ميلادٌ في القيامة!!

)أو: "الميلاد في القيامة"-- درافت)

 

أحلى موضوع رغم مرارة العرض.. عانى الكاتب وسيعاني القارئ من أخطاء التنسيق لثلاثية "الميلاد والصلب والقيامة الثلاثة في الواحد".. كانت كتابة تلك الثلاثيّة التي هذا الموضوه أحدها، على كيبورد محطمة لا يتجاوز تلفها إلا صحة الكاتب ولا يقل عنها إلا ضيق الوقت المتاح من كثافة متطلبات خدة التكريس المقدسة..  لتزيد المعاناة مع انتقال حفظ النص من نوتا فيسبوك لبوستات عليه بعد حجب خدمة النوتات حتى ملفات دوكس قبل حفظ الجميع في صفحات ثابتة على موقع "كوبتك يوث فور هولي بووك"، وفي جميع هذا انتقل النص بحالة الدرافت مع رشفة تحسين ينالها مع كل انتقال.. هذا التقديم بديل شارح لإبداء العذر والتعاطف مع معاناة القارئ لموضوع وجيب بالقراءة رغم ما يعانيه عرضه.. ولكن ماذا؟  كلمة الـله لا تُفيَّد على يد كاتب ولا ينبغي لها على عين قارئ..

لشركاء المعاناة، إذاً، سقتٌ هذا التقديم مستريحاً لقبول العذر مطمئناً لتقدير المحتوى لحين تنسيقه بعون ربنا،،،،،

 

صفحة الموضوع أونلاين على موقع CY4HB

درافت الموضوع في نوتا فيسبوك تذكاريّة

درافت ملف Docx للتحميل والقراءة أوفلاين

هذا مع مواضيع متصلة: القيامة في الصليب والصليب في الميلاد

 

 

     الصليب في الميلاد * الميلاد في القيامة * القيامة في الصليب

     ميلاد الرب وثصليبه وقيامته: هؤلاء الثلاثة معاً واحد ومن الواحد.

     هذه القيامة من هذا الصليب * وهذا الصليب لهذه القيامة * وهذا الميلاد بهذا الصليب لأجل هذه القيامة

     ينابيع البلاغة لا تروي لساناً واحداً بغاية هذا الثالوث العجب في تجسد الرب ولو بقيت السباحة معها فلا وصول لكفاية،  فينبغي إذ لكل شئ وقت التعجّل بالدخول في الموضوع، والدور على مفاجأة شواهد الميلاد وهي تتكلم عن القيامة،،،،،

 

     قيامة المسيح هي تمام ميلاده في الجسد!

     وهي حلقة الربط بين ميلاده هو في الجسد ونوالنا نحن التبنّي فيه!!

     ومثلما تمام ثمرة الميلاد فيها فتمام بذرتها في الصليب!!!

     هي، قيامة الرب، ميلاد، ليس بتسمية المجاز إنما بكل لزوم مقتضيات الإيمان والمنطق..

لأن الولادة هي ظهور الحياة، والحياة في المسيح قد أُظهِرَت بدرجتها العليا في القيامة،

والتي فيها تم غاية التمام المكتوب: "الحياة أُظهِرَت"..!!!

   ومن ثَمَّ فقيامة المسيح هي أوْلَى الأفعال، على الإطلاق، بعد ولادة المسيح من الآب أزليّاً، بكلمة "ولادة"، وبذات أحقيّة تسمي ولادة المسيح بالجسد من العذراء "ولادة"!!!!

   وبسبب غياب هذا المفهوم عن فهم القيامة،  ارتبكت بعض التفاسير، وهذا المقال سيتبارَك بعرض الشواهد الكتابيّة معاً لتفسّر بعضها بعضاً بشكل ظاهر ساطع قاطع.....

 

1)   أنا اليوم ولدتُك – المزمور الثاني

     النبوّة هنا لا تشير لميلاد المسيح من العذراء ولا لميلاده من الآب قبل الدهورهذان خطآن يلزم تصحيحهما

 

- يذهب البعض من ذوي الشغف السطحيّ بالثيولوجي لتفسير كلمة "اليوم" بأنها تشير للأزل حين وُلِد الابن من الآب بحسب الطبيعة الإلهيّة، ويربطون هذا الشاهد عادةً بفهم خاطئ ىخر لشاهد المزمور 110 (الفصل الثاني به تفصيل)

والتعسّف وإقحام التفسير في السياق واضح بجلاء.. 

ويجدر تصحيح هذا الخطأ لتنقية القراءات القبطيّة البارعة الترتيب من أي غضن لا يستحقه بهاء ترتيبها..

-- ويروج بين آخرين تفسير مزعج السذاجة أن النبوّة تشير لميلاد المسيح من العذراء..

