بين نهاية 2009 وبداية 2011 أصابتني كسور ورضوض وغير ذلك من متاعب لم أسمح لها بتعطيل أيّ التزام في خدمتي التكريسيّة، ما زاد من تعبي وألزمني بعدم مواصلة أي نشاط بحثيّ، في وقت الراحة، لتوثيق ما يلزم من نقد لما داخلَ تعليم الكنيسة وعوائدها.. كان وقت راحتي هو وقت جلوس أو رقاد بإلزام وطأة الألم..

  لم أستسلم.. كنت حديث عهد ببرنامج فيسبوك، الذي وجدتُ في صفحاته وسيلة لتسجيل الحاضر في الذهن من حقائق، وإجابة الأسئلة التي تُشكِل على السائلين في قضايا نقد الحال المؤسِف كما بدأ ينتبه له الكثيرون ويتشتذتون بين الفُرقاء..

  بدأت الصفحة بصديق كان يتابع عملي ولكنّه توقَّف مُتحدِّياً في نقطةٍ ما فحينها خطر في ذهني تحويل النشاط إلى عمل مكتوب وطلبت منه أن يطرح النقاش على صفحة على فيسبوك، ومن هنا بدأت صفحات النقاش تتوالى على اللوحة.. ولمّا كان الاقتراح سابقاً على بدء التفنيذ بدقائق، فلم يتوفَّر وقت طويل للتفكير في أصعب عمل في أي مشروع ألا وهو "اقتراح التسمية"، فاستعملت تلقاءً اسم الموقع الأثير التليد في عملي المتواضع: Coptic youth 4 Holy Book مع تعديل طفيف على اللوجو Coptic youth 4 Bible وكان وقتها الموقع قد توقَّف لابتعادي عن المتابعة، وكانت هذه الصفحة استعادة لآمال تفعيله (كما حدث بنعمة ربِّنا بعد توقف لوحة النقاش ليس بكثير)

  كانت رسالة الصفحة منذ البداية صادمة لمن كحتت أذهانهم المحفوظات، وتحديّاً ظاهرا وظاهرا لمجد اسم الرب وتنقية تعليم كنيسته بمرجعيّة إنجيله وحده، وفي البداية كان أغلب زبائنها أعداء فالآبائيّون" يصممون على الغصلاح بالعودة لمرجعيّة الآباء، والتقليديّون يعتبرون أي تشكيك في تمام صحّة البابا هرطقة او بدعة (لا يعلمون الفرق)، والصفحة على مرجعيّة واحدة ورسالة واحدة لا تجامل احداً، شعارها عدوّ عدوّ الصحيح ليس بالضرورة صحيح..

  ولكن سرعان ما حقَّقت نجاحلاً مذهلاً، فزاد من روّادها المباركين لها جُلّ النشطين على الساحة الإلكترونيّة، إذ زاد من بدئوا ينتبهون لغلبة الحجة الأرثوذكسيّة (بمعنى الكلمة) الإنجيليّة (بمعنى الكلمة أيضاً)، وظهر تأثير صحفات اللوحة من شواهد لمعت بعد إغلاقها!!

   * كانت المجاميع القبطيّة المماثلة لا تزيد أعداد روّادها واضعي "اللايكات" عن مئتين او ثلاثمئة في ذلك الوقت، ولكن زادت لايكات الجروب حتى تعدَّت 600 في وقت قياسيّ، ومع الالتفات لغياب الدعم الدعائيّ الجدير فإن دلالة مئات اللايكات تزيد

   * عندما توقَّفت لوحة النقاش التفت صديق قديم لما تركته من فراغ فألحّ عليّ أن أستعيد الموقع الأصليّ ، وعرض ونفَّذ استئجار اسم الموقع domain name فكانت هذه اللوحة بركة في حد ذاتها لاستعادة الموقع الكبير (بدأت مع توفّر الدومين نيم بتحميل مادة الموقع على هوست مجانيّ وليس بعدها بكثير، حين استوثقت من إمكانيّة متابعة الموقع مع التزاماتي في التكريس، أنني أعدت استئجار الهوست الدائم القائم عليه الموقع الآن.. فلو لم تكن هذه اللوحة بهذا التأثير الناجح فلربما لم يكن الموقع قد عاد..

   * بعد تعطّل اللوحة شرعتُ في جمع النُسخ الاحتياطيّة وتجميعها في ملف مضغوظ وتحميله على مواقع التحميل، فكان الملف كبير الحجم نسبيّاً (نحو نصف جيجا)، ومع ذلك حمّله بعض الرُوَّاد واتخذوه كمرجع يقومون بالبحث فيه بطُرق البحث الشاقة لكونه مجرد ملفات محفوظة كنص فقط بغير فهارس ولا روابط.. ولاولئك وعدتُ بإهداء هذا الفهرس، وهذا ما أعتزم عمله الىن بمجرد الانتهاء منه وتحميله بعون ربِّنا..

   * واخيراً فمن آثار نجاح اللوحة أنها إلا الآن تستقطب "لايكات" رغم أنها أُعلِنَت صفحة تذكاريذة بغير نشاط.. وليس من عوامل إقناع في الصفحة إلا عنوانها.. اي رسالتها.. أي مناشدة الشباب القبطيّ لعودة للمرجعيّة الكتابيّة وحدها..

  ولقد تكرَّرَت كثيراً حتى الآن كلمة "تعطّل اللوحة" فلماذا كان ذلك؟ يظنّ البعض أن هناك جهة ما تدخَّلضت وضغطت، ولكن هذا كلام فارغ.. وإنما يعلم "زبائن" فيسبوك في وقتها أن شركة فيسبوك ألغت دعم لوحات النقاش Discussion Board لسبب تجاريّ، وكانت هذه مفاجأة لي، إذ لم اكن "زبوناً" محترفاً لفيسبوك بعدُ، ولكن من معونة ربِّنا أنني كنت أعتني بحفظ نُسخة احتياطيّة من كل صفحة بعد تحديثها، ما حفظ هذا التُراث الثمين بحسب تقدير من أحبّوه وتابعوه ووجدوا فيه منفعة نادرة أو حتّى غير مسبوقة!! ومن واقع تلك النُسَخ المحفوظة نفّذتُ عمليّة تحميلها على الموقع الدائم، بذات شكلها بإعلانات فيسبوك المتزامنة لتكون برائحة زمنها وتُعيد للمتابعين ذكرياتها، عارضاً واجهتها بالفهرس البسيط التالي: