د. بباويّ.. وما به!

رحيق النقد لبدعة آخر الدهور (فناء جهنم) بمرجعيتها القديمة ولواحقها

من واقع كلوز أب على لقطات مثيرة من أوراق د. جورج حبيب بباوي

المقال للإلحاق بتقرير (مراجعة اتهامات مجلة "الكرازة" لد. بباويّ) [i]

 

//نسخة العرض أونلاين لا تزال درافت وإن تحلّت ببعض الروابط اللاحقة لزمن  كتابة الدرافت الأول [ii]  //

 

أبستراكت  *   ديسكليمر بشهادة خط السير حتى هذه الورقة   *   كلوز أب للقطات من أوراق د. بباويّ  

 

 

أبستراكت

   بدعة أواخر الدهور هو تسميتي من سنين لبدعة خلاص الجميع شاملين الشيطان كأنما يخرج من جهنم رباً لملائكته داخلاً بهم الملكوت تاركاً جهنم للفناء!!!!!! هكذا بدعة هي الامتداد الطبيعيّ لإزهاق روح الإيمان الذي هو الأعمال، فلما بقي الإيمان بدون أعمال صارت فجوة بينه وبين المحبة، ألا يقول الرسول: "إيمان. عامل. بالمحبة" فبنزل الأعمال سهل تخليص املحبة من الإيمان بدوره ليتنادى الجميع بالمحبة حتى محبة الشيطان دون اعتبار للإيمان الذي بدونه لا يمكن إرضاء الرب الإله، ولماذا إرضاؤه والمطلوب إرضاء فكرة خبيثة في النفوس؟ وما حجيّة إرضائه بالإيمان إلا شاهداً في الكتاب المقدس الذي هو لدى أهل البدعة "كلام عن الـله" وليس "كلام الـله"، الذي يكفيهم من شواهده أن "الـله محبة" ليصير رأس أغنية "زارهم" الجديد.. فبعد إزهاق الأعمال تحت ستر أغنية يحيا الإيمان جاء الآن دور دفن الإيمان تحت شعار تحيا المحبة، لتعود مفارقة أفلاطون حين أراد تنزيه اللاهوت فعزله عن الخلق حتى لا يتنازل للتعامل مع المادة فجعل المادة غير مخلوقة ومساوية للاهوت في الازلية دون أن يدري.. وهكذا الشغل الشيطانيّ على أصوله.. وجد فكر افلاطون موضعه خلسة في القديم حتى ظهر سكندريّاً ثم كبادوكياً في صورة بدعة "النار المثطهِّرة" التب تقودا من قمَّ إلى "خلاص الجميع".. وإرهاصات تلك من بدع لاحقة طالما رصدَها الواحد وأخزى القائلين بها في اجتماعات الشباب منذ بكوره، والآن تعود مزفوفة بأغنية ساحرة اسمها "الآباها اا هااااء".. في رصدي لبعض لقطات من كتابات د. جورج حبيب بباوي رأس العاملين في زمننا على إعادة تلك المرجعية الغريبة في أجواء كنيستنا أرى واضحاً تلك البدعة تقترب من إظهار رأسها بعدما بقيت أذيالها تكحت أذهان الجيلين الماضي والحاضر مدعومة بغفلة التابعين وتوهان الخصوم..

 

 

ديسكليمر بشهادة خط السير الذي قاد لهذه الورقة

   كان لي ما حفظته تحت رقم (تقرير 14) من تفنيد نقاط التخطئة التي انهالت على د. بباوي عقب حكم المجمع القبطي المقدس عليه في فبراير 2007، وتحليل وتفنيد الادّعاء عليه بالابتداع-- في حدود ما اتُّهِم به، وهو عمل مرهق وغير لطيف لديّ أن أتابع فرقاء متابعة المحقِّق لاخلص بتقرير دقيق أقدمه لجناب عالٍ في اكلنيسة وله قيمته الروحيّة التي تفوق قيمته الرئلسية على علوّ شأنها..

   ولم أكن قد قرأت لـ د. بباوي حتى وقتها شيئاً، خلا تقليب سريع في صفحات كتابه "القديس أثناسيوس في مواجهة التراث الديني غير الأرثودكسي"، والذي كانت ملاحظتي عليه سلبية في المُجْمَل[iii].. وقرأت مع اندلاع تلك الحملة المجمعية ضده بعض أوراقه التي كان يطرحها بسحبما كان يصلني من المتصلين.. ولدلك لم تتعد المعطيات المتوفرة في فحصي للتهم المُنهالة ضده لأبعد كثيراً مما وفرته نصوص التهم ذاتها، مع معرفتي العموميّة لطبيعة المدرسة المستيكية الأفلاطونية المنتسبة لبعض "الآباء السكندريّي المزاج"، والتي أفهم من خلال خريطتها التعليميّة المرتبكة المنطق والمخالفة للمرجعيّة الكتابيّة في أي الاركان يمكن لد. بباويّ أو أيُّ من زملاء مدرسته أن يتواجدوا.. وهدا يعني أنني أخذت التقدير من معرفتي بعموم اتجاهه، بينما اخذتُ اليقين في المعطيات من كل ما نُسِب له مُباشرةً من خصومه الذين حكموا عليه مُسَلَّماً به دون أدنى تشكيك.. ولمّا كان فحصي للتهم ضده يرصد كثير من الفجوات ما يثير حنق بعض خصومه، فإذ كانوا هم انفسهم مرجعي للعنصر اليقينيّ في كل نقطة، فليس لأيِّهم فرصة للتطاول على تقريري المتواضع إلا وكان مُعيباً بالضرورة مصداقيّة من وجهوا ونشروا التهم..

   والآن وأنا أعيد فهرسة المتكوِّم (بعد نحو ثلاثة أعوام من تاريخ الجولة الأولى) من أوراق فقد تجمّعت أمامي كل أوراق وكتيبات د. بباوي التي وصلتني أواخر وبعد عملي في التقرير، فغلتني نزعة استكمال كل شئ، فكان قرار كتابة هذه الورقة.. هذه المرّة فأنا أراجع مشاكل تعليم د. بباوي من واقع كلامه هو الذي يدافع به عن نفسه.. لا من عموم تقديري (الذي ظهرت تمام صحته الآن) ولا من اتهامات الخصوم (التي لم أُقِم منها دليلاً ضده أصلاً وإنما راجعتُها هي داخليّاً)..

   هذه الورقة العاجلة، التي لم تقصد إثباتاً لأيّة فكرة مُسبَّقَة بعينها (مع توقّعي للنتائج من فهمي لمجريات خط سير الأفكار)، إنما وفقط كانت لإتمام عمل نقد الموضوع كله فنيّاً.. ولقد خلُصَت في نهايتها لهذا التقدير:

   د. جورج حبيب بباويّ يقوم في هذه الورقة كممثل رئيس لمرجعيّته في عصرنا..

   يحمل كل عيوب منهجها جملةً وتفصيلاً..

   عالٍ في موازين التفسير ودقة الاستدلال (أي في الموازين إلى فوق)..

   ثقيل في موازين العلم مع مخالفته لبديهيات العلم حين تغلبه نزعة مرجعيّته..

   ومرجعيته التي أعنيها هي تلك التي تساوي "الآباء" بالكتاب المقدس شكلاً وتعليهم عليه فعلاً، تحتقر المصادر اللاتينية وتحاول إزالة آثار عصور اللتننة التي دعست الطرف الشرقيّ للكنيسة، وترى في كل شئ "فكراً مستيكيّاً.. والطرف المتطرِّف في هكذا مرجعيّة زاد على كل الاخطاء المبدئية السالفة فضمّ بدعاً مريعة تعود لمبادئ أفلاطونية وأفلاطونية محدثة (يونانيين بقى)، تصل حتى بدعة خلاص الجميع وفناء الجحيم شاملة كل روافدها من البدع المتناثرة كاعتبار الشر عدماً، والمغفرة غير المشروطة، والفداء الذي هو مجرد محبة، وإنكار سبق قصد الاختيار الإلهيّ، وما إلى ذلك مما حرم بعضها ذات كنيسته الحاضنة.. في هذه الورقة أمثلة من كتاباته وتفاسيره التي تظهر فيها كل إشكالات مرجعيّته تلك.. يمثل د. بباوي في عصرنا تلك المنظومة وما يؤسف أنه يعرضها كمرجعية عليا متبعاً "اليونانيين الجدد" وليس من جدد إلا تكرارات عتقاء خيبة الماضي..

 

 

 

   ترتيب الفقرات ليس مفهرساً وإنما بترتيب تكومهم أمامي ومعالجتي العاجلة لهم:

 

 

إضافة لاحقة بقراءات سابقة

   بعد عرض اللقطات التالية من أوراق 2007-2008، عدت للملف لإضافة ملاحظات أسبق من ورود تلك الأوراق أمامي، مكتفياً برواط لها، حتى أحفظ طبيعة هذا الملف كفقرات لاقطة مركزة لمتابعة أوراق اتصلت بفترة بعينها، دون حرمان الملف من التمهيد له بما سبق لي من تعامل مع كتاب "أثناسيوس ضد...." الذي هو أسوأ ما كتبه د. بباوي، ما وصفته له في فرصة مراسلة عارضة معه..

   خطأ المساومة بين التجسد والصليب في عمل الفداء
خطأ المساومة بين التجسد والصليب في عمل الفداء!! رابط آخر
أخطاء منطقية، ومعرفية بالآباء، في شرحه للثالوث ونقده لشروح أخرى
تسجيل مبكر مع أخت غيورة متابعة
فقرة من مكالمة متأخرة من تلميذ حميم لصيق بد. بباوي

 

 

د. بباوي لا "يذكر"

   في الفقرة 12من فقرات استعراضه لتهم التي وُوجه بها، يقرر: "حاول الأنبا بيشوي أن يلصق بي تعليم أوريجينوس السكندري الخاص بالتجديد، أو الخلاص الشامل لكل الخليقة، وهو ما يسمى باليونانية Apocatastasis ولست أذكر لماذا فشل." [iv]

   لماذا صحيح؟!

   لماذا لا يذكر؟ ولماذا هذه الفقرة تحديداً دون كل ما سبقها ولحقها حيث يورد الحدث ومعه نهايته أو الاتهام ومعه الرد عليه ولو وجيزاً؟ ولماذا إذا كان لا يذكر لا يُعوِّض نقص ذاكرته بكلمتين موضوعيتين عن تبرئه من هذا "التعليم" بوصفه بما يوافقه كما مثلاً وصف اعتبار الطمث نجاسة في النقطة "7"؟ ولماذا يسميه "تعلمياً" ولا يُسمّيه بدعةً كما هو محكوم بالفعل عليها حكماً مجمعياً مسكونياً في المجمع المسكونيّ الخامس وقبله بعشر سنوات مجمع محليّ وكلاهما في القسطنطينيّة وثبت الحكم المسكونيّ عبر القرون رغم محاولات البعض اتهام وثائق أعماله بالتركيب (في حين لم يتهمها ولا أولئك بالتزوير؟

   تأتي هذه النهاية الغامضة استثناءً من كل الفقرات السابقة واللاحقة التي تفيد بما ووجه به من تهم.. فكلها إلا هذه يستفيض فيها د. بباوي في شرح وتأكيد انتصاره وخطأ خصمه.. فلماذا ضنّ على قارئه بمعرفة كيفية برائته من هذه التهمة إن كان يراها تهمة؟ هل حقاً نسي؟ ما وجه النسيان إن كان حقاً لا يؤمن بهذا؟ لأن غير المؤمن بفكرة يقدر دائماً طالما بقي غير مؤمن بها ان يستدعي اسباب برائته هنا!

   ثم هو يسمي هذه الابوكاتاستاسيس تعليم أوريجين السكندريّ، ولا يخفى على أستاذ ثيولوجي الآباء اليونانيين أنها بدعة محكوم عليها وليست مجر تعليماً في عرف الكنيسة..

   واضح أنها محاولة للهرب من الإقرار بأسباب "فشل" خصمه والتي غالباً تحمل معها ما قد يفيد بـ"برائته" مما لا يراه عيباً يتبرأ منه.. وهذا دليل على "تقيّة" من تلك التي يستعملها المسلمون ويستحلونها في أمور إيمانهم، الذي طالما ندّد د. بباوي بتسلله لتعليم كنيستنا على يدخصومه!

   وعلى كل حال فنحن فيها.. فلينسى أسباب فشل مطران دمياط في إلصاق "تعليم" أوريجين به، ولكن هل من مانع بإفادتنا (من أول وجديد) بأدلة بطلان هذا الـ"تعليم" الذي حرمته الكنيسة قديماً؟

   وبالمناسبة هو يقول "لا يذكر" ولا يقول "لا يتذكّر"، فهل لدقة استعمال الكلمة قصد ما!؟ أم أنه يقصد ببساطة اللغة أنه نسي بحسب الاستعمال الشائع للكلمة؟

 

 

ادعاء جرئ البطلان بشأن الحرمان!!!!

