدخل فيه مفهوم التجزئة قطّ..

ولذلك ومن نزعة الحرص المفرط في مراجعة جذور الكلمات الرئيسة لديّ فلا انحاز لاستعمال كلمة "شركة"، وأضع بدلاً منها "معيّة" أو "اتحاد" أو "توافق" أو "مرافقة" بحسب ما يلائم سياق القصد..

على أنني كثيراً ما أفعل مضطراً حين لا يحتمل المقام شرح هذا الهامش قبل استعمال البديل الذي يروق لي!

وبالمناسبة فهذا المقل عينه كان عنوانه: "الشركة الثالوثيّة في العمال الإلهيّة" قبل أن أغيّره بعد الارتياح لإضافة هذا الهامش المثزيل لحيرة بعض القُراء إزاء العنوان الحاليّ J

 

 

[ii]   يقلق البعض من استعمال كلمة أقنوم، ويقلق آخرون من استبدالها أو حتى مجرد شرحها بتعبير "صفة كيانيّة"،

وأشير لهؤلاء بالاطّلاع على فقرة مختصرة في مقال "شرح الثالوث في عبارات وجيزة" هناك فقرة تعتني بتأصيل وتفسير التعبيرين، أرجو أن تفي بالغرض وتخفِّف عن هذه الورقة ثقل الاستطرادات..

 

[iii]  مزيد من التفصيل لهذه النقطة الخطيرة في الفقرة 5 بعنوان: "دوائر الإرسالية الثلاث" من هذه النوتا:

https://www.facebook.com/notes/christopher-mark/10151196870179517

 

[iv]  إضافة لاحقة:  رابط لفهرس مقالات في بوسات عن الروح القدس:

 https://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10153894574424517

 

 

 [v] إضافة لاحقة: رابط لبوست يُفصِّل المعنى لحد أوسع

https://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10155884448104517

 

 

[vi]  إضافة لاحقة: "الرب كله لنا"!! بوست به تفصيل للمعنى:

http://www.facebook.com/notes/christopher-mark/10150501522239517

 

[vii]  إضافة لاحقة:  رابط لمناقشة تفصيليّة لقول الرب: لا أعود أعميكم عبيداً":عبودية وبنوة

https://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10154196763179517

 

[viii]  إضافة لاحقة:  بوست خصوصيّ عن "القصر الإضافي":

https://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10153121330819517

ونسخة إنجليزيّة له:

http://www.copticyouth4holybook.net/e_genitive.htm

 

 

[ix]   إضافة لاحقة:  كتبت الفكرة من هذه الورقة على بوست منفرد على فيسبوك:

https://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10155438943269517

 

[x]  إضافة لاحقة:  شرح الشفاعة وتقسيمها بين "كفاريّة" للمسيح و"توسليّة" للقديسين، والحكم بالتجديف على من يسمي شفاعة المسيح توسليةاو يعتبر شفاعة القديسينكفرية هو تقسيم وافتراضات لا تقل فساداً عن إنكار شفاعة الأبرار..

وهذه روابط لبوستات لاحقة عن معنى الشفاعة البشريّة لدى الرب:

المسيحي شفيعا - 1

http://www.facebook.com/notes/christopher-mark/10151526773109517

المسيحي شفيعا – 2

http://www.facebook.com/notes/christopher-mark/10151526809614517

 

[xi]  إضافة لاحقة:  رابط لموضوع على بوستين به تسجيل لحوار ثمين مع أخ أتاني خصيصاً من ولاية وسكنسون بإحالة من أنبا ميخائيل، وكان موضوع الشفاعة قد التبس عليه وازعجه التضاربات التي لمسها في الشروح الرائجة،

فكان هذا الموضوع الذي صار مادرة رئيسة لعشرات المشتغلين بتعليم مدارس الأحد كهنة وخدام علمانيّين:

المسيحي شفيعا - 1

http://www.facebook.com/notes/christopher-mark/10151526773109517

المسيحي شفيعا – 2

http://www.facebook.com/notes/christopher-mark/10151526809614517

 

[xii] إضافة لاحقة:  بوست خصوصيّ يفصِّل التفسير التأمليّ لتسمية الرسول يوحنا المسيح أنه "باراكليت":

https://www.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10155306260214517

 

[xiii]  انظر الهامش الأول أعلاه..

 

 




Site Gate   Main Table of Contents   Theology   Answering   Biblical Tours   Exegetical Technicalities   Sign Guest Book