ولكن المتكلِّم هنا يقول "ولدتُك"، وهذا لا يوافق فعل الآب إلا بالمشيئة والمسرّة، وخلا ذلك، فالرب بعد تصوّره جسديّاً في أحشاء العذراء، بقوة عمل الروح القدس، نما نموّ الجسد الطبيعيّ..

وللأسف تسلّل هذا الفهم ذي الخلط السطحيّ المريع إلى قراءات الكاتاميروس القبطيّ، كما يظهر من قراءة هذه النبوةّ  مرتين من خلال مزمور ما قبل الإنجيل والبراكسيس أيضاً إذ تُقرَأ خطبة بولس في انطاكية بسيدية "أع 13: 33"..

   وأمّا ما يفيد به المزمور كلّه بل يصرخ ويصيح به هو القيامة ولا شئ غير قيامة المسيح، التي هي بفعل الآب الذي أقامه من الأموات "غل1: 1"..

   وهذا هو نصّ المزمور الثاني كاملاً مع ربطه بالشواهد الكتابيّة التابعة:

1 لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل  

2 قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه، قائلين  

3 لنقطع قيودهما، ولنطرح عنا ربطهما

   ثم هذه الجملة الجميلة لا تجد تفسيرها إلا في الصليب من حيث هو يستدعي القيامة ويوجبها:

القائل بفمّ داود فتاك لماذا ارتجّت الأمم وتفكَّر الشعوب بالباطل. قامت ملوك الأرض واجتمع الرؤساء معاً على الرب وعلى مسيحه. لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحتَه هيرودس وبيلاطس البنطيّ مع أمم وشعوب إسرائيل ليفعلوا كل ا سبقت فعيّنت يدُك ومشورتك أن يكون " أع4: 25-28"

   وفي قول الرسل: (الذي قد مسحته) إشارة للقيامة بحسب ما سيظهر في ذات المزمور!!! 

   لقد بدأ المزمور بوصف مؤامرة الصليب، ولكنه كان قاصداً للبشارة بردّ قصد المؤامرة على أصحابها والرد على قصد الأشرار من الصليب هو قصد الرب به الذي غايته القيامة.. هم قصدوا به شراً للرب والرب قصد به خيراً للفداء من الموت وأي فداء من الموت إألا القيامة؟!؟!؟!

4  الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم  

5 حينئذ يتكلم عليهم بغضبه، ويرجفهم بغيظه  

6 أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي..

    واضح أن هذه المسحة تُشير للقيامة.. وخط سير الفقرة يعزل أي علّة للخلط وفقدان التمييز بين مسحة المسيح منذ الأزل في لاهوته: (منذ الأزل مُسِحتُ منذ البدء) "أم8: 23"، وبين مسحته في تجسّده..

   (في تاريخ الشرح تداخلت فكرة تاهت عن هذا الشاهد، توثيق بعض مواضعها في الهامش الأول[i]  مع شرح ومراجعة)  

   أما هذه المسحة في المزمور فتختصّ موضعاً بعينه، بحسب النصّ: "على صهيون"، وزماناً بعينه، بحسب ظاهر استشهاد الرسل به..

   هذه مِسْحة القيامة من الأموات، مِسْحته باكورةً للراقدين "1كو15: 20"  مِقداماً لهم،

حتّى يقوموا فيه وبه..

   وهذه المسحة هي ما أشار لها الرسول بطرس: "... سبق (داود) فرأى وتكلّم عن قيامة المسيح ... فيسوع هذا أقامه الـله ... فليعلم يقيناً جمع بيت إسرائيل أن الإله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم ربّاً ومسيحاً "أع2: 32، 36"..

   وكرَّر الرسول بولس الإشارة الرابطة بين القيامة وميلاد الرب وبنويته للآب:

(... تعيّن ابن الـله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات)  "رو1: 4".. الرب يسوع هو ابن الآب باملحب والحق ومنذ الأزل في لاهوته وكونه كلمته وحكمته، فكيف كحو عيينه حجادثاص في الزمان؟ ليس إلا أن هذا التعيين هو ميلاده وهو في ا.لجسد بالقيامة.. هكذا يقول النص وهكذا يوافق المعنى فكذا إذاً يعلِّم لإنجيل..

   إن المسحة في مبدئها واحدة، والمسيح واحد، والإعلانات متكرِّرة ومتميّزة بحسب تميّز تفاصيل ومراحل العمل الإلهيّ الواحد في غايته، وهذه المرَّة المعنيّة تعييناً فهي إعلان مسحة يسوع قائماً من بين الأموات وباكورةً للراقدين، وهي الإعلان الأعظم للمسيح مسيحاً، لأنها الغاية العظمى للبشر..

   ولنا من هذا الشاهد نقطة مفردة منفصلة لإظهار مزيد من عوامل اعتبار القيامة ميلاداً من حيث ظهور كليهما موسوماً بِسِمة المسحة (التفصيل في النقطة الخامسة).. 

 

   ثم يخبر المزمور بالجملة المقصودة:

7 إني أخبر من جه.ة قضاء الرب: قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك

    ويُلحق بها عرضاً بديعاً لنتائج القيامة:

8 اسألني فأعطيك الأمم ميراثا لك، وأقاصي الأرض ملكا لك

   هذا يقابِله ويحقِّقه قول الرب: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت28: 19، 20)..

 

9 تحطمهم بقضيب من حديد. مثل إناء خزاف تكسرهم

   وهذا ما جرى لكل الملوك المعاندين جرّاء رفض الرب، فهلك بيلاطس وخرب الهيكل حسب نبوّة الرب، وذهب الرسل بالكرازة بالقيامة حتى عمّا قليل صاح أعداء الإيمان أنهم فتنوا المسكونة (أع17: 6)، وحتى دخل الإيمان بيت قيصر "في4: 22"، وفي زمن قياسيّ تاريخيّاً تحولت الإمبراطورية للاحتماء بالصليب والتواري خلفه بدلاً من اضطهاده..

 

10 فالآن يا أيها الملوك تعقلوا. تأدبوا يا قضاة الأرض  

11  اعبدوا الرب بخوف، واهتفوا برعدة  

12 قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق. لأنه عن قليل يتقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه

   وأما من قاموا عقب ذلك لمقاومة الرب بحسب النبوات السابقة (2تس2)، فلا يزال عمل قيامة الرب جارٍ ليبيد الأثيم بروح فمه من الطريق عندما يكتمل مكيال شرّه ويتّقِد غضب الرب؛ وأما للمتَّقين اسمه فتشرِق شمس البر، شمس القيامة والحياة..

   وبعدُ فلا يبقى شكّ أن اليوم المُشار له في المزمور في القول: "أنا اليوم ولدتك" هو يوم قيامة المسيح من بين الأموات، مولوداً من الموت بالجسد لإظهار الحياة الجديدة التي كانت فيه وليست ظاهرة لنا، فصارت بميلاده من الموت (أي بقيامته) ظاهرة..

 

 

2)   من البطن قبل كوكب الصبح ولدتَك "مز110" (!)

     (هذا المزمور عانى من عدم دقة الترجمة السبعينيّة المتأثرة لعلها بالطابع الترجوميّ فأتى الخلل القليل فيها بأثر بلا لزوم على تفسير وشرح أسماء كبيرة فائقة الجدارة والفضل، والهامش التالي يفصِّل [ii])

 

الترجمة هنا تتبع الترجمة السبعينيّة لشهرتها في الوسط القبطيّ، وبها نزعة تفسيريّة وليست ترجمة نصيّة دقيقة للأصل العبريّ، ما تسبَّب في تحويل تفسير بعض الآباء وأبعده فنيّاً عن قصد النصّ

وعلى كل حال، فالنصّ سيُنظَر بدقّة بناءً على أصله العبراننيّ في المتن

 

   هذا القول النبويّ يختلف بين الترجمة السبعينيّة وبعض الترجمات الحديثة، فالبطن مضافة إلى الفجر في أكثر الترجمات بدون سبب وجيه، ولكنها تأتي بقوة مستقلّة في الترجمة السبعينيّة كما في الأصل العبريّ والترجمات الدقيقة الحديثة، والولادة تأتي اسماً بمعنى الفتوّة والشباب في كل الترجمات الحديثة موافقة للأصل العبريّ، 

بينما تأتي في صورة فعل في الترجمة السبعينيّة..

   ولذلك نعمد للأصل العبرانيّ لحسم الأمر بين الترجمات، فنجد أن الأصل يفيد بهذا النصّ بكل دقة:

   "من البطن من الفجر لك طلّ ولادتك".

ومن النص الدقيق نبدأ فَرد احتمالات التفسير، وكلمة "ولادة" ("ولدوت" في الأصل العبريّ) وهي الكلمة الأبرز في الشاهد، يصحّ أن تعني الميلاد وقد تُعني الصبا وحداثة السنّ..

   ومهما يكن من أمر احتمالات التفسير، فالمزمور كلّه عن القيامة كسابقه في المقال، بل ويبدأ بملكوت القيامة بكلّ قوّة..

كما سيظهر من النظر في جملة متنه، وهذه متابعة مختصرة بالتعليق لسطور المزمور:ه

 (المتن منقول من الترجمة البيروتيّة مع التصحيح في موضعه حين يلزم)

 

1  لداود. مزمور قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك  

2  يرسل الرب قضيب عزك من صهيون. تسلط في وسط أعدائك

   يذكَّر هذا بمطلع تسبحة التوزيع البديعة في فترة الخمسين: الرب ملك وجلس وحكم..

 

3 شعبك منتدب في يوم قوتك.....

    وهذه صورة بديعة لانتداب (تطوّع) شعب الرب من النفوس المحبّة له لزيارة قبره لتكريم جسده.. أولاً مريم المجدليّة ومريم الأخرى ويونا ومعهن أُناس، ثم عودتهن واستدعاء التلاميذ الذين ذهب منهم بطرس ويوحنّا..

 

3 ..... في زينة مقدسة من رحم الفجر، لك طل حداثتك.

   الأصل العبريّ يفيد حرفيّا بالآتي: "من الرحم من الفجر لك طل ولادتك

(الترجمة البيروتيّة تذمّ الرحم إلى الفجر في صورة "مضاف ومضاف إليه" بغير وجه حقّ، وترجمة الملك جيمس ادقّ في الترجمة هنا ويمكن مراجعهتا مع الاصل العبريّ)..

 

وهذا المقطع من الشاهد يعيّن موضع خروج الرب، وزمنه، وبهاؤه:

+ من الرحم (قلب الأرض - والأرض هي رحم آدم الأول لهواة التقيّد الحرفيّ).. 

++ من الفجر (زمن قيامة المسيح)..

 وأما "لك طل ولادتك" فهنا احتمالان: قد تفيد كلمة "الولادة" معنى الميلاد، أو سنّ الحداثة والشباب +++

وكلا المعنيين لا يبعدان عن القيامة، فالولادة هي ظهور الحياة، والشباب هو السن الذي قام فيه المسيح، 

   ويبقى من المقطع تعبير "لك طلّ" والذي يتسق غيابه في النسخة السبعينيّة مع جعل "الولادة" فعل بعدما خلت من أي مضاف يجعلها اسماً يتسع لأكثر من معنى، على ان الأصل العبريذ هو المعوَّل عليه على كل حال..

.. وكلمة الطلّ تربط جزئيّ الجملة ببراعة شعريّة، فهي مرتبطة بوقت الفجر (الندى) ومرتبطة من وجه آخر بالشباب (العرق الناتج من العمل والنشاط)، ومرتبطة أيضاً بصورة الطفل الوليد (عرق الرحم ودمه الذي يُولَد الطفل به)..فمن كل وجه، فهذه الصورة الشعريّة تجمع وقت قيامة المسيح وقوة قيامته وصورة ميلاده من الموت جسديّاً للحياة إلى أبد الآبدين..

 

4 أقسم الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق

    كهنوت المسيح كان ظاهراً على الصليب أظهر ما يكون، ولكن ديمومته للأبد تحقَّقت بالقيامة لأنه أثبت بها أولاً أن ذبيحة الصليب قد قُبِلَت، ثم هو لن يرى الموت بعدُ، وبهذا بالقيامة تكون الذبيحة دائمة المفعول ويكون الرب الذي قدَّمها كاهناً إلى الأبد.. وأما أن الذبيحة على طقس ملكي صادق، فلأن صورة الذبيحة الآن معطاة للكنيسة في تقديس صورة الخبز الخمر، أي الإفخارستيا التي فيها نكمل قول الرسول (1كو11: 26)، ونزيد فننسب القول للرب بثقة الإيمان: تخبرون بموتي وتعترفون بقيامتي..

  

5 الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكا

    والرب قد جلس عن يمين الآب من قِبَل القيامة والصعود..

 

6 يدين بين الأمم. ملأ جثثا أرضا واسعة. سحق رؤوسها

7 من النهر يشرب في الطريق.....

    الصورة هنا لمن يشرب في طريقه، أي لم يجد وقتا للشرب قبل الخروج.. فهذه كناية عن نشاه في العمل.. وهذا كان عمل المسيح دوماً لا يمكن أن نتعسّف لنحتكر القصد لثلاثة أيام الصليب و القيامة، ولكن خصوصيّة الصورة لاشك تتجلّى في عمل الصليب والقيامة.. على أن المقطع التالي سيظهر اقتراب النص اقتراباً لصيقاً بالقيامة:

 

7 .... لذلك يرفع الرأس

   وهو يرفع الرأس لذلك.. رفع الرأس علامة الشرف والافتخار.. أي أن فخر المسيح قام على أساس العمل والجهد والنصرة، وليس ادعاءً فارغاً..

   وهذه الفقرة الخاتمة للمزمور والذي قد بدا غامضاً أولاً ينير المزمور كله بمزيد من النور، ويطابقه بنبوّة إشعياء القاطعة التي تصوّر المسيح ساعياً بثبات ورفعة في طريق خدمته بالجسد،  إلا أنه لا يكلّ ولا ينكسر (أي تحت ثقل الصليب) ى يخرِج الحق إلى النصرة (بالقيامة) (إش42: 1-4)..

 

 

   وبعد كل هذا وإذ قد ثبت بكل كلمة في المزمور كونه عن القيامة، فتكون إشارة النبوّة المعنيّة عن "رحم الفجر" أو "قبل كوكب الصبح" هي نبوّة مباشرة عن وقت قيامة المسيح فَجراً..

