المشكلة
هي افتراض أن تعبير "السبع أسرار" شاملاً تعريفه الرائج هو تسليم رسوليّ
وشرح ملزم!!
والصحيح
أن تعبير "السبع أسرار" وتقنين تعريف "السر" بجملته هو دخيل ومتأخر جداً!!!!
وزيادة
المشكلة أن التعريف الذي صار مقنناً لا يوافق محتواه،
لأن تعبير
"النعمة غير المنظورة تحت المادة المنظورة بعمل كاهن مشرطن" يمكن
أن ينسحب على كثير من الممارسات الكنسية إن لم يكن كلها..
ومزيد
فوق زيادة المشكلة أن تجميع هذه الممارسات الكنسية الطيبة جميعها في منظومة مفتعلة واحدة لا
يخلو من ارتباك فجّ وعدم تجانس ملحوظ، وكيف لا وهو يجمع
مثلاً قنديل زيت المريض بالإفخارستيا في قيمة واحدة!!!!!!!
وأما محاولة
دعم الفكرة بشاهد كتابيّ فهي تؤول لمهزلة مضحكة مبكية على كل وجه، ومن ذلك أن
التشبث بالشاهد القائل: "الحكمة بنت بيتها نحتت أعمدته (أو أعمدتها-- على خلاف في
الترجمات) السبعة" لايفيد إلا عجز طالبي إثبات أصالة الفكرة عن امتلاك شاهد
كتابيّ وثيق الدلالة، أو حتى متصل، يشهد للفكرة كما ينبغي لشاهد كتابيّ يشهد لحقيقة إيمانية رئيسة..
ومجريات التاريخ تدحض أصالة "تسبيعة" الأسرار، فحتى المئة العاشرة ليس فقط لم يظهر تقنين "الأسرار" بالتسبيعة هذه، بل أن أعداداً أخرى للـ"أسرار" قد ظهرت قبلها..
ما القصة؟ إن الكتاب المقدس يعرف كلمة سر بمعناها البسيط الذي يشير به الكتاب على بساطته إلى مقاصد إلهية عليا، مثل سر الصليب وسر خلاص الامم وتلك كلها أسرار بالمنعى المباسر للكلمة على خطورتها، حيث يخفي الرب بالتدبير مقاصده لكي يحققها فلا تعود سراً بعدُ على المؤمنين.. هكذا ببساطة عمق وعمق بساطة الإنجيل أتى معنى السر في الكتاب المقدس..
ثم انتقلت الكلمة بذات بساطة معناها في الاستعمال الكنسيّ المبكر لوصف الممارسات الكنسية المقدسة لاسيما الإفخارستيا، ومن المعروف أن الاحتفالات الكنسية كان شرحها وممارستها جميعاً يحفَظ بعيداً
عن أعين غير المؤمنين لحفظ كرامتها من استهزائهم عملاً بوصية الرب "لا تلقوا درركم قدام الخنازير"،
وزاد معنى الكلمة جانباً روحياً من حيث أن دلالة هكذا أعمال مقدسة ومفعولها لا
يدركه الإنسان إلا بالحواس الروحيّة، فبكلمات بسيطة كانت السرائر المقدسة (الفخارستيا) تُسمَّى هكذا لأن الاحتفال بها ليس مسموحاً للوثنيين ولا متاحاً في مسارح اجتماعات العوام، ثم هي سر أيضاً لأن إخفائها عن الوثنيين وهزئهم قائم رأساً على كون معناها سراً مخفياً عن أذهانهم لعدم إيمانهم..
وبسهل على الناظر أن يرى مظهراً مبكراً جداً لهذا المعنى البسيط "للسرائريّة" في حجب الكنيسة تعليم الإفخارستيا حتى عن الموعوظين لحين ما قبل معموديتهم مباشرةً..ً
فكانت من ثَمَّ
منطومة المعمودية شاملة مسحة التثبيت بعدها وحتى مسحة طرد الشياطين قبلها، ثم
التناول الأول معهم تُسمَّى أسراراً ليس كاسم طقسيّ مقنن بقوة اسم عَلَم، ولكن
كوصف طبيعيّ تلقائيّ، وشمل هكذا وصف كل لقمة من الإفخارستيا بطبيعة الحال فيما بعد..
إذاً هكذا درجت الكنيسة على تسمية الإفخارستيا بالجمع أسراراً لذات الاعتبار، حتى تداخلت فكرة "الأسرار" على انلهج الأفلاطونيّ ما دعا بعضهم إلى تسمية الإفخارستيا "سر الأسرار" لتأفساح املجال لممارسات كنسية أرخى بالتسمى بكلمة "سر"، الوصف المثير للذهن الأفلاطونيّ..
والآن مع مواضيع دقيقة فنياً بشرح لغويّ وطقسيّ موثقة
بالمراجع التاريخية القاطعة
في مقالات فريدة لتاريخي مع هذه الكرة منذ بكور وعيي في
الكنيسة:
That is where "making 'mystery' of sin-confessing" leads to!!
A spontaneous comment on a post in an 'Orthodox' group in which they consider a threat by a serial killer, meant to scare a priest, a valid confession!!
الجسد الواحد!! حوار مثير خاطف بدأ بعنجهية ثقة عمياء وانتهى بصدمة معرفة وفهم ساذج دخل مع دخالة تعبير "سر الزيجة" بشأن وظيفة الإكليهم وإقرار اضطراري بفشل مٌكدسيّة التعليم الدخيلة
عظات أعدت توظيف مفردة "الأسرار"،
أو تحاشيتُها مبرزاً جواهر المعاني الصحيحة بحسب السياق.......
فهكذا كانت،،،،،،،،
عن "السرائر المقدسة" كتسيمة تقليديّة للإفخارستيا!! الرابط لتسجيل صوتيّ لعظة قداس بعنوان "اعملوا لا للطعام البائد" وبها فقرة قدمتُ فيها ما يمكن استعماله بشكل نافع متوافق مع الكتاب والمنطق من هكذا تسمية، خلواً من الاصطناع الدخيل: بها إثبات يحاصر القصد من التسمية الدخيلة "سر الأسرار"... وبها ربط لوجه معنى السر في الإفخارستيا بربطه بمعنى كتابيّ أصيل هو سر الصليب الذي يخلو من خنقة الديباجات المصطنعة بغير تمام الإتقان ... وبها إشارة لكون كل الأسرار (المدعوة هكذا كتابياً لا الممارسات المدعوة أسراراً بغير ضبط صحيح) تنجمع وتتفسّر في الإفخارستيا من حيث انها امتداد سر الصليب... وبها لغة وعظ روحيّة يربط الاصل الكتابيّ بالمعنى الروحيّ... بها كل هذا في إيجاز تام وبغير إثارة جدليات نظريّة... كانت هذه الفقرة من أبدع الفقرات التي تعيد كل شئ لأصله وتحوِّل التعبير الرائج لمعنى مقبول بكامله وتحفظه في حدود الطيب الصحيح منه دون اختراعات متضاربة...
عن معنى الاعتراف في أصله بغير تسميته "سراً"... الرابط لتسجيل صوتيّ لعظة قداس بعنوان: "أخرج أم بالحريّ أدخل يا رب!؟"، حرصتُ فيها على تقديم معنى الاعتراف بالخطية بتسميته المجردة الصحيحة: "الاعتراف" ... مع تعريف تشبيهيّ روحيّ جديد كتقيؤ للخطية من قِبَل الخليقة الجديدة ذات الصحة الروحيّة فتلفظ الطعام الفاسد تلقاءً ... ومتحاشياً بصمت دالّ كل التعريفات والممارسات الدخلية، سار الكلام بحسب سياق الكلمة عن جدواه وخط سيره المنطقيّ في حدود ما تسمح به كلمة القداس الوجيزة المُوجَّهَة رأساً وتكويناً للمفاد الروحيّ من كل كلمة فيها...