افراح عام ..
مضى
جريدة الأخبار
31 دبيسمبر 1995
بقلم: باسل لمعى المطيعى[i] عادة ما أكتب المقال ثم أبحث له عن عنوان ولكن هذه المرة كان العنوان حاضرا
: وكان على أن أبحث لهذا العنوان الملح عن مقال .. وما أسهلها من مهمة ،
فأحزان ومصائب 95 لم تجد بيئة أصلح من ذهن سوداوي كذهني لتعشش فيها .. ومع ذلك فإن
95 ليس أسوأ الأعوام على الإطلاق فالأسوأ منه كما أتوقع هو 96 وهذا الدرس تعلمته
في 94 حتى أتى 95 وخيب توقعاتى. لي صديق لا يري سوى نصف الكوب الملآن قررت أن أغيظه بهذا المقال فقلت له
بلهجة من يفحم مناظره: سأكتب تقييما عن 95 .. رد مبتسما: لقد أفاض الله على مصر من
نعمه الكثير هذا العام .. قلت بحدة: بل لقد اصبت اللعنة انصبابا .. لقد بدأ هذا العام وهو يحمل على
كاهله ما خلفه له سابقه من سيول .. رد بهدوء: أنت تحمل عام 95 ذنب غيره من الأعوام .. ثم كيف لا ترى معي مقدار
تحنن الله بصعيد مصر في كارثة السيول وأنت من الصعيد وتعرف ضعف بنيته الأساسية وتدرك
إلام كانت ستؤدي السيول لولا ستر الله. قلت لنفسي: حقا كانت الطبيعة أحن علينا من بعض المسئولين. *** و لكن لم تزايلني نقمتي على 95 فعدت أقول: ما كاد هذا العام ينتصف إلا وروعنا
بحادث أديس أبابا إذ سعت رجل الشر وامتدت يده إلى الئيس مبارك كرمز لمصر. رد بحسم: لقد قطعت هذه اليد وتلك الرجل من خلاف جزاء الإفساد في الأرض[ii] ، فقتل ثلث الأثمة وقبض على الثلث ، وحتى هروب الثلث
الباقي لم يخل من فائدة إذ فضح الحكومة الترابية وورطها أمام العالم .. قلت باشمئزاز: لقد كان أملنا أن نشهد سقوط هذه الحكومة في 95 ولكن هذا
العام الكئيب أبى إلا أن يخذلنا .. رد صديقي: دع هذا الفضل لعام 96 ولا تتعجل ألا ترى معي أن بشائر سقوط هذه
الحكومة واضحة وضوح الفيل بجوار الثعلب ووضوح البشير بجوار الترابي ، وأن غباء
البشير فاق دهاء الترابي إذ أظهر من العجز السياسي منتهاه بصراعه مع كافة جيرانه
بينما يحرص أغبي حكام العالم الثالث على علاقات متينة مع إحدى دول الجوار على
الأقل لزوم يوم يفرون .. قلت وقد هدأت حدتي كثيرا: لا زال عندي القليل عل 95 مثل هذا الزلزال. قاطعني: لقد مر الزلزال بسلام .. قاطعته: أقصد زلزال الانتخابات لا زلزال الطبيعة. قال أسف: معك حق .. لم نشهد من قبل هذا العنف قلت وقد أطرق برأسه: ثم حادث البدرشين ثم أيضا أمور أخرى لن أوردها قبل أن
أعرف مصير قانون الازدراء .. رد مداعبا: هل تعرف آخر حسنات 95؟ هذا المقال نفسه .. أقصد أنك لا زلت بفضل
الله تحيا وتكتب وتنقد ما لا يعجبك .. لم تقل لى بعد ما عنوان مقالك. قلت بدون تردد: أفراح عام
مضى ! [i] القصة المرحة لمعركة التوقيع
مفصلة فى فصل خاص بصفحة التقديم، وهذه المرة كان التوقيع
مكتوباً كل اسم مفرد على سطر منفرداً كأقصى غاية بروزة دلالة الاسم الثلاثى فى
تقديم كاتب، على أننى بقيت مستعفياً من هذه "البروزة" لاعتبارات فصلتها
فى الفصل المعنى الذى سلف رابطه.. [ii]
من المثير للاعتبار انقلاب لغة الإرهابيين وأحكامهم
عليهم!! وطالما واليتُ رصد سقوطهم في حفرهم ووصف ذلك بلغتهم على ألسنة آخرين.. ومن
ذلك تضمينى هنا عبارة من تلك على لسان متكلم اعتبارى لأضع به خطاً تحت ما انتهت
إليه لغة مخاطبة الصفح المصرية لإرهابيى نظام السودان لبكون التضمين رسالة من
جانبى لإرهابيى مصر.. وهناك مقال مرح سابق لى مرحاً رصدتُ فيه مبكراً نسبياً لزوم
تحول اللغة "المتأرجحة" ضد النظام الإرهابى فى السودان، بعنوان اسمع يا
هذا .. منك له ! |