   في الفصل الرابع من كتيّبه "الأسباب الحقيقية لمأزق الكنيسة القبطية" يقول وبالأحرى يدّعي:

 "لا يعرف القانون الكنسي الحكم المؤبد على شخص بالقطع من الشركة (الحرمان من العضوية الكنسيّة)." [v]

   بل يعرف ومنذ قال الرب عن الاخ المخالِف للكنيسة: "فليكن عندك كالوثني والعشار" ، ويبقى المخالف موضع القطيعة هكذا طالما بقي مخالفاً بغير حدود زمنية إلا إن افترضها واحد من عندياته ليخالف المكتوب (مت18: 17)..

   بل يعرف ذلك القانون الكنسيّ باكراً جداً بحكم الروح القدس منذ حالة قَطْع حنانيا وسفيرة بكلمة بطرس الرسول (أع5)..

   بل يعرف القانون الرسوليّ ذاته ما عرفه الرسول القاضي "باسم ربنا يسوع المسيح" أن تعزل كنيسة كورنثوس الخبيث من بينها وأن لا يُسمَّى أخاً (أي عضواً في الكنيسة) زانٍ او طمّاع (1كو5،1كو6)، والعائد أيضاً للقول المؤكِّد قبل ختام الرسالة بجملة: "من لا يحب الرب يسوع فليكن اناثيما" (1كو16: 22)..

     ويعرف التاريخ المجمعيّ كذلك الحرمان على السلوك الاخلاقيّ حتى الذي لم يصل لارتكاب الخطايا عينها.. فأين د. بباوي من ذهبيّ الفم المحروم على يد خال مرجعه الأعظم البابا كيرلس الأول الذي في أحد رسائله أشار إلى أن حرمان يوحنا كان لكبريائه وعدم استماعه للمجمع، والثابت على كل حال من كل المصادر أنه لم تُداخِل تهم حرمانه أيّة مشكلة عقائدية قطّ.. ليست القضية هنا هي براءة أو استحقاق إدانة ذهبيّ الفم، ولكن القضية هي معرفة التاريخ بالحرمان الكنسيّ على مخالفة الأخلاق المسيحيّة..

     هذا الادعاء أكرم ما يُقال عنه إنه ادّعاء مازح..

   ولكن للناظر في هذها الخطأ ملاحظة تربطه مع سياق مرجعيّة قائله، فهو واضح الاتصال بفكرة بدعة خلاص الجميع الأخروية إذ يسقطها على الواقع الزمني الظاهر.. فالعقوبة غير دائمة كما في السماء كذلك على الأرض!! لعلّ فكرة البدعة قد سيطرت علىم خيلة د. جورج حتى أنها أعمته عن بديهيات تاريخية بل وكتابية كأنما خلا الكتاب المقدس من صريح إيقاع الاناثيما اكلنسيّ على الخميرة الرديئة بالخطيّة.. 

 

 

اناثيما

   ولكن كلمته السابقة لم تكن متهورة أو بغير احتساب منه لأبعاد منظومته العقائدية الغريبة، إذ حتى "اناثيما" لم يعتقها من بديع التفسير المستيكيّ، فقد حاصر كل شواهد العقوبة بحرص واضح حتى اعتبرَ أن "اناثيما" معناها تسليم المخطئ للرب (!) بغير قطعه من شركة [vi]  الكنيسة.. إن الترك للرب يعني عنده لا أن نتركه مستوجب الاناثيما بالمفارقة والعزل، ليس أن ترك شخصه، بل نتركه دون مقاطعة!!

   تذكرت مع وصولي لهذه النقطة قصة مثيرة الدلالة وقت وجودي القصير على موقع كوبتولوجي حيث كتبت خمسة تعليقات كان آخرهما هو تعليقي على مقال "اناثيما" الذي أتت فيه هذه الفكرة الغريبة بتفريغ الكلمة من معناها.. كتبتُ في التعليق أن اناثيما حكم ينبغي له إجراء تنفيذ وإن عاد الناظر إلى الكلمة وهي أمام بولس الرسول في الترجمة السبعينية سيجدها ترجمة للكلمة التي في أصلها اليهوديّ "تحريم" والتي في تنفيذها كانت دائماً = الإبادة أي العزل من الوجود على الأرض!! ولما لم يعد الناموس يعمل كماضيه في العهد الجديد فإن استعمالها فيه ينبغي أن يكون بداهةً ترجمةً مباشرة للمعنى الذي في العهد القديم بنقله من التنفيذ الماديّ إلى التنفيذ الروحيّ، فكيف يكون تنفيذ القطع روحيّاً من الكنيسة؟ ليس إلا بعزل المحكوم عليه من شركة الكنيسة.. ولا أبسط.. هنا حدثت ما بدت أنها مفاجئة للمتابعين فقد نزل د. بباوي بثقله وطرح مقالاً طويلاً للرد على تعليقي، وظهرت ندرة تدخلاته في الحوارات التابعة للمقالات من تعليقات المشاركين في المناقشة، فظهر لي بدوري من هذا أن الموضوع له خطورة خصوصية لديه حتى اعتنى بالرد على ما أقلق أتباعه من سلامة شرحه للكلمة.. ومع طول رده فلم أجد به من جديد سوى إصراره وتضحيته بأي شئ مقابل الإصرار على تفسيره لكلمة أناثيما، فقد خصص جزءً طويلاً من رده لرفض مرجعية الترجمة السبعينية (!) التي هي موحىً بها لدى أدبيّات بل وفي معتقد بعض رؤساء كنيسته الحاضنة الـ EOC

   وبقي السؤال: كيف يكون تنفيذ" التسليم للرب" كنسياً؟ هل تقول له الكنيسة منك لـله وتدعه يدخل ويخرج في شركة الكنيسة؟ وإن كان كذلك فهل تُال الدعوى سراً شفقةً به لإتمام عمل الرحمة معه؟ أم تُسمعه إيّاها رحمةً بمن قد يتمثّلون به؟ أم تُقيم له الكنيسة حكماً "سرائريّاً" أنه هناك في منطقة أخرى يعامله الرب حسبما يرى وأما نحن فمستشفى مفتوح لا علاقة لنا بحكم الرب إلا بتوهم سرائريَته؟ أم ماذا؟ وبقي السؤال معلقاً على ماذا التي يظهر لمن يتابع خط ير هذا التفكير أن ماذا = لا إيقاع لقطع كنسيّ وليعمل كل واحد ما بدا له بعدها!!

 

 

جذر فناء جهنم يظهر في صريح قبوله لمبدأ مخالف للإيمان المسيحيّ

   وفي الفصل الخامس "الشركة في الطبيعة الإلهية حسب التدبير" من كتيب "الشركة في الطبيعة الإلهية" يقول د. بباوي:

   "واكتساب الإنسان الخلود، أي حياة لا تموت، والحياة الأبدية، .... كل هذه العطايا توهب من الثالوث، ومن اللاهوت نفسه وهو ما تعبر عنه الكلمة الرسولية "الشركة""" [vii]

   ولو أنه لا يظهر الفرق في قصده بين حياة لا تموت و "الحياة الأبدية" ولا يُفهضم لماذا وضعها في عطف المغايرة هذا، ولكن لن أتوقف عند هذه، فلعلها لغو على سبيل الإطناب بغير تحرٍّ..

   ولكني سأتوقف عند رأس أفعى الفكرة: ذلك المبدأ الأصيل في البدعة غير الأصيلة تلك.. سأتوقّف بالكشف عند تفسيره للخلود أنه "حياة لا تموت" أو "حياة أبديّة".. معروف ان تعبير الحياة الأبديّة كتابياً هو الحياة بنعمة المسيح في أبديّته في بيت الآب بنعمة التبنّي للآب.. وهذا ليس هو "الوجود بجملته.. الوجود يشمع هذه الحياة يقيناً ولكنه لا يتوقّف عليها.. فهناك وجود آخر للذين في الظلمة الخارجية.. ومن نكد ازلمان أن يحتاج الواحد في عصر بدعة الزمان الأخير تلك إلى عرض شواهد لإثبات بديهيّات إيمانيّة، وهذا شاهدي من كلام الرب:

"فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبديّ والأبرار إلى حياة أبديّة" (مت25: 46)

   واضح ولا أوضح أن ما سُمِّيَت حياة أبديّة لم تنفِ وجود العذاب الأبديّ.. وكلاهما أبديّ..

   ولكن تلك المرجعية الأفلاطونية ببدعتها تخلط بين الحياة والوجود وبين الأبديّة والنعمة.. فترى الأبديّة نعمة (مع كونها نقمة في حال أبديّة العذاب) ولا ترى الوجود إلا في الحياة الأبديّة بالمعنى الروحيّ للحياة مع الـله، مع كون الوجود موت روحيّ أبديّ في حال الذين في الظلمة الخارجيّة..

مبدآن خاطئان

الوجود شركة

الخلود شركة

والصحيح:

الوجود في الخليقة الجديدة شركة

الخلود بقيامة الحياة شركة

ويكفي لمن يقبل الإنجيل كمرجعية لكلام الرب ولا يقبل العناد كوسيلة للإقناع..

 

 

تفسير حرفي لشاهد التفسير الحرفيّ

تحت عنوان التفسير الحرفي المرفوض أرثوذكسياً، يصل في رزله لـ "التفسير الحرفي" إلى قوله:

"ويمكننا هنا أن نقدم مثالاً من الكتاب المقدس نفسه يؤكد أن الالتزام بالمعنى الحرفي يعني هدم العلاقة بين العهدين"! [viii]

وما هو مثاله الذي يبني عليه هكذا تهمة خطيرة؟ يبني على النقل غير الحرفي للرسول بولس في (رو10: 6-8) من (تث30: 11-14) دليلاً على أن فهم النص الكتابي عند الرسول لم يكن فهماً حرفيا..

وخطأ استدلاله ساذج لدرجة محزنة، ولا حتى اختطافه للترجمة العربية يسعفه هاهنا!! ويحرجه لغوياً المترجم العبراني السبعيني الذي لم يحتج لمرجعية رسولية ولا معرفة آبائية أرثوذكسيّة ولا لمعرفة بالعهد الجديد على أي نجو لكي يفهم من "العبور عبر البحر" أن القصد هو "الهبوط إلى الهاوية"..

   ومزيد من خيبة التفسير أن الموضوع ليس به أي تفسير ولا حتى من مترجم السبعينية نفسه.. فتلك صيغة شبه حرفية شاعت في فكر الناس جميعاً قديماً أن عمق البحار هو موضع الهاوية، فتسمّى البحر بالهاوية والشواهد تترى واختار منها هذا: "صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي  لأنك طرحتني في العمق في قلب البحار" (يون2: 2-3-- وبالمناسبة فهذا المعنى الدارج للبحر قديماً هو مفتاح فهم المعمودية الغائبة تحت ركام الشروح الفاشلة، فهل يدرك ادلكتور وتلاميذه ذلك ام هو غائب عنهم بدورهم فيما هم يصححون الاخطاء التي تصطدم وفقط بمرجعيتهم الغريبة؟!).. فهل كان يونان النبيّ يفسر بالتفسير "الغير الحرفيّ" هو الآخر؟ بولس إذاً على كل وجه لم يفسِّر أصلاً يا عم الدكتور، بل الشاهد متوفر في ترجمة معروفة صحيح أنها لم تخل من العنصر التفسيريّ ولكن في هذا الموضع فالموضوع أكثر رواجاً في الاستعمال من الاحتياج لتفسيره، خلا أن الدكتور قد تسرّع في اختطاف أي مثال لدعم فكرته.. 

   ثم بعد جولة مع معاني كلمة "واحد" بها من فقدان المنطق اللغويّ ما بها، فإنه يصل لنقطة يفقد فيها الصواب بشكل مريع.. يقول:

   "يمكننا أن نقرر ان المعنى الحرفي لكلمة "الله" بنفي وجود الثالوث؛ لأن الله في المسيحية ليس هو "الله" فقط، بل الله الآب والابن والروح القدس. ولذلك، فإننا عندما نكتب او ننطق كلمة "الله" دون أية إضافة مثل الله الآب أو غيرها، فإن الخطاب لا يكون مسيحياً بالدرجة الأولى؛ لأننا لا نؤمن بالله هكذا مجرداً، ..."[ix]

   لا عجب بقدر ما أن النتيجة تأني من مقدماتها مع الغيور على مقدماته، ومقدمات د. بباوي مرجعية غير تامة التوافق مع الكتاب المقدس وغير طيبة العلاقة بالمنطق.. وأما العهد الجديد فكلمة "الـله" فيه فهي تفيد الإشارة رأساً للآب، بقوة اصطلاح تسمية اسم العلم، ويصح تسمية الابن والروح القدس بكلمة "الـله" ليس كاصطلاح اسم علم ولكن بقوة المعنى المفهوم من السياق، والذي يعود بالضورة أيضاً بعلاقتهما بالآب من حيث المسيح هو كلمته وحكمته وقوته ومن حيث الروح القدس هو روحه الذاتيّ.. لا مشكلة هنا في التفسيب الحرفيّ أو التفسي المباسر لمعنى الكلمة.. هي اصطلاحاً كاسم علم تشي للآب وهي بقوة المعنى يجوز ان تشي للابن وللروح القدس من حيث علاقتهما بالآب وكما يفهم القارئ في سياق أي شاهد ترد فيه التسمية خاصة بالابن وبالروح، وليس بعيداً مفتتح إنجيل يوحنا الذي لا يستقيم معه محاولة د. بباوي وصحبه تمرير ادعاء أن "الـه" حيثما وردت حتماً تفيد الاب والابن والروح القدس لانها في "يو1: 1" تفيد الآب وفقط الآب مباشرة، وتعود مفردةً على الابن بغير أداة التمييز.. ولو جاز رفعها ليستبدلها تعبير "الآب والابن والروح القدس" لصار مفتتح إنجيل يوحنا مرتبكاً هكذا "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الآب والكلمة والروح القدس وكان الكلمة اب وابن وروح قدس".. تغيب هذه عمن حسبوا أنفسهم في نزق اختطاف التعابير الباسليوسية ويغيب عنهم بالمرة مرجعيتهم الآبائية ذاتها متمثلة في شرح أثناسيوس ولغته، ومتمثلة في حدود قصد شرح باسيبليوس ذاته لصيغته.. فلا غرابة أنهم، ومنهم د. بباوي بلا شك، يستعملون صياغة مصطنعة حديثة ولا الآباء استعملوها، في إصرارهم الصبيانيّ على القول "الـله، الآب والابن والروح القدس، في كل مرة كأنما العقيدة ستضيع لو لم يسندوها بتكرارهم المختلق ذلك.. ولكن ما يوفره د. بباوي هنا للناقد هو لقطة سقوط منطقي لغويّ يفوق التوقع وليس مجرد وهم مفرط الحميمية بتعبير مختلق صبيانيّ الإلحاح.. إنه هاهنا يقدم نموذجاً لغيبوبة منطقيّ لو أتوقع تورطه فيه رغم توقعي لمبدأ مشاكل استنتاجاته في منطق اللغة.. لا لم أتوقع تورطه حتى هذه الدرجة المضحكة ولكني سأحاول معها اختصار كل ما يخطر لي من أسئلة استيقافية التي ليست بقليلة:

   هل الكلمة الواحدة تنفي غيرها؟ لو قلت بباوي هل أنفي أنه د بباوي؟ أم أن الكلام يستقيم طالما يتضح المعنى من سياقه؟ ويكون تفسيره مباشراص وحرفياً بلا إشكال بقوة السياق الدالّ؟ وهل لو قلت د بباوي ينفي أن رسالة الدكتوراه لديه في طقس المعمودية؟ لمجد أن التسمية لا تحدد تفصيل مسوغاتها؟ أم تفيد بقوة خلفية اطلاع السامع أن موضوع بحثه أتم فيه نوال درجته؟؟

   ثم تراجع لفظي حرفي من جانب د. بباوي يحتاج لاستيقاف ومراجعة في فهمه لكيف تعمل اللغة أصلاً، ذلك أنه يقول الآن إن الاكتفاء باسم "الـله" يجعل الخطاب غير مسيحيّ  "بالدرجة الأولى" فهل هو هكذا "بالدرجة الأولى" أم كما قال "على الإطلاق".. هو نفسه قبلها بسطرين أنه قول غير مسيحي على الإطلاق لانه ينفي الثالوث! فكيف نزل عليه التخفيض وصار فقط "غير مسيحي بالدرجة الأولى"؟ واضح ان د. بباوي شعر بفداحة مقولته فحاول تخفيفها ولكن لم يشأ أن يعدّلها.. والمؤكد أنه إذا شاوى القولين معاً فإن لديه مشكلة في فهم اللغة قبل عمل تفسيرها..

   وفوق هذا "التنازل" فكيف يواجه د. بباوي مئات الشواهد الكتابية التي يذكر فيها "الـله" فقط دون إضافة؟ في البدء خلق "الـله" السموات والأرض"... أم هذه من العهد القديم لا تلزمه؟ الكلمة كان عند الـله... أتت كلمة الـله منفردة ولمن يتحرّى التفسير يفهم أنها اسم علم للآب تعييناً ولكن الشاهد أنه تسمّى "الـله" هكذا دون زيادة في التسمية ودون أن تشير الكلمة مباشرة للابن ولا للروح القدس.. والشواهد بلا حصر في استعمال كلمة "الـله" بأداة التمييز النحويّة مجردة.. لن يجد الدكتور هنا إلا الرد أن هذه الشواهد لها سياق يفيد الإضافة المطلوبة ضمناً.. ولكن هذا هو عين الرد لكل مسيحي إذ سيفيد أنه يقصد الثالوث في وحدانيته عندما يقول "الله" فهل من اعتراض؟ ولكن أظن الإشكال أن د. بباوي بتعسف مرجعيته وحيودها عن المرجعية الكتابية فهو هنا يُعلي شأن صِيَغ بعينها، يرى الإيمان حكراً عليها، ولما كان الكتاب المقدس له لغة متميزة عن لغة تلك الصياغات بصحيحها الكثير وخطئها المتوفر على كل حال، أقول لما كان الكتاب المقدس له لغته النافذة فإنه يخرج من حسبان د. بباوي من حيث الأمر الواقع، وكان هذا مثالاً!

   إذاً وبكل غرابة ففي "الشركة في الطبيعة الإلهية والتفسير الحرفي المرفوض ارثوذكسياً، 2008" وفي فصل "3-- استحالة استخدام المعنى الحرفي، " دعاني الامر باول مطالعتي للعنوان للاستغراب ولازلت في بداية تعرفي على د.بباوي، لماذا يستحيل؟ وما مثال ذلك؟ زما هو المعنى الحرفيّ أصلاً في فهمه حتى يقول إنه يمكننا أن نقر أن المعنى الحرفي لكلمة الله ينفي وجود الثالوث..
ماهو هذا "المعنى الحرفي" الذي ينفي الثالوث؟ لا يفيد في الموضع الذي بدأت قراءة الكتيب منه لاتصاله بموضوعكان موضع مناقشة..
ولكنه يكمل في نفس الموضع شرح فهمه وعلة احتجاجه فيقول "لان الله في المسيحية شرقاً وغرباً ليس هو "الله" فقط بل الله الآب والابن والورح القدس"..
ما المشكلة أن يكون الـله ثالوث واسمه الـله؟ وماذا تعمل علامات التنصيص لديه؟ واضح أنه يستعملها ليفيد أنها تشيرللمعنى الحرفي الذي لم يقل في الفصل المعنيّ بالنظر هنا ما هو: لم يفد به ولا عرّفه على أي نحو ليشرح سبب حنقه عليه، ما لزم مراجعة الكتيب من بدايته حتى ظهر أن المعنى الحرفيّ لديه هو المعنى الذي لا يتغير مع السياق!! كلام فارغ من الصحة، ولكن أؤجِّل مناقشة ذلك الخلل المنطقيّ لحينما أنتهي من ضبط هذه الفقرة، والذي سيسير (عمل الضبط) بالمتاشي معه..
لذلك عندما نكتب او ننطق كلة "الله" دون أية إضافة مثل الله الآب او غيرها، فإن الخطاب لا يكون مسيحياً بالدرجة الأولى؛ لأننا لا نؤمن بالله هكذا مجرداً، وهل من يقول "اللـه" يقول إنه يقصد الكلمة هكذا مجرداً؟ إنه يقصد الآب وبالضرورة متحداً بكلمته وروحه ما المشكلة؟ بل كما يقول قانون الإيمان" "نؤمن بالله الواحد الـله الآب" قانون الإيمان يرد على بدعة تنفي لاهوت الابن فلزم تفصيل طبيعة الرب الإله بحسب الإنجيل، ولكن بداية قانون الإيمان مع دقة الموقف لم تحتج للتورط في نزق الخبل اللغوي ذاك فقالت "نؤمن بالله" بحسب نص ترجمته-- ولم تقل إن الكلمة حرفية ولا إنها لا تجوز ولم تمنعها من تفصيل المعنى بحسب فهم قائلها الذي هو كل مسيحيّ يؤمن بالآب.. ! الواحد مع ابنه وروحه القدوس بضرورة الطبيعة الإلهية في الإيمان المسيحيّ..
ثم ينتقل د. بباوي ليورد فصلاً من فصول "ضد الأريوسيين" لإثبات عدم صلاحية الكلمة!! ولا أكثر انقطاعاً في المنطق بين ادعائه العجيب وبين ما اورده فالفصل يتكلم عن رد أثناسيوس على "حجة" الاريوسيين المصادة للاهوت الابن التي تقول إن الابن واحد مع الـله الآب مثلما عموم البشر واحداً معه، ويرد اثناسيوس بأن الفارق هو بين كون الابن واحداً بالطبيعة والحق بينما البشر توحدوا مع الآب بالنعمة.. فأين ما في هذا الشرح أو في ذاك الاحتجاج المبتدع ما يجعل كلمة "الـله" بمعناها الحرفي؟.. ولأن الإشكال ليس في كلام أثناسيوس ولا في التشكيك في دقة د. بباوي بموضعة شواهده فإن الواحد يثبت مرجع د. بباوي بكل سرور كما أوده هو وها هو: "ضد الاريوسيين 3: 19 و3: 21"..

   استغراباً لحنق د. بباوي على التفسير الحرفيّ في فصل كتابه الثالث عدت للفضل الأول لأجد العجب العجاب ما زال بعدما عرفت أكثر من مادة وعوائد د. بباوي في انتاجه..
لقد اختزل التفسير الحرفي كمنهج عام لتفسير النصوص اختزله للمعنى الحرفي للكلمة المفردة، والذي عرفه بدوره تعريفاً خاطئاً، ودعم ذلك كله بمثل ممتلئ أخطاء.. خطا مكعَّب التراكب من ثلاثة مغالطات وأنقل عن فهم د. بباوي لـ"التفسير الحرفي" بعض كلامه بالحرف..
ولا أكاد أصدق تلك السذاجة التي لا أفسرها إلا بمرض الغرض..
معنى التفسير لدى بباوي يحتاج تفسير لسقوطه المستيكي في فشل فهم معىنى كلمة تفسير..
تعريفه للتفسير الحرفي يجمع غياب كل معاني التفسير بشكل غير مفسر إلا أن الغرض مرض..
أول أخطاؤه أنه اختزعل معنى "التفسير الحرفي" إلى "تسير الكلمة الواحدة" دون أن ينتبه أن التفسير يشمل نصاً كاملاً لا مجد كلمة، فإن كانت الكلمة قد وردت مثلاً في السياق بمعنى مجازيّ فيبقى هنالك تفسير حرفيّ لكامل الفقرة يشمل التفسير المجازيّ للكلمة، ولكنه اعتبر بخلط بيّن غير هيّن أن التفسير الحرفيّ يخص "الكلمة المفردة" كما ظهر من شرحه بمثال لكلمة "واحد" وسآتي لها فتلك سقطة متسلسل أخرى.. السقطة الثانية أنه حتى في حدود تفسير الكلمة المفردة فقد أخطأ في صياغة معنى "التفسير الحرفيّ" لها..
فمعنى التفسير الحرفي لديه أنه معنى لا يتغير مع أي سياق، وهذا خطل وسطل.. ليس هناك أي معنى لا يتغير مع السياق حرفي كان أو روحي او رمزي او حتى وهمي.. السياق عنصر رئيس من عناصر معنى الكلمة حيثما وردت..
المعنى المستقل عن السياق الساكن في القاموس كما يشت تعريف د. بباوي هو "المعنى المجرد الأصليّ" للكلمة قبل توظيفها في سياقها.. وليس هو معناها الحرفيّ الوحيد كما سيظهر من مثال: كلمة أرض مثلاً إذا عاد الواحد لمعناها "المستقل عن السياق" سيجده تسمية الإنسان لما تحت قدميه كمقابل للفضاء وللبحار أيضاً الحال فوقه..
وقتها لم يعرف الإنسان أن "الأرض" كروية ولا أنها كوكب من الكواكب.. فالمعنى الذي يدعوه د. بباوي حرفيّاً سيكون لكلمة الأرض هنا محجوزاً في الإشارة وبشكل دائم لما تحت قدمي البشر.. ولكن:
في علوم الفضاء حين يٌفال الأرض فهو يشير لكوكب يشمل محيطاته
السياق ادخل الماء في تعريف الكلمة وهنا فتفسي الأرض أنها الكوكب الشامل لبحاره ليس تفسيراً روحياً بالتأكيد ولا مجازياً لأنه بلا تشبيه ولا بديع ولا أي شئ إلا قصد مباشر يفهمه السامع من سياقه تلقاءً.. وبالمثل في استعمال كلمة أرض في علوم الكهرباء فإنها تفيد الناحية التي تستقبل الإلكترونات ولا تدفع بها ومرة ثانية فتفسيرها هكذا "في سياق الكهرباء" ليس إلا تفسير حرفيّ أي المعنى المباشر المفهوم للحرف في سياقه.. ولا حاجة لمتابعة كل استعمالات الكلمة مع كفاية ما سبق للإفادة بمعنى التفسي الحرفيّ أنه المفهوم تلقاءً دون مجاز ودون مز ودون بعد روحيّ للمعنى المباشر لقصد المتكلم.. هكذ يكون فهم التفسير الحرفيّ للكلمة في سياقها وللفقرة من حيث مجموع كلماتها.. ولو أصرّ د. بباوي على تعريفه فليأتي بنموذج واحد من أي موضع كان لفقرة لها تفسير حرفيّ أصلاً حسب ادعائه الليكسيكال الفيلولوجيكال ذاك..
وفوق هذا وهذا فهذه فوقهما من طرائف الارتباك اللغوي لديه فتعبيره ذاته "تفسير الكلمة" يتضارب مع افتراضه ان التفسير" الحرفي" يكون معنى واحد مستقل-- طالما المعنى واحد ومستقل فما هو معنى التفسير هنا؟ أي تفسير لكلمة مطلقة المعنى؟
كيف يكون تفسيراً إذاً؟ ماذا يفسرررر؟ لا يبفى منه إلا أن يكون تفسيراً قاموسياً على مستوى الكلمات المفردة وتفسيراً إعرابياً للجملة المفيدة على مستوى الجمل، ولكن د. بباوي يتكلم عن مدارس ومناهج تفسير كتابية فيقبل منها أرثوذكسياً ويرفض وإذا به يرفض شيئاً لم يدخل مناهج التفسير الكتابية أصلاً بحسب خطل تعريفه.. لا لم يدخل هذا الشئ الذي عرّفه د. بباوي بأنه تفسير حرفيّ" لم يدخل أصلاً في مناهج التفسير الكتابيّ وما كان أغناه من محاولة تبرئة "المنهج الأرثوذكسي" منه.. ألم أقل ان كلمة تفسير أفلت تفسيرها من د. بباوي! لعله فسّرها بدورها تفسيراً مستيكيّاً غير حرفيّ وأخيراً فتوطئة أو بالأحرى تواطئاً مع قصده المسبق شرع في إعطاء مثال من معاني كلمة واحد ولا أهزل..
لا مفاجأة فالمستيكيون يبغضون المنطق واللغة والكلمة هما واجهة المنطق أليست لغة لوغو لوغوس هي اللغة والكلمة؟

قبل الدخول في الخلقة الثالثة من تيه د. بباوي اللغويّ بإتيانه بمثل مريع الملل وممل الترويع لولا تسلية ما به من خطأ، أختم ما سبق بتعريف "التفسير الحرفيّ من الموسوعة البريطانية:
Literal interpretation asserts that a biblical text is to be interpreted according to the “plain meaning” conveyed by its grammatical construction and historical context. The literal meaning is held to correspond to the intention of the authors. This type of hermeneutics is often, but not necessarily, associated with belief in the verbal inspiration of the Bible, according to which the individual words of the divine message were divinely chosen. Extreme forms of this view are criticized on the ground that they do not account adequately for the evident individuality of style and vocabulary found in the various biblical authors. St. Jerome, an influential 4th-century biblical scholar, championed the literal interpretation of the Bible in opposition to what he regarded as the excesses of allegorical interpretation. The primacy of the literal sense was later advocated by such diverse figures as St. Thomas Aquinas, Nicholas of Lyra, John Colet, Martin Luther, and John Calvin https://www.britannica.com/topic/hermeneutics-principles-of-biblical-interpretation#ref70428

يمكن ترك د. بباوي يحتج بأن البريطانية ليست أرثوذكسية وأنها حرفية مادية غير معنوية فليكن كل ذلك، ولكنها تفسر معنى التفسير الحرفي وهي أولى بتفسيره من د. بباوي..
ليبقى د. بباوي في تخليص مشكلته مع الموسوعة ولا يعطل ذلك لأبعد من هنا عن إتيان دور المثل الممل الذي تعب د. بباوي في تجميع حلقاته ولم يخفف من تعب متابعتي له بالضبط رغم ملله إلا ظرف تعليقات ضبط الخطأ المتواصل من حلقة لأخرى، وهو بالمرة حق القارئ أن يتسلّى بالتعليق الضاحك معي جاء تعبه في القراءو،اطلتث قبلاً وسأطيل أطول لاحقاً من باب أخذ الحق من خبل محاولة دز بباوي اللغوية التفسيرية بالتسلي لشخصي الضعيف ولمن يكون من نصيبه قراءة هذه الورقة إن كان:

!!وحايد د. بباوي

في كتيب "الشركة في الطبيعة الإلهية"، 2008د, بباوي، موقع كوبتولوجي، فصل "المعاني الاربعة لكلمات الوحي المقدس" يتساءل بالنص: "ما هو المعنى الحرفي لكلمة واحد؟" كأنما سيسد أبواب الهواء عن منافس خصومه، ويسوق ثماني نقاط بأكثر من عشرة شواهد ليقرر أن المعنى الحرفي لكلمة "واحد"، الذي هو واحد هو في العدد كما يفهمه كما أوافقه عليه في مرة نادرة من مرّات الموافقة، يقول إن المعنى هكذا لكلمة "واحد" لم يظهر في شواهده هنا يعود حاله معي للاختلاف شبه الدائم.. اختلاف في التفسي والمنطق والفهم، واختلاف في الغرض مقابل النقاء منه..

وقبل الشروع في فحص استمثال د. بباوي بمعنى كمة "واحد" وحتى لا تتوه لقطة رئيسة كاشفة وكاسفة لخط السير المضحك المحزن ذاك، أرصد أولاً أن كل ما سيعمله د. بباوي، سواْء صحيح أم خطأ (هو تحت الخطأ لدرجة الهزل الهزيل ولكن ليس موضوع هذه الملاحظحة)، كل ما سيعمله في هذه الفقرة أنه سيحاول إيجاد تفسير في كل مرة يعتبره لا يجتمع مع كون كلمة "واحد" تفيد معناها الحرفيّ، وفي كل مرة فـ"تفسيره" بديهية لا خصوصية منهجية ولا مدرسية ولا طائفية ولا أي شئ لها، كل ما سيظهر في مثله المضحك "تفاسير" فوق كونها لا تناقض كون الواحد واحداً فإنه يفسرها هكذا بروتستانتي وحاصل على الابتدائية وساقط الإعدادية غير مسيحي وحتى كوتاليكي، ويفسرها هكذا الأرثوذكسي ليس لكوه أرثوذكسياً ولكن لكونها بداهات غير جديرة بأي شرح!! وبنفس الهزل يمكن لأي واحد أن يأخذ حروفاً مثل "إلى" أو "على" أو "بلى" أو "ولا" أو "لو" أو "أو" ويفحصها في أسفار العهد الجديد ليثبت أن معانيها ليست حرفية، أو كلمة "بالحريّ" ليثبت أن الحرارة غابت من معناها، وهكذا من هزل-- ولكن أن يسميه "تفسير أرثوذكسي فذلك تركيب للهزل فوق الهزل.. فليكن أن "واحد" ليست واحداً في العدد فليكن ولكن لا علاقة لذلك المجهود "اللغويّ"، مع استسماح علوم اللغة، لا علاقة له بتفسير أرثوذكسي ولا موضوع أرثوذكسي ولا قضية أرثوذكسية ولا حتى بروتستانتية ولا أي شئ من هذا-- مجرد محاولة تفسير للكلمة وإثبات أن معناها هو هذا وليس ذاك، فما أدخل ذلك في قضية دقيقة تحمل عنوان "التفسير الأرثوذكسي"؟ لا شئ إلا حالة تيه لا أرى دافعاً إليها إلا الغرض حين يتطاول على عمل التفسير وشرح الإيمان.. فلا د. بباوي دخل في قضية أرثوذكسية من أصله ولا خرج من مهزلة لغوية.. فقط واتته حالة إثبات أن تفسير معنى كلمة "واحد" على أنه واحد في العدد هو فهم خاطئ!!
والصحيح أن كل الشواهد تتأسس ليكون لها معنى أي معنى من حيث المبدأ على "المعنى الحرفي" لكلمة واحد والتي هي واحد في العدد..
ففي استشهاده بـ"واحد من الانبياء" (مت16: 14) يتساءل: "الواحد هنا قد يكون واحدا حسب العدد وقد يكون الواحد المجهول الذي لا هوية له" الواحد المجهول الذي لا هوية له واحد مجهول لا هوية له وعدده واحد مجهول لا هوية له.. ماذا ينفي كونه واحداً في العدد لأنه واحد "مجهول" أي غير مُعيَّن؟ لا شئ.. كونه واحداً ينفي كونه أكثر من واحد لا أكثر.. ما الفرق؟ المجهول في هذا السياق هو نبيّ واحد مجهول وليس مجهولاً رمزياً ولذلك فهو واحد في العدد وليس نكرة يفيد التعميم. يخلط هنا د. بباوي بين أسلوب التنكير البلاغيّ وبين الإفادة بعجز المتكلمين عن تعيين أي الانبياء القدماء هو "الواحد" الذي هو أمامهم الذي هو المسيح..
ويهون الخلط بين التنكير البلاغيّ وعدم التعيين المُعيّنة حدوده مع ما أكمله د. بباوي في ربطه للواحد المجهول بـ "امرأتان تطحنان على الرحى" (مت24: 41) على اساس أن الواحد ممكن يكون اثنين.. وحتى مع هذا فالاثنين هما اثنتان في العدد واللغة هنا لغة مثل.. والمثل يقوم على تحويل المعنى الحرفيّ لمعنى تشبيهيّ، والشق الحرفيّمن المثل هو امرأتان اثنتان في العدد والشق البلاغيّ هو الدفع بهما كافتراض تمثيليّ أو عنية دالة على ما سيحدث حين يدخل الرومان ليأخذوا من كل اثنين واحداً للسبي.. لا شئ ينكر المعنى الحرفيّ إلا الشئ الذي ينكر القصد من المثل الذي يفقد معناه طالما فقدت الحروف معانيها الحرفية..
ما بعدهما يواصل د. بباوي مجهوده فيقدم "مت25: 15" مع الوزنات..
ويتساءل إن كانت الوزنات خمسة بالعدد؟
لا يفهم لغة الأمثال: لغة الامثال تعتمد على تصوير لا يُفهضم معناه ولا يتصوّر للصامع إلا متى فهم "المعنى الحرفي".. ومنه يبني المعلم المعنى العام القائم في شرحه على المعتى التصويريّ الخاص.. فلو لم يتصور السامع أن الوزنات هم خمسة في المثل فلا يقوم مثل أصلاً..
فرضاً قال الرب إن "العبد أخذ عدداً من الوزنات أكثر من غيره" وسار في المثل بغير تعيين رقميّ فنفس الإشكالية الافتراضية ستبقى قائمة بحسب إشكالية د. بباوي مع فهمه لمعنى التفسير الحرفيّ، فسيواجه د. بباوي إن كانأميناً مع فهمه سؤال: "هل كلمة "عدد" هي حرفية أم لا؟" وهل "أكثر" حرفية أم لا؟ وهل "غيره" حرفية أم لا؟ :) لكنه لن يلتفت للمشكلة هنا لأنه انعقد على غرض مريض قاده لاستعمال مثل عليل وهكذا.. وعلى كل حال فنعم الوزنات خمس عددياً أي حرفياً وهي كذلك في سياق كونها في مثل افتراضيّ..
لم يتوقف د. بباوي ولن اتوقف: ينتقل لـ "يو7: 21" مع قول الرب "عملاواحدا عملت" ويفسره هو أنه يفيد الاستنكار وليس عددية العمل!!
الرب يهزأ باليهود وليثكن هزء@ استنكارياً لن اكسف د. بباوي في كلمته طالما توافق، ولكن ما مشكلة أن العمل هو "واحد" بعدده؟ الرب هنا يقصد عمل واحد بالعدد يشير له بعينه ولو قرأ د. بباوي النص سيجده يتكلم عن عمل واحد بالعدد سبق إيراده قبلها بأعداد في "يو7: 15": " فَتَعَجَّبَ الْيَهُودُ قَائِلِينَ كَيْفَ هَذَا يَعْرِفُ الْكُتُبَ وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ"..
أما كون العمل المقصود واحد بالعدد فينبني على هذا المعنى الحرفي العددي فهم الرب كيف يستهزئ باليهود، أول لأقل يستنكر عليهم تعجبهم حتى لا أكسف د. بباوي بغير لزوم، الذين يتعجبون من عمل واحد في حين أن عجائب الرب لا تُخصَى واكثرهم يعلم بها فوق ما سيأتي بعد ذلك من أعمال حتى يتم الرب عمله بعمل الأعمال كلها بآيته الواحدة آية يونان أي صليبه وقيامته في وحد عمل واحد (أهو دي واحدة حسناً أنها أفلتت من قائمة د. بباوي.يا ستر ربنا)..
وليس المنتهى بعد مع وحايد د. بباوي!!
فيفسر "مت8: 9" أن خروجهم واحداًفواحداً" تفيد التتابع..
أي إيداع في ذلك؟ وهل لو كانوا قد خرجوا اثتين اثنين كانت تفيد صف مدرسي في نشيد الصباح؟
العدد عدد.. الجميع خرجوا هذه تفيد أن أحداً لم ينكص عن الخروج و"واحداً واحداً" صيغة تأكيد أن الجميع شاملة غير هاملة بغير مبالغة في استعمالها هنا (أي حتى "جميع" هنا تأتي ليس فقط حفية بل قاموسية صرف).. هكذا تعمل اللغة ويقوم استعمالها على المعنى العددي للواحد والذي بغيره يفقد ميكانيزم التأكيد دلالته.. ولكن مع د. بباوي فلا تأكيد ولا شرح لان كله مستيكي سرائري فينبغي من ثم أن نفهم أن هروجهم واحداً واحداً له بعد بعيد عن أبعاد تاكيد الإنجيليّ أن ولا واحد قد جسر على عدم الخروج أمام الرب.. فهم تأكيد خروج الجميع قائم ببساطة على عددية الواحد وبالمناسبة أفيد هنا بتفسير فات د. بباوي للمعنى لانصرافه غير المتزن عن المعنى للتكيز في إنكار واحدية الواحد ، فما وصفه الإنجيليّ يوحنا هنا يوافقه تاريخياً (تاريخياً وليس حرفياً هذه المرة) عوائد اليهود وقتها، فالخروج بالترتيب ولا يملك واحد الانصراف من محضر مجموعة بغير إذن من يكبره فهكذا لم ينصف الأصاغر قبل انصراف الأكابر وهذا ما يصرِّح به الإنجسل حرفياً ليتوافق التفسير الحرفيّ مع التاريخيّ ولا عزاء لـد. بباوي مع هذها الشاهد كما مع ما قبله. وياللتعب فلايزال هناك ما بعده..
يستمر د. بباوي فيضيف "رو3: 10" لقائمته، ومها يؤكد أن"ليس بار ليس ولا واحد" لا تفيد العدد لكن نافية ومؤكدة، والحقيقة فهي تؤكد ما هو أكثر من انه ليس بار ليس ولا واحد فهي تؤكد أن جهاز البحث الرقميّ الذي يملكه د. بباوي نجح في تجميع شواهد ليست بقليلة بشهادة أصابعي المرهقة من الكتابة والكيبورد التي كادت تنطق بالتعب.. ولكن عندما يصيب د. بباوي فليس بيني وبينه خصومة شخصية ولو كان فلا انساق واؤ خصومة فأخالف الحق وهنا تكلم د.بباوي صحيحاً عندما أفاد بالبديهيات أن الجملة نافية ومؤكدة، ولكن فاته علام تؤكد؟ مفاجأة: إنها تؤكد على نفي العدد :) تؤكد أنه ولا واحد بار امام الرب.. ومفاجأة تفسيريّة أخرى لد. بباوي ولغيره كثيرين، فالواحد هنا ليس واحد فرد ولكن واحد نوع، لأن هناك أفراد أبرار قبل المسيح وإنما هو بر في حدود الضمير والناموس، وإنما هذا الشاهد عينه ينفي البر عن أنواع البشر عبر محاولاتهم لتبرير أنفسهم، فليس نوع ولا واحد نجح في تبرير كل اتباعه تلقاءً قيبقى ان المتبررين تبرروا بمجهو فرديّ انجخه الرب وليس بفضل من الناموس ولا الضمير ولا العلم ولا الرقيّ الاجتماعيّ ولا أي طريق يضمن التبرير من تلقاء ذاته، وابسط برهان على هذا الشرح أن نفس المزمور بتكلم عن عدم البر بما لا يمكن وصم كل الأفراد به فيظهر أنه يتكلم عن كل فشل طرق التبرير في تبرير اتباعها بالضروة.. تفسير يحتاج لفهم معنى تفسير وبه ما يزيد واختصره لضيق المجال، الذي لا يضيق عن تكرا أن "واحد" هنا واحد عددية والعدد هنا يصف فريقاً لا فرداً.. وأما "رو3: 30" "لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ" فواحد هنا عددياً لا أعلم إن كان وحدانية الـله العددية هي أيضاً موضع قلق لدى د. بباوي لا يمكن هذا، ولكنه تاه مع فرضية غير ذات موضوع فبحث لها عن شواهد غي ذات موضع فلما لم يجد تحوّل لالتشويش على بساطة الشواهد المتوفرة.. واحد هنا أي كيان إلهيّ واحد ولا أبسط ليس له مثيل آخر يقاسمه اللاهوت أو رئاسة أعماله أو الإرادة العليا له.. وهذه الواحدية يقوم عليها توظيف الرسول لها في الشاهد لينبه اليهود ان مصدر التبرير طالما من الـله فهو مصدر واحد أي أن من أعظامهم التبرير هو نفسه من يبرّر الأمم فإن اعترضوا على تبرير الأمم فهم يرفضون تبرير انفسهم لرفضهم إرادة نفس المصدر الواحد.. سول يفهم اللغة جيداً بلا تهاويم وهكذا تعمل اللغة وهكذا قصد الرسول وهكذا أتعب د. بباوي أصابع الواحد في الكتابة دون جدوى كبيرة خلا ضبط هذا الملف وختمه دون إهمال شوارد..
وخبر سار حين يصل د. يباوي لآخر استشهاداته وأي سور أعظم في هذا السياق من بشرى اقتراب راحتي مما ألزمت به نفسي في المتابعة، والشاهد الأخير هو "رو15: 6" والذي يصل معه د. بباوي لتمام حماسته الظاهرة في قوة أسئلته واختصارها الدالّ فيقول:
وماذا نقول عن النفس الواحدة والفم الواحد؟ يتساءل د. بباوي ويجيب شخصي الضعيف: نقول إن الوحدانية هنا في التوافق فتصير الألسنة المتعددة متحدة في كلام واحد كأنه لسان واحد هو الذي يتكلم فيصير كياناً واحداً معنوياً لا جسدياً ولكنه معنوياً كيان واحد لا كيانين لا ثلاثة ولا اربعة ولا إلى مالانهاية من الأعداد الطبيعية وإن كانت الأعداد الطبيعية لا تتوافق حرفياً مع سياق كلام د. بباوي غير الطبيعيّ.. يختم د.بباوي تساؤلاته بسؤال: "هل يمكن يبعد كل هذه الأمثلة أن نقول ان هناك معنى حرفيا لكلمة واحد؟ أي معنى لا يتغي أياً كان السياق؟" وأعود بدوري للإجابة إذ ينبغي أن نكمل كل احتمال لكل لغو: هل يمكن بعد كل هذه الإجابات أن نقول إنك تتكلم كلاماً علمياً أو حتى مجرد كلام عاقل؟ علماً بأن المعنى الحفيّ لا يمكن فهمه بدون السياق! وأن المعنى الحرفيّ للكلمة المفدة يغاير التفسي الحرفيّ للفقرة!! مع شكر الرب على الانتهاء من هذه الفقرة بغير إهمال نقطة وبغير نقطة:)

   الخلاصة الحاكمة في مؤاخذة "حرفية" "ذهنية" "روحية" "تفسيرية" لازمة بشأن تقريره غير الصحيح أن التفسير الأرثوذكسيّ لا يقبل التفسير الحرفيّ.. الأرثوذكسيّ هو المستقيم والمستقيم في الفهم لا يهمل الحرف لأنه وعاء الكلام وإنما يفهم الكلام بسياقه حرفاً وروحاً..

   ويجد ختام الفصل كله بمفاجأة بالمرّة: "الحرف يقتل والروح يٌحيي" (2كو3: 6) تعني شيئاً آخر غير أن "التفسير الحرفيّ" يقتل كما يروجون بعدم فهم لا يخلو من عدم العلم.. بل تفسيرهم له هو التفسير الحرفيّ الخاطئ!! أي الذي يعترض على التفسير الحرفيّ هو الذي يستعمله وليس هذا فقط بل يستعمله خطئاً!! هذا الشاهد يقابل بين عبادة عهدين، فيضع العبادة بالحرف أي بالناموس والعبادة بالروح أي بالنعمة، ولا يتكلّم عن تفسير الشواهد المكتوبة أصلاً على أي نوع من التفسير كان حرفيّاً أم رمزيّاً.. أي أن العبادة بالحرف يمكن أن تفسر الشواهد رمزياً وتبقى عبادة بالحرف لأنها بغير نعمة، والعبادة بالروح يمكن أن تفسر الشواهد حرفياً وتبقى عبادة بالروح لأنها بنعمة الروح.. ولا عزاء للغرباء عن المكتوب..

 

 

الحرمان

   ويقول، وبالأحرى يدَّعِي، وبأكثر تحرّياً يدعي خاطئا:

    "لا يعرف القانون الكنسي شلح كاهن أو عزل أسقف إلا لأسباب عقائدية بحتة. أما الأمور الشخصية مثل السرقة أو حتى الزنى ... إلخ فهذه تعالج روحياً."  [x]

   1) ليس من قوانين كنسيّة؟ بل قوانين كتابيّة.. اعزلوا الخبيث من بينكم.. قانون رسوليّ..

   2) ود. بباوي نفسه يدركنا في عين نفس ذات الجملة بالرد على ادعائه، ويحكم علىه بأنه مخالف للحقيقية، فهكذا يستكمل الجملة: "ونظرة آباء البرية العظام "بيمن"، و"موسى الأسود" جديرة بالاهتمام؛ لأن هؤلاء، أى آباء البرية لم يكونوا على وفاق مع نمو السلطة القانونية للأساقفة، ولذلك خالفوا الكثير من أحكام القوانين التي نشرها بعض الآباء."[xi]  

   فهناك إذاً قوانين يفترض د. بباوي أن آباء البرية العظام لم يقبلوها.. فكيف يدعي بأنه لا يعرف القانون الكنسي إلخ" ؟؟؟

   أم لعلها إشارة استطراديّة لقوانين أُخرى غير عزل الإكليروس بسبب "الأخطاء الشخصيّة" وهنا يتحوّل السؤال إلى: وما الدلالة من الاستشهاد بما لا يدل على شئ؟

   وهو على كل حال لا بفيدنا بماهية هذه القوانين التي قاومها آباء البرية العظام مرجعها حتى نناقشها ونلتزم عن ألزمتنا ونفند إن شط به الاستشهاد وفي غياب ماهية هذه القوانين التي قاومها "آباء البري العظام" غياب للدليل الذي هو دليل مضاد فيما يبدو والذي لم يفدنا بغيره..

   3) وحتى استدلاله "بآباء البرية العظام" لو صحّ لا يسند ادعائه.. لأن "آباء البريّة العِظام" كانوا يتعاملون بقوانين لرهبان تركوا كل شئ وأول كل شئ المناصب الكنسيّة.. ولم يكن بينهم اساقفة ليقنِّنوا لسقوطهم بحسب نوع خطاياهم.. وأما الكهنة القساوسة فما كان أقلهم بحسب تقليدهم الرهبانيّ، وحتى هؤلاء فكان اختيارهم مدققاً جداً ولم يكن أمراً اعتياديّاً التحسّب لسقوطهمفي سرقة أو زنى حتى يصح التصوّر بالمقابل لوجود تقنين روحي كنسي ثابت لمعالجة الأمر..

   واضح أن د. بباوي خلط بين مقاومة آباء البريّة لقوانين المجامع والأساقفة التي قلّلت من الأصوام والميطانيات، وحدّدَت عقوبات معينة على خطايا معينة لأهل كنائس المدن والتي لم تناسب رهبان البراري.. وهذا أمر طبيعيّ في ذاته، ولكن ما له وما لغرض د. بباوي من إثبات أن جرائم الإكليروس (وليس "أمورهم الشخصية البحتة") لا يُحكَم على مرتكبيها بالعزل؟

   4) وعلى كل حال فتاريخ آباء البرية خارج عن مواطن إتقان المعرفة عند د. بباوي.. وتظهر سلامة تقديرنا هذا من ذلك الخطأ الساذج حين يقول:

    "... رسالة القديس أثناسيوس للراهب آمون أب الإسقيط في القرن الرابع..."   والصحيح أن الأب آمون لم يكن إسقيطيّاً قطّ بل لم يكن الإسقيط قد تأسس أصلاً في حياته وإنما كان أب برية نتريا التي امتدت لبرية كيليا (القلالي).. وأمام الإسقيط فقد تأسس على يد آبا مكاريوس جنوباً بدءً من سنة دخوله البرية 340 م، على مسيرة طويلة نسبيّاً من نتريا [xii] ..

   على كل حال هو خطأ ساذج لا يقدح في عموم علمه بالآباء اليونانيين، ولكنه يفيد بغياب أساسيّات المعرفة بآباء البراري القبطيّة، ومن باب استدعاء الامور لبعضها فطالما المجال للتصحيح فلم أهمل هذا الخطأ..

   5) ومن دلائل خطورة القضية الأخلاقية عند د. بباوي أنه يصف السرقة والزنى بأنها قضايا شخصية (وهكذا فقط!).. وهذه ليست قضايا شخصية فقط بل جرائم وتعديات وبها معتدى عليهم وتستحق العقوبة الجنائية فوق الكنسية.. والتي هي جزء من العلاج الروحي لمن يريد منها علاجاً روحياً ويكون صادقاً في قصد التوبة..

   6) وما باله يفصل بين الخطأ العقائدي والخطأ الأخلاقي؟ أية عقيدة تلك التي يقدمها بهكذا فصل؟

    7) ولكن لا نطفئ فتيلة مدخنة، فطالما يقدم غيرة على الأخطاء العقائدية، فله ولمن يبتلعون ادعاءاته أن يلتفتوا إلى أن زنى الأسقف وسرقة القس تعلم الناس عقائد فاسدة.. ولنتماشى قليلاً مع افتراض الفصل بين التعليم والعمل، ونقول أن زنى الاسقف وسرقة الكاهن تعلم الجمهور تلقاءً ان يبتعدوا عنهم (حماية لأنفسهم إن لم يكن عثرة في أشخاصهم) وهذا يعني ألا يسمعوا لهما، وطالما هما لم يخطئا خطئاً عقائدياً يستحقان بموجبه العزل وفقط بموجبه العزل (بحسب سماحية ادعاء د. بباوي) ، فإن الجمهور المسكين سيُحرَم من الاستماع للتعليم السليم عقائدياً من الأسقف الزاني والكاهن الحرامي! ولعلهم يذهبون للمعلم المنحف عقائدياً طالما استقام أخلاقياً..  

      8) على أن أهم كل شئ في هذا الادعاء أنه يفترض خطئاً رهيباً، يفترض أن العزل الكنسيّ يناقض العلاج الروحيّ ويدخل معه في مقابلة استبعادية.. وهذا من عادة فريق المستيكيين في مجافاة منطق الأمور بالاجتزاء وقصر المعنى على أسوأ صوره لكي يستفردوا به ويؤدبوه.. وهذذا من مظاهر ما قررناه مسبقاً انه نهج جزار لا جراح يقطع العضو المصاب بكليّته رغم جزئية الإصابة.. ويجتث المعنى من جذوره لو أساء خصومهم فهمه..

   ولقد سبق لي الرد على د. هاني ميخائيل على موقع د. بباوي (كوبتولوجي) في استبعاده لكون الكنيسة محكمة روحيّة، وقَصْرِه لتوصيفها على أنها مستشفى، وأجبته بأنهما محكمة تشفي ومستشفى تحكم والحكم والعلاج فيها وجهان لعملة نعمة واحدة.. فإن لم يستفد "المريض" من وجه العلاج (بالحكم وبغيره من طرق) فإن الكنيسة تستفيد من وجه "الحكم" الذي يقيها أولاً من مزيد تسلل المرض، وسقسقدها ثنياً فيس حفظ سمعة نقاء إيمانها وغيرتها، ما يعود بالفائدة ثالثاً على رسالتها الكرازية التي تنتهي بالمنفعة العظمى رابعاً في دعوة الناس الذين لايزالاون في الظلمات لينعموا بالنور، فتنم الاربعة الاوجه من المنفعة للوججه الرئيس الأول بتنبيه الخاطئ لخطورة خطيئته عليه هوة أولاً.. خمسة منافع ممتلئة بالبركة لمن يفهمها ومالئةبها لمن يسلك فيها....

   الحكم بالعزل "الصحيّ" الكنسيّ إذاً هو أقوى وسيلة للعلاج، ويقدمها الرسول ويثبت الكتاب والتاريخ المبكِّر نجاحها.. ونعود من حيث بدأنا، لأن الخبيث الذي تم عزله من بين الكنيسة كاد الحزن أن يبتلعه.. وهنا وهنا فقط مكّن الرسول ودعا لتمكين المحبة له..

وللدكتور بباوي فيما أعلم يقيناً موقف شخصيّ من ابنه الذي رافق فتاة غير مسيحيّة من دين آخر وكان عندنا يشير له أحد المعارف بتلك السقطة المشينة يقول إنه مطمئن لأن "رباية" ابنه ستحصنه من الاستمرار، جيد أن ابنه هكذا ولكن ليس كريماً ولا مستقيماً انه يصمت لحين إصلاح الحال بالمناعة الذاتية ولا يفسر ذلك إلا ذات البدعة النظريّة التي تؤمن بخلاص الجميع فلا يعود الواحد يبالي كثيراً من أمور مهزية كثيرة، ما لم تطال ما يرى فيه كرامته، ولك تكن هذه مما يرى د. بباوي كرامته فيها..

 

 

ازدواجيّة

اعتاد في محاضراته المصوَّرة في السنوات الأخيرة والمنشورة في موقعه "كوبتولوجي" أن يظهر وخلفه أعلاه صورة للمتنيح البابا كيرلس.. لم أسمع المحاضرات ولكن رأيت الصور، وقرات في الموضوعات استشهاده بالبابا كيرلس منذ أن كان "أبونا مينا المتوحد" آخذاً من تعليمه الشفاهيّ والعمليّ دليلاً يظهر به على الفكر المخالف [xiii] .. ولكنه هو نفسه في مجال آخر يلوم حلّ الحكومة للمجلس الملّي في زمن البابا كيرلس مجاملة له:

    "رغم كل ما قدمه الرئيس جمال عبد الناصر من تغيير وإصلاح إلا أن قرار إلغاء المجلس الملي، مجاملة لقداسة البابا كيرلس السادس يعتبر من الأخطاء السياسية التي دفعت الحكومة المصرية نفسها ثمنها ... كان غياب المجلس الملي العام هو بداية غروب شمس القيادات العلمانية التي تدربت في مدارس الأحزاب السياسية..." [xiv]

   المأزق هنا في حديث د. بباوي أن الجانب الآخر من القصة أن البابا كيرلس كان يدعو المجلس الملي بالمجلس المفلس.. وأنه كان مرحباً بإلغائه.. وهنا ليس من فرصة للمناورة والجمع معاً بين الانتفاع بالاستشهاد بكلام البابا كيرلس من جهة مع تخطئته في حل المجلس الملي ذاك.. لأن طبيعة استشهاد د. بباوي بالبابا كيرلس هي في روحانية التعليم وتحرره من القيود الشعبية المبنية على سوء فهم القوانين.. فإن كان ذات الشخص العملاق الروحيّ قد ضاق وضُيِّق عليه لدرجة عم الاحتمال من المجلس الملي فلا شك أن هذا المجلس لا يستحق التقدير الذي يوليه له د. بباوي! أليس كذلك؟

   ولقد يقول واحد إنه لو صحت إشكالية أعضاء المجلس في ذلك الوقت، ولكن المبدأ نفسه، مبدأ تعيين مجالس ملية علمانية، لا ذنب له، والخسارة تحققت من سقوط المبدأ وإن لم تكن بسقوط الأشخاص.. فليكن.. ولكن ليس هذا ما نأخذه على د. بباوي الذي يقول أن غروب هذا المجلس عينه كان بداية غروب الشمسي والقمر ونجوم الليل.. فهل كان أعضاء المجلس المفلس شمساً؟ أم كان البابا كيرلس ليس الرجل الروحاني المحب المتسع الأفق حتى انه ضاق بشمس الأصيل التي جرى تغييبها "مجاملة" له بحسب نص قول د. بباوي؟ إن من يرى في مجلس بعينه في زمن بعينه شمساً لا يمكن أن يرى من رحّب بحلّه ووصفه بالإفلاس قمراً أو كوكباً.. هذه ازدواجية معيبة..

 

.

مزيد من شواهد الازدواجيّة

   ومع أنبا غريغوريوس يقدم نموذجاً مماثلاً للازدواجيّة.. فهو ينشر صوراً ضوئيّة لخطابات خطيّة بيد أنبا غريغوريوس، وحسناً يفعل، فمثل أنبا غريغوريوس يُعتَزّ بشهادته الشخصيّة.. ولكنه يقدمها دون تحفظ على شرح أنبا غريغوريوس الذي كان لمن يفهمون جيداً خط سير أمور التعليم عبر التاريخ الحديث أنه كان الخاتم الأوصد الذي ختم على كل شروح العهد الوسيط بكل مشاكلها..     

   أليس أنبا غريغوريوس هو من غيّر مناهج التعليم التي كان يستعملها د. جورج حبيب بباوي بل وأصدر قراراً بمنعه من التعليم الثيولوجيّ وإحالته لتدريس اللغة الإنجليزيّة بحسب كلام د. بباوي:

   "بدأ الخلاق حول حلول الروح القدس فينا، أي شركتنا في الطبيعة الإلهية، وصدر قرار من الأنبا غريغوريوس بتغيير مقررات الدراسة، وتعيين مدرساً للغة الإنجليزية، ومُنعت من تدريس الآباء ... طلب مني الانبا شنودة ان أعود إلى التدريس ... طبعاً نكاية في الأنبا غريغوريوس" [xv]

  لا تثريب على استشهادة بشهادة شخصيّة طيبة من جانب أنبا غريغوريوس لشخصه، ولكن لماذا يتغاضى عن إشكاليات تعليمه بحسب موقفه هو الذي يدافع عنه من التعليم والمرجعيّة؟

 

 

على حساب الشرف

   وفي تملقه لجريدة ما بغير الحقّ ما يطرح قضية أُخرى تضعه بين الاستهانة بأصول الشرف أو المديح بغير علم لعلّة.. فهو يقول بالحرف:

    "... محاولة استبدال جريدة الكرازة بجريدة وطني، وقد فشلت المحاولة لأن مستوى الكرازة أقل بكثير من جريدة وطني فنياً ومهنياً ورسالة." [xvi]

   ولا جدال في الفرق الفني، ولكن لقوله عن "فرق الرسالة" فالرد كلمة واحدة: ياللعار.. رسالة جريدة "وطني"؟ رسالة من اعتاد أن ينشر للـ"خال" ميلاد حنا صاحب الفخر بادعائه أنه خال لغير المسيحيين؟ رسالة الجريدة التي اجتهدت لتحسين صورة المخر سمير سيف ومحاولة إخراجه من عار مسلسل أوان الوغد؟ رسالة الجريدة التي قال رئيس تحريرها كلاماً يضعه في موضع الارتداد بالمجاملة عن الإيمان المسيحيّ؟

   وكل ذلك لأنها في خلاف راهن مع البابا شنودة؟ أليس هذا "طبعاً من المكايدة" التي أشار لها في إعادة البابا شنودة له للتدريس "طبعاً نكاية في أنبا غريغوريوس"؟!

 

 

قضية ذات!

   لقد تحوّلت معركة د. بباوي لمعركة ذات باعترافه الضمنيّ أولاً والصريح أخيراً وإقرار بعض التابعين له.. على أنني لن أخوض في العنصر الذاتيّ ذاته، وإنما في أثره على تأرجح الجانب الموضوعيّ فيه حتى أن المضمار العقائديّ كان مرتهناً بحرب المكايدات بين الرؤساء بعضهم البعض وبينهم وبين د. بباوي الذي وصف بنفسه الموقف هكذا [xvii] ..

 

 

يسجل لنفسه نقطة بغير وجه حق:

قيل له وقال هو... وفعل العكس!!

"16- منعني الأب متى من اللجوء إلى القضاء، وقال لي بالحرف الواحد: و انت تستاهل أنك تتصلب مع يسوع المسيح ربك ومخلصك؟ ليه ترمي تاج المجد في محكمة؟ هذا هو الرجل العظيم الذي شفع في الكل،.. "[xviii] 

وأيضاً:

 "17- وقال لي المطران بلوم رئيس أساقفة الكنيسة الروسية والأب الروحي الذي كنت اعترف عنده أثناء الدراسة في كامبريدج 1965-1970م حيث لم يكن لنا كنيسة أرثوذكسية في إنجلترا، قال لي: هل تقبل أن تصبح الكنيسة حديث الصحافة وتعري جسد المسيح أمام القضاء؟" [xix]

وأيضاً:

 "18- وأخيراً قررت أن أسلم الأمر كله للديان العادل." [xx]

   على أنه فعل العكس وخرج بقصته لمجلات من نوعيّة "روز اليوسف" ورفع القضايا أمام المحاكم..

   إن كنتث امتدح من يمتنع عن الدفاع عن نفسه تضحيةً، فإنني لا أجد شيئاً الوم به من يدافع عن نفسه قطّ.. فلا مشكلة مع طلب د. جورج الدفاع عن نفسه، ولكن... هو هنا يقول إنهم نصحوه ويقول إنه عمل بالنصيحة ولكنه لا يضيف أنه تراجع عن العمل بها متزامناً مع وقت كتابته لتلك الأوراق.. إنه يأخذ نقطة بغير وجه حق هنا..

 

 

كل هذه الاخطاء في عبارة "عارضة"

   "انت عارف فيه واحد بيقول لأحد الأساقفة يا خالي، وإن اخت هذا الاسقف مسلمة، وهذا من شأنها وشأن الأسقف، لكن عندما يحاول هذا الأسقف أن يبعد كل الفروق بين المسيحية والإسلام، فإن السكوت والصمت هو مشاركة إيجابية ضمنية بالموافقة" [xxi]

   هذه أصعب فقرة في التعليق.. وصعوبتها في كيفية اختصار عرض تكاثف الأخطاء فيها:

   هل يُعقَل أن مطران دمياط يغيِّر شرحه مجاملة لأخت منكرة السيرة من أهلها كما هو مفهوم؟! 

   ولو كان خصم د. بباوي تأثر في شرحه بديانة قريبه بالجسد ذاك، أليس بالأولى تأثر الواحد بأمه؟ فإذاً ترتد الحجة على د. بباوي نفسه مصداقاً لمحاولة تعيير خصمه ذاك له!!

   على أن من الواضح أن د. بباوي يقصد أصلاً رد الصاع إلى خصمه تعييراً بتعيير.. هو هنا ليس فقط استعمل حجة هزيلة لتفسير أخطاء شرح خصمه، بل وحجة مردوده عليه هو نفسه، لكنه زاد عليها الادّعاء الكاذب الساتر لقصد الانتقام والمتستر بالدفاع عن الإيمان!!!

   الداهية الكبرى هنا أنه يقول "هذا شأن الأسقف".. لا ليس شأنه مثلما أن من يحصل على منصب كهنوت في العهد القديم ويكون به عيبة في الجسد يكون مخالفاً للناموس بقدر ما هو مجلبة للتعيير بحسب الأعراف الاجتماعيّة، ولا يصير هذا شأنه.. يكون شأنه إن استعفى من الترقيات الكنسية الكبرة التي انهالت عليه بعد تلك القباحة التي صنعتها تلك الرديئة ولكن أن يكون هذا حال أسرته فلم يعد شأنه ولا شأن من رسمه وواصل ترقياته الكنسيّة.. هو شأن الكنيسة وأصول مراعاة احترام الكهنوت.. ليس شأنه ولا شأن د. بباوي نفسه أن يصمت عن التبرؤ من زيجة أبي أمه بأم أمه من غير مسيحية إذ كان ينبغي عليه أن يتبرأ مسيحيّاً من ذلك بدرجة العلنيّة المكافئة لمعرفة الناس بذلك الأمر  وبقدر ما أنه هو نفسه مشهور كمعلِّم للآبائيّات المسيحيّة بمُقتضَى مهنته وبقدر خطأ الزواج من يهودية (لكي يكون كل خطأ معلوم القدر لدى الناس فلا يتساوى هذا بذاك).. ولكن لعل لهذا عينه حرص أن يقول إنه أمر من "شأن" خصمه ليستعفي هو من واجب تبرّئه تجاه خطأ جده!!!!!!

   وكانت كل تلك الأخطاء في عبارة بدت عابرة ولكن كثافة أخطائها وفداحة بعضها لا تُعبِّرها..

 

 

اغتراب

في عنوان لإحدى كتيباته يقول العنوان:

    "حول ما جاء في كتيب تأليه الإنسان لقداسة البابا شنودة – اغتراب عن التاريخ والنسك واللاهوت والتسليم الرسولي المدون في تعليم الآباء"[xxii]

   الاغتراب بعينه هنا هو في اغتراب د. بباوي عن الكتاب المقدس..

   هو يقول "التسليم الرسوليّ في تعاليم الآباء"!! ألم يكن أولى به أن يقول: "التسليم الرسولي الثابت في الكتاب المقدس" ولا مانع أن يضيف بعدها مرور التسليم الرسوليّ بتعليم الآباء على أن يكون نسبة "الثبات" تخص الكتاب المقدس لا الآباء كما هو وجيب وحقيق، على الأثل من حيث إدراك د. بباوي لتداخل تعليم آبائيّ أفلاطونيّ ادركه كيرلس الأول وقاومه في كتابات من أسماهم د. بباوي بصنعة مفهومة "من سبقوه" (كتابه "التطهيرات"، القسم الخامس، ص49!! ؟ وهل يشمل "التسليم الرسولي في تعليم الآباء" التعليم بفناء الجحيم؟ أو بالاختلافات اللغوية بين شروح أثناسيوس وباسيليوس للثالوث حيث أن تماهي "جوهر" و"أقنوم" لغوياً في استعمال أثناسيوس يعيد شرح باسيليوس إلى وضعه كاصطلاح لغويّ لا يزيد؟ وهل يشمل "التسليمالرسوليّ" أخطاءه هو في التفسيبر كما يظهر من بعض أمثلة هذا المقال؟

   ومن يصل بقرائته لهذه الفقرة فيظن أني أدافع عن كتيبات "اللاهوت المقارن" فسيغرقه ضحكاً من يعرفني أو سمعنى على المنابر وفهم كلامي أو لاسيما ناقشني في انترلودات الاجتماعات..

 

 

دخول عناصر غريبة عن مفهوم المرجعية مردود عليها بكلامه هو نفسه

   على أنه يعود في كتيب آخر ليقول:

   "... لأن العهد الجديد وحده ليس مصدراً للتعليم مهما كان موضوع التعليم بل التسليم الرسولى وهو الكتاب المقدس + الآباء + حياة الكنيسة المدونة في صلواتها أى الليتورجية لأن الصلوات الكنسية هي المرجع الأرثوذكسي لكل ما هو أرثوذكسي حسب عبارة القديس إيريناؤس .." [xxiii]

   وسآخذ مؤاخذتي حسب ما قال د. بباوي مثلما هو يأخذ من "القديس إيريناؤس"... فهو لا يقبل كل الليتورجية القائمة بل يفحصها ويعزل منها ما يقدّر أنه دخيل على أصلها ومثال لذلك رزله لصلاة القسمة "انت هو الابن الوحيد والإله الكلمة الذي احبنا..."  التي حكم بأنها "كاثوليكية" دخيلة [xxiv].. فلماذا لا نفحص بالمثل تعليم" الآباء" لعل به دخيل على التسليم الرسولي؟ ولنا أمثلة ليبست كثيرة ولكنها قوية الدلالة وليست بقليلة على كل حال.. ومنها تعليم القديس إيريناؤس الذي أكرمنا بذكره والذي كان المدخل الأكبر لانتقال المرجعية من الرسولية للآبائية حتى ختم البابا كيرلس الأول على تحول المرجعية..

   وبالمقابل المثير، في تضارب مع "مرجعية الآباء" يرصد د. بباوي أن البابا كيرلس الأول نفسه يستوعب ما داخل "التقليد المسيحي" في "كتايات من سبقوه" من أفكار أفلاطونية.. فهكذا عَرَضَت لي هذه اللقطة في نوتا تسلمتها وعنونتها بحط اليد "10 اكتوبر 2007" وعنوانها "التطهيرات"، واللقطة الدقيقة من فصل بعنوان "تطور النظرة إلى التطهيرات الجسدية"، القسم الخامس، ص 44- 49.. فيها يظهر لمن يدقق أن مرجعية د. بباوي "ليست الآباء"، وإنما فكرة بعينها يحاوطها بشهادات تدعمها منتقاة بحرص، وأحياناً مختطفة ومزودة بافتراضاته، وهذا يوافق ما سبق من ملاحظات بارزة من كتابه اثناسيوس ضد التعليم الوسيط....".. فهو في كتيب "التطهيرات" وبعد 24 فقرة مترجمة من تفسير البابا كيرلس الأول لإنجيل يوحنا، لا تخلو من فساد استدلال في أصلها، أقر به د. بباوي ضمناً، انتهى أخيراً ما اورده منها د. بباوي إلى رد البابا كيرلس الأول على فكرة أفلاطونية مشهورة عن معاقبة النفوس المخطئة بالنزول لأجساد وهي ما وجدت طريقها للكتابات السكندرية عبر الانسياق الغافل خلف الضغط الأفلاطوني، وإأذ وصل ما اورده د. بباوي من تفسير البابا كيرلس حتى هذه النفطة فيقول، ليس عرضاً في تقديري:
   "لسنا في مجل تحليل الـ 24 اعتراضاً على وجود النفس قبل أن توجد في الجسد، وإنما ما أبرزه القديس كيرلس هو التعليم المسيحي الذي لا يمكن تفسيره أو شرحه إلا بالتراث المسيحي نفسه، لان غير ذلك يؤدي إلى نتائج روحية وعقائدية تصطدم بشكل مباشر مع رسالة الإنجيل. وكيرلس يعي تماماً التقليد المسيحي وهذا الوعي هو الذي دعاه إلى رفض ما استقر في كتابات الذين سبقوه ، ومن هنا يمكننا الاستعانة بكيرلس السكندري، كشاهد على التقليد الرسولي، وبشكل خاص كإنسان يعي التيارات غير المسيحية في التراث المسيحي نفسه" [xxv]..

    ولشخصي المتواضع على ملاحظات د. بباوي ملاحظات:
   أولها أنه يتحاشى مراجعة الفقرات التفسيرية من البابا كيرلس "بلطف" حين يقول "لسنا في محل تحليل الـ24 اعتراضاً" لأنه لاو وضع نفسه في محل التحليل لما أمكنه إلا الإقرا بالضعف التفسيريّ الظاهر المتسم بحشد أي دليل للوصول للقصد دون عناية.. ولو لم يكن هذا قصده لكان محل مراجعة لقبوله الأخطاء التفسيرية الظاهرة فهو ليس بمنجاة على كل حال من فصده، ولولا أن الدرافت هاهنا يخص د. بباوي الذي لم يصرّح بتحمله لمسئولية أخطاء التفسير التي ترجم فقراتها لكنت قد اعتنيت برصدها ولكن بتحاشي د. بباوي من قبولها الصريح فقد صارت خاج الموضوع..
   ثانياً واضح أنه يعين من اتيع التقليد الرسوليّ حسب ما يستحسنه.. صحيح أنه في هذه المرة لم يخطئ لأن البابا كيرلس الأول وافق صحيح التعليم المسيحيّ برفضه الفكرة الأفلاطونية، ولكن غير صحيح أنه أقامها على تفسير صحيح مستلم من الرسل أو حتى من فهم النص الإنجيليّ بعناية، وعليه فلا يبقى من افتراض د. بباوي أن البابا كيرلس اتبع التقليد الرسولي عن استيعاب إلا أنه يفترض له هذا، وان كان قد صح الكلام فإنه لم يقم على مبدأ منهجي لدى د. بباوي فيما هو واضح.. لم يشرح كيف أن التوافق قامعلى استيعاب تقليد في حين أن البابا كيرلس لم يشر لأي تقليد رسوليّ بل في تفسير لغويّ ممتلئ أخطاء استدلال.. حكم د. بباوي إذاً لا يستند إلا على استحسانه الشخصيّ للنتيجة فأكرمها واكرم من قالها بأنه "شاهد على التقليد الرسوليّ"..
   الملاحظة الثالثة تُظهِر مزيداً من فجاجة انتقائية د. بباوي في استشهاداته، لأن مصادر ما يقبله من بدعة "أبوكاتاستاسيس" هم نفس الأفلاطونيين الذين سبقوا البابا كيرلس الأول والذين فضهم وحيّاه د. بباوي حين وافق الرفض نقطة توافق هواه بغي أن يلتفت بوضوح نزيه لكونهم هم مصادر وشهود بدعته التي لا يقول حين يعرضهم كشهود أنهم من "السابقين للبابا كيرلس الأول الذين استوعب ما داخل تعليمهم من أفلاطونية".. إن رفض د. بباوي هذه الملاحظة فهذا سيعني بالضرورة أن قضية بدعة "أبوكاتاستاسيس" رغم أفلاطونيتها فهي صحيحة، على خلاف قضية التطهير التي هي أفلاطونية خاطئة، وأن من قبلوا قضية أبوكاتاستاسيس من "السابقين" هم غير السابقين الذين ابتلعوا خطأ النجاسة الجسدية من أفلاطون، صحيحةغير قضية التطهير، ويخلص، حسب افتاض رفضه لهذه الملاحظة، أن البابا كيرلس الأول لم برفض "السابقين الأبوكاتاستاسيسيين" ولم يحسب عليهم تلك الفكرة من الأفلاطونيات الدخيلة املخالفة للتقليد الرسوليّ!! لعله هنا يتكرّم لإثبات ذلك بعرض أي استشهاد بالبابا كيرلس الأول بشأن "أبوكاتاستاسيس".. ولن بجد..ولن يحاول أن يجد فيما أظن!!..

 

 

عيب اختطاف الكلمة من صحيح المعنى

   "إذا كان الابن قد دفع ثمن الخطايا وأرضى غضب الآب وقد له الفدية، أصبح على صاحب هذا التعليم أن يذكر لنا لماذا نعترف ولماذا نحتاج إلى صلاة التحليل طالا ان كل شئ قد انتهى يوم الجمعة، فتصبح التوبة عملا فرديا بين الإنسان والله و "محسوب على دم المسيح". وهذا هو الغفران حسب التعبير الشائع عند الإنجيليين مع فارق هام هو أن الإنجيليين يقولون –وهم على صواب- أن الغفران مجاني بينما يقول الأنبا بيشوي أنه غفران مدفوع الثمن وهو قول ينكر تماماً أي تعليم عن النعمة الإلهية، وينزع عن الإنجيل أهم ركن في بشارة الحياة...." إلى آخر السطر  من كلام تكراريّ [xxvi] ..

     حقاً إن الغرض مرض!!

   لا مصلحة لي مع خصمه ولا مع البروتستانت ولكن مصلحتي مع كلمة الحق مُفصَّلَة باستقامة، فأعمل هنا عمل "الرفّا" لرتق أوصال المعنى التي مزقها د. بباوي باختطافه كلمة خارج معناها بسذاجة مفرطة لا اظن كفاءته الذهنية تفسرها، وعلى كل حال أشرح له ولمن يبتلع كلامه:

 

   يقول الرسول: "قد اشتريتم بثمن" (1كو6: 23)! ويعود نفس الرسول ليقول: "قد اشتريتم بثمن" (1كو7: 23)!! وليس المُنتهَى بعد، فها الرسول الآخر يقول: "عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تفنى ... بل بدم كريم" (1بط1: 18-19)!!! "وكاتب رسالة العبرانيين يقول: "بل بدم نفسه ... وجد فداءً أبديّاً" (عب9: 12)!!!! ولم أقل انتهت الشهواد فلماذا التعجّلأ بالقفز للفقرة التالية؟ ليس قبل أن نسمع الرائي ينقل لنا أغنية السمائيين التي يوقولون فيها: "مستحق أنت ان تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذُبِحت واشتريتنا لـله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ5: 9)!!!!! من يتعجّل في القفز للتالي؟ هنا أيضاً كلام يليق الختام بما فيه من توبيخ: "وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكاً سريعاً" (2بي2: 1)!!!!!!!

   افتُديتم.. اشتُريتم.. بدم كريم.. بثمن.. وأي ثمن!!! فلا قول ولا كلام لمن يحبون الفهم فيفهمون ويصدقون الكتاب فيقبلون.. فإذ هناك ثمن فمن بذل الثمن لم ينل مقصده مجاناً.. ومجاناً بالمناسبة لغير ذوي التحذلق = بلا ثمن.. نقطة "."ومن أول السطر.....

   (ثم لا أظن عاقلاً شغوفاً بمتابعة هذا التحليل غير المسبوق لمشاكل مرجعيّة د. بباوي أنه سيتدخل بتلقين الببغاء فيقول دون فهم لخط سير الكلام: ولكن الدين ليس تجارياً وإن هذا وذاك خطأ فاحش لا يمكن أن أتركه يمر بغير خطبة عكاظية...... مهلاً.. لم أقل ان الدين تجاريّ وإنما اكشف خيبة تفسير الدكتور المنقول من مرجعيته التعسة.. وأشير لمن لا ينظر لأبعد من تلك المحفوظة أن يطلب كلمة لشخصي المتواضع بعنوان: "دين النعمة" ما هو أبعد مما ذهب هو وفريقه له.. فلا فرصة هنا للشوشرة الذهنية.. القصد الواضح الصريح الإثبات هنا هو هذا: "هناك ثمن" فإذاً ليس الفداء مجانياً بل كلف من دفع الثمن ولا موضع هنا لمناقشة نوع الثمن ولا التماشي مع السؤال الغبيّ من قبض الثمن كانه ثمن بضاعة او فدية أسير في يد عصابة)..

   ثم لماذا الانحصار في شاهد واحد لإثبات الخطأ، وهناك "فداء" هل ينكر كلمة فداء؟ هل ينكر أن هناك فادي؟ لا يمكن فإذاً ليس العمل مجانيّ.. أما كلمة "مجاني" تلك وهي صحيحة فهي صحيحة في حدود أن الإنسان لم يدفع ثمناً للنعمة إلا فإنها لا تكون نعمة.. سهلة؟ مجاني بالنسبة للإنسان ولكن الرب الإله دفع دمه ثمناً للفداء..

   ومن يريد المزيد من ضبط المعنى فيمكنه أن يقول أيضاً إن الفداء ليس مجانياً ولا حتى للناس من حيث أنهم يحملون الصليب خلف الرب ومن حيث قول الكتاب إنه بضيقات كثيرة يبنغي أن ندخل ملكوت السموات..

   ومن يريد المزيد أزيد فأقول: هناك فرق بين الثمن المكافئ وبين الثمن الشرطيّ: فلا يكافئ ثمن الفداء شيئاً لدى الإنسان فمن ثم هو مجانيّ له وليس مجانيّ لدى الرب الذي بذله.. ولكن الإنسان لا يحصل على الفداء دون شرط، وشرطه هو حمل الصليب مع الرب فمن هنا يكون ليس مجانياً من حيث لزوم إنفاق شرطه.. وإن بقي مجانياً من حيث عجز الإنسان عن دفع ثمنه المكافئ..

   سهلة لولا الغرض الذي هو مرض الذي صعّبها J

 

   ويختم الفقرة بقوله بالخط البارز: "الله يرحم الكنيسة من كل معلم لا أساس له في الكتاب المقدس والتسليم الرسولي ولم يختبر المحبة الإلهية."  [xxvii] وفي هذا كل الموافقة وفي ختامه ما يدعوني للختام بدوري فأقول ارحم يا أيها الرب الإله.. يا رب ارحم من هذا ومن ذاك.. وباللغة البلدية وتناصاً مع الأمثلة الشعبية أقول:

"معلم يحارب معلم وابن الكنيسة يطلب ربنا يرحمها من الاتنين"

 

شماس كلمة الرب باسل

2010 درافت أول عاجل ... 2019 درافت ثاني أعجل



[i] تقرير يحمل رقم "14" من مجموعة تقارير فنية متنوعة بطلب أنبا ميخائيل

وهذا رابط لمتحويات درافتاته:

http://www.4shared.com/folder/Yd1pkbq7/Rep14_Bebawys_Case.html

 

 [ii]رابط لبوست به رابط للدرافت البكر الاول مع روابط متصلة:

https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10159002385174517

 

[iii] أجمع في هذا الهامش روابط لاحقة التحميل لبعض المادة المتصلة بتعاملي مع كتاب "اثناسيوس ضد ..." لد. بباويّ:

أولاً هذا تسجيل صوتي في آخر فبراير 2007، لإجابة مستفهمة كريمة استفاضت في مناقشة بوادر الإشكالية الفنية بين المجمع ود. بباوي ولم يتسع رصيد بطارية التسجيل بأكثر من هذا المقطع مع العناية بحذف صوت المتداخلة من المقطع المعروض:

https://www.4shared.com/mp3/Lxv-g94uda/02282007drbebawyscase.html

وهذا رابط لحوار بالغ التفصيل مع شاب دؤوب يطلب فهم شرح الثالوث، والرابط للجزء الذي ناقش فصل شرح الثالوث في كتاب "أثناسيوس ضد ..." من تأليف د. بباوي ويرصد بدقة عيوب فهمه وغياب ملفت للنظر لبعض معرفته لتعليم الآباء عن "الجوهر" و"الأقنوم"، ثم ينتقل الحوار لفحص مشاكل فهمه المنطقيّ واللغويّ الذي بنى عليه رفضه لتعبير "صفات كيانية":

https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10157737639744517

ورابط لحوار متصل:

https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10157742170059517?comment_id=10158366215149517

وحوار مزيد:

https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10157742170059517?comment_id=10158171542789517

ثم هذا رابط لفهرس روابط أجزاء كل الحوار الطويل بعنوان: "شرح شروح الثالوث":

https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10157737706699517

 

[iv] د. جورج حبيب بباوي، "من هو الأنجليكاني الحقيقي؟"، ص3، فقرة 12.. مع ملاحظة دائمة في مراجع أوراق د. بباويّ أن تعيين الصفحة هو من واقع طباعتها كما سلّمها لي من طبعها وقت انقطاع اتصالي بالنت.. والتنويه أنه وقت تجميل هذا الدرافت العاجل سنة 2019 كان موقع كوبتولوجي لا يعرض هذه الأوراق لعطل فنيّ.. ولكن أصلها معي واللغة بمثابة بصمة لا تتكرّر كما لا اظن أن أوراقاً مشهورة تكون محل تشكيك إلا من يائس وأعني أتباع دكتور جورج حبيب بباوي لا هو إذ لا يُعقَل نكرانه لورقة كاملة أو حتى فقرة كتبها.. ثم يمكن مع كل شئ استرجاع أكثر ما سبق عرضه وورقة هذا الهامش مثال لذبك كما بهذا الرابط:

https://web.facebook.com/christopher.mark.5095/posts/10158950624109517

 

[v] د. جورج حبيب بباوي، "الأسباب الحقيقية لمأزق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"، فصل 4: "القانون الكنسي وفرمانات الإبعاد من الكنيسة"، ص 10..

 

[vi] كلمة "شركة" لغوياً لا تعبر عن دقيق المعنى المقصود وبالمثل ترجمتها بكلمة partnership

والصحيح لإيفاء المعنى لغوياً أن يُقال رفقة أو معيّة  fellowship

لأن كلمة شركة تفيد معنى القطع في أصل جذرها اللغويّ لا معنى المرافقة، وإنما صارت تُعني المرافقة في تقاسم شيئاً ما بين "شركاء" يأخذ كل واحد نصيباً مقتعطاً له.. ولكن لما كان استعمال الكلمة في اللغة العربية قد اشتهر بما يفوق إمكانية الإصلاح فإنني أستعملها مع إراحة ضميري بترك مثل هذا الهامش الشارح حيثما استعملتُها..

 

[vii] د. جورج حبيب بباوي ، "الشركة في الطبيعة الإلهية والتفسير الحرفي المرفوض أرثوذكسياً"، فصل 5: "الشركة في الطبيعة الإلهية حسب التدبير"، 2008..

 

[viii] المرجع السابق، فصل 1: "المعاني الأربعة لكلمات الكتاب المقدس"..

 

[ix] المرجع السابق، فصل 3: "استحالة استخدام المعنى الحرفي"..

 

[x] د. جورج حبيب بباوي، "الأسباب الحقيقية لمأزق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"، فصل 4: "القانون الكنسي وفرمانات الإبعاد من الكنيسة"، ص 10..

 

[xi] المرجع السابق، نفس الموضع..

 

[xii] مجلد "نبي مصر آبا يوحنا" يوحنا الاسيوطي وبه المراجع الأصلية..

رابط للمجلّد الكبير:

http://www.johnoflycopolis.blogspot.com

 

[xiii] من ذلك محاضرة بعنوان "الإيمان والمعفرة" في ملف مسجَّل باسم faithandknowledge.mp3

وترك التسجيل انطباعاً على من سمعوه أن د. بباوي من تلاميذ البابا كيرلس القدامى وهذا الانطباع هو شاهد النقطة..

 

[xiv] د. جورج حبيب بباوي، "الأسباب الحقيقية لمأزق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"، فصل 5: "هدم المعقل العلماني الأخير.. فما العمل؟"، ص 12.. (مُسَجَّل في الأصل خطئاً تحت رقم فصل 4 تكراراً لسابقه)..

 

[xv] د. جورج حبيب بباوي، من هو الانجليكاني الحقيقي، ص1، نقطة 3 ونقطة 4..

 

[xvi] د. جورج حبيب بباوي، "الأسباب الحقيقية لمأزق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"، فصل 4: "القانون الكنسي وفرمانات الإبعاد من الكنيسة"، ص 11..

 

[xvii] د. جورج حبيب بباوي، "من هو الانجليكاني الحقيقي"، النقاط 3 و4 و5 و6 و9 و13 تظهر فيها بوضوح أن تقدم د. جورج في تعليمه لما يعتقده ارتهن بردود فعل بينية بينه وبين خصومه وبينهم وبين بعضهم، ولو كان يعلم صراحة بما يعلم به الآن لما كان يكتب وقتها في الكرازة ولا كان أنبا شنودة قد أعاده للإكليريكية "نكاية في أنبا غريغوريوس"..

 

[xviii] د. جورج حبيب بباوي، المرجع السابق، ص4، فقرة 16..

 

[xix] المرجع السابق، نفس الموضع، فقرة 17..

 

[xx] المرجع السابق، نفس الموضع، فقرة 18..

 

[xxi] د. جورج حبيب بباوي، "حوار مع أسقف قبطي حول الشركة في الطبيعة الإلهية"، 2007،  ص18..

 

[xxii] د. جورج حبيب بباوي، "حول ما جاء في كتيب تأليه الإنسان لقداسة البابا شنودة – اغتراب عن التاريخ والنسك واللاهوت   والتسليم الرسولي المدون في تعليم الآباء"، العنوان..

 

[xxiii] د. جورج حبيب بباوي، "الرد على تعليم نيافة الأنبا بيشوي عن غضب الله"، ص 1..

 

[xxiv] لعله على حق في كون صلاة القسمة هذه دخيلة ومن مصدر غربيّ، ولكن رفضه لها موضع مراجعة.. إذ لِيَكُن مصدر هذه الصلاة البديعة ما يكون شرقاً أم غرباً، ولكن ليس بها ما يدعو للرفض..

 

[xxv] د. جورج حبيب بباوي، التطهيرات، القسم الخامس، ص49..

 

[xxvi] د. جورج حبيب بباوي، "الرد على تعليم نيافة الأنبا بيشوي عن غضب الله"، ص 8، منقولة طبق الأصل بأخطائها اللغوية..