 

   ولقد يُنظَر للمزمور أن النصرة فيه تخصّ الصليب حيث ملك ربنا أيضاً.. وغير أن هذا لا يبعدنا عن القصد، إذ أن ذِكر الميلاد في قلب سياق الصليب لا يُفهَم منه إلا القيامة من موت الصليب؛ غير أن هذا لا يفسد القصد فإن المزمور يتكلّم مباشرة عن القيامة ذاتها، إذ هو يتكلّم عن يوم "قوة" الرب (عدد 3 من المزمور)، فإذ كان "قد صُلِبَ من ضعف ولكنه حي بقوة الـله (2كو13: 4)..

 

3)   قيامة المؤمنين هي كمال التبنِّي

     هذا أقوله لا أنا بل الرسول بولس

 

   نحن أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا متوقعين التبني فداء أجسادنا "رو8: 23"  

   ولما كان فداء الأجساد هو بالقيامة وإلا فماذا هو، فإذاً تُسمَّى قيامة المؤمنين تبنيّاً، والقيامة هي امتداد قيامة المسيح وعلى مثالها، والتبنيّ ولادة..

 

4)   المعموديّة (الميلاد الروحيّ الأوَّل) هي عمل القيامة أيضاً

     هذا مشهور جداً ومعنا شاهد رسوليّ

 

    فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة

"رو6: 4"

 

5)   الميلاد والقيامة كلاهما مَدْعُوٌّ مسحةً

     التسمية تستوجب التمعن!!!!!

 

   سبق أن عبر في النظر هذا الشاهد في فحص المزمور الثاني:

   أمّا أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي "مز2: 6"

  

 وثبت منه دعوة المسيح مسيحاً في سياق القيامة تعييناً، بجانب دعوته بذات اللقب في غير ذلك من أحواله وأعماله.. ووعدنا هنالك بإفراد مزيد من التأمّل في وجه التماثل بين القيامة والميلاد من حيث كون كليهما ظاهراً بـِسِمَة المسحة، وها هنا نوفي ما وعدنا بعون الرب..

   وبديهيّ أنّ مجرد تشابه أمرين في صفة لا يسوّغ بمفرده دعوة أحدهما باسم أو بتمام صفة الآخر، وعليه، فإنّ مُجرّد أن تُدعى القيامة مسحة والقائم مسيحاً في قيامته، لا يكفي لدعوة القيامة ميلاداً.. على أنّ العكس غير صحيح: أي أنه لكي تُدعَى القيامة ميلاداً فيلزم أن يُظهَر فيها كل سمات الميلاد الرئيسة، ومنها سمة المسحة..

   وهذا هو وجه الإفادة في هذه الفقرة، استكمال عرض تمام معنى الميلاد في القيامة، فالمولود بمسحة، قائم بمسحة أيضاً.. ومسحته واحدة في مصدرها، من الآب بالروح القدس، في وحدانيّة الثالوث، ولكنها مع وحدانيتها فبها تمييز في تفاصيل أوجهها، وهاهنا ننظر للمقابَلَة بين وجه الميلاد من العذراء ووجه القيامة في المسحة فنتبيّن هذا التمييز البديع:

 

   كانت المسحة في الميلاد ظاهرة بشكل عظيم غير مسبوق، فالجنين في أحشاء العذراء كان ممسوحاً باعتباره فيها وهي ممتلئة بالمسحة: (الممتلئة نعمة ... الروح القدس يحلّ عليكِ" "لو1: 28، 34"، وكان من شأن تمام هذه النعمة أنّه في حين قيل إن: (إليصابات امتلأت بالروح القدس) "لو1: 41"، وزكريّا مثلها "لو1: 67"، فإنّه لم يُقَل بعدها عند حديث العذراء أنها احتاجت للامتلاء بالروح القدس حين نطقت بتسبحتها العُظمى.. إذاً كان يسوع إنسانيّاً ممسوحاً بالروح القدس إذ هو متجسِّد به في أحشاء الممتلئة به.. فماذا كانت وظيفة هذه المسحة؟ لاشك أنها كانت رأس مسحة المسيح إنسانيّاً، وتحمل كل وظائف عمله الإنسانيّ من حيث المبدأ، ولكن نختص منها ما خصّصه الملاك: (يخلِّص شعبه من خطاياهم" (مت1: 21"..

   إذاً كان الميلاد من العذراء حاملاً معه مسحة أعلى وجوهها وأصرحه إعلاناً هو تعيين المولود لتخليص الناس من خطاياهم، وكان هذا ببداهة الإيمان والإنجيل بتعليمه وبإظهاره المثال الجاذب لشخصه وبرّه، ثم أخيراً وحتماً بتقديم نفسه ذبيحة مرضية تدين الخطية "رو8: 23"،  والشيطان من خلفها أنهما خاطئان جداً وشريران تماماً، وبلا حقّ في الإنسان من حيث أنهما تجاسرا على البار دون أدنى وجه حقّ.. فانفضح الشيطان والخطيّة وجُرِّدا من سلطانهما "كو2: 15"، وسقط احتجاجهما في الادعاء أن الإنسان الذي يتبعهما من حقهما.. وظهر أنه ليس كل إنسان ساقط في براثنهما مستحق للموت الأبديّ دون فرصة خلاص.. كان وجه المسحة في الميلاد هو تعيين يسوع مخلِّصاً من الخطيّة، ولقد أتمّ العمل بإدانته الخطيّة بالجسد، فكان هذا هو تمام الوجه المبدئيّ للمسحة، الذى بُشِّر به أولاً في ميلاد المسيح..

   والآن في القيامة، فإن المسيح الذي اختفى بالموت قد عاد للظهور ومعه مسحته المعيِّنة له مخلِّصاً، وهذه المرة فهي تحمل معها وجه الغلبة على آخر عدوّ يبطل وهو الموت (1كو15: 26)، هذه المرّة فالمسحة هي مسحة الغالب على الموت بعد أن غلب الخطية وإبليس..

   ولما كان ذاك الموت المغلوب بالقيامة من ذاك الشيطان المغلوب سابقاً بالصليب، وكان الغالب على كليهما هو ذات المسيح الواحد، المصلوب والقائم، بل المولود بغاية الصليب وقوة القيامة، فلا يبقى مكان لأدنى قلق من تفريق المسحة إلى عدة مسحات كما قد يقلق البعض،  بل يبقى فقط حقنا في التمتّع بتملية النظر في أوجه عمل المسحة الواحدة وتكرار إعلانها كل مرّة بوجه جديد ومعنى وثيق متميّز ومتحد في تكامل عمل المسحة الواحد وإتمام غايتها الواحدة..  

    وعلى هذا فنفرِد في مقالنا بكل ارتياح وجه جديد يضيف لعوامل توصيف القيامة بأنها ميلاد، إذ يتشابه ميلاد المسيح وقيامته في كون كليهما مدعوّان عمل مسحة..

 

6)   تشابه شكليّ لطيف بين رحم الميلاد وقبر القيامة

     بداهةً، فهذه اللقطة لا أعدُّها دليلاً بين الأدلّة الملزمة، ولكنّها قرينة لطيفة متّفِقَة، أعرضها لإيفاء العرض.. فانظروا:

 

  المسيح متجسِّد في رحم بكر، ومدفون في قبر بكر،

   وكان اسم الراعي لكليهما "يوسف"،

   وكلاهما، بقي بكراً بعد ميلاد\قيامة المسيح !

 

   جملة القول:

   قيامة الرب من الموت مثل ولادته من عجينة البشريّة الميتة بدونه، لها صورة الميلاد أي ظهور الحياة، وظهورها في حداثتها وقوتها، بإعطاء فرصة جديدة وسعيدة،،،،،

 

 

 



[i] المسيح ممسوح منذ الأزل لاهوتيّاً باعتباره الابن الوحيد، وباعتبار المسحة تُعني الاختيار ومدّ النعمة من الماسح للممسوح، وهذا صحيح تمام الصحّة على الابن في لاهوته إذ أخذ كل شئ من الآب بحسب الطبيعة الإلهيّة وقبل الزمن، بكيفيّة أعجب مما يستمد الفكر قوامه من الذهن،

في اتحاد وتماهْ مع التمايز فوق الزمن..

   وللأسف تاه هذا الشاهد "أم8: 23"، أو على الأقل صحيح معناه، من تفسير البابا كيرلس الأوَّل، في خضم صراعه مع النساطرة، فقرَّر قاطعاً أنّ كلمة الآب لم يُدعَ مسيحاً قبل تجسّده، والخطا محزن..

“That the Word out of God the Father was not by any called Christ or Jesus as long as He was not yet man, is evident”

(Cyril of Alexandria, Against Diodore of Tarsus and Theodore of Mopsuestia (fragments of book 1), LFC 47 (1881), translated by P. E. Pusey, article 19)

 

   وإثبات خطأ هذا الافتراض مباشر جليّ من الكتاب المقدس:  لا.. غير صحيح أنه واضح أنه ولا واحد دعا الابن مسيحاً قبل التجسّد، فعلى الأقلّ دعاه الحكيم كاتب سفر الأمثال مسيحاً بلسان النبوّة إذ أسمعنا صوت الحكمة القائل عن نفسه: (منذُ الأزل مُسحتً)"أم8: 22"،  ودعوة النبيّ للحكمة الذي هو الكلمة مسيحاً مؤيَّدة بشاهدين معه: الأوَّل هو الحكمة نفسه الذي يدعو نفسه، والثاني هو الروح القدس الذي يوحي للحكيم كاتب السفر بما يكتبه!

    وتكَرَّرت نفس الفكرة في احتجاجات البابا كيرلس الأوَّل بعد سنين في رسالته "55" (زاد التكرار بكل أسف في كثير من المواضع وينبو حصرها عن سعة المجال هنا وما يفي قصده)، التي أرسلها لآباء البريّة أناستاسيوس وآخرين، شارحاً فيها قانون الإيمان، والتي يقول فيها في فقرة 42:

   “For just as suffering is foreign to Him when He is considered without flesh, so also the anointing is an inharmonious matter and foreign to Him, for “God anointed Jesus of Nazareth with the Holy spirit” (Act10: 38), but of Himself, the Word of God is entirely perfect and would not need the anointing through the Holy Spirit. So deny the dispensation, turn the Only Begotten away from His love for the world, do not let Him be named Christ, the Anointed ne, by you! ”

   ( John. I. Mcenerney, Cyril of Alexandria: Letters 51-100, The Fathers of the Church series, Vol. 77, Washington: Catholic University of America press, 1987, first paper back reprint 2007, P. 35; Norman Russel, Saint Cyril (Patriarch of Alexandria), Routledge, 2000; Ibid for original Greek text: Migne, PL vol. 77;..

   N.B. I corrected all pronouns and references to Christ to upper case, where they failed to show up like that in the quoted text).. 

   ومن ترجمة د. موريس تاوضروس من إصدارات مركز أنبا أنطونيوس للدراسات الآبائيّة أنقل الترجمة العربيّة لهذا المقطع المثير من الرسالة، مُداخِلاً إيّاها بالتعليق:

(كما أن الآلام غريبة عنه عندما يُنظَر إليه بدون الجسد، هكذا المسحة هي أمر لا يليق به بل هي غريبة عنه)!   والحقّ إنّ هذا الكلام عينه (المتكرِّر في غير موضع ولا يتسع المجال لرصد كافة الإشارات) هو الأمر الغريب عن الرب والذي لا يليق به، فهو ممسوح منذ الأزل وقبل كل الدهور باعتباره الابن الوحيد ..."!

   فكيف يفهم البابا كيرلس الأوَّل المسحة حتى أنه يتكلَّم هكذا؟ يواصل شرحه في ذات الرسالة: (لأنّ الـله مسح يسوع الناصريّ بالروح القدس "أع10: 38" أما كلمة الـله فهو كامل في ذاته لا يحتاج للمسحة بالروح القدس)..

   وتظهر السمة الدفاعيّة البحتة Pure apologetic  لغرضه عندما يختم الفقرة بتحدِّيه للنساطرة بقوله، تأسيساً على سابق شرحه:

"... إذن لا تدعونه بالمسيح"! (هكذا وردت في الترجمة، وتصحيحها اللغويّ: "إذاً لا تدعوه"

(رسائل القديس كيرلس، جـ 4، صـ 49، رسالة 55، ترجمة د. موريس تاوضروس، مركز أنبا انطونيوس للدراسات الآبائيّة)..  

   وبحسب ذاكرتي فقد تكرَّر نفس المنطق الجدليّ لديه في غير موضع فوق ما سبق من استشهادين!

   ومفهوم للناظر في المعاني كتابيّاً أن المسحة ليست بالضرورة احتياجاً (كما هو الفهم القاصر المؤسف الذي نردّه وإن ورد منسوباً لقلم كبير من كبراء الدفاع عن الإيمان)، بل المسحة هي أمر طبيعيّ، وإلا فإن الحكمة من حيث هي حكمة لا تحتاج للمسحة، وما كان يجوز للحكمة ان تقول في سفر الأمثال أن الرب مسحها (أتكلّم مُجاراةً للمنطق الحرفيّ لاجتزائيّ للمعنى بحسب ما اتبعه البابا كيرلس الأول لكي يصل لنتيجته المؤسفة تلك)..

    وهذا العسف في التفسير، الذي يعمى عن تخطئة عنصر صحيح لحساب غلق الباب على من يحاول تخطئة عنصر صحيح آخر، والتي غالباً ما يقع فيها المُدافِع بغير قصد، هذه الطريقة الدفاعيّة المؤسفة هي من مخاطر المنهج الدفاعيّ في التفسير كما كررتُ في غير موضع.. وسأشرح في الفقرة التالية باختصار طريقة التفكير التي أودت بشاهد كتابيّ وأغمطت معنى إيمانيّ حقهما:

 

   لقد افترض البابا كيرلس أن اللقب "المسيح" هو لقب لم يُطلَق على الرب إلا في تجسّده، وذلك ليثبت وحدانيّة اللاهوت والناسوت فيه بمنطق استحقاقه ناسوتيّاً للقب إلهيّ؛ ومن هنا عَمَد لإثبات أن اللقب لم يُطلَق عليه قبل التجسد لصدّ محاولة التفسير المضادّ بأن اللقب يشير للاهوته.. والصحيح أن العكس هو الصحيح، إذ أنّ في وحدة اللقب لاهوتيّاً وناسوتيّاً الدليل على وحدة شخص المسيح وليس العكس، لأن وحدة شخص المسيح في لاهوته وناسوته ظاهرة في تواصل صلاحيّة ذات اللقب منذ الأزل لاهوتيّاً وفي ملء الزمان ناسوتيّاً بأقوى من ظهورها بطريقة المنطق الأرسطيّ الجاف الذي يستسهل قصر صلاحيّة لقب على الناسوت دون اللاهوت ليعود ويثبت وحدة كليهما بقوة إطلاق اللقب الناسوتيّ على كامل شخص المسيح كما في ذلك الشرح الذي يُؤسّف عليه ويُرفَض ويًضحَّح بكل وضوح وقوة..

   ومتابعة اتّصال تلقيب الابن بلقب "المسيح" منذ الأزل إلى المنتهى أمر شيّق، وأحيل القارئ الراغب إلى درافت كتاب "يسوع الذي يُدعَى المسيح" 

   ومع الاسم الحلو للرب القدوس يحلو ختام الهامش المهم،،،،،

 

 

[ii]  كان الأريوسيّون يتّخذون من هذا النص بحسب الترجمة السبعينيّة دليلاً لهم على أن الابن مولود في الزمان، فرد عليهم حامي الإيمان البابا أثناسيوس بتفسير لهذه النبوّة في الكتاب الرابع ضد الأريوسيّين (NPNF, Second Series, Vol. 4, Against the Arians, Discourse IV, Chapters 26-28, The Sage Digital Library Collections, PP.787-789)

وبعده باسيليوس ضديونوميوس (Ibid, vol. 8, p. 45.)

وسبقهما لذات التفسير أريجين (ANF, vol 10, On John, book 6, 2, p. 606.)

ولعل البابا أثناسيوس قد نقله عن أوريجين باعتبار الأول من تلاميذ مدرسة الإسكندريّة في النهاية والتي كان أشهر معلميها هو أوريجين، وأما باسيليوس فيأتي به مختصراً للإفادة بالإشارة لميلاد الابن من الآب..

 

وينطلق التفسير من افتراض أن النصّ يتكلّم عن ميلاد المسيح الأزليّ، وللحقّ فإن التفسير على الخطأ في مبدئه بديع يمتلئ بمهارة البابا أثناسيوس الكتابيّة واللاهوتيّة.. لقد فسّر "كوكب الصبح" أنه هو المسيح من حيث تجسّده، ودلَّل على هذا بقول الرائي: "أنا يسوع ... كوكب الصبح المنير" (رؤ22: 16)..  ثم انتقل ليأخذ من النص الكتابيّ دليلاً عكسيّاً ضد الأريوسيّين، إذ صار النص بهذا التفسير يفيد التأكيد على نحوٍ خاص أن ميلاد المسيح جسديَّاَ ليس هو مبتدأه، لأنّ الآب ولده قبل التجسد (كوكب الصبح)..

   ولا جدال في براعة هذا التفسير، ولا غبار على أيٍ من عناصره..  والكنيسة القبطيّة تحرص في قراءاتها في عيد الميلاد على التأكيد في إنجيل باكر على الميلاد الأزليّ الإلهيّ للمسيح "يو1"  حتى إذا ما وصلت القراءة إلى فصل الإنجيل الرئيس على ميلاد المسيح من العذراء إنسانيّاً يكون قد سبق التنبيه لأن هذا الميلاد ليس هو مبتدأ المسيح.. ولكن المشكلة في هكذا تفسير أنه لم ينظر للسياق، فوضع كلاماً صحيحاً في غير موضعه الصحيح!

   وليس غريباً أن تكون كل مادّة التفسير صحيحةً، ولكنه لا يصلح مع ذلك كتفسير.. ومرّة ثانية فهذا من مشاكل التفسير الدفاعيّ الذي يقود المفسِّر للنظر على الخصم وهو ينظر للنصّ، فتنجذب عينَه التفسيريّة نحو ضَحد حجة الخصم، ولو على حساب رصيد التفسير الصحيح دون دراية من المفسِّر.. على أن هذا التفسير مع خطئه أهون من الخطأ المفحوص في الهامش السابق،  إذ أن توصيف هذا الخطأ هو أن الصحيح قيل ولكن في غير موضعه، بينما في الخطأ السابق فإن الشارح أنكر صحيحاً إنكاراً مطلقاً..







Site Gate   Table of Contents   Contemporary Criticism   Theology   Patristics   Supreme Authority   Theology   Exegeses   Technical Studies   Sign Guest Book


The site & all contents within r founded, authored & programmed
by Deacon P. Engineer Basil Lamie, a.k.a. Christopher Mark !
FB-like counter started around 2013 and got jeopardized for few years due to a technical fb problem,
while the WebHit counter started on May 17th, 2023. Both are collective overall the site!

